طفل اليوم

كم من الشفقة يستحق طفل اليوم؟ من قرأتي


أطفال ظلمتهم ثورة الاتصالات!! نعم ظلمتهم!! فوقعت في أيديهم هواتف نقالة، لا يحسنون استعمالها، ويتبادلون عليها أشكالاً وصوراً تدمرهم، وتخسف بعقولهم الي عالم آخر بلا رجعة، وتفتح أعينهم علي أشياء لا تناسب أعمارهم، ولا تتفق مع براءتهم، فأطفال اليوم يتخبطون بين الأجهزة الالكترونية التي تحيط بهم من كل جانب، فأصبحوا مرغمين علي استعمالها، والاستئناس إليها، حتي تراكمت أكواما من العزلة حالت بينهم وبين أفراد أسرتهم أو حتي أصدقاؤهم، أو جيرانهم. ولأن اطفال اليوم لا يستطيعون أن يقاوموا هذا الإغراء الجامح الذي يهوي بهم بعيداً الي أرض مليئة بالأزرار، وعصا التحكم، والفأرة الالكترونية، ولا يسطيعون الوقوف متفرجين علي كل ما يشاهدونه عن أصحابهم أو جيرانهم من ألعاب الكترونية، كان لابد وأن نتجرع نحن مرارة هذه الكأس المريرة.

إن المتعة التي يحس بها الطفل وهو أمام هذه الأجهزة الالكترونية المختلفة من بلاي ستيشن الي ألعاب الكمبيوتر ثم الي الهواتف النقالة وصولاً الي الكمبيوتر المحمول جعلته يأنس الي هذه الأجهزة ويألفها، لتصبح ملاذه وعشقه الذي يحب أن يراه من لحظة الصباح اذا استيقظ في الصباح حتي يغلبه النعاس في المساء إذا نام في المساء وربما تحول الأمر الي إدمان حقيقي يطغي علي كل حياته وتفكيره.

وهذه المتعة لها بريق قوي وجاذبية كبيرة علي كل الأطفال وخاصة الأطفال الذين ليس لديهم هذه الوسائل الالكترونية ويرونها عند أصدقائهم أو جيرانهم فيبادرون بشرائها أو يكتفون بالاستمتاع بها من وقت الي آخر ولكنها تصبح أملاً يتمنون تحقيقه حتي يتساوي بالآخرين.

ويدفع كثير من الآباء والأمهات أولادهم الي الجلوس فترات طويلة إن لم يكن كل الوقت أمام هذه الأجهزة الالكترونية حتي يستريحوا من أعبائهم ومشاجرتهم مع بعضهم البعض، فيستطيع الأب أو الأم إنهاء أعمالهم خارج وداخل المنزل دون صخب أو ضيق، وقد يحاولون بعض الآباء والأمهات تنظيم أوقات الأطفال ولكن لا يستطيعون إما بسبب تأثير الأصدقاء عليهم أو تركهم ليستريحوا من اعباء الهموم المدرسية بعد عام دراسي مرير، ومشحون بمعلومات كثيرة استطاعت ان تدخل عقولهم أو لا.

ولا نعلم الي أي شاطيء سترسي سفينة الأجهزة الالكترونية التي يركبها أطفالنا اليوم وهل هي في صالح نموه العقلي والنفسي أو حتي العاطفي؟!، أعتقد لا، وخاصة نموه العاطفي الذي أشفق عليه.

نمو الأطفال وتكوينهم العاطفي والاجتماعي لا يزال تحت ناقوس الخطر ما داموا في حصار هذه الاجهزة الالكترونية المقيتة التي تلتف حولهم كالسياج القاهر لكل ابداعاتهم وابتكاراتهم.

وأحد الحلول لتحطيم هذا الحصار من حول اطفالنا الأبرياء هو:

تقنين هذه الاجهزة من استعمالها لديهم، وتحديد عدد ساعات الجلوس أمامها وفتح باب آخر لاكتشاف مواهبهم واستغلالها علي سبيل المثال لا الحصر، الاشتراك في الأنشطة الرياضية المختلفة، تشجيعهم علي القراءة وتوفير الجو المناسب الذي يساعدهم علي ذلك، مشاركتهم في الأعمال المنزلية، وذلك لإحساسهم بكيفية خدمة أنفسهم، الاشتراك في المسابقات الثقافية والدورات المختلفة في المجلات والجرائد مثل الرسم والنحت والموسيقي والشعر، تجميعهم للمعلومات العامة والمساهمة بها في المجلات وذلك سوف يقوي ثقافتهم ويسعدهم نشر أسمائهم في مجلات الأطفال.

هذا هو الذي يحيي الوقت، ولا يقتله كما يقال لدي أطفالنا وينمي شخصيتهم حتي لا تصاب بالتخلف والتدهور، هؤلاء الأطفال أبرياء، نحن الذين نجبرهم علي ما نريده ونراه صحيحاً وليس كما يقال اليوم علي لسان الآباء والأمهات من جمل مقيتة طلبات أطفال اليوم أوامر أو مثل أولادنا هم الذين يربوننا الي سائر الجمل التي لا تحمل إلا السلبية والاستسلام، واجبار الأطفال علي ما نحن نريد ليس هو الحل وإنما إقناعهم بمخاطر الأجهزة الالكترونية الضارة من ناحية الجلوس أمامها لفترات طويلة، ومن ناحية أخري خطورة بعض الألعاب، وأخيراً من أهمية توزيع الهوايات والأنشطة علي مدار اليوم، حتي يأتي الطفل في نهاية الأسبوع بتحصيل وتجميع أشياء مفيدة يحدث بها نفسه أولاً ثم يأتي لوالديه يقول أنا انجزت في هذا الأسبوع كذا وكذا. وليس كل ما يأتينا من الخارج، ويهل علينا بثقافة الغرب نقبله وكأنه مفروض علينا ثم نتبادله بيننا كأنه عادة، ثم نكتشف الأضرار بعد حدوثها

مشكوره اختي على المقال

دمتي بود

مثار الجدل هؤلاء الجديد

ومستقبلهم بين مد وجزر وظروفهم الاجتماعية وعاداتهم قد تغيرت كثيراً

أحياناً نقسو عليهم لما صارت إليه احوالهم من ضياع وشتات

وأحياناً نعذرهم فالدنيا قد ظلمتهم كثيراً والبطالة لا ترحم والضياع لا يفتئ يحوم حولهم .

فعلاً مشكلة مؤرقة ولا بد من إيجاد حلول لها ...

شكراً بسمة وكل عام وانتِ بألف خير

ربي يعطيكم العافية

تحيتي لكم