عرض مشاركة واحدة
قديم 18 Oct 2006, 10:27 AM [ 3 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 28
الإقامة : saudi arabia
الهواية : ركوب الدرجات
مواضيع : 291
الردود : 5726
مجموع المشاركات : 6,017
معدل التقييم : 83كديميس will become famous soon enough

كديميس غير متصل








أورهان باموق كاتب مثير للجدل

يُعتبر الكاتب التركي (أورهان باموق) من أكثر الكتّاب إثارة للجدل. فقد حظي بشهرة عالمية واسعة جداً وهو في الأربعين من عمره، وتُرجمت رواياته إلى لغات العالم الأكثر انتشاراً، وسجل لقب "الكاتب صاحب الكتب الأكثر مبيعاً" وكان قد حصل على هذا اللقب إثر صدور روايته "الحياة الجديدة" قبل أن يرحل الكاتب التركي الساخر عزيز نسين الذي كان يحتل المرتبة الأولى عند صدور كتاب جديد له. ولا يمر يوم تقريباً إلا ويذكر فيه اسم أورهان باموق، وكمثال على حجم ما كُتب عنه فقد أجريتُ بحثاً عن المواد الذي ذكر فيها اسمه بالتركية فقط على الأنترنت فأعطاني 83 صفحة عناوين في كل صفحة 10 عناوين، وفي كل عنوان صفحتين على الأقل أو دراسات وحوارات تصل إلى عشرات الصفحات، وورد اسمه إحدى عشر ألف وستمائة مرة، وهذه الأرقام تُبين صعوبة الإحاطة بما كُتب عن هذا الكاتب كله وهو في الحادية والخمسين من عمره.‏

*من هو أورهان باموق:‏

لم يبق جانب يتعلق بهذا الكاتب إلا وبحث، وهنالك باحثون كثيرون غاصوا في جذور أورهان باموق العائلية وفي نسبي أبيه وأمه وهذا بسبب طرح إشارات استفهام كثيرة عن أسباب شهرته العالمية المبكرة. وكأي مشهور لا بد أن يحاول البعض إلقاء الظلال على هذه الشهرة. فهناك من ادعى بأنه يهودي من سالونيك، ومن ادعى أنه ماسوني وأن منظمات من هذا النوع هي التي وقفت وراء شهرته العالمية الواسعة، حتى إن الكاتب (جمال كلينجو) طرح هذا الادعاء، والكاتب (يالتشن كوتشرك) أيضاً أورد هذا الادعاء في كتاب له.‏

ليس في جذور عائلة باموك من طرفي الأب والأم أي جذر يعود لسالونيك. حتى إن جد أبيه ثابت بيك كان مفتي مدينة (غوردس) في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتنتمي أمه إلى أسرة هاجرت من القوقاز ضمن موجة الهجرة إلى مدينة "غوردس" ما بين عامي 1850-1860، فهو بحسب قوله: "شركسي مترّك" وحول الادعاء بأنه يهودي يقول: "لم أقرأ حول هذا... الناس ينقلون لي هذه الادعاءات. وأجد أن هذا معيباً. أنا لستُ يهودياً، أنا لست سالونيكياً، ولو كنت كذلك لأفصحت عنه... والله أنا لست يهودياً..".‏

لعل إفصاحه عن إلحاده لعب دوراً مساعداً في توجيه هذه التهم إليه. إذ صرح لجريدة La Vanguardia الإسبانية في لقاء معه إثر صدور روايته "الحياة الجديدة" بالإسبانية: "أنا مُلحد من أسرة ملحدة" ولكن هذا التصريح أثار حفيظة أمه حين نُشر في جريدة "حريت" التركية، وردت في الجريدة نفسها قائلة: "ليتكلم ابني باسمه، وأنا أتكلم باسمي. نحن لسنا ملحدين. كرهت ابني حين قرأت الخبر... إن أسرتنا تقوم بواجباتها الإسلامية كلها." ونقلت استغراب الأقرباء والمعارف من ذلك التصريح.‏

