شبكة الشدادين

شبكة الشدادين (http://www.shdadeen.com/vbq/index.php)
-   أعلام ورجال (http://www.shdadeen.com/vbq/forumdisplay.php?f=30)
-   -   من قصص ابوزيد الهلالي (http://www.shdadeen.com/vbq/showthread.php?t=8604)

الوافي 14 Sep 2005 12:22 PM

من قصص ابوزيد الهلالي
 

هذه الحكاية ينسبها الرواة إلى (( أبو زيد الهلالي سلامه )) الفارس والشاعر

المعروف . . . مر على بني هلال حين من الدهر أصابهم فيه الجوع , فقد شحت

المراعي وقل الكلأ والمرعى , فمات أكثر حلالهم وأصاب القبيلة كلها الجوع والعطش

فاقترحوا إرسال شخص يستكشف لهم الأراضي ويبحث لهم عن الأرض الطيبة فترحل

لها كل القبيلة , وبالفعل نال هذا الاقتراح إجماع كل القبيلة إلا أنهم حاروا فيمن

يرسلون وكان بالقبيلة شخص مسنّ - وقيل إنها عجوز - هذا الشخص يؤخذ رأيه

فاستشاروه فيمن يرسلون فاشترط عليهم شرطاً قبل أن يقترحون من يرسلون وكان

شرطه أن ترحل القبيلة كلها مسيرة يوم كامل بدون توقف وبعدها يعلمهم من هو

الشخص المناسب , وبالفعل رحلت القبيلة مسيرة يوم كامل بدون توقف وبعد أن نزلوا

بالمكان المحدد رجعوا له وسألوه عن الشخص فقال لهم هو أبو زيد الهلالي

سلامه . . . فسألوه عن سبب اختياره له فقال أثناء رحيلنا لاحظت كل أبناء القبيلة

يراوحون بالركوب بين ورك وورك أثناء الركوب على المطية إلا أبا زيد فقد كان ركوبه على

ورك واحد حتى نزل وهذا دليل صبره وجلادته . . . واختاروه فعلا وأرسلوه , وقد طلب

أن يرافقه اثنان من أبناء القبيلة ورحل هو ورفاقه يبحثون عن المرعى للقبيلة كلها . . .

وطال بهم المسير دون جدوى , وتقطعت مطاياهم , وأصابهم الجوع فكانوا قرب قرية

فنزلوا بسوقها ولم يجدوا من يطعمهم , كما لم يوفقوا إلى عمل يرتزقون منه . . .

فاحتاروا بأمرهم , وكان أبو زيد واسع الحيلة داهية فاقترح على رفاقه أن يبيعوه في

سوق المدينة على أنه عبد لهم , فقد كان أسمر اللون . . . وأمام إلحاحه وافقوه

على أن يبيعوه ويشتروا بثمنه مطايا وزاداً لهم , ويواصلوا البحث . . . أما هو فقد قال

لهم أنه سيستطيع تخليص نفسه , على شرط أن يواصلوا هم البحث عن المراعي

للقبيله ,فاتفق الثلاثة ونزلوا سوق المدينة . . وباعوه . . وقبضوا الثمن كما تم الاتفاق

واشتروا بثمنه المطايا والمتاع . . . وقد كان ينوي الهرب من سيده الذي اشتراه , إلا

أن هذا السيد كان نبيلاً وطيباً , أولاه ثقته وجعله وكيلاً على أمواله فصعب على أبو زيد

أن يخون الأمانة ويهرب . . . ومن هنا كانت معاناته واستمر في خدمته فتره . . . وذات

مرة كانوا جالسين بمجلس هذا السيد وأبو زيد بالقرب من الدلال يصنع القهوة . . .

