التحكم في الغضب


الغضب حالة عاطفية طبيعية.. لكن الغضب يعتبر حالة مرضية عندما يخرج عن نطاق السيطرة، إذ أن أغلبية الاشخاص الذين يميلون إلى العنف يتسمون بافتقارهم إلى الشعور بأهمية ذواتهم، ولذلك فهم يلجؤون إلى العنف بسرعة أكبر من الآخرين.

ويعتقد الخبراء ان السبب هو مجموعة من العوامل، ويشمل ذلك تغيير أسلوب المعيشة وزيادة مستويات الانعصاب "الإجهاد" أمور تدفع للاندفاع نحو موجات الغضب. كما ان ضغوط الحياة المعاصرة تؤدي دوراً كبيراً في استفزاز الانسان ودفعه للاغراق في دوامة الغضب، ويتصاعد الغضب أيضاً مع ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع درجات التلوث والازدحام في الشوارع والاختناقات المرورية.

لا شك أن الغضب يضر بالصحة، عندما تغضب يطلق الجسم الكورتزول الذي يقوم بالتسبب في تضييق شرايين الدم، مما يضاعف احتمالات التجلط والأزمات القلبية، وفضلا عن تسبب الغضب في الاضرار بصحتك فإنه يمكن ان يدفعك للقيام باعمال أو التلفظ بكلمات قد تندم عليها لاحقاً، وعندما يكون عقلنا العاطفي مشحوناً فإننا نرى الأمور بالأبيض والأسود فقط ما يجعلنا نرتكب حماقات وأعمالاً قبيحة وسخيفة ونتخذ قرارات قد تلحق أفدح الضرر بنا كما أن نوبات الغضب تضعف شخصيتك أمام الآخرين، ويرون فيك شخصية مضطربة.

من الصعب أيضاً ألا نغضب، إن ثورة الغضب ليس من السهل التحكم فيها، لكن يمكننا أن نمنع أنفسنا من الغضب، ويمكننا اختيار ماذا نفعل بغضبنا، الخطوة الرئيسية هي تعلم كيف يمكن التعبير عنه بوسيلة صحية بدلاً من إطلاق العنان لنوبات نارية خارجة عن نطاق السيطرة، فالتعبير عن الغضب بأسلوب صحي مهم جداً بالنسبة لعلاقاتك بمن حولك ومهم لصحتك ولشخصيتك أيضاً، ولكن كيف يمكنك التعبير عن غضبك دون فقد السيطرة على أعصابك، إذن اتبع هذه النصائح في معالجة الغضب واحتوائه.

-كن واعياً تجاه الشيء الذي يثير غضبك حتى يكون بمقدورك الاستعداد لمثل هذه المواقف وتجاه الأمور التي تساعدك على التحكم بنفسك عندما تتصاعد المواقف.

-تحمل مسؤولية ما ينجم عن فورات غضبك بدلاً من توجيه اللوم للآخرين. فأنت الذي تسمح لنفسك بأن تنفجر غاضباً وليس الآخرين الذين تغضب منهم.

-لا تستخف ولا تقلل من شأن الآخرين، ففي لحظة الغضب تنظر إليهم هكذا، ويكون حكمك مطلقاً على الآخرين، وتذكر ان ما تراه في أولئك ليس حقيقياً أو واقعياً.
-لا تتخذ شخصياً ملاحظات استفزازية، لأن ذلك قد يدفع الطرف الآخر للغضب وقول أي شيء يتبادر إلى ذهنه دون أي تفكير بكلام قد يكون قاسياً وجارحاً لك.

-أنصت إلى الشخص الآخر وابذل قصارى جهدك لفهم وجهات نظره.
-عندما تقترب من مرحلة غليان الغضب ابتعد عن المكان وتغيب مدة نصف ساعة على الأقل ريثما تهدأ.
-ابحث عن وسائل مفرحة ومسلية تنفس غضبك وتهدي نفسك، مثل الرياضة، فهي تساعد على التنفيس من الطاقة العدوانية، كما ان التدرب على بعض تقنيات الاسترخاء تساعد نفسك على الهدوء، بالاضافة إلى تدريبات التنفس العميق أو القيام بنزهة لاعادة عواطفك إلى حالتها الطبيعية والتخلص من الانعصاب