شبكة الشدادين

شبكة الشدادين (http://www.shdadeen.com/vbq/index.php)
-   منتديات التربية الخاصة (http://www.shdadeen.com/vbq/forumdisplay.php?f=116)
-   -   مهدئات ومسكنات لأصحاب العجز البدني والإصابات (http://www.shdadeen.com/vbq/showthread.php?t=45369)

ربوع الوطن 22 Feb 2010 02:14 AM

مهدئات ومسكنات لأصحاب العجز البدني والإصابات
 
مهدئات ومسكنات لأصحاب العجز البدني والإصابات



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله القائل : ) .. وبشر الصابرين ` الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ( ثم ذكر الجزاء والأجر ) أولئِك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئِك هم المهتدون ( والصلاة والسلام على رسول الله محمد القائل : ( ما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر ) وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد :

فهذه وقفات يسيرة ، ومهدئات ومسكنات قوية فريدة ، أحببت أن أسطرها لأصحاب العجز البدني والإصابات ، رغبة وطمعاً في الأجر العظيم ، وحباً ومساندةً لأهل الهمم والعزائم منهم أجمعين .
إن ما ابتلاك الله به ليس حاجزاً ولا مانعاً ولا عائقاً عن التفوق والإبداع والسير بالهمة نحو القمة والمجد والحصول على أعلى المراتب في العلم والجاه لأن هذا لا يحتاج إلى قوة بدنية فقط بقدر ما يحتاج إلى قوة في الإيمان وعزيمة في الجنان .

فإن المشمرون من هؤلاء يستطيعون بإيمانهم وأفكارهم وتجاربهم وإراداتهم القوية نحو المجد التغلب على الضعف البدني حتى يتولد من هذا الضعف الجزئي قوة ومن الهم عزيمة وعمل . ولهذا ترى الكثير من هؤلاء يتميزون عن غيرهم ممن هم مثلهم حتى أنك ترى من تميز بكثير من الأمور والأعمال والمناشط عن أقرانهم الأصحاء والتاريخ الماضي والحاضر شاهد بذلك .

قبل أن أسوق بعض المهدئات والمسكنات أحب أن أبين بعض المصطلحات الهامة ومنها :
  • الإعاقة الحقيقية : هي إعاقة الروح وموت الطموح .
  • المعاق : هو معاق الدين والاستقامة والفكر والقلب .
  • العاجز : هو من عجز عن تطوير نفسه بما يتوافق مع أصول دينه , أو عجز عن خدمة دينه ومجتمعه مع كثرة الإمكانيات وتوفرها .
وبعد هذا أسوق بعض المهدئات والمسكنات :

1 – الإيمان بأن ما أصابك هو من عند الله لأن هذا يحقق لك السعادة والرضا بقضاء الله وقدره وأنت تعلم أن الإيمان بالقضاء والقدر أحد أركان الإيمان الستة كما في صحيح مسلم من حديث عمر رضي الله عنه .

2 – كن صبوراً .. فالصبر باب عظيم وواسع ودليل على قوة الإيمان بالله تعالى ، والصبر في كتاب الله في تسعين موضعاً أو أكثر كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى . واعلم أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجثمان فتنبه !

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إن صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور ، وإن جزعت جرت عليك المقادير وأنت مأزور .
وتذكر دائماً أن الله مع الصابرين ، وأنه يوفيهم أجرهم بغير حساب ، وكذلك يحبهم وهو ملك الملوك فهنيئاً للصابر الشاكر .

3 – تذكر الأجر المكتسب بالصبر وافرح به : قال الله تعالى عن الصابرين : ) .. وبشر الصابرين ` الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ` أولئِك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئِك هم المهتدون ( .

قال العلامة ابن سعدي رحمه الله في تفسيره قوله تعالى : ) وبشر الصابرين ( أي بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب فالصابرون هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة ، والمنحة الجسيمة . ثم وصفهم بقوله : ) الذين إذا أصابتهم مصيبة ( وهي كل ما يؤلم القلب ، أو البدن ، أو كليهما .. ) قالوا إنا لله ( أي : مملوكون لله ، مدبرون تحت أمره وتصريفه .. ومع أننا مملوكون لله ، فإنا إليه راجعون يوم المعاد فمجاز كل عامل بعمله .. ) أولئِك ( الموصوفون بالصبر المذكور )عليهم صلوات من ربهم ( أي ثناء وتنويه بحالهم ) ورحمة ( عظيمة ، ومن رحمته إياهم ، أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر . ) وأولئِك هم المهتدون ( الذين عرفوا الحق – وهو في هذا الموضع علمهم بأنهم لله ، وأنهم إليه راجعون – وعملوا به ، وهو هنا صبرهم لله .. انتهى .

وقال النبي e : ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولاغم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من سيئاته ) رواه البخاري ومسلم . وقال النبي e : ( لايزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطية ٌ ) رواه البخاري . وقال النبي e : ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ) رواه مسلم .

قال سماحة الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله :

فالصابر له العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة أو له الجنة والكرامة في الآخرة إذا صبر على تقوى الله سبحانه وطاعته وصبر على ما ابتلي به من شظف العيش والفاقة والفقر والمرض ونحو ذلك .