فتمنى السيد من يجيد العزف على الربابة ليحلوا لهم السمر فعرف أبو زيد أنها فرصته

فنهض مسرعاً وأخذ الربابة وأنشد يقول


يقول الهلالـي والهلالـي سلامـه=شوف الفجوج الخاليـات تـروع
يقول الهلالـي والهلالـي سلامـه=يبغي الطمـع وهـو وراه طمـوع
لابد عقب الوقت من لايـح الحيـا=من بارقن يوصـي سنـاه لمـوع
لابرقـن إلا فـي حجـا مستهلـه=ولا طرقـي إلا مـن وراه نجـوع
ولا ضحك إلا والبكا مردفـن = لـهولا شبعـه إلا مقتفيهـا جــوع
ولا يـدن إلا يــد الله فوقـهـا=ولا طايـرات إلا وهـن وقــوع
ألا يا حمامتين فوق نبنوب دوحـة=وراكـن فرقـن والحمـام ربـوع
حمامتيـن جعـل تبلـن بـنـادر=حر قطـوع وجـاري لـه جـوع
وراكن ما تبكـن عليـا مظنتـي=لو كان ما يجـري لكـن دمـوع
أبكي عليها لين حفيـت نواظـري=ولاني بمن تدبيـر الإلـه جـزوع
حشى ما لاق غير الجازي أم محمد=عليها ثويـب الطيلسـان لمـوع
تنفق كما نفق الوغيـد مـع أمـه=وتحط الهوى في قلب كـل ولـوع





قد يستغرب القارئ من تكرار اسم الشاعر بالبيت الأول والثاني ولكن ذلك لتأكيد أنه

الهلالي وليس عبداً وقد بين للسيد أنه جاء يبغي الطمع فصار الطمع برأسه . . . عرفه

السيد وأنَّبه على ما عمل وأطلق سراحه وأغدق عليه الهدايا وعاد أبو زيد لقبيلته.

المستحيلة 14 Sep 2005 12:46 PM

الشكر لك يالوافي واستبيحك العذر في التطرق لابي زيد فهو علم ..
لا يكمن تجاهله

ابو عبدالله 14 Sep 2005 01:03 PM

مشكور ياخوي يالوافي والله لايهينك

سعد الشدادي 14 Sep 2005 01:08 PM

سلم الله يديك وتشكر على هالاختيار ياخوي

الوافي 14 Sep 2005 01:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة : المستحيلة
الشكر لك يالوافي واستبيحك العذر في التطرق لابي زيد فهو علم ..
لا يكمن تجاهله

التفاعل مع الموضوع مانمطح اليه ... ونتمناه من الجميع

يعطيكِ العافية .... وعساك على القوة

المستحيلة 14 Sep 2005 01:12 PM


تغريبة بني هلال .


