..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الأدبية > مرافئ البوح
 
أدوات الموضوع
 
قديم 03 Sep 2012, 10:29 PM [ 11 ]


تاريخ التسجيل : Feb 2010
رقم العضوية : 25036
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصاميم
مواضيع : 738
الردود : 17862
مجموع المشاركات : 18,600
معدل التقييم : 981حجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to behold

حجازية الهوى غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 15
المشاركة في الاحتفالية السنوية

أفضل تقرير عن مرض

المشرفة المتميزة

المشاركة في احتفال المنتدى

القسم المميز

المشرفة المميزة

العضو المميز

الاحتفال بالعام السابع

مشارك في مسابقة القرآن الكريم

فعالية لقطة ومقاديرها


رد: سيــرة أديب


الكتابة شيءٌ من الخيل والورد والجراح



ذات عام وصلتني رسالة من قارئ كريم من تبوك يسألني لماذا أقللت من الكتابة؟ وأجبته وقتها، وقبل فترة وصلتني رسالة من قارئ وصديق حميم يسألني ذات السؤال.. وأجبت عن سؤاله المتعب والممتع معاً كما أجبت ذلك القارئ: (أيها العزيز: دعني -بدءاً- أقول لك قبل عرض أي (تبريرات الإقلال).. دعني أقول إن الكتابة قدري، ولا استطيع أن اتخلّى عن هذا القدر الجميل - هذا أولاً- وثانياً: ان الكاتب عندما يخط أول كلمة على السطر هو تماماً كالزارع عندما يضع أول بذرة في أرضه، كلاهما -من بعدهما- يمارس هذه العادة الجميلة، فلا هم يتخلون عنها، ولا هي تستطيع أن ترحل عن وجدان الكاتب أو حقل الزارع.. وثالثاً: هل رأيت خيولاً ملَّت الصهيل، أو وروداً سئمت من بث الأريج، أم تراك أبصرت جراحاً احتجت على نزيفها الدامي..!!.

***
والكاتب هو شيءٌ من الخيل والورد والجراح.
الكاتب لا يستطيع أن يتخلى عن الحرف إلا إذا استطاعت الأسماك أن تقاطع البحر.. أو قدرت القلوب الوالهة نسيان الأهداب التي ألهبت الشوق في أعماقها..!
هذه رؤية لعلاقة الكاتب أي كاتب مع الحرف والكلمة..!
أما عني -شخصياً- فدعني -أيها العزيز- أشكرك -أولاً- على سؤالك وسؤال كثيرٍ من الأحبة الذين يحسنون الظن بقلمي المتواضع، وثانياً: إن ما أشرت إليه أنت من أسباب (إقلالي) في الكتابة فيه شيء كبير من الحقيقة وعفواً لم أتحول من (كاتب) يفيض بما في نفسه على الورق كلمات وحروفاً، إلى (ناشر).. فقد جعلت لذلك حداً وسداً.
أما التلفزيون فلا شأن له في مسألة الكتابة إطلاقاً فما مشاركاتي سوى إطلالات ضيف في برنامج أو مشارك في ندوة، لذا فهو لا يأخذ شيئاً كبيراً من وقتي، حتى يشغلني عن هذه (النار) المعشوقة والمحرقة معاً.. نار الكلمة التي لا استطيع أن أمارس النأي عنها إلا إذا استطاع ذلك العاشق الذي قال:
(غرامك في روحي وذكراك في فمي
ومثواك في قلبي فأين تغيبي)
إذا استطاع أن يمارس مثل هذا العاشق البعاد عن عيني هذه الحبيبة..!.
أخيراً:
إن من يتذوق ماء الكتابة لا يستطيع الإبحار بعيداً عن أنهارها حيناً، أو النأي عن الارتماء في نيرانها الدافئة أحياناً أكثر.
-2-
هل بدأ زمن
القنوات التافهة بالأفول!
** كم يسعد كل غيور ظهور ملامح الانتصار والإقبال على البرامج التي تجعل همها (النصف الأعلى) من الإنسان، وفي الوقت ذاته يسر كل غيور نأي الكثيرين عن القنوات التي لا تقدم سوى (اللجاجة)، أو لا تناغي سوى (النصف الأسفل) في المرأة.
تُرى هل بدأ نجم (موضة) الفضائيات ذات الجدل الصاخب أو العري الفاحش يخبو بعد أن أحسّ المشاهد العربي أن أكثر برامج هذه الفضائيات تلغي قضاياه، أو تهشّم قيمه!.
لعل المفرح أننا بدأنا نرى ملل كثير من الناس من برامج تلك القنوات بعد الانبهار بها، وبدأنا نلاحظ انصرافهم إلى متابعة القنوات التي تجمع بين الجدية والإفادة.. وبين الترفيه والإمتاع البعيد عن السفاسف سواء في التلفزيون السعودي أو غيره من القنوات التي تعرض برامج تجمع بين الفائدة وبين الترفيه الراقي..!.
إن كل عاقل مبتهج بخيارات المشاهدين الجادة، فالبقاء للأصلح على الرغم من مشقة تحقيق هذه المعادلة في القنوات التي تعي مسؤوليتها جدية أو ترفيهاً.
-3-






