عرض مشاركة واحدة
قديم 15 Aug 2015, 03:47 PM [ 32 ]
عضو نشيط

تاريخ التسجيل : Aug 2006
رقم العضوية : 1713
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 6
الردود : 58
مجموع المشاركات : 64
معدل التقييم : 176سحمان has a spectacular aura aboutسحمان has a spectacular aura about

سحمان غير متصل


رد: رجال في تاريخ الدولة السعودية


الفصل الثاني
آبائي مع الدولة السعودية

أولاً : أختصر حديثي هنا وأنا أستعـرض الحديث عن والدي الشيخ محماس وجدي عجير بن مهرس وبعض مواقفهما مع حكومتنا الرشيدة التي تأسست على تطبيق كتاب الله الفرقان وسنة رسوله المأمون بالبيان صلى الله عليه وسلم, وكيف أنهم اضطلعوا بمهام نيطت بهم فقاموا بذلك خير قيام, واستحقوا من ولاة الأمر الاهتمام والعناية, والثقة والرعاية, لأن الإخلاص كان شعارهم, وخدمة الوطن كان منهجهم والسمع والطاعة لولاة الأمر كان ديدنهم.

أما والدي فهو الشيخ محماس بن عجير بن مهرس الحارثي, كان مولده على وجه التحديد عام 1332 هـ قضى طفولته في ظل والده في منطقة نجــد, وهناك شب وترعرع ونشأ محاطاً بعناية والده ورعايته, وصقل مواهبه في ظل تلك الأجواء المحافظة, وفي رحاب ذلك المجتمع الذي اشتهر بالصفاء والنقاء, والتمسك والاعتناء بالخيول الأصيلة وكان رحمة الله تعالى يملك من الإبل الحرائر التي يشار اليها بالبنان, ويصطفي من الخيول الكريمة والعربية الأصيلة ما أشبع بذلك هوايته, لأنه نشأ وترعرع في بيت الفروسية والشجاعة ولذلك كان والده عجير مرافقاً لآسد الجزيرة وموحدها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه, وعينه أمير فرقة في فتوحات الحجاز كما سيأتي في الكلام عليه في مكانه.
ووالدي رحمة الله تعالى كان يحمل من المؤهلات الفطرية والمكتسبه من أولي الحكمة التي يسوس بها الأمور, والذكاء الذي رفعه على منصة الوجاهة ما جعله قريباً من ولاة الأمور, محباً لفعل الخير, سابقاً إلى البر, عين أعيان قبيلة بني الحارث, إذ كان له النصيب الأوفر والحظ الأكبر في مساعدة القبيلة, ورفع كيانها وحل مشاكلها وجمع الشمل وإصلاح ذات البين وله الأيادي البيضاء في ميادين الإحسان, يشيد دائماً بولاة الأمر, ويثني عليهم ويتغنى بجميل مآثـرهم ومكارم أخلاقهم التي فطرهم الله عليها, ويتفانى في حب الوطن وخدمة المجتمع, صادق اللهجة, عف اللسان, فارساً مقداماً, وعلماً مشهوراً, أسهم في بناء مجتمعه, وتشجيع قبيلته على الإنخراط في أعمال الدولة لأداء الواجب وحمل الأمانة والمساهمة الفعالة في بناء الصرح الحضاري تحت قيادة الدولة السعودية أعز الله مكانتها وحماها من كل مكروه.
هكذا فطر الله تعالى والدي الشيخ محماس على أجمل السمات وأنبل الصفات حتى استحق أن يكون محل الثقة عند ولاة الأمور, لأنه من أهل الحل والعقد ومؤهل لما نيط به من مسؤولية ومواقفه المشرفة وشمائله المعروفة تشير إلى ما سطرناه هنا من مكانته.
ومما يدل على مكانته الإجتماعية ووجاهته المعروفة ومرتبته ونضجه وهو شاب يافع أنه لما انتقل والده الشيخ عجير إلى جوار ربه أصدر إمام المسلمين الملك عبدالعزيز آل سعود أمراً بتعيين ابنه محماس وهو شاب يافع أميراً على قبيلة بني الحارث بنجد واضطلع بهذا المنصب, وكان جديراً به, وظهرت كفاءته وحذقه وعلمه, فقد كان من الأفذاذ المجربين والأذكياء الموهوبين وكان حريصاً كل الحرص على تماسك القبيلة ولم شملها وجمع كلمتها, وإذا حصل خلاف بين الأطراف أطفأ شعلته بحكمته, وإصلح ذات البين بفطنته ودرايته, وشهد له بذلك الخاص والعام, وشهد بكفاءته وبراعته القاصي والداني, فتربع على منصة المشيخة بقية عهد الملك المسدد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود, ثم في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز طيب الله ثراه حين تسلم زمام الأمور وبعد أن صدر أمر سامي من الديوان يقضي بتشكيل ألوية المجاهدين لآهل نجــد أمر جلالته له بلواء يكون مقره الحوية بالطائف, وهذا نص الأمر الملكي من الديوان:
" من سعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل إلى جناب المكرم الشيخ محماس بن عجير بن مهرس أمير قبيلة بني الحارث سلمه الله :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,, وبعد,,
فقد صدر تشكيل ألوية المجاهدين وأمرنا لكم بعقد لواء يكون مقره الحوية بالطائف, وعليه إن شاء الله تتوكلون على الله ومراجعة اللجنة عند ابن جماعه, ونرجو الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير, وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ودمتم.
حرر في 10 / 9 / 1374 هـ
سعود بن عبدالعزيز

وهذا الأمر الذي صدر من ولي الأمر لوالدي رحمه الله تعالى يدل على ما كان يتمتع به من الثقة الغالية, وأنه كان رجلاً مثالياً, وهو نموذج للشيخ المخلص لوطنه ومليكه وأمته وذلك لأن ولي الأمر كان يضع الرجل المناسب في المكان المناسب, ولا يصدر أمر سامي في أمر عظيم الشأن, وهو من الأهمية بمكان كعقد لواء إلا بعد تحر ومعرفة وتقارير صادرة من الجهات المسؤولة إلى ولاة الأمر, كما نلحظ في الأمر السامي أن مشيخة الوالد على بني الحارث موضع تقدير واتفاق, من عهد المغفور له بإدن الله جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل صب الله على جثته شآبيب المغفرة والرضوان.
والوالد رحمه الله تعالى, ثابتة إمرته على قبيلة بني الحارث بموجب وثيقة الأحوال المدنية الموضحه بخطابهم رقم 242 وتاريخ 14 / 2 / 1433هـ المبني على خطاب معالي محافظ الطائف رقم 350611 وتاريخ 10 / 2 / 1433هـ , ولم يكن والدي محماس أُمياً ككثير من الناس في ذلك الوقت, بل تعلم وأخذ قسطاً من المعرفة, كما يدل على ذلك هويته الشخصية الصادرة من إدارة الجنسية بالطائف, فإن فيها مهنته وهي أمير قبيلة بني الحارث, وأنه متعلم إلى أخر المعلومات. ثم بعد أن تولى زمام الأمور جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله تعالى ثراه, أمر الملك فيصل بعقد لواء بقيادة والدي الشيخ محماس بن عجير بن مهرس الحارثي يضم قبيلة بني الحارث قاطبة, وتم تشكيل جميع الألوية بالمملكة ما عدا لواء الشيخ محماس, فإنه حالت دون استلامه اللواء ظروفه الصحية التي كان يمر بها رحمه الله.


توقيع : سحمان
سبحان الله وبحمده ...... سبحان الله العظيم
الأعلى