ولد أورهان باموق في حي (نيشان طاش) في اسطنبول عام 1952 لأسرة ميسورة. ويُعتبر الحي الذي ولد فيه أحد أحياء اسطنبول الراقية. بدأ الدراسة الابتدائية في مدرسة يمتلك أبوه نصفها، وتركها بعد أن صفى أبوه حصته منها لينتقل إلى أنقرة فترة، ليعود إلى اسطنبول ويتابع دراسته المتوسطة في "روبرت كوليج" ثم دخل الجامعة التقنية في اسطنبول لدراسة الهندسة تيمناً بأبيه وجده المهندسين. ولكنه ترك الجامعة قبل نهاية السنة الثالثة "من أجل أن يكتب الروايات" كما يقول. ولكي يحصل على تأجيل الخدمة العسكرية سجل في كلية الصحافة في جامعة اسطنبول، وتخرج منها. وللحصول على تأجيل آخر سجل في الماجستير، وتابع حتى حصل على الدكتوراه. وفي هذه الأثناء استفاد من قرار اللجنة العسكرية إبان انقلاب 12 أيلول 1980، وخدم في الجيش عام 1982 "خدمة قصيرة" إذ بموجب هذا القرار يمكن لمن يستحق الخدمة كضابط، ويتخلى عن رتبته أن يخدم خدمة قصيرة مدتها أربعة أشهر.‏

حين ترك دراسة الهندسة المعمارية ليتفرغ لكتابة الرواية لم يكن قد طبع أية رواية، ولم يكن قد أنهى كتابة أي رواية، ولم يفكر قبل هذا التاريخ بكتابة رواية. وكان تفكيره كله منصباً على الرسم، وسعى طوال حياته التي سبقت هذا القرار لأن يكون رساماً.‏

على الرغم أنه حصل على جائزة "أورهان كمال" للرواية عن روايته الأولى "الظل والنور" والتي غير عنوانها فيما بعد إلى "جودت بيك وأولاده" عام 1979 والتي أمضى أربع سنوات في كتابتها لم يستطع طباعتها إلا بعد ثلاث سنوات عام 1982. ويقول إنه عاش في تلك الفترة أكبر أزمة في حياته إلى حد أنه فكر جدياً بأن ينشر في المجلات الأدبية إعلاناً يقول فيه: "رواية حائزة على جائزة معروضة للبيع".‏

*باموق والعلاقات الأسرية المفككة:‏

عاش الروائي باموق انطوائياً. وهو يعترف بأنه خجول. انعزل عن زملاء المدرسة البورجوازيين. واعترف بأنه يجد صعوبة بإقامة علاقة مع فتاة. واعترف ذات مرة قائلاً: "بدأت الكتابة لأتمكن من إقامة علاقات مع الفتيات." ولكنه على الرغم من هذا وجد (آيلين) التي استطاع أن يقيم علاقة معها، وقال عنها: "إنها الوحيدة التي وقفت إلى جانبي حين بدأت الكتابة." وتزوجها فيما بعد، وأنجب منها طفلة اسمها (رؤيا). ولم يستمر زواجه هذا، وهو الآن يعيش منفصلاً عن زوجته، ويقول إنهما في حكم المطلقين.‏

أبوه وأمه أيضاً منفصلان. وتزوج أبوه بعد انفصاله، وأنجب فتاة تدعى "حميرة" وهي من مواليد عام 1980. وعاش أورهان مع أمه لأن اخاه شوكت كان في الولايات المتحدة في تلك الفترة. وعلى الرغم من عيشه مع أمه إلا أنه على خصومة معها. واعترف بهذا في لقاء أجرته معه (نورية أقمان) لجريدة (زمان) قائلاً بأنه سخر من والدته وشقيقه بشكل خفيف في روايته "اسمي أحمر" انتقاماً منهما. وقد أسمى بطلة الرواية شكورة وهو اسم أمه، ولها في الرواية أيضاً ولدان الأكبر شوكت والأصغر أورهان.‏