4 – تذكر من هو أشد منك عجزاً وأكثر منك جداً وعملاً : إنك عندما تتذكر من هو أشد منك عجزاً وعوقاً فإنك بلا شك تحمد الله تعالى وتشكره على ما وهبك من النعم التي حرم منها غيرك فالنعم إن شكرت قرت وإن كفرت فرت . قال الله تعالى : ) لأن شكرتم لأزيدنكم ولأن كفرتم إن عذابي لشديد ( .

ولازلت أذكر ذلك الرجل الذي لايتحرك من جسمه إلا رجليه وهو مع ذلك يعمل في إصلاح الساعات بأصابع قدميه وترى عليه الرضا والسعادة وحب العمل والكسب الحلال بعيداً أشد البعد عن اليأس والكسل . وهذا هو حال الصابرين العاملين ممن قاوموا العجز وحولوا الهم والفكرة إلى عمل وقدرة . أفلا تقتد بهم وتبدأ العمل من الآن بكل عزيمة وإرادة متوكلاً على الله ومتمتعاً بالنعم من حولك من تقنيات ووسائل حديثة .. فالأمة بحاجة إليك .


ومن تكن العلياء همة نفسه فكل الذي يلقاه فيها محبب



وقبل الختام أحب أن أذكر ثلاث نماذج من التاريخ سطرت أسماؤهم بمداد من ذهب وسقتها باختصار :

1 – الصحابي الجليل عمرو بن الجموح رضي الله عنه : الذي استشهد في معركة أحد وكان في ساقه عرجاً شديداً مما يجعله غير صالح للاشتراك في قتال ولكنه ذو همة عالية فقال للنبي e : ( والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة ) فرزقه الله الشهادة .

2 – الأحنف بن قيس رحمه الله : وهو الذي ضرب به المثل في الحلم والورع كما ضرب المثل في الذكاء بالقاضي إياس فكانوا يقولون : ( في حلم أحنف وذكاء إياس ) وكان في رجليه اعوجاج وكان ملتصق الفخذين فشق ما بينهما وكان أعرجاً قصير القامة .

3 – عطاء بن أبي رباح رحمه الله : من كبراء التابعين وهو مفتي مكة في زمانه وكان رحمه الله أسود أعور أفطس أشل أعرج ثم عمي ، وكان فقيهاً عالماً محدثاً ، وكان إذا سئل ابن عباس رضي الله عنهما مسألة قال : يا أهل مكة تجتمعون عليّ وعندكم عطاء .

فهذه ثلاث نماذج مختصرة أحببت الاستشهاد بها على الجد والعمل وإلا فغيرهم كثير ، بل حتى في حاضرنا المعاصر من النماذج الفريدة من نوعها الذين صنعوا وألفوا وعملوا وقاموا بخدمة دينهم ووطنهم الشيء الكثير .


في الختام أسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين وأن يعلي هممهم لخدمة دينهم ومجتمعهم ، وأستغفر الله تعالى والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

( حقوق الطبع والنقل لكل مسلم بشرط ذكر اسم الكاتب والله المسئول )

بقلم الأستاذ



أحمد بن إبراهيم الحمر


معلم تربية خاصة


القصيم - بريدة





تــرف 14 Mar 2010 05:52 AM

اقتباس:

  • الإعاقة الحقيقية : هي إعاقة الروح وموت الطموح .
  • المعاق : هو معاق الدين والاستقامة والفكر والقلب .
  • العاجز : هو من عجز عن تطوير نفسه بما يتوافق مع أصول دينه , أو عجز عن خدمة دينه ومجتمعه مع كثرة الإمكانيات وتوفرها .

صدق الكاتب فيما قاله الإعاقة ليس من فقد الحركة أو أحد أعضاءة بقدر ماهي

إعاقة روح وموت طموح و... و....

الله يعطيك ألف عافية ياخوي "


ربوع الوطن 16 Mar 2010 12:03 PM

شكراً لمرورك إختي بارك الله فيكم

السلطان 16 Mar 2010 12:31 PM

بارك الله فيك أخي العزيز ربوع الوطن
موضوعك جميل جداً وبهذه الكثير من
الفوائد والدروس
وفقك الله ورعاك

حجازية الهوى 16 Mar 2010 12:45 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية

خادم الطيب 16 Mar 2010 04:42 PM

الله أنه يجزاك بالخير

ويعطيك الف عافيه

خيال الشدادين 16 Mar 2010 11:50 PM

نتمنى التوفيق للجميع ياربوع الوطن</i>

شموخ شدادية 17 Mar 2010 02:06 AM

يعطيك العافية أخوي ربوع الوطن

والله يجزاك خير .

ربوع الوطن 17 Mar 2010 12:13 PM

لكم جميعا كل الشكروالتقدير
بارك الله فيكم

مجدي الشدادي 17 Mar 2010 04:27 PM

الله أكبر

كلام جدا راائع وجميل

فعلا العزم والأصرار وبذل الطاقه لنصر الأسلام والطموح لدخول الجنان

وامثله جدا رااائعه

بارك الله

":":" أحسن الله خاتمتي وخاتمتك":":


04:02 PM

Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com