|
|||||||||||||||||
فقدنا البكاء
لقد غابت عنا
سَمتٌ جليلة ، وسِمة ربانيَّة أنْسَتْنا الدُّنيا ومشاغلها ولَهَونا بها في الليل والنهار ، هذه الخصْلة الكريمة الشريفة وهي صفة قدِ امتدحَ اللهُ ورسولُه - صلى الله عليه وسلم - فاعِلِيها نعم لقد فَقَدْنا البكاءَ مِن خشية الله وغاب عنَّا هذا السمت البُكائي وندر حتى صار يُقال : إنَّ فلانًا يبكي وحتى صار منَ المُسْتَغْرَب أن تجدَ مَن يخشع في الموعظة وحتى صار صَفُّ الملتزمينَ في الصلاة أشَحَّ بالدَّمع منَ الصَّخر إنَّ هذا كلَّه مؤذنٌ بِخَلل خطيرٍ ، ومُنذر بشرٍّ وَبِيل لا نريد المُخادَعة ولا الضَّحِك على النَّفْس فربَّما الْتَمَسَ الإنسان لنفسه أَلْف عُذْر وربما قال ما قال إياس لأبيه : " إنما هي رقَّة في القلوب " يريد أنَّ المسألة طبائع فهناك مَن في قلبه رِقَّة ،، وهناك مَن في قلبه قسوة وكلُّ هذه مبررات واهِية ، وحُجج ساقِطة واجعل نصب عينيكَ أبدًا قول مَن قال : " إذا لم تبكِ مِن خشية الله، فابكِ على نفسك؛ لأنَّكَ لَمْ تبكِ " كثيرٌ منَّا مَن يقرأ القرآن ولكن لا تدمع عيونُه مِن خشية الله وكثيرٌ منَّا مَن يستمع إلى أحاديث تُذَكِّرُه بالآخرة ، وتُخَوِّفه بالنار ، وتُحَبِّبه في الجنَّة ولكن قلبه لا يخشع ، ولا يخضع ، ولا يلين فقد عَمَّتِ البلوى ، وانتشرتِ المعاصي والآثام فلم يبقَ لهذا القلب خوفٌ منَ الله ولم يبقَ لهذه العين خَشْيَة حتى تدمعَ شوقًا إلى الله ليسأل الواحدُ منَّا نفسَه : بالله عليكِ ، متى آخر مرةٍ دَمِعَتْ عيناكي خشيةً وخوفًا منَ الله ؟ ولعلَّ جواب كثيرٍ منَّا قد يكون : مِن سنواتٍ عديدةٍ ، أو أنها لم تدمعْ أَصْلاً خشية لله فلماذا هذه القسوة في القلوب ؟ ولماذا هذا التَّحَجُّر في العيون ؟ ما هو إلاَّ بسبب الإبتعاد عن منهج الله والرُّكون إلى هذه الدُّنيا الفانية فقد نقرأ القرآن ولا نتأثَّر ،، ولا نبكي ونسمع أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تَقْشَعِرُّ الجلودُ ونسمع المواعظ والتَّخْويف بالله وبالآخرة ولا تُحَرِّك فينا ساكنًا وحسبنا هذا التَّهديد الإلهي المخيف : { فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } قال مالك بن دينار - رحمه الله - : ما ضرب الله عبدًا بعقوبة أعظم من قسوة القلب وما غضب الله - عَزَّ وجل - على قوم إلاَّ نَزَعَ منهمُ الرحمة إنَّ البكاءَ مِن خشية الله - تعالى - مقامٌ عظيم وهو مقامُ الأنبياء والصالحين إنَّه مقام الخُشُوع وإراقة الدُّموع خوفًا منَ الله إنَّه التعبير عن حُزن القلب وانكسار الفؤاد يقول الله - سبحانه وتعالى - عنْ أولئك الذين تدمع عيونُهم من خشية الله وترق قلوبُهم لِذِكْر الله يقول - سبحانه - { وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} ويقول عنهم - سبحانه - أيضًا : { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} ويقول كذلك: { وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } إنَّ البكاء مِن خشية الله - تعالى - مِن أعظم الأمور التي يحبُّها الله - تبارك وتعالى - فعن أبي أُمامة - رضي الله عنه - عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين ، قطرة من دموع في خشية الله ، وقطرة دم تُهرق في سبيل الله ) وانْظُروا إلى الفَضْل العظيم الذي أَعَدَّهُ اللهُ - سبحانه - لصاحب العين التي تدمع خشية وخوفًا منَ الله يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( لا يَلِج النار رَجُل بَكَى مِن خشية الله، حتى يعود اللَّبن في الضرع ) ويقول - صلى الله عليه وسلم -: ( عينانِ لا تَمَسهما النار : عينٌ بكتْ مِن خشية الله ، وعينٌ باتَتْ تحرُس في سبيل الله ) وقد عدَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - الرَّجل الذي يبكي من خشية الله منَ السبعة الذين يُظِلهم الله