وعن الفترة التي عاشها مع أمه يقول باموق: "في تلك الفترة لم تتفهمني أمي. كانت تقول لي: إنك تكتب رواية. ضع في عقلك بأن الرواية لن توصلك إلى نتيجة، ولأقول لك هذا بالتركية الفصيحة!.. كانت تخرب معنوياتي، وتؤمن بأنني أعبث، ولكن هذا غير مهم. كان والدي في تلك الفترة أكثر تسامحاً.."‏

ولكن الكاتب يعترف بأن هذه الضغوطات والعلاقات السيئة دفعته أكثر للكتابة، ولعبت دوراً مهماً في نجاحه الأدبي.‏

وعن علاقته بأخيه شوكت يقول: "بيننا توتر. وهو على حق بتذمره من حديثي عن هذا التوتر. ولكنني كاتب، وأكتب. وأقول له مبتسماً: سأستمر بالكتابة عن هذا الأمر. وبالطبع لا أريد أن أبدو متخاصماً معه لأن هذا غير صحيح. نحن صديقان." ويرجع أورهان (توتره) من شقيقه إلى بنية المجتمع التركي، فيقول عن هذا الأمر: "في المجتمعات الأبوية كمجتمعنا يضع الولد الذكر الأول القواعد كلها، ويقترح القوانين، ولا يبقى شيء للثاني... يبقى له اللعب والتخيل."‏

وعن خلافات أبيه مع أمه يتحدث قائلاً: "الترعرع في أسرة متخاصمة ترك فيّ أثراً. ولكن يمكن أن تكون نسبة 70-80% من العائلات التركية على هذا النحو. حين يتشاجر أبي وأمي يأخذانني إلى أسرة راضو، ويأخذان أخي إلى مكان آخر."‏

*العلاقة بين رواياته وحياته:‏

وضع باموق شيئاً من شخصيته في رواياته، وهذا ما يفعله أكثر الكتّاب. وعند باموق تنوع هذا الاستخدام، من استخدام الاسم بشكل مباشر أحياناً كما فعل في رواية "اسمي أحمر". فكان هنالك تطابق بين الأسرة التي عاش فيها وأسرة الرواية من خلال الأسماء "شكورة- الأم، شوكت- الأخ الأكبر، أورهان- الأخ الأصغر" وقال بأن أورهان الطفل في الرواية يشبه أورهان باموق الطفل في الواقع، إضافة إلى أنه قال: "يشبهني كل من (قرة) و(القاتل) في الرواية نفسها. كما استخدم اسمه واسم زوجته واسم ابنته وشخصيته الروائية في رواية ثلج. وقد علق على هذا الأمر قائلاً: "أبدو في رواية ثلج بشكل ضبابي باسم أورهان، ولكن الذي يُشبهني في الرواية هو (كا). وقال إنه استخدم كثيراً من التفاصيل التي عاشها في مدينة (قارص) في الرواية. وأن جغرافية الأحداث الروائية تتطابق تقريباً مع جغرافية الواقع.‏

وحول علاقته بشخصياته الروائية يقول باموق: "(رفيق) في رواية (جودت بيك وأولاده) هي الأقرب إلي. ولدى (عمر) في الرواية نفسها شيء مني أيضاً. لا توجد شخصية قريبة مني في رواية (البيت الصامت). البطلان في رواية القلعة البيضاء يشبهاني كثيراً، ولكن من بعيد. البطل في رواية (الحياة الجديدة) يشبهني قليلاً، لعل (غالب) في رواية (الكتاب الأسود) أقرب شخصياتي جميعها مني، وبنيت علاقة (غالب) وزوجته (رؤيا) في الرواية على علاقتي مع زوجتي."‏

يمنح باموق المكان في حياته أيضاً أهمية كبيرة في عمله الروائي. فهو اسطنبولي، لذلك أعطى اسطنبول مكانة كبيرة في رواياته (عدا رواية ثلج التي تجري أحداثها في مدينة قارص). في روايتي (القلعة البيضاء) و(اسمي أحمر) غاص في اسطنبول المتخيلة في أواخر القرن السادس عشر، والقرن السابع عشر. وفي روايته (الكتاب الأسود) كان الحي الذي نشأ فيه (نيشان طاش) أحد أبطال الرواية.‏

