
|
||||||||||||||||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .., . , . ألقت بجسدها المرهق في فراشها , ومالت برأسها فوق وسادتها في إتجاهـ زوجها الذي ينظر إليها نظرة مليئة بالحنان والحب وهو يمسح بأصبعه دمعة انسابت فوق وجنتيها ثم أمسكـ بيدها ولثمها قائلا ً : _ هل هذا وقت الدموع ؟؟ ستشهد عليكـِ الليلة وسادتنا أنكـِ بكيتي في ليلة عرس ابنتنا الصغرى , هذهـ الدموع لا عذر لها , لقد كان الحفل رائعا ً , والعروس وعريسها كانا في منتهى السعادة والهناء , أما أم العروس فقد كانت أجمل الحاضرات وأكثرهن تألقـا ً وإشراقـا ً .., ابتسمت في دلال أنثوي و قاطعته : _ طبعـا ً في عينيكـ أنت فقط .., _ بل يا سيدتي في عيون كل من رأوها وبشهادة كل الحضور , على كلٍ أنا صاحب الشأن ورأيي هو الأهم , الليلة أشعر أنا أيضا ً أني عريس , هانحن بعد سبعة وعشرون عاما ً نعود كما بدأنا معا ً وحيدين , وكأننا في أول ليلة معـا ً تحت سقف واحد .., تنهدت وأغمضت عينيها وقالت وهي سارحة : _ الله ... عمر , سبعة وعشرون عاما ً , بكل ما تحمل من تجارب فرح و ترح , هدوء و صخب , رخاء و شدة , سبعة وعشرون عاما ً بكل ما تحمل من متناقضات مشيناها معا ً خطوهـ خطوة كزوجين , كحـبـيـبـين , كصديقين , الآن تزوج أبناؤنا الثلاثة , وكل واحد منهم يعيش حياته الخاصة مع رفيق عمرهـ , لقد انتهى دوري ودوركـ معهم , ولم يتبقى سوى أن ندعو لهم بالتوفيق , و نراقب ثمرة مجهودنا وتفاهمنا في تربيتهم ورعايتهم طوال الأعوام الماضية , آهـ ما أطولها من رحلة _ تنهدت تنهيدة طويلة وصمتت_ فأكمل حديثها قائلا ً : _ ما أطولها من رحلة وما أسـعدها من رحلة وهذا هو المهم يا حبـيـبـتي , البشر جميعهم يتزوجون وينجبون , ولكن فئة قليلة تعرف معنى السعادة في حياتها والسبيل لها , الحياة الزوجية هي ارتباط بين رجل وامرأة , كل واحد منهم له عقليته الخاصة به وشخصيته وكيانه , وإدراكـ هذا الواقع هو من أهم الأسس لبناء حياة زوجية سعيدة , بعد هذا على الزوجين أن يسعيا مع مرور الأيام أن يندمجا وينصقلا ليصبحا شخصـا ً واحدا ً بفكر واحد وهدف واحد .. وأنا وأنـتِ يا حـبـيـبـتي والحمد لله استطعنا أن نصبح روحـا ً وفكرا ً واحدا ً في جسدين .., _ صدقت هذهـ الحقيقة لا نشعر بها أنا وأنت فقط , بل يشعر بها كل من يحتكـ بنا , ولقد انعكس تفاهمنا وسعادتنا على حياة أبناؤنا , طوال السبعة عشرين عاما ً تشهد علينا وسادتنا هذهـ أننا لم تغمض لنا قط عين ولم تستلم رؤوسنا للنوم فوقها , قبل أن نراجع خطوات أمسنا ويومنا وغدنا .., مد يدهـ وضعها فوق كتفيها وقال : _ نعم وسادتنا هذهـ تشهد لنا على عمق تفكيرنا وقوة ارتباطنا معـا ً , سر نجاحنا هو التفاهم في الوقت المناسب وفي المكان المناسب , في غرفتنا هذهـ , في وسادتنا كم نقاش دار بيننا , وكم مشكلة طرحناها خلال السبعة والعشرين عاما ً كم من أفراح وأحزان , بشائر وهموم , آمال والآم , جميع هذهـ المتناقضات تطاحنت هنا بيننا , لكن لم تغمض لنا عين قبل أن نتفق ونتفاهم على كل خطوة .., ابتسمت في ارتياح وقالت في شبة مناجاة : _ حقا ً حديث الوسادة أجمل حديث بين الزوجين , خاصة في سكون الليل , الحب يرفرفان بأجنحتهما على مجلسهما .., قال هامســا ً : _ في سكون الليل وبعد يوم حافل بالحركة , حينما يلجأ المرء إلى فراشه ويضع رأسه فوق وسادته , ويكون تفكيرهـ ايجابياً في إيجاد الحلول لكل مشكلاته .., ضحكت بخبث : _ ويكون في عالم برزخي , كمـّن خـُدّر , غير قادر على الكذب والمراوغة فعقله الباطن هو الذي يتحدث .., قهقه ضاحكـا