عرض مشاركة واحدة
  [ 1 ]
قديم 18 Jun 2008, 05:57 PM
شاعر

ابن مهرس غير متصل

تاريخ التسجيل : Apr 2005
رقم العضوية : 173
الإقامة : saudi arabia
الهواية :
المشاركات : 1,149
معدل التقييم : 25
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
الأشرم الشيباني .. ( ألحق بها سربة شرار )



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أخواني الكرام إليكم هذه القصة المشرفة والمعبرة والتي تدل على شجاعة فرسان الماضي وكرم أخلاقهم وصدقهم مع أخصامهم وحفظهم للمعروف, وهذه القصة حصلت لأحد فرسان قبيلة الشيابين من عتيبة..

هو الفارس الأشرم الشيباني العتيبي, من أشجع الرجال في زمانه رحمه الله, وكان له فرس أصيلة من أصائل الخيل وأطيبها, ويقال في أحد الأيام كان الأشرم الشيباني في مدينة مكة في ضيافة أحد الأشراف, وكان الشريف لديه فرس أصيلة وطلب من الأشرم الشيباني أن يسابقه على فرسه فوافق الأشرم وتسابق الأشرم مع الشريف وسبقت فرس الأشرم فرس الشريف..

وبعد ذلك طلب الشريف من الأشرم أن يبيعه الفرس ولكن الأشرم رفض وكرر عليه الشريف وسأله عن قيمة الفرس فقال الأشرم: شريتها بعشرين ثنو من البل

فقال الشريف أعطيك في الفرس ثلاثين ثنو من البل, ورفض الأشرم وقال الشريف أجل أعطيك فيها أربعين ثنو من البل, ورفض الأشرم وقال هذه الأبيات على مسمع من صاحبه الشريف:


يا سابقي قدرك رفيع = وأعديلك بدّر البكار
ولو زوّدوا لي ما نبيع = ماني بضاري بالثبار
ابغى ليا طاح المنيع = ألحق بها سربة (( شرار))

وفهم الشريف معنى الأشرم الشيباني, وهو أنني لم أقتني الفرس إلا لخوض المعارك ومطاردة الفرسان أمثال شرار بن مهرس الشدادي وغيره من الفرسان الشجعان في الجزيرة العربية!!

ولقد كان للفارس الأشرم الشيباني صولات وجولات مع الشدادين وابن الحارث وهذا ما جعله يذكر الأمير شرار بن مهرس في أبياته!!

ومرت الأيام وكان الأمير شرار بن مهرس الشدادي الحارثي ورفيقه وجاره الأمير حسين بن حريش الحطابي الحارثي, بقومهم ناوين المغزى ولم يكن لديهم جهه محددة يغزون عليها ولكن هذا هو حال القبائل قديماً يغزون طلباً للمغنم..

وكان الأمير حسين بن حريش الحطابي يحدي على فرسه وهم في طريقهم ويقول:


يا سابقي خبي خبيب = خبيب ذيب ٍ مع براح
الله يبدي لك نصيب = لا ثار بندقنا صباح
بأطراف قطعان ٍ عزيب = بكره ليا قلنا الفلاح

وأراد الله أن يتقابلون ابن الحارث مع غزو الشيابين, حيث أن الشيابين ومعهم الأشرم الشيباني والفارس عميش بن فهيد الشيباني كانوا في طريقهم للغزو طلباً للكسب, وتواجهوا الطرفين من غير موعد وحصل بينهم طراد وقتال أصيب فيه الأشرم الشيباني وسقط من فرسه, وأخذوه ابن الحارث في المنع ومعه الفارس عميش الشيباني, وكما هي عادة العرب في إكرام الأسير فقد أكرمهم الأمير شرار بن مهرس أجزل الإكرام حيث أخذهم إلى ديار ابن الحارث وبقوا عنده مدة ثلاث شهور حتى تعافى الأشرم من الإصابة, وأعطاهم ركائب وعادوا إلى ديارهم وفي طريقهم لربعهم قال الفارس الأشرم الشيباني هذه الأبيات بعد ما سأله عميش بقوله: (( ودك في مواجه راعي البواضا مرة ٍ ثانية)), فأجابة الأشرم بشجاعة الفرسان وقال:

البيض مني تغتشي الاد شداد = ومن حربهم يا عميش بالي معيفي
سقى مرابيهم من الوسم رعّاد = من رايح ٍ برقه سرى له رفيفي
أهل سراياً للمعادين تنقاد = وبأيمانهم دهم الفرنج النظيفي
يوم ٍ على جمع الشيابين لا عاد = ما عاد تالينا يشيل الرديفي
لو كان حنا في المراكيض لهّاد = يفرح بنا راع الجواد الضعيفي
لكن تواجهنا على غير ميعاد = ويا ظفرهم يوم أقبلوا بالرهيفي
سموا بن الحارث كما السيل لا زاد = وحنا كما ضلع ٍ طويل ٍ منيفي
ومن مات ما حاش المدايح والأفواد = عساه في وادي جهنم يهيفي

ورحم الله الفرسان الشجعان وجعل مثواهم جنات النعيم

فهذه القصة وغيرها من قصص فرسان الماضي فيها من العبر الكثير والمفيد ومعرفة حياتهم في السابق وشجاعتهم وأخلاقهم الطيبة التي كانت هي التي تميز العرب عن غيرهم من الشعوب, وإحترامهم للأخصام والإعتراف بالحق..


رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته..


التعديل الأخير تم بواسطة ابن مهرس ; 22 Nov 2009 الساعة 09:17 PM

رد مع اقتباس