لم يذهب اهتمامه بفن الرسم، واشتغاله عليه حتى بلغ الثانية والعشرين من عمره سدى، وقد استفاد من هذا الجانب في روايته (اسمي أحمر) فكتب عن الرسامين في القرن السادس عشر، وفن المنمنمات، وبطل الرواية (قرة) كان يتعلم فن الرسم (كان يسمى نقشاً في ذلك الوقت) وترك هذا الأمر ليعمل وسيطاً في ترويج المنمنمات بين النقاشين والباشوات، ومن هنا جاء التشابه بين شخصيته الحقيقية، وشخصية (قرة) الروائية.‏

*إشكالية موضوعه الروائي:‏

يعتبر موضوع العلاقة بين الشرق والغرب بحد ذاته من أكثر الموضوعات إشكالية. ومن الطبيعي أن يشد هذا الموضوع اهتمام مختلف الأوساط، ويضع من يتناول هذا الموضوع في مركز الهدف، وخاصة في تركيا حيث تشكل هذه العلاقة حداً فاصلاً بين قطاعين يقسم إليهما ذلك المجتمع.‏

تناول باموق هذا الموضوع في رواياته (القلعة البيضاء) و(الحياة الجديدة) و(اسمي أحمر) بشكل واضح ورئيسي، وتراجع هذا الموضوع إلى مستوى ثانوي في رواياته الأخرى. وعلى الرغم من تكرار المحور الرئيس للرواية فإن الكاتب استطاع أن يقدم كل رواية من رواياته بقالب جديد، ولغة مختلفة، وبناء مبتكر. وهذا ما يعترف به خصومه ومنتقدوه، بقدر ما يبرزه أنصاره ومحبوه.‏

في رواية (القلعة البيضاء) يعود إلى القرن السابع عشر، ويتناول شخصية "الأستاذ" التركي و"عبده" الإيطالي الأسير، ليبني تكاملاً بين الشخصيتين الشرقية والغربية. تجري أحداث الرواية في القرن السابع عشر، ومنذ ذلك الوقت بدأ شعور الشرقي بأن الغربي متفوق عليه، وشعور الغربي بسحر الشرق. يعرض الكاتب نظرتين كل منهما قاصرة وأحادية للآخر. لتندمج الشخصيتان في النهاية وتضيع إحداهما في الأخرى، وتختلطان بحيث لم يعد بالإمكان تمييز إحداهما عن الأخرى.‏

في رواية (اسمي أحمر) يعود مرة أخرى إلى التاريخ، وإلى بضعة أيام من أواخر القرن السادس عشر. ويتناول هذه المرة الصراع (أو العلاقة) بين الشرق والغرب في منعطف تاريخي هام على صعيد الفن التشكيلي. وهي لحظة تألق فن عصر النهضة في الغرب، وبدء زحفه نحو الشرق، وفقدان فن المنمنمات الشرقي تألقه. أو بمعنى آخر سقوط المراكز الفنية الشرقية في اسطنبول وبغداد وتبريز وهراة، وانتعاش مركز الفن وعاصمته الجديدة فينيسيا، ومحاولة الفنانين الشرقيين (النقاشين) تقليد الغرب. ويتخذ باموق موقفاً حاداً من قضية التقليد، ويعتبر أن المقلد لا يمكنه أن يصل إلى مستوى الأصل، ولا يضيف لفنه شيئاً بهذا التقليد. وهذا لا يعني أنه ضد الحداثة، فهو معها، ولكنه معها كحياة، ولا يمكن فصل الحداثة عن حياة الحادثة.. لأن المقلد كالغراب الذي قلد مشية الطاووس، لم يتحول إلى طاووس، ولم يعد يستطيع أن يعود غراباً.‏

وحول هذه الرؤية للفن تحدث باموق إلى إذاعة (CBC) الكندية قائلاً: "دُفِعت الثقافة العثمانية إلى الخلف، وأُيّدت القيم الغربية الليبرالية الإنسانية مكانها. ولكن لم يتحقق النجاح في هذا الأمر.."‏

ويصف علاقته بالعثمانية الإسلامية قائلاً: "إنها علاقة ثقافية. وعبرت عنها بالشكل الأفضل في رواية (اسمي أحمر)."‏