من يقرأ سيرة بني هلال ويطالع اخبار هذه القبيلة الجبارة , ثم تفاصيل رحلتها الى المغرب العربي , يلاحظ فوراً بروز هذا المحور الخطير : التعاضد والتنازع . اذ تنفتح السيرة منذ صفحاتها الاولى على نزاع خطير بين الامير هلال وابنه المنذر , أسفر عن خروج المنذر على طاعة والده وقطعه الطريق والحاق الأذى بالناس حتى أباح والده دمه , فهام على وجهه في البلاد .
وبرز النتازع مرة اخرى بين ولدي المنذر جابر وجبير , وكان المنذر يميل الى ولده جابر ويقدمه , فاساء معاملة جبير ووالدته , وعندما اشتكت هذه الاخيرة وطالبته بالانصاف قال لها : القصر قصرك , فان شئت البقاء فيه فما احد يهينك , وان شئت ان تذهبي الى اهلك فمع السلامة , فتأثرت منه وشدت الاحمال على ظهور الجمال , عند ذلك امر المنذر وزيره أن يركب بعشرة أبطال ويوصلها الى اهلها . فانفرط عقد الجماعة مجدداً , وانصرف الابن عن ابيه ليجاهد في الحياة وحيداً , لكن جبيراً نج كما نجح والده المنذر سابقاً وأصاب ملكاً وسؤدداً , ولعل سبب ذلك ان هذا التنازع انحصر في الخلاف , ولم ينقلب الى نزاع دموي كما حدث فيما بعد .
وعرفت القبيلة بفروعها المختلفة فترة من التعاضد لا مثيل له , فنراها تهب هبة رجل واحد كلما تعرض احد شبابها للخطر , , فقد رحل الامير حسن بن سرحان الى اليمين وتورط في حروب كثيرة حتى " لم يبق من قوم حسن سوى ثلاث رجال وهما الرياشي وحمادة وعوف والباقون استشهدوا الى رحمة الله , وهجم عليهم الاعداء وقتل جواد حسن وكلت سواعدهم من القتال وأرادوا ان يستسلموا للاعداء , واذا بغبار عكر الجو وظهرت رايات حمر تخفق وتحت الرايات أبطال ساحبين السيوف والرماح , , وأمامهم الفارس المشهور ابو زيد الهلالي , وصاح مع عساكره : الله أكبر على من طغى وتجبر , وهجموا على الاعداءبضرب يفلق الصخر , وقام الحرب على قدم وساق وأبلاهم ابو زيد بالذل والوبال . وانتصر بنو هلال وانقذوا الامير حسناً وقلبوا هزيمته الى نصر عظيم .
ورحل شبان بنو هلال الواحد تلو الاخر بحثاً عن فتيات جميلات يتزوجون بهن , ووقعوا في مأزق شديدة كان ينقذهم منها دائماً أبطال قبيلتهم , وبوجه خاص ابو زيد الهلالي ودياب بن غانم .
وقد وصل هذا التعاضد الى ذروته خلال الرحلة الطويلة والمحفوفة بالمخاطر التي قامت بها قبيلة بني هلال الى المغرب , والتي عرفت باسم التغريبة , فقد تفانى الجميع في خدمة الجماعة , وهرعوا الى نجدة من يجابه الخطر , بل نراهم يتكتلون يداً واحدة حين يواجهون عدواً لا يملك اي واحد منهم القدرة على قهره , كما حدث حينما قاتلوا الغضبان " أذ هجموا هجمة رجل واحد على الغضبان , واحاطوا به من جميع الجهات , ونزلوا عليه بضربات قاطعات تهد الجبال الراسيات , وبهذه الفعال هان على دياب القتال , فقدم السنان , وهجم على الملك الغضبان كأنه قضاءالرحمن , وقال له : خذ هذه الطعنه من يد الامير دياب ... وطعنه بالرمح في صدره فخرج يلمع من ظهره " . وتجاوز بنو هلال تلك المشكلة , وتابعوا مسيرتهم الظافرة حتى تونس التي ما لبثوا ان احتلوها وسيطروا على بلاد المغرب وتقاسموها .
لقد أوصلهم التعاضد الى ذروة المجد , وتفوقوا على كل اعدئهم , وارتفع اسم الجماعة عالياً , وصلحت شؤونها بعد القحط والجوع الهائلين الذين أصاباها في بلادها الاصلية : نجد .
وما ان اختفى الخطر الخارجي الذي كان يدفع الجماعة الى الاتحاد والتعاضد وبرزت قضية تقاسم الاراضي والغنائم , حتى دب النزاع مجدداً بين دياب من جهة والامير حسن وابي زيد من جهة ثانية , وكان محور الخلاف والنزاع بستاناً رائعاً امتلكه دياب .ثم تفاقم هذا النزاع الى اعتداء على الملكيات , ثم على دياب نفسه , فأحتال عليه الامير حسن وسجنه , فاحتال دياب حتى تمكن الخروج من السجن , ثم قتل الامير حسناً وفر , فدبت الفرقة بين أقوام هذه القبيلة , واجتمع قوم الامير حسن الى ابي زيد قائلين : " يا امير بني هلال ماذا تأمر أن يصير بأخذ الامير حسن فاننا والله لا نرتاح , ولا نكف عن البكاء والنواح , ولا تبرد قلوبنا الجراح , ولا يجتمع نساؤنا بنا في الاطناب .. الا أن نأخذ لهم بالثأر , ونرفع عنهم المذلة والعار , ونقتل دياب بن غانم ومن معه , ونجعل أل غانم مشتتين في كل الاقطار , لا يقر لهم قرار, ونذبح فيهم الكبار والصغار , حتى لا يبقى مهم أحد , ونجعلهم عبرة لمن اعتبر ...".
وهكذا تأسست الحروب بينهم وشتتهم بعد تلك الوحدة , وذهبت الحرب بأبي زيد ثم بدياب نفسه , ولم تتوقف هذه الحروب مع موت القادة الاوائل بل انتقلت الى الابناء , وظلم بريقع ابن الامير حسن قوم دياب رغم أخذه بثأر ابيه , فهربت نسرين زوجة دياب بابنها نصر الدين , واستقبلا احد الامراء الغرباء واكرم وفادتها في حين رفضها بنو هلال ولم يسألواعنها ولم يراعوا فيها قرابة ولا نسب , فشب ابنها غريباً وعاد شاباً قوياً لأخذ الثأر يساعده قوم الامير صالح الذي اواه وأمه فقتل بريقع بن الامير حسن وشيبان بن أبي زيد , وهجم جيشه على قومهما " فما كنت ترى الا رؤوسا طائرة ودماء ثائرة , وفرساناً غائرة , والغبار غطى الميدان بحيث لم يسلم من تلك الموقعة غير أربعين من أل زحلان , وبعد انتهاء المعركة دخل نصر الدين الى تونس وجلس على كرسي ابيه .
لقد انتصر نصر الدين وثأر لابيه ولكن بعد ان فتك فتكاً ذريعاً بابناءبني هلال

الوافي 14 Sep 2005 01:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة : ابو لينا
مشكور ياخوي يالوافي والله لايهينك

من قال مايهون يابولينا

والشكر موصول لك لجهودك المتميزة

يعطيك العافية ..

الوافي 14 Sep 2005 01:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة : مــعانــد
سلم الله يديك وتشكر على هالاختيار ياخوي

مشكور اخوي معاند

على تواصلك الدائم

عبدالله الشدادي 14 Sep 2005 03:40 PM

مشكور اخوي ابو زايد على الموضوع

الرااائع وقصه فعلآ رااائع دمت لنا بكل خير

المستحيلة 23 Nov 2005 11:13 PM

مقتل أبي زيد الهلالي





قال أبو زيد الحزين الهايم=دمع عيني على خدي سجايم
أيا دياب الخيل يا ولد غانم=أيا صاحب الأفضال بين العوالم
ما كان ظني يا دياب تخزنني=وتدعي صحبتك فوق الردايم
آلمتني يا دياب بضربتك=أيا حيف كنا يا أمير لزايم
ضيعت معروفي كسرت بخاطري=كم مرة خلصتك بضرب الصوارم
كم مرة أرادوا قتلك وشنقك=أكون أنا لهم حقا مخاصم
أوصيك وصايا يا دياب احفظها=كرامة الى ربك اله العوالم
أول وصية في أولاد أبو علي=حسن سلطاننا من زمان قديم
ثاني وصية في أولادي جميعهم=رزق وريا وكل المحارم
وثالث وصية يا دياب بعليا=صبرا وشهلا راخيات الكمايم
فاحمي حريمي يا دياب من العدا=اذا جاء طارق بليل الظلايم
والجازية يا دياب أم محمد=دعها على قبري تقيم العلايم
يا ما تقضي بيننا عز وهنا=عجلت في قتلي أيا ولد غانم
اذكر أيام الحروب التي مضت=لما أصيح يا دياب ابن غانم
تجيني على الشهبا كما الريح جريها=ندعي دم الأبطال عالأرض عايم
ولما تصيح يا هلالي سلامة=ألبيك في عزم متين القوايم
ياما شربنا الكاس والسعد داير=وحسادنا في قلبهم منا سمايم
مقال الحزين ابن رزق سلامة=لقد سلمت روحي لرب العوالم

فلما فرغ أبو زيد من كلامه دمعت عينـا ديـاب وضمّه الى صدره وأنشد يقول:

يقول الفتى الزغبي دياب الماجد=ودمع العين على الخدود بحار
بغيتم علينا يا هلالي سلامة=فعايلك عندي لها أسفار
لما أتينا الغرب نحو خليفة=تركنا لنجد والفؤاد بنار
فقمتم ضربتوا الشورى يا أبو مخيمر=أنت والجازية وأبو علي المكار
قلتم دياب الخيل يرعى جمالنا=في سهلها وحرشها وقفار
أخذت أنا البوش سرت بسرعة=وقبلت على نفسي وسوم العار
جاني أبو خريبة وراح من صارمي=ومكحول مني ذاق كل بوار
لما عجزتم عن حروب خليفة=قمتم ضربتم على الزغابي شوار
عملتم عليهم قرعة يا سلامي=وأنا غايب عنهم بعيد الدار
راحوا جميعا واخزنا عليهم=وراحوا الأمار بالتراب دمار
زيدان أخويا كان شيخ شبابكم=ونصر وعقل الاثنين كالأقمار
ولا عاد فيكم يا هلال مقاوم=ولا عاد فيكم فارس جبار
أتتكم سعدة مثل شمس منيرة=بنت الزناتي تشبه الأقمار
قالت لكم أبويا يهلك جموعكم=لأن أبويا فارس مغوار
فلا بقتله الا دياب بن غانم=لأنه صميدع فارس جبار
أتاني أبوي غانم الشيخ ع العصا=وخبروني عما بالأمارا صار
قال لي قم خذ ثار أخوك=أجارك الهي من عذاب النار
وقلت له يابوي رد وارتجع=أنا ما عدت ألعب مع أولاد صغار
الزم حسن وأبو زيد يرسل مكاتبة=أجيهم على الخضرا كشعلة نار
قصيتوا شعور بناتكم يا سلامة=وخطل بيدي يا سلامة جهار
تقولوا تعال الينا يا ولد غانم=ترانا بضيقة والهموم كثار
أتيت اليكم أنا من فوق خضرة=لها جرى يسبق هوى التيار
فتحت لسوق الحرب مع ولد حمير=ثلاثين يوما ليلها ونهار
راحت الخضرا طريحة على الوطا=وعقلي وحق ربي عليها طار
من بعدها قد جيت نحو خليفة=أصليت أنا الشر مثل النار
جاني وجيته فوق شهبا أصيلة=بيضة حمامي مثل ضوء نهار
أذقته حربا كالصبر طعمه=فراح يكتب لي كتابا مستجار
يقول لي دياب الخيل بالله جيرني=وخذ الى رزقي أيا مغوار
فلما سمعت قوله ماردت صالحه=زيدان فتح لي جروح كبار
طعنت الزناتي طعنة في عينه=فراح أبو سعدة وصار دمار
أخذنا الى تونس وكل بلادها=وطاعت الينا صغارها وكبار
قسمتوا بلاد الغرب قسمة مثلثة=وكل واحد بقسمته قد صار
هذا برأيك أنت يا بو مخيمر=أما حسن بذي الأمور حمار
تعدى بقتل أولاد عمي جميعهم=مع اخوتي وقرايبي الأخيار
قاضي العرب حكم بحبسي مخالفة=في حبس مظلم يقصف الأعمار
سبع سنين كاملة في حبوسكم=أقاسي عذاب الذل والاكدار
وأنت مغمض عينك راضيا=كأن مالك بذي الأمور خبار
حتى سمح ربي باطلاق عبده=سبحان ربي كاشف الأسرار
جيت الى قصري وجدته مكنسا=أخذتم الى مالي وكل جوار
فنويت أني سوف أفني جموعكم=وأفني عبيدكم مع الأحرار
وأقتل حسن وكل من يطاوعه=وأملك بلاد الغرب بالبتار
وقد عانني ربي ونلت بغيتي=وأجريت فعلي بالذي قد صار
فأوصيك يا أبو زيد مني وصية=سلم على زيدان عز الجار
وسلم على أولاد أختي وأبوهم=عقل ونصر وعمهم نصار
وسلم على خالي بدير بن فايد=وسلم على الأمارا وأخيار
أودعتك الله يا هلالي سلامة=غدا نلتقي في آخر الأعمار

ثم ركب دياب جواده وترك أبا زيد وسار، فاجتمع بقومه فرأوه مرتبكا وسألوه عن حاله، فقال لهم: قتلتلأبا زيد وما بقي الا أن نسرح ونملك بلاد الغرب، وأصير السلطان عليه، فما بقي أحد يخاصمني، ثم أن دياب سار الى تونس ودخل الى سراية الأحكام ونادى باسمه وأخبر أنه قتل ابا زيد وأنه هو الحاكم على كل البلاد، فصار من يعانده يقتله ومن يطيعه ينعم عليه.

يرجع الكلام الى جماعة أبي زيد، لما وصلوا اليه وجدوه مطروحا على الأرض فصاحوا وناحوا وحملوه تارة يغشى عليه وتارة يصحى، حتى أوصلوه الى الحريم، فصاحت النساء وخرجن بلا براقع ومزقن ثيابهن وأقمن البكاء والمناحات، واجتمع العربان من كل ناحية ومكان، وأما الجازية فانها أرخت شعورها ونتفت خدودها.

فلما فرغت الجازية من ندبها أغمي عليها، ثم تقدمت بعدها عليا وهي تنتف شعرها وتمزق ثيابها، وقد زادت في بكاها وانتحابها وقبلته بين عينيه، وقالت له: سلامتك يا أبا الأبطال ويا زينة الرجال، وجعلت ترثيه بأبيات مؤثرة.

فلما فرغت عليا، بكت النسوان وصاروا في ضجة وأبو زيد غميان، ولما أفاق من غشوته تأسف على نفسه وكيف باق فيه دياب، وصار يودع أهله وعشيرته ومما قاله:

يقول أبو زيد الهلالي سلامة=ولي همة شاعت في كل بلاد
ولا وقعة الا وكنت بوسطها=ولا معركة الا ولي تنقاد
ولا كل رجل يكشف مهمة=ولا كل من طلب المعالي ساد


12:39 PM

Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com