لم تفلح تلك الغمزة (اللئيمة) التي أومأ بها كريستيانو رونالدو نحو مقاعد بدلاء البرتغال، بعد طرد زميله في مانشستر يونايتد وخصمه مع المنتخب الإنجليزي واين روني في ربع نهائي مونديال ألمانيا 2006، في تعكير جو الصداقة التي نشأت بين النجمين، لكن بعد 8 سنوات، أشعل روني شرارة التصريحات مع زميله السابق، وترتفع حدة المعركة الكلامية لدرجة تجاوزت كثيرا آثار الغمزة الشهيرة.

في الحلقة الثالثة من (هجمة مرتدة) نستعرض تفاصيل هذا السجال بين نجمين حققا كل شيء مع مانشستر يونايتد، لكنهما تخاصما إلى درجة العداء بعد مغادرته.

لقراءاة الحلقة الأولى بعنوان: معركة جوارديولا وإبراهيموفيتش..كل الأسلحة متاحة! (إضغط هنا)

ولقراءة الحلقة الثانية بعنوان: فيرجسون وفينجر..حرب اللغة والبيتزا والغطس! (إضغط هنا)

بداية الحكاية

الدقيقة 62 من مواجهة البرتغال وإنجلترا، ارتكب روني خطأ ضد مدافع البرتغال كارفاليو، ليتحرك رونالدو نحو الحكم ويبدأ بمطالبته طرد زميله في اليونايتد، ويستجيب الحكم بسرعة برفع البطاقة الحمراء في وجه النجم الإنجليزي.

التقطت الكاميرات غمزة رونالدو تجاه زملائه على مقاعد البدلاء، وكأنه يعبر لهم عن فخره بالتسبب بطرد روني، وإضعاف المنتخب الإنجليزي، الذي صمد بعشرة لاعبين وأنهى المباراة بالتعادل السلبي، لكنه خسر بركلات الترجيح 1-3، ليخرج من المنافسة رغم الآمال العريضة التي بنيت على كوكبة نجومه.


يقول روني عن هذه الحادثة:

"كنت أعرف أنها بطاقة حمراء، وشاهدت باقي المباراة على شاشة صغيرة في غرفة خلع الملابس، أمسكت الهاتف بيدي، وكانت تصلني رسائل عن رونالدو وعن ركضه تجاه الحكم من أجل طردي، ودفعي له، في تلك اللحظة لم أصدق ما يفعله، ولكن الجلوس في الغرفة منحني الفرصة للهدوء والتفكير، ووضعت نفسي مكانه".


"عقب المباراة، ذهبت إليه في النفق، ورأيت أنه من الأفضل الحديث معه وجهًا لوجه مباشرة، ونظر لي نظرة أسف، ولكني تذكرت مانشستر يونايتد، وأخبرته بأنه لا توجد مشكله معه، وطالبته بالاستمتاع بالبطولة وتمنيت له الحظ الوافر، وقلت له إنني سأراه بعد أسابيع قليلة وعلينا حينها محاولة الفوز بالدوري".

"حاولت الصحافة طوال الصيف التأكيد على وجود أزمة بيننا، وفي أول مباراة تغلبنا على فولهام 5-1 وسجلت هدفين وصنعت له هدفًا، وهدأت الأمور".

وأتم روني: "السنوات الثلاث التالية شهدت أفضل شراكة بيننا، وتوجنا بثلاثة ألقاب في الدوري وآخر في دوري أبطال أوروبا، وبالتالي كان طردي في المونديال هو نقطة البداية".




الأسرار تزعج رونالدو

في عام 2012، وفي تصريحات لصحيفة ميرور، كشف روني عن بعض أسرار رونالدو في غرف الملابس، وقال عن إحداها:

"كانت توجد مرآة أمام مقعد رونالدو في غرفة تبديل الملابس، وقبل كل مباراة كان روتينه بعد أن يتجهز ويرتدي حذاء اللعب، مشاهدة نفسه في المرآة وإظهار الإعجاب بمظهره، ثم يدخل إلى أرض الملعب".

