شبكة الشدادين - الثورة السياحية ( فسيحوا في الأرض ) إلى أين؟

بسم الله الرحمن الرحيم

( فسيحوا في الأرض )

الإختيار أو الإختبار

سياحة روحية مضمونها بريئة وشكلها صريحة
أو

سياحة بدنية أولها مريحة وآخرها فضيحة

عندما أذن الله لنا بالسياحة في الأرض كان ذلك رحمة بنا وتيسير علينا لطلب الرزق والإبتغاء من فضله والتدبر والتفكر في ملكوته العظيم وللعلم والمعرفة وللسير في أرضه وتحت سماءه ولتنفس هواءه العليل والتنعم بخيراته ونعمه وللتعرف على الآخرين وما لديهم .

ولتغيير نمط الحياة الرتيبة المملة وتجديدها وللتمتع بما وهبه سبحانه لنا من نعم نسرح فيها ونمرح وللتعرف على كل جديد ومفيد في هذا الكون الفسيح وعبر فجاج هذه الأرض الممتدة وخلال تضاريسها الطبيعية وأجواؤها ومناخاتها المختلفة .

ولله حكم عظيمة فيما يأمر به أو ينهى عنه أدركنا منها ما أدركنا من خلال معارفنا وعلومنا وفكرنا وتراثنا وما يتكرم بتوضيحه لنا علماؤنا بشكل شرعي ديني بحت أو طبيعي علمي تطبيقيٍ أي بالشرع الصحيح أو العقل الصريح وقد يخفي علينا الكثير ,,,

المهم أن السياحة في ذاتها أمر مباح ولكنه مشروط وخاصة في البلاد التي لا يدين أهلها بدين الإسلام وهي:

اولاً : ضمان قوة يقين بدفع أي شبهة في الدين تفضي إلى أي بدعة أو ضلالة مع قوة التمسك بشرائعة السمحة وأداء أوامره وترك نواهيه ومراقبة الله في السر والعلن وأن يكون السائح خير ممثلاً لدينه وأمته وأن يغلب على ظنه أن دينه ورسوله وكتاب ربه لن يهان وأنه لن يذل بسبب إنتماءه الديني.

ثانياً: ضمان قوة يقين بدفع أي شهوة أو لذة تفضي إلى فجورٍ أوغي ٍ أو فسوق أو عصيان أو إرتكاب منهيٍ عنه أو الإساءة للغير في عرضه وشرفه أو تعرضك للإساءة أو الإهانة في عرضك أو شرفك أو إذلالك قال تعالى ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ),.

ثالثاً : وجود ضرورة ملحة للسفر هناك كعلاج أو طلب علم ضروري أو عمل يمثل به دينه ووطنه وأمته الإسلامية,.

فإذا وجدت هذه الشروط الثلاث وضمنها المسافر فلعله قد خرج من دائرة النهي عن السفر إلى بلاد الكافرين..

لكننا وفي كل عام نرى العجب العجاب من مسألة السياحة وخاصة الخارجية فنرى فئاماً من الناس وأرتالاً من العربات مع إنتهاء الطلاب من الإختبارات النهائية وكأنهم مساجين قد أطلق سراحهم فتمتليء المطارات والصالات ولا تجد قدرة للحصول على أرقام الحجوزات مع طلب ملح لإستئجارٍ للطائرات وهكذا الطرق والممرات والبواخر والقطارات,

هروبٌ إلى الأمام بشكلٍ جمماعي بل أغلب المرتبطين بأعمال وإرتباطات رسمية يرسل أهله , وربما أرسل كلٌ منهم لبلاد تختلف عن الآخر بل ربما أرسل النساء وربما البنات مع الخدم والسائقين والأولاد كل قد ركب رأسه وتتعجب من حال هؤلاء الناس !!!.

نعم أعرف إخوة قد أرسل لهم أبوهم موافقته لهم بالسفر أحدهم للبلاد الشرقية وجنوب آسيا والآخر للبلاد الغربية فالأول يهوى الشواطيء الدافية والسباحة الحرة (..)!!. , والآخر يهوى المنتجعات الباردة والتزلج على الجليد الأبيض (..)!!.

ولما شدني الخبر وتعجبت لذلك أخبرني أحدهم أن بقية الأسرة سيذهبون لمدينة سيؤل- كوريا لأنهم ما راحوا لها من قبل.,.!!.

لقد إستحيت أسأله هل هم فقط نساء أو لعل بينهم ولو ظفر طفلٍ رضيع (...)؟.

أيها المؤمنون الشرفاء الأطهار ....

أيها العابدين المتقين الأبرار....

يا أهل الغيرة والحمية الأخيار......