في رواية (الحياة الجديدة) صور باموق رحلتين قام بهما إلى الأناضول. تفصل بين الرحلة والأخرى مدة عشر سنوات. في الرحلة الأولى رصد الذين يعملون للمحافظة على الهوية القومية من خلال المحافظة على الأشياء التركية الأصيلة، والأشياء التي دخلت إلى هذه الثقافة، وغدت جزءاً لا يتجزأ منها. ويمكن تسمية هذا الفعل "محافظة مادية". في الرحلة الثانية وجد أن تلك الأشياء قد اندثرت، وفُقد أصحابها، وحل محلها شكلانية مختلفة ولوحات الكولا وهي رمز عصر الاستهلاك الغربي، وفي هذا يصور "التغريب المادي" منتقداً الحالتين. وفي حوار معه يؤكد باموق على الضياع ما بين حالتين قائلاً: "تركيا الواقعة بين الشرق والغرب تنتمي إلى أوربا جغرافياً، ولكن انتماءها سياسياً ما زال إشارة استفهام."‏

في روايته (ثلج) غاص في الإشكالية المحرقة في تركيا، ودخل الموضوع الأخطر وهو "الإسلام السياسي" وهذا الموضوع يشغل حالياً الرأي العام التركي كله والسلطات كلها وهو أكثر القضايا سخونة في تركيا. وتحت عنوان رواية "ثلج استفزازية" كتبت الناقدة التركية (نجمية ألباي): "رواية أورهان باموق ثلج- التي غدت الموضوع الأكثر نقاشاً في الأيام الأخيرة- جريئة إلى حد الاستفزاز. في الرواية أحداث، وقوالب فكرية، وعبارات اتهامية كثيرة تثير ردود فعل سلبية لدى غالبية قرائها.."‏

وغالبية القراء هؤلاء يتوزعون على مختلف الاتجاهات الفكرية بين دعاة العلمانية التركية والإسلاميين. وهي رواية مخيفة، واعترف باموق بخوفه حين كتب هذه الرواية قائلاً: "كتبتها وأنا خائف، يمكن أن يغضبوا مني.." وقد غضب منه الجميع فعلاً..‏

*أورهان باموق والسياسة:‏

يقول أورهان باموق بأن أسرته تميل إلى "الاشتراكية الديمقراطية" ولكنه يعتبر أن هذا الميل ليس عقائدياً، ويربطه بكسب جده المهندس أموالاً طائلة في مشروع السكك الحديدية الذي عمل فيه في عهد رئاسة (عصمت إينونو) للحكومة وقربه من حزب الشعب الجمهوري الحاكم في ذلك الوقت. ويبدو أنه ليس من المصادفة أن يتزوج والده من السيدة (فاطمة فيظا) التي شغلت بين عامي 1989-1993 منصب عضوة لجنة الانضباط المركزية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي تأسس على أنقاض حزب الشعب الجمهوري في مطلع الثمانينيات.‏

لا يخفي أورهان باموق يساريته، ولكنه لم يعمل مع أي حزب بشكل منظم، وهو ديمقراطي ليبرالي أعلن احترامه لفوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، وأسفه لعدم تمكن زعيم هذا الحزب من تشكيل الحكومة بعد فوز حزبه. ولكنه لا يؤيد هذا الحزب، وأعلن هذا صراحة.‏

يبدي باموق آراءه السياسية في كل مناسبة، وحول أقوال العلمانيين المتشددين بأن (رجب طيب إرضوغان) يخفي توجهه الإسلامي، ويدعي أنه تغير تناول باموق الأمر من زاوية مختلفة جداً، فقال في مقالة نشرها في جريدة (الغارديان) عن (رجب طيب أرضوغان): "إذا كان يتستر على شيء ما فهو ليس الأصولية الإسلامية، وليست حرية انتقال الفكر والبضائع، بل يتستر على كونه مرتبطاً بالمصلحية الأميركية."‏

