عرض مشاركة واحدة
قديم 09 Apr 2011, 10:45 PM [ 2 ]
عضوة متميزة


تاريخ التسجيل : Nov 2009
رقم العضوية : 22437
الإقامة : saudi arabia
الهواية : .
مواضيع : 420
الردود : 16118
مجموع المشاركات : 16,538
معدل التقييم : 149السديم will become famous soon enoughالسديم will become famous soon enough

السديم غير متصل


رد: أمير الحديث .. البخاري




ولكم أن تتخيلوا رجل كهذا ، نشأ على العلم والجد في تحصيله .. كيف كانت طِباعه ؟ وهو تربى على القرآن الكريم وعلى أحاديث نبيه الشريف : كان محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري المولود في سنة 194 هجرية ، رجل تقيّ جُل همومه كانت تنحصر في الحديث وتجميعه ، في الجد والمثابرة للذهاب إلى كل الأمكنة التي قد يجد فيها مراده من العلم ، حتى تغلغل هذا الأمر وأصبح يرافقه في أوقات راحته .. التي لم يكن يقضيها ألا فيما يحب ، إذ أنه كان يستيقظ من نومه في الليلةِ الواحدة " عشرين مرة " ! ليوقد سراجه لأن خاطرة في ذهنه أُوقدت حتى وهو نائم ! فيكتبها ثم يعود لينام .. ويستيقظ مرة أخرى ويكتب .. فينام ، ويبقى على هذا المنوال حتى تصل في بعض المرات إلى عشرين مرة وهو ما بين توقد سراجه وتوقد ذهنه .

" البخاري " كان موهوبًا ، رزقه الله موهبة الحفظ والذكاء وسرعة البديهة التي يفتقر إليها الصغار الذين كانوا في عمره ، تنقل الشيخ في مختلف البلاد بحثا عن شيوخ الحديث فذهب إلى البصرة والكوفة ومكة والمدينة والشام وحمص وعسقلان ومصر . وقد ساعده صبره وذكاؤه على بلوغ مرتبة عاليه في عصره حتى أصبح إمام المسلمين في الحديث ، ولقبه الأئمة بأمير المؤمنين في الحديث. وكان هذا اللقب يطلق على من اشتهر في عصره بالحفظ والدَراية ، حتى أصبح من علماء عصره وأئمته ،وشهد لهم كبار الأئمة وجمهور الأمة بالإمامة والتقدم والرسوخ في هذا العلم.
كان الأمام البخاري يحفظ مائة ألف حديث صحيح ، ومائتي ألف حديث غير صحيح ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله.. الله يخلف علينا كم حديث اللي حافظينها ) ، كان واسع المعرفة غزير الدمعة ، أحد أعلام الدنيا في معرفة الصحيح من السقيم، ومعرفة أحوال الرجال ، وعلل الأخبار وكل ما يتعلق بالحديث وعلومه.

وهذه أحد الوقائع التي تحمل دلالة كبيرة على الموهبة المتجسدة في البخاري منذ أن كان غلامًا : قال محمد بن أبي حاتم الوراق سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا – أي يزور معنا - إلى مشايخ البصرة وهو غلام فلا يكتب ، حتى أتى على ذلك أيام فكنا نقول له إنك تختلف معنا ولا تكتب فما تصنع؟ فقال لنا يوما .. بعد ستة عشر يوما إنكما قد أكثرتما على وألححتما ، فاعرضا على ما كتبتما فأخرجنا إليه ما كان عندنا ، فزاد على خمسة عشر ألف حديث فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه . ثم قال أترون أني اختلف هدرا وأضيع أيامي.. فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.
و حادثة أخرى تدل على قوة حفظ الأمام وخبرته ودرايته ومعرفته بالحديث :
عندما قدم الإمام البخاري إلى بغداد أراد أهل الحديث امتحانه فعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها ، وجعلوا متن حديث لإسناد غير إسناده وإسناد متن لمتن آخر ، ودفعوا إلى كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها عليه في المجلس ، فاجتمع الناس ، وانتدب أحدهم فقام وسأله عن حديث من تلك العشرة فقال لا أعرفه ثم سأله عن آخر فقال : لا أعرفه حتى فرغ من العشرة ، والبخاري يقول لا أعرفه ثم انتدب اخر من العشرة فكان حاله معه كذلك إلى تمام العشرة والبخاري لا يزيد على قوله : لا أعرفه. فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ، ويقول : الرجل فهم . وأما غيرهم فلم يدركوا ذلك ، التفت إلى الأول فقال أما حديثك الأول فهو كذا وحديثك الثاني فهو كذا إلى اخر العشرة فرد كل متن إلى إسناده،وفعل بالثاني مثل ذلك إلى أن فرغ ، فأقر له الناس بالحفظ والضبط والإتقان ، وازداد بعض الحاضرين إعجابا به ، لا لأنه أدرك الصواب فقط ، بل لسرده جميع الأحاديث التي ألقيت عليه مرتبة كما سمعها. (سبحان من أعطاه ملكة الحفظ )


*أبا بكر الكلواذاني يقول ما رأيت مثل البخاري ! كان يأخذ الكتاب من العلماء فيطلع عليه اطلاعه فيحفظ عامة أطراف الأحاديث بمرة.
أي من قراءة واحدة كان يستطيع حفظ أو تذكر ما قرأ ، يا رب أرزقنا هذه الصفة
إذا لم يك هناك " تحفيرات " وخطوط وألوان وتكرار قد يطول على الجملة الواحدة لا تستطيع أن تدخل إلى أذهاننا .


الأعلى رد مع اقتباس