عرض مشاركة واحدة
قديم 22 Aug 2010, 05:51 AM [ 42 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Aug 2006
رقم العضوية : 1697
الإقامة : saudi arabia
الهواية : السفر والقراءة والانترنت
مواضيع : 125
الردود : 5979
مجموع المشاركات : 6,104
معدل التقييم : 25سطام الشدادي is on a distinguished road

سطام الشدادي غير متصل


رد: سلسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم


إسلام عمر رضي الله عنه :
وبعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان من أشد الناس قسوة على المسلمين قبل إسلامه، وفي ليلة سمع سرًّا بعض آيات القرآن، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة، فوقع في قلبه أنه حق، ولكنه بقى على عناده، حتى خرج يوماً متوشحاً سيفه يريد أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه رجل، فقال : أين تعم يا عمر ! قال : أريد أن أقتل محمداً. قال : كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة، وقد قتلت محمداً ؟ قال عمر : ما أراك إلا قد صبوت ؟ قال : أفلا أدلك على العجب يا عمر ؟ إن أختك وختنك قد صبوا، فمشى مغضباً حتى أتاهما، وعندهما خباب بن الأرت يقرئهما صحيفة فيه طه، فلما سمع حس عمر توارى في البيت، وسترت أخت عمر الصحيفة، فلما دخل، قال ما هذه الهيمنة التي سمعتها عندكم ؟ فقالا : ما عدا حديثاً تحدثناه بيننا، قال : فلعلكما قد صبوتما ؟ فقال له ختنه : يا عمر ! أرأيت إن كان الحق في غير دينك ؟ فوثب عمر على ختنه، فوطئه وطأً شديداً، فجاءت أخته فرفعته عن زوجها، فنفحها نفحة بيده فدمى وجهها، فقالت وهي غاضبة : يا عمر إن كان الحق في غير دينك. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
ويئس عمر وندم واستحيى، وقال : أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرؤه. فقالت أخته : إنك رجس، ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل، فقام فاغتسل ثم أخذ الكتاب فقرأه : { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } فقال : أسماء طيبة طاهرة، ثم قرأ طه حتى انتهى إلى قوله تعالى : { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي {14}، فقال ما أحسن هذا الكلام وأكرمه ؟ دلوني على محمد.
وخرج خباب فقال : أبشر يا عمر ! فغني أرجو أن تكون دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس، وكان قد دعا النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة : (( اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك، بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام ))، ثم ذكر له خباب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم التي في أصل الصفا.
فخرج عمر حتى أتى الدار وضرب الباب، فأطل رجل من صرير الباب فرآه متوحشاً السيف، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم واستجمع القوم، فقال حمزة : ما لكم ؟ قالوا : عمر. فقال : وعمر، افتحوا له الباب فإن كان يريد الخير بذلناه له، إن كان يريد شرًّا قتلناه بسيفه. ورسول الله صلى الله عليه وسلم داخل يوحى إليه، ثم خرج فأخذ بمجامع ثوب عمر وحمائل سيفه وهو في الحجرة فجبذه بشدة، وقال : (( أما تنتهي يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما نزل بالوليد بن المغيرة ؟ ثم قال : اللهم هذا عمر بن الخطاب، اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب )). فقال عمر : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد.


الأعلى رد مع اقتباس