عرض مشاركة واحدة
  [ 1 ]
قديم 02 Apr 2023, 11:08 PM
مراقب عام

شواهيق غير متصل

تاريخ التسجيل : Sep 2013
رقم العضوية : 66524
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصميم
المشاركات : 8,226
معدل التقييم : 851
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
لماذا هو صديقك المفضل؟



لماذا هو صديقك المفضل؟

لطَالما كنتُ أمرّ على سؤال : " لماذا هُو صديقك المفضل؟ "

.. فأمرّ عليهِ مرور الكرام، دون الوقوفِ عنده أو محاولة جوابه، ذلكَ لأني أحيانًا كنتُ أعتقد أن تحديد أسباب تشكل الصداقة قد يقدحُ في متانتها، لكنْ كانَ ذلكَ قُصورًا مني، لأننا وإن كنا لا ندري كيف تتشكل علاقاتنا أحيانا، ونجدُ أنفسنا فيها دون مقدمات واضحة، فإننا خلال الطريق نحنُ نملك الأسباب الجلية لاستكمال تلك العلاقات وجعلها أكثر متانة أو لانهائها وإقصائها.
أجيبُ الآن، بذلك الوضوح الجلي عن " لماذا هي صديقتي المقربة جدّا ؟ "، لأنّ المحبّة بيني وبينها كانت فوق كل إختلاف بيننا، وفوق كلّ مشكلة، وفوق كل خيارٍ ومحاولة، أذكر أني قلت لها مرّة : " أشعر أن إرادة الله فوق كل مشكلة تحدث بيننا، فنجتمعُ من جديد بشكل أقوى وأكثر متانة كأن لا شيء حدث ".. يجدر القول هُنا أن هذه الصداقة هي " إرادة الله ومشيئته ".
من جهةٍ أخرى، إن الإختلاف البيّن بيني وبينها كانَ يجعلنا نجتهدْ للالتقاء في نقطة مشتركة، فقد علّمتنا أيّام الشد والجذب، أن نعملَ على المساحة المشتركة وتوسيعها والاعتناء بها، بدل التركيز على أوجه الإختلاف، فقبلتني بما لا تحبه فيّ، وقبلتها بما لا أحبّ منها، وكان هذا القبول بوابة للحب وتوطيد علاقتنا.
صديقتي، لأن باطنها نقي، ونفسها واضحة، وفي كل مرّة أذكّر نفسي بهذه الحقيقة لأمضي معها بشكلٍ آمن ..
يجمعني بها واقع، وذكريات ، وقصص، ومسيرة من العمر، عشنا فيه العسر واليسر، الضحكات والبكاء .. والكثير الذي لا يُحكى إنما يُحس .

في حديثٍ عابر مع أختي ذات يومٍ عن أن إختياراتنا للأشخاص والعلاقات أنه ليس قائمًا على الأفضلية إنما على شيء أعمق، أشبه بتفاعل عنصرين كيميائين معًا بشكل مُذهل، ضربتُ لها مثالاً بصديقتي هذه - منال - قائلة : " أنظري، إن صداقتي بها، لا عوض ولا بديل عنها، إن ما نعيشه من تفاصيل معًا لن يتكرر في صداقاتِ أخرى، وإن كان هناك من هي أفضل منها وإن كانت تجدُ هي أيضا من هي أفضل مني كشخص، لكن كعلاقة كاملة متكاملة فإنه من الصعبِ جدّا أن تتشكل بغيرنا، الأمرُ لا يقوم على مبدأ " أفضل شخص " إنما الأمر أعمق من ذلك، شيء يُعاش ولا يُفسّر."

أخرجُ من كل هذا الآن محاولة سحب نفسي من سيلِ الذكريات والشعور الذي غرقتُ فيه وأنا أكتب تلك الأشياء، لأقول أيضًا بشكل عام عن العلاقات أيّ كان نوعها صداقة، زواج، أخوّة ... بالغالب لن تجد علاقات جاهزة على مقاسك، بل ستسير والطرف الآخر في رحلة وقودها الحب، ومحرّكها المجاهدة، وطريقها يحمل قرار " السير معًا "، وراحته الصبر، والفسحة فيه ذكرُ الجميل بينكما ..
أذكر أن إحداهن يومًا قالت : " مشكلة العصر، أن الناس صاروا يتعاملون مع العلاقات بشكل استهلاكي، ينسحبون عند أول عثرة، فاقدين للصبرِ على أن يسيروا في الطريق متحمّلين العراقيل التي تواجههم، لذلك هم يعيشون دون علاقات حقيقية، عميقة.."



توقيع : شواهيق
اشوفك بين دعوات الرضاواستشعرك باأمين
. .
.لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين .
لازل ( قلبي ) ينبض لغداًاجمل

رد مع اقتباس