يوم القيامة يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( سبعةٌ يُظِلُّهم الله ، يوم لا ظِلَّ إِلاَّ ظله ) ذكر منهم: ( ورجُلٌ ذَكَر الله خاليًا ففاضَتْ عَيْنَاه ) ما رَقَّ قلبٌ لله - عَزَّ وَجَلَّ - إلا كان صاحبه سابقًا إلى الخيرات ، مُشَمِّرًا في الطاعات ما رَقَّ قلبٌ لله - عَزَّ وَجَلَّ - إلاَّ كان حريصًا على طاعة الله ومحبته ما رَقَّ قلب لله - عَزَّ وَجَلَّ - إلاَّ وَجَدْتَ صاحبَه مُطمئنًّا بِذِكْر الله وما رَقَّ قلبٌ لله - عَزَّ وَجَلَّ - إلا وجدتَهُ أبعد ما يكون عَنْ معاصي الله - عز وجل - فالقلبُ الرَّقيق قلبٌ ذليلٌ أمام عظمة الله، وبطشه - تبارك وتعالى - ما انتزعه داعي الشيطان إلاَّ وانكسر خوفًا وخشية للرَّحمن - سبحانه وتعالى - ولا جاءَهُ داعي الغَي والهوى إلاَّ ارتعدتْ فرائِصه من خشية المَلِيكِ - سبحانه وتعالى - مِن أعظم أسباب القَسْوة للقلب ، وقِلَّة البكاء مِن خشية الله : الرُّكون إلى الدُّنيا والغُرُور بأهلها وكثْرة الاشتغال بِفُضُول أحادِيثها وكذا منَ الأسباب كَثْرة الذُّنوب فواللهِ ما تحجَّرَتِ العيون ، وقَسَتِ القلوب إلاَّ بِتَرَاكُم المعاصي والآثام فأصبح القلبُ لا يجد مساغًا لآيات تُتْلى وأحاديث تُذكِّر والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : إنَّ العبد إذا أذنبَ ذنبًا نُكِتَتْ في قلبه نُكتةٌ سوداء فإنْ تاب ونزع واستغفر صقل قلبه ، وإن عاد زادتْ حتى تعلوَ قلبَه فذلك الرَّان الذي ذَكَرَ الله في القرآن: { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } فقد أظلم هذا القلب بِشُؤْم المعصية فكيف لقلبٍ علاه الرَّان أنْ يبكيَ مِن خشية الله ؟ وكيف لقلبٍ سَوَّدَتْهُ المعاصي والآثام أن يَتَفَكَّر في خلق الله ؟ يقول الحسن البصرى : والله يا بن آدم لو قرأت القرأن ثم آمنت به ليطولن حزنك وليشتدن خوفك وليكثرن فى الدنيا بكاؤك م/ل
|
31 May 2012, 02:48 AM | [ 2 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
رد: فقدنا البكاء
|
||||||||
31 May 2012, 02:06 PM | [ 3 ] | ||||||||
عضو متألق
|
رد: فقدنا البكاء
بادي الحارثي جزاك الله خير على التذكير فعلاً ومن لم يستطع البكاء فاليتباكى حتى يمن الله عليه بالخشية ويرزقه التضرع والبكاء |
||||||||
01 Jun 2012, 01:37 AM | [ 4 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
رد: فقدنا البكاء
جزاك الله خيرًا أخي اللهم اجعلنا ممن يبكي من خشية الله ، وليس من خشية الناس |
|||||||
01 Jun 2012, 03:32 AM | [ 5 ] | ||||||||
|
رد: فقدنا البكاء
جزاك الله خيرأخوي |
||||||||
01 Jun 2012, 04:51 AM | [ 6 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
رد: فقدنا البكاء
الله المستعان اللهم أهدنا فيمن هديت الله يجزاك خير ويكتب أجرك |
||||||||
03 Jun 2012, 07:59 PM | [ 7 ] | ||||||||
|
رد: فقدنا البكاء
،’ أعوذ بالله من قسوة القلب الآن قليل من يبكي من خشية الله ترى شخص يبكي ..؟؟!! مالسبب..؟؟!! مشهد مؤثـر بـمسلسل أو أغنية و..الخ لاحول ولاقوة الابالله الحمدلله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا بادي الحارثي بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك ّّ |
||||||||
03 Jun 2012, 08:33 PM | [ 8 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
رد: فقدنا البكاء
اللهــم اجعل القرآن نبرآسا يهدي به قلوبنا جزاك الله خير على الطرح الجوهري وجعله الله في ميزان حسناتك وانار الله طريقك وجعل القرآن ربيع قلبك دمت بحفظ الله |
|||||||
03 Jun 2012, 08:39 PM | [ 9 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
رد: فقدنا البكاء
اللهم إنا نسألك اللطف والعافية والخشوع والبكاء من خشيتك بارك الله فيك أخي أبا محمد |
||||||||