توقيع : حجازية الهوى
الأعلى
قديم 03 Sep 2012, 10:31 PM [ 12 ]


تاريخ التسجيل : Feb 2010
رقم العضوية : 25036
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصاميم
مواضيع : 738
الردود : 17862
مجموع المشاركات : 18,600
معدل التقييم : 981حجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to behold

حجازية الهوى غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 15
المشاركة في الاحتفالية السنوية

أفضل تقرير عن مرض

المشرفة المتميزة

المشاركة في احتفال المنتدى

القسم المميز

المشرفة المميزة

العضو المميز

الاحتفال بالعام السابع

مشارك في مسابقة القرآن الكريم

فعالية لقطة ومقاديرها


رد: سيــرة أديب


غنائية لعيون منزل قديم..!



لقد كنت أظن الوفاء لا يكون إلا للإنسان وللأوطان، وأن يكون لشيء آخر فذلك لم يدر بجوانحي!
لكن عشت إحساس الوفاء لشيء غير الإنسان وغير الوطن، ذلك عندما قدر لي الانتقال من منزلي القديم إلى منزل آخر في حي آخر.

لقد أحسست بالحنين إلى ذلك المنزل الذي ألفته، ولعله ألفني طوال السنوات الماضية، وأحسب أنه سعد وسعدت به من منطلق أن البقاع تشقى وتسعد - كما قال (الفاروق عمر).