ً : _ أشهد أن لكـِ أسلوب المحققين , لقد سخرت هذهـ الأحاديث دائمـا ً لصالحكـ , فقد كانت تأتيكـِ اعترافاتي بكل سهولة بدون أي جهد منكـِ , فأنتِ أذكى من يعرف اختيار الوقت المناسب للحصول على أي جواب لأي سؤال .., قالت بثقة : _ على كل ٍّ كان الهدف أن أعرف ما يدور في أعماقكـ , فأنت تـحتكـ بالكثـيرين ومعرفتي بتجاربكـ تساعدني أن أعرف ما تحب وما لا تحب , سعادتنا كانت هدفي لم أحاول قط أن أجعل من اعترافاتكـ ممـسكـا ً عليكـ .., _ يا عيوني لم أندم أبدا ً على أي اعتراف أو سر بحته لكـِ , كنت دائما ً عملاقا ً في حبكـ وتفهمكـ وحنانكـ .., _ وأنت كنت تستحق كل هذا وأكثر , فإيجابيتكـ في النقاش وفي حل المشاكل واتخاذ رأيي بعين الاعتبار والأهمية لم يجعلني أشعر أني أحيا حياة مكبلة مشلولة , لم يكن قط حديث الليل يمحوهـ النهار كما هو معتاد بين الكثـيرين , احترامكـ لقراراتنا المشتركة جعل حياتنا تتخذ طابع الثقة والأمان والعطاء من أفضل إلى أفضل .., قال بحنان وجدّيـه : _ أنتِ امرأة عظيمة متجددة في كل شيء , في تفكيركـ في مظهركـِ – العالم الخارجي بكل إغراءاته لم يستطع أن يأخذني قط بعيدا ً عنكـِ .., أجابته بعتاب يميل للغضب المدلل : _ حدث بعض الأحيان أن أغراكـ - أتذكر ؟ فقاطعها ليعيد الحديث لرومانسيته : _ لكن دفئكـِ وحكمتكـِ وحبكـ ِ أعادوني لصوابي , لجنـتـي .., ثم همـس : _من معه القمر لا ينظر إلى النجوم ... تنهدت في ارتياح وقالت : _ بكلماتكـ المعسولة هذهـ تعيد لي حيويتي وأنوثـتي وشبابي رغم أن أيام العمر تجري بي ... وضع أصبعه على فمها وقال : _ ستظلين في عيوني يـا عيوني أحــــلى الحـلوات وأجمـــل الجميلات .., فقالت بصوت منخفض ٍ جدا ً لا يكـاد يسمع : _ عيون الرجل مرآة المرأة , وغبي الرجل الذي يغمض عيونه عن امرأته , إذ لا بد للمرأة أن تبحث لها عن مرآة أخرى لترى ذاتها .., نظر إليها بعمق وقال : _ إني أجد فيكـ ِ يوما ً الزوجة ويوما ً الأم ويوما ً الصديقة ويوما ً الحبـيـبة ويوما ً الابنة , صلتي بكـ ِ حسب احتياجي لكـِ , أنتي لست ِ امرأة واحدة , بل أنتي ألف امرأة في امرأة واحدة .., وضعت رأسها فوق صدرهـ وقالت : _ وأنا أيضا ً طوال رحلتي معكـ في كل يوم كنت ألجأ إليكـ يوما ً كزوج ويوما ً كأب ويوما ً كصديق ويوما ً كحبيب , أنت كل الرجال في رجل واحد .., أطربه جوابها فضمها إلى صدرهـ بشدة وقال : _ إذن اتفقنا , سر نجاحنا هو تجددنا من خلال عظمة الحب المشيدة حياتنا فوق أعمدته .., فقاطعته بدلال وحب : _ بل السر الأعظم هو حديث الوسادة الذي ما أنتهى قط بيننا إلا ونحن نحلق معا ً في سماء الرضا والحب والهناء .., أحاطها بذراعيه القويتين ليكملا معا ً مشوار سعادة مؤبدة في حياة زوجية هي حلم من الأحلام فوق سحاب الخيال .! " مسكـ الختام " .., تعال نبني بيتا ً أساسه من الحب .., أسقفه من التفاهم , جدرانه من الثقة .., تعال نبني عشا ً نوزع في أركانه ألحانا ً .., من السكينة والرحمة والمودة والهناء .., _ حديث الوسادة .., _ لـ الرآئعه : انتصار العقيل .., _ كتاب : موانئ بلا أرصفة .., .,. مِمـَآ عجبني من كُتُبِهآ الرآئعه .,
|
![]() |
[ 2 ] | |||||||||||||||||||||||||||
تحدّوني البشر
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]()
حديث الوسادة عذب .. دافئ .. بل ينبوعٌ يتدفق إحساساً رائعاً لاتمله النفوس .. رائعةٌ أنتِ يا انتصار وراقية أنتِ أيتها اللمسات أثريتي الركن بلآلئ انتقائكِ المنفردة . . شكراً ولاتكفي |
|||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 3 ] | |||||||