يكتب باموق في مختلف الصحف العالمية مقالات سياسية، ويقدم تحليلات للوضع السياسي التركي. وفي مقالة له كتب بأنه على العالم أجمع أن يعرف الضرر الذي أحدثه نظام بوش بالديمقراطية التركية، وأضاف: "اعتدنا عبر سنوات طويلة أن نسمع انتقاداً صحيحاً من الولايات المتحدة الأمريكية هو: "لا توجد في تركيا ديمقراطية كافية" وبفضل إدارة بوش تحولت هذه العبارة إلى شكاية من أنه "في تركيا ديمقراطية زائدة عن الحد" وبهذا يشير باموق إلى انتقادات رموز إدارة بوش للجيش التركي لعدم تدخله في الوقت المناسب لفرض رأي داعم للولايات المتحدة على البرلمان، ويسمي باموق الديمقراطية الأمريكية بأنها "حرية حصول الجيش الأمريكي على ما يريد، وعلى الحق بضرب المكان الذي يريد أو قصفه."‏

*الكاتب الأكثر مبيعاً:‏

كثيراً ما توجه تهمة "الكاتب الأكثر مبيعاً والأقل قراءة" للكاتب. فأرقام مبيعاته في تركيا تخطت الأرقام القياسية كلها، فهو يبيع أي طبعة من كتبه حوالي 200 ألف نسخة خلال فترة زمنية قياسية لا تتجاوز الأشهر الثلاثة. وهذه الحقيقة لا يمكن نكرانها، خاصة وأن كتبه تزور وتباع على البسطات وهذه لا تدخل في الإحصاءات المذكورة.‏

سئل عن رأيه في مقولة: "الأكثر مبيعاً والأقل قراءة" فقال باموق: "لا أعتقد أنه يوجد في تركيا 200 ألف قارئ يمكنهم فهم رواية الحياة الجديدة، ولكنني أؤمن أن في تركيا حوالي 180 ألف قارئ يمكنهم فهم راوية اسمي أحمر"‏

وحين أدلى بهذا التصريح كان قد وصل رقم مبيعات رواية اسمي أحمر إلى 180 ألف نسخة .‏

*منتقدوه معجبون به:‏

ثمة عدد كبير من النقاد الأتراك ينتقدون باموق بحدة، ويكيلون له مختلف التهم. فأحياناً يقولون عنه: "إنه يستهين بنا" و"يستخف بعقولنا..".. وهنالك من يربط شهرته العالمية بقوى خفية. أقدم على تصرفات كانت سبقاً في ميدان الثقافة التركية، فقد نظمت حملة دعائية متكاملة لروايته "ثلج" وهذا ما لم يحدث مع غيره من قبل، وأثار غضب الكثيرين معتبرين أن هذا الأمر يخالف القواعد المعمول بها في الحياة الثقافية. ولكن الملاحظ أن منتقديه هؤلاء معجبون به. كيف؟ كثيراً ما نقرأ مقالة نقدية يوجه فيها كلام من "تحت الحلة" لباموق ورواياته، ولكنا لناقد يستثني واحدة من تلك الروايات قائلاً: "إنها غير عادية، وهامة، وهي الرواية الوحيدة التي تستحق المديح." وحين نتناول عشرات المقالات من هذا النوع نجد أن كل ناقد يستثني رواية غير التي استثناها الآخر، وهكذا نجد رواياته كلها قد أعجب بها منتقدوه.‏

*انشغل به الجميع حتى المنجمين:‏

استخرج خبير الأبراج (هاقان قرق أوغلو) خريطة برجه. ونتيجة قراءة برج باموق توصل إلى أن باموق قد "خلق للكتابة، والاعتزال خلف الأبواب" وحول احتمالات نوبل يقول المنجم: "أمام جائزة نوبل خياران هما: بشار كمال، وأورهان باموق".‏

طبعاً إن هذا الكلام لا يتطلب منجماً لقوله. باموق من أقوى المرشحين لجائزة نوبل، ولكن لا ندري إن كان انتقاده الشديد للرئيس الأمريكي جورج بوش قد أبعده عن هذه الجائزة..‏


توقيع : كديميس

"لاتبحثوا عني بين كلماتي فهي لاتشبهني"
الأعلى رد مع اقتباس