**لقد آمنت - من خلال هذه التجربة «الانتقالية» - أن الوفاء كما هو للإنسان يكون «للحجر» أيضاً.
إنني أمرُّ أحياناً بمنزلي القديم وأكاد أُقبِّل ذا الجدار وذا الجدار ولكن ليس عن عشق - كقيس وليلى - إنما عن بقية وفاء!!
والوفاء لا يتجزأ سواء كانت بوصلة الوفاء حجراً أو إنساناً أو جماداً.
** لقد تيقنت بعد هذه التجربة أن الإنسان عندما يغادر المكان فإنه لا يفقد التراب والجدران.
إنه يغادر أولئك الأحبة الذين أَنِس بهم، والجيران الذين سعد بصحبتهم.
ومن هنا تجيء لوعة الانتقال من دار إلى دار!.
وكم هي قصة جار الإمام «الحسن البصري» - رضي الله عنه - رائعة ومؤثرة، عندما أراد جاره أن يبيع بيته فوضع له سعراً «بعشرة آلاف درهم» فقال له الناس: إن سعر دارك لا يتجاوز «خمسة آلاف درهم». فرد عليهم رداً بليغاً قائلاً: «قيمة البيت خمسة آلاف وجيرة الحسن البصري خمسة آلاف»!.
ولما علم الإمام الحسن البصري، استبقاه وأعطاه خمسة آلاف درهم ليبقى مجاوراً له.
وبعد:
تلك هي الحياة «انتقال من دار إلى دار» ونقلة من حال إلى حال، ومن زمان إلى زمان.. ولكن يظل لبعض الأمكنة تميزها، ولبعض الساعات عذوبتها..!
ويبقى الانتقال الأهم من الدار الدنيا إلى دار النعيم بالأخرى، نقلنا الله جميعاً إليها!
.ويا أيها الوفاء
ما أنداك «غيمة» تُمطر على القلوب دفئاً.
وما أبهاك «نغمة» تنسكب على ثنايا العمر أَرَجا.
- 2
الدمام وخطوة موفق
في تعيين مراقبات للمشاغل النسائية
**المشاغل النسائية وما يماثلها من محلات التجميل النسائية متروك لها الحبل على الغارب!.
فهي لا تفتيش ولا رقابة عليها في خدماتها ونظافتها وأسعارها!.
والسبب معروف أن مراقبي البلديات والجهات الأخرى لا يستطيعون دخولها!.
ولهذا كم أكبرت خطوة أمانة منطقة الدمام في نيتها «توظيف مراقبات» لمراقبة ودخول وتفتيش أمثال هذه المحلات التي لايعمل فيها إلا نساء ولا تتعامل إلا مع نساء.
أتمنى أن تبادر أمانة منطقة الدمام إلى تنفيذ الخطوة بشكل عاجل، وأن تأخذ بها وزارة الشؤون البلدية، ووزارة التجارة بحيث توظف مراقبات لمراقبة ودخول مثل هذه الأماكن والمطاعم النسائية وأمثالها.



الأعلى
قديم 03 Sep 2012, 10:33 PM [ 13 ]


تاريخ التسجيل : Feb 2010
رقم العضوية : 25036
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصاميم
مواضيع : 738
الردود : 17862
مجموع المشاركات : 18,600
معدل التقييم : 981حجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to behold

حجازية الهوى غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 15
المشاركة في الاحتفالية السنوية

أفضل تقرير عن مرض

المشرفة المتميزة

المشاركة في احتفال المنتدى

القسم المميز

المشرفة المميزة

العضو المميز

الاحتفال بالعام السابع

مشارك في مسابقة القرآن الكريم

فعالية لقطة ومقاديرها


رد: سيــرة أديب




محاضرة

تجربتي مع القراءة


حمد بن عبد الله
—— بدءاً لا أتخيل الدنيا بدون الكتاب أو بالأحرى دون ((ثقافة مطبوعة )). ولا أتصور العالم بدون حبر المطابع، وعطر الحبر .
وليست هذه نظرة حالمة.. أو لأن ((الحب للحبيب الأول ))بصفة الكتاب أول عشقي الثقافي، ولكن لأني أُؤمن ـ حد اليقين ـ أن ثقافة الكتاب أبقى وأمتع وأيسر. أليس الكتاب ـ كما قال الجاحظ في مقولة جميلة أخاذة : ((يفيدك ولا يستفيد منك إن جدّ فعبرة وإن مزح فنزهة )).

فضلاً عن أن الكتاب من نافذة أخرى مطواع بين يديك تقرؤه وتفيد منه، وتستمتع به وأنت جالس على الأرض، أو مسافر في طائرة، ودون أية وسيلة أو وسيط أو واسطة، إنك لا تحتاج إلى تيار كهرباء .. ولا إلى طقوس وطريقة جلوس معينة للإفادة منه بخلاف كل الوسائل المعلوماتية الحديثة التي تحتاج إلى شاشات حاسوبية وجلسة خاصة ، وأماكن محددة وطاقة كهربائية وغيرها . ———


إن رحلتي الشخصية والمعرفية مع الكتاب بدأت منذ عرفت نفسي .. لقد نشأت وفي يدي كتاب . إنني منذ عهد الصبا في مدينتي الوادعة ((عنيزة )) بالمملكة