عضو متميز
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() ولكن ألا تتفقون معي أننا أصبحنا نخاطب من هم لايستوعبون مخاطبتنا لهم وليس المقصود هذا الحديث بل جميعاً أحياناً يخاطب أشياء مثل الوسادة أو أدهى وأمر لماذا أصبحنا هكذا ؟؟ سؤال يطرح الحيرة في نفسي ولعلي أجد له حل ويمكن أن يكون عند أحدٍ منكم أختي لمسات بالفعل محادثة جميلة والله يعطيك العافيه |
|||||||
|
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 4 ] | ||||||||
لا .. مساس
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() اهـلآ ً بـ غآلـيتي شـجون ., يآ صآحبة الكلمآت العَـذِبـــه ., حضوركـ .. كـ رآئحة الجوري , عَلقَ شذآهـ في الزوايآ ., اشكركـ ِ انت ِ على روعتكـ ِ ., دمـتـ ِ بخير ., . , . |
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 5 ] | ||||||||
لا .. مساس
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() اهلآ ً اخوي البرنـــــس ., بـ الفعل , شيء مزعج حين لآ تجد إنسانا ً تحآدثه ., فـ تجد أن الوسآدهـ , أو الورقه و القلم .. هم ّ أفضل بـ كثير ..!! انرت بـروعة الحضور ., و جمآل ما قلته من تسآؤلآت , بـ الفعل , تحـتآج لـ إجآبه ., ![]() دمـتـ بـ الف خير ايهآ الرآقي ., . , . |
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 6 ] | ||||||||
مراقب عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() صاحبه السمو الأستاذة لمسات اشكرك على جلبك للجديد والمفيد القصه طويله ولكن أنا أختصرة المقدمه لقرب صلاة الظهر ولك تحياتي |
||||||||
|
|||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 7 ] | ||||||||
مراقب عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() صاحبه السمو الأستاذة لمسات لي عودة للقراءة لقرب صلاة الظهر ولك تحياتي |
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 8 ] | ||||||||
لا .. مساس
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() اهلا ً بـ صآحب الإبدآع ., و الموضـوع في إنتظآر ردّكـ الجميل ., تقبل الله منكـ , و دمـتـ بخير ., . , . |
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 9 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() تعجبني مثل هذه الأحاديث الودية وأميل لمهاتفة النفس كثيراً والابحار معها في عالمٍ خاص بنا بعيداً عن الناس بعيداً عن الدنيا ومشاكلها فتلك خلجات نفسي ولي معها وقفات وصحبة شكراً لمسات |
||||||||
|
|||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
[ 10 ] | ||||||||
لا .. مساس
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]() و هيّ كذلكـ ![]() رآئعـه .. حين يكون دآخلكـ رائعا ً ., فـ ترسم بـ مخيلتكـ على الوسآدهـ , أروع لوحـه ..!! هـلآ بكـ اخوي السلطآن ., حور جميل جدا ً ., دمـتـ بخير ., . , . |
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
انتشار الأمن وظهور البركات في عهده عليه السلام | جواهر | المنتدى الاسلامي | 11 | 24 Jan 2011 06:13 AM |
الوقاية من انتشار الاوبئة | خالد ال عويد الحارثي | المنتدى الاسلامي | 5 | 05 Nov 2009 07:54 AM |
انتصار غزة دروس وتنبيهات | أبو نايف | القسم العام | 10 | 11 Feb 2009 01:53 AM |
بالدلائل انتصار الجعده في كون قاصا.. | شبل عتيبه | قبائل بني الحارث | 11 | 21 Jun 2008 05:59 PM |
حديث نفس | عنفوان | مرافئ البوح | 13 | 15 Apr 2007 01:07 AM |
أدوات الموضوع | |
|