وتابع: "إذا كان هناك شخص في العالم يمتلك إيمانا بالنفس أكبر من رونالدو، فأنا لم أقابل ذلك الشخص بعد، إنه لا يخجل أبدا".

رد كريستيانو رونالدو تأخر حتى نوفمبر 2013، وقال في تصريحات عن واين روني:

"إنه يبدو جيدًا جدًا الآن.. في السابق، كان قبيحًا بعض الشيء ولكن الآن، بشعره (المستعار)، إنه جميل".


مانشستر يونايتد يشعل النيران

لم تكن عودة كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد في صيف 2021 لترضي نجمه السابق روني، الذي انتقد هذه العودة خلال مقابلة مع جيمي كاراجر، أسطورة ليفربول، عبر شبكة "سكاي سبورتس" حيث قال:

"يجب أن يلتزم مانشستر يونايتد بالتعاقد مع لاعبين جائعين يمنحون الحيوية ويستطيعون دفع الفريق للأمام خلال السنوات المقبلة".

وأضاف: "أعلم أن رونالدو سجل عدة أهداف هامة هذا الموسم، وأحرز ثلاثية في شباك توتنهام، ولكنه ليس ذات اللاعب حين كان في الـ20 من عمره".

ونشر روني صورة له رفقة كاراجر عبر حسابه على "إنستجرام" فجاء التعليق من رونالدو على المنشور بكلمتين: "اثنان غيوران".

لم يكتف رونالدو بالكلمتين، بل واصل رده بتصريحات تالية:

"لا أعرف لماذا ينتقدني روني كثيراً. قبل 6 أشهر أحضر أطفاله إلى هنا ولعب كرة القدم مع جونيور (نجله) لا أعرف إن كان يفعل ذلك بسبب رغبته بالحصول على وظيفة أو الظهور في الصحافة، ربما يشعر بالغيرة لأنه أنهى مسيرته في سن 30 وأنا ما زلت ألعب في أعلى مستوى".


رد روني لاحقا على التغريدة والتصريحات خلال مؤتمر صحفي مع ديربي كاونتي أثناء قيادته الفنية للفريق آنذاك:

"من لا يغير من لاعب حقق 5 كرات ذهبية؟"

وأضاف مازحًا:

"أظن أنه لا يوجد لاعب كرة قدم على وجه الأرض لا يغير من كريستيانو، ومن مسيرته التي مر بها، ومن البطولات التي حققها، ومن الأموال التي جناها، ومن هيئته الرياضية التي يمتلكها، أظن أن كل لاعب، بما فيهم ليونيل ميسي، يشعر بالغيرة من رونالدو".

هجوم جديد من روني

بعد حادثة مغادرة كريستيانو رونالدو لملعب المباراة أمام توتنهام، عاد روني للتعقيب على الموقف عبر إذاعة "توك سبوت":

"على رونالدو أن يخفض رأسه وأن يعمل بجد وأن يكون جاهزًا حين يحتاجه المدرب".

ووقف روني في صف المدير الفني الهولندي إيريك تين هاج، حيث أبدى إعجابه بأسلوب إدارته للفريق، قائلًا:

"لأول مرة منذ عدة أعوام أرى أن هوية مانشستر يونايتد موجودة، لقد أحكم سيطرته على الفريق وأحسن التعامل مع كريستيانو حين تطلب الأمر التصرف الأمثل".

لكن روني ختم هذه المعركة المتأخرة بتصريحات إيجابية فرضت إنهاء حرب التصريحات بين الطرفين، حين قال في حديثه لصحيفة تايمز أوف إنديا:

"أنا متأكد من أنه (رونالدو) اعتاد التعامل مع التوقعات، فكرة ترك إرث هي بالتأكيد تدور في ذهنه، أود أن أرى ميسي أو رونالدو يفوزان بكأس العالم، ستكون نهاية مناسبة لمسيرتهما المذهلة".