إلى أين وصلنا وإلى أي مدى ربما نصل وإلى متى ونحن غافلين ونتغافل أو جاهلين أو نتجاهل عن الحقيقة المرة ..؟.

لقد وصل الكثيرين منا إلى أبئس حال وأهون وضع وأخطر واقعٍ مرير ...

قال تعالى ( ومن يهن الله فماله من مكرم )

إخواني : لقد أنستنا الدنيا الفانية الحقيقة الباقية وأننا مسؤلون عن سبب خيريتنا وميزتنا بين الأمم ( كنتم خير أمة أخرجت للناس . تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) ,

ولقد نسينا ربنا ( نسوا الله فنسيهم ),.
ولقد نسينا آخرتنا ( قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً. قال كذلك أتتك آياتي فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ).,

ولقد نسينا مسؤلياتنا بل تناسيناها من أهلينا ووجوب رعايتنا لهم ( يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً ) .....و " كل راعٍ مسؤل عن رعيته "...... و " أيما رجل مات وهو غاش لرعيته دخل النار",,

ونسينا الغيرة والحمية والذرابة العربية والعرض والشرف حتى أصبحنا نهمل بناتنا ونساؤنا مع الخدم والسائقين بل ونرسلهم للفجور باموالنا وبمنتهى إرادتنا ورضانا (..)!!؟.

بل نرسلهم لأم الخبائث الخمر والسكر والنكر والعهر وكل شر ومصيبة (..)؟!!!.
بل نرسلهم إلى مزابل المخدرات والمراقص والبارات والعري والغانيات...

وربما سافرت المرأة أو الفتاة بدون محرم والكثير جعل السائق في شرعه وعرفه وعقله محرم (..)!!؟.

إلى أين نتجه (..........)؟؟؟؟.

أيها الأخوة : أليس لدينا أشرف أرض الله وأطهر بقعة مباركة إختارها الله وجعلها مأوى أتعرفون معنى مأوى : أي المكان الذي يلجأ إليه الإنسان ويانس به ويشعر بالطمأنينة به ويهنأ به ويرتاح..

لماذا نترك مكة والمدينة المقدستين الشريفتين والأمن والطمأنينة والراحة الروحية ونذهب لبلاد الغدر والقتل والفجور والسلب والنهب والثبور,,

لماذا يذهب الكثيرين ويسمح بذهاب أهله لمرتع الجراثيم والأوبئة وكوارث المخدرات ومزابلها المنتنة التي لا يوجد لها طب ولا علاج حيث عجز العلماء والأطباء والباحثين في إيجاد طب له ,,,

هل هي الديمقراطية والحرية الشخصية والقرارات الذاتية ....؟!!!.

لماذا هذه المصائب والأمراض والكوارث ؟...

ببساطة مطلقة وتجرد ووضوح : لأنه من غضب الله لكننا لا نريد أن نفهم ذلك حتى لا نحرم أنفسنا من شهوة ولذة قد تكون بداية التعاسة الأبدية والخسران المبين.

وحتى نستطيع التخلص من مسؤلياتنا عن أهلينا ليفضى لنا الجو سواء في سفر أو منتجعٍ أو إستراحة (؟).. ..

لماذا نفرط بديننا وفلذات أكبادنا وأهلونا وسمعتنا وأعراضنا بهذه السهولة؟..

لقد نجحت الشركات السياحية (؟) التي تروج عن طريق الدعايات الإعلامية نجحت وبجدارة في تنظيف جيوبنا وبنوكنا وأرصدتنا وتوظيفها في ما يدمرنا ( عقيدة ومباديء وأخلاق وقيم وتراث ) على مستوى الشعوب والدول وها هي دولهم وجنودهم الالحاقدة هاهم بأرتالهم وجيوشهم يدكون حصوننا وقلاعنا باموالنا التي وهبناها إياهم !!.

هاهم في فلسطين والعراق والشيشان والأفغان والصومال وفي كل قطر إسلامي...

نعم لقد نجحت وإستدرجتنا بفضائياتها وخبراؤها ودعايتها ...

قال تعالى ( ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ),,

أيها الأخوة السياح : إتقوا الله في دين ربكم ومنهج نبيكم وسنته الطاهرة وفي أنفسكم وأموالكم وأهليكم وأذكروا قوله تعالى :

( وأتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفسٍ ما كسبت ),,

وأخيراً : أسأل الله تعالى في هذا اليوم العظيم بكرمه وقدرته أن يهدينا جميعاً لمرضاته ويكتب لنا جميعاً رضوانه وان يردنا إليه رداً جميلا ً إنه سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين,,,

ولا تنسون من دعاؤكم........

محبكم في الله ... أبوفيصل الحلافي

13/07/1431هــ الجمعة
,,,,,