شبكة الشدادين - عرض مشاركة واحدة

الملف الشخصي للكاتب · توقيع : المحترف

رياضة الجودو

بقلم المدربة: منار زريق

يُطلق اليابانيون على المصارعة اليابانية اسم "جيو-جتسو"، ومعناها الحرفي استعمال قوة خصمك سلاحاً ضدّه والإيقاع به.

كانت هذه الرياضة مقصورة في القديم على الطبقة العسكرية وطبقة الساموراي في اليابان، وكانت سراً يحيط به أبناء هذه الطبقة بالكتمان الشديد حتى انهار نظام الإقطاع في اليابان.

الغرض الأول من هذه الرياضة هو الدفاع عن النفس دون استعمال سلاح، لأنها تقوم أساساً على نظرية الاستسلام أو الخضوع في الظاهر لهجمة العدو بدل الصمود في وجهه. هذا الخضوع مؤقت، والهدف من ورائه الحصول على ميزة علمية تستخدم ضدّه لاحقاً.

ومن المبادىء الأساسية للجودو ألا تحاول مواجهة القوة بالقوة، بل أن تتراجع أمام خصمك المندفع وتجذبه في اتجاه اندفاعه، فتزداد سرعته عما كان دبّر وقدّر، فيفقد توازنه ويسقط طريحاً.

كان مؤسس "الكودوكان جودو" الأستاذ جيكورة كانو شاباً ضئيل الجسم ضعيف البنية، وكثيراً ما كان يُعتدى عليه من قبل الشباب الأأكبر حجماً، وعند إذٍ سمع هذا الشاب عن "الجيو جتسو" فعقد العزم على تعلّمها ليحمي نفسه من الاعتداءات المتكررة، والتحق بالمدارس التي تعلّم هذه الفنون، وتنقّل في معظم مدارسها إلى أن تمكن من اكتشاف كل أسرار هذا الفن، وأصبح لا مثيل له في مهارته وقدرته.

وحين سُئل الأستاذ "جيكورو كانو" لماذا سمي هذا الفن الذي تعلمه "جودو" وليس "جيو جتسو" أجاب أنه يعلّم الجيو جتسو ولكن وفق قواعد ونُظم ثابتة. فقد قام بجمع فضائل المدارس المختلفة، وحذف منها ما هو سلبي، ثم أضاف من عنده فنوناً أخرى، ووضع هذا الفن في قالب رياضي، يهدف إلى البناء البدني القوي، والارتقاء بمستوى اللياقة البدنية عامة، بجانب النمو النفسي والخلقي والتربوي كي تبني رياضة على أساس تنافسي مهني.

هذا، وقد تشكّل الاتحاد الدولي للجودو عام 1952 وكان يضم حينها 17 دولة، وأقيمت أول بطولة للعالم عام 1956 وشاركت فيها 21 دولة، وتم إضافة رياضة الجودو إلى الرياضة الأولومبية اعتباراً من دورة طوكيو عام 1964.