المكان .. هو بلاد بني الحارث المعروفة والشهيرة من جنوبي الطائف, سراتها وتهامتها ونجودها.
المكين .. هو الإنسان الذي ولد وعاش وتربى في هذه الديار الجميلة. بينه وبين دياره رباط من حب لا ينفصم . مئين من السنين التي جمعت بين الحارثي وبين رياره . فلم تتغير عليه, ولم يتنكر لها .
حقيقة .. لم أستغرب هذا الذي ذهب إليه الأخ العقيـــد ( ناصر بن محماس بن مهرس الحارثي ), عندما غمس قلمه في بحر التوثيق عن بلاده بلاد بني الحارث ورجالاتها.
رجال في تاريخ الدولة السعودية .. هذا هو محور الكلام في كتاب صديقنا ناصر, فالرجال المخلصون الذين خرجوا من ميسان وقياء والصور وأبي راكة ذات يوم, وانخرطوا في خدمة وطنهم في كافة قطاعاته, ومنهم صديقنا ناصر ووالده من قبله, ومئات آخرون, ضربوا المثل الأعلى في التفاني والإخلاص, وأثبتوا حبهم لدينهم, ولقيادتهم, ولوطنهم, وهم الذين مهدوا الطريق لأجيال أخرى من أصلابهم, تأتي بعدهم من جبال ووهاد وسهول بلاد بني الحارث, لخدمة الوطن في مكان الميدان.
لم يكن الشاعر ( حــمزة الشريف ), مخطئاً ولا مبالغاً عندما وصف بلاد بني الحارث ببلاد الجمال, وهو الذي عاش فيها معلماً زهرة حياته فقال :

يا بلاد الجمال من حيث ينشي
بين ميسان والشفا والصور
ولحراء والحديب أحاديــث
هي أحلى .. وما لها من نظير

ثم تزورها الشاعرة الطائفية ( سلطانة العبدالله ), فتقول من قصيدة لها :

ميسان ماست بالحبور وحولها
تغفو البطاح على المنى وتفيق

حــمدت لأخي العقيد ( ناصـــر ) هذا الذي فعل , من توثيق وتسجيل وعرض, تناول مجموعة لا بأس بها من أعلام بلاد بني الحارث, وأعطى إلماحة ولو بسيطة عن ديارهم الغنية بجمالها الطبيعي, والغنية أكثر برجالها الأوفياء على كافة الصعيد.
شكراً لك أخي ناصـــر أن فعلت هذا, راجياً أن تكون قد فتحت الباب على مصراعيه, لآخرين يأتون بعدك, فيقتفون أثرك, فيكتبون ويكشفون لنا المزيد من ثراء هذه الديار الطيبة .