عرض مشاركة واحدة
قديم 26 Jan 2007, 11:45 PM [ 153 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 28
الإقامة : saudi arabia
الهواية : ركوب الدرجات
مواضيع : 291
الردود : 5726
مجموع المشاركات : 6,017
معدل التقييم : 83كديميس will become famous soon enough

كديميس غير متصل




وولد مالك بن جعفر عامرا أبا براء ملاعب الأسنة، وربيعة المقترين، وعبيدة الوضاح، والطفيل فارس قرزل، ومعاوية معوِّد الحكماء. أمُّهم أمُّ البنين بنت عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. قال لبيد:
نحن بنو أمِّ البنينَ الأربعَةْ
قال ابن الكلبيِّ: هم خمسة، فجعلهم للقافية أربعة. وقال أبو بكر بن الأنباري: لا يصحُّ لشاعر أن يقول في خمسة أربعة من أجل القافية، كما لا يقول في أربعة خمسة، لأن عين الكذب. وإنما قال هذا لبيد بين يدي النعمان بن المنذر، وهو غلام حدث. وقد كان أبوه ربيعة قد مات، وحضر معه أعمامه الأربعة: طفيل، وعامر، وعبيدة ومعاوية بنو مالك بن جعفر بن كلاب، فاسقط أباه لأنه لم يشهد، وكان ميتا قبل ذلك.
وولد ربيعة بن مالك بن جعفر لبيدا الشاعر: ويكنى أبا عقيل، وهو من الصحابة، ومن فحول الشعراء، ومن الأجواد. وقال، لما أسلم:
الحمدُ لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى أكتسيتُ من الإسلامِ سِربالا
وهو القائل:
ما عاتبَ المرءَ الكريمَ كنفسهِ ... والمرءُ يُصلحه القرينُ المصالحُ
ولم يقل منذ أسلم غير هذين. وقال له عمر رضي الله عنه: أنشدنا من شعرك. فقال: يا أمير المؤمنين، ما كنت لأجمع البقرة وآل عمران، وأنشدك الشعر. فجَّل في عين عمر، وزاده في عطائه خمسمئة، وكان عطاؤه ألفين. وكان لبيد شريفا في الجاهلية والإسلام، ونذر ألا تهبَّ الصَّبا إلا نحر وأطعم، حتى تنقضي. فهبت في الإسلام، وهو بالكوفة مقتر مملق. فعلم ذلك الوليد بن عقبة ابن معيط، وهو والدي الكوفة لعثمان، وكان أخاه لأمه. فخطب الناس، فقتال: " إنكم قد عرفتم نذر أبي عقيل، وما وكد على نفسه. فأعينوا أخاكم " . قم نزل، فبعث به بمئة ناقة، وبعث الناس، فقضى نذره. ففي ذلك تقول ابنه لبيد، مجاوبة عن أبيها، تمدح الوليد:
إذا هبَّتْ رياحُ أبي عَقيلِ ... دعَونا عند هبَّتها الوليدا
أغرَّ الوجه أووعَ شيظمياً ... أعانَ على مروءتهِ لبيدا
ومات لبيد في وسط خلافة معاوية، وهو ابن مئة وأربعين سنة.
وأخو لبيد لأمه أربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر: عدُّو الله، هو الذي أصابته الصاعقة بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ابن عمه عامر ابن الطفيل. ورثاه لبيد بقصائد منها:
ذهبَ الذينَ يُعايشُ في أكنافهم ... وبقيتُ في خَلْفِ كجلدِ الأَجربِ
يتحدَّثون مخافةً ومَلاذةً ... ويُعابُ قائلُهم وإن لم يَشْغبِ
يا أربدَ الخيرِ الكريمَ جُدودُهُ ... غادرتَني أمشي بقرَنٍ أَعضبِ
إن الرزيَّة لا رزيَّةَ مثلُها ... فِقدانُ كلِّ أخٍ كضوءِ الكوكبِ
وولد الطفيل بن مالك بن جعفر عامر بن الطفيل: عدوَّ الله، وكان شاعرا. وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أربد مضمرين الفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم. فجعل يسأله سؤال الأحمق المغتال الفخور، ورسول الله يقول: " لا أجيبك في شيء مما سألت حتى تؤمن بالله ورسوله. فلما يئس منه عامر قال: يا ممد، والله لأملأنَّها عليك خيلا ورجالا. فلما ولَّيا قال رسول الله: " اللَّهم أكفني عامر بن الطفيل وأربد بن قيس " .
فخرجا جميعا ووفدهم راجعين إلى بلادهم. فلما كان ببعض الطريق بعث الله على عامر غدة في عنقه، فقتله الله في بيت امرأة من سلول. فجعل يقول: يا بني عامرا، غدا كغدة البعير، وموتا في بين سلولية! ووصل أربدا إلى بلده، فأصابه ما ذكرت آنفا.
وأخوه عقيل بن الطٌّفيل: فيه قالت أمه المثل " أبنك من دمَّي عقبيك " . وهي امرأة من القين، تزوجها الطفيل، فولدت له عقيلا، فتبنَّته كبشة بنت عروة بن جعفر بن كلاب.. فعرم على أمه يوما فضربته. فجاءتها كبشة فمنعتها وقالت: ابني. فقالت القينية: ابنك من دمَّي عقيبك.
وأما أبو براء عامر بن مالك ملاعب الأسنة، وهو عمُّ عامر بن الطفيل فهو الذي أجاز أصحاب بئر معونة، فأخفره فيهم ابن أخيه عامر بن الطفيل:
بني أمِّ البنينَ ألم يرعْكمْ ... وأنتمْ من ذَوائبِ أهل نجدِ؟
تَهكُمُ عامرٍ بأبي بَراءٍ ... ليُخفرَهُ وما خطأُ كعَمْدِ
أَبلغْ ربيعةَ ذا المساعي ... فما أَحدثْتَ في الحَدَثانِ بعدي


الأعلى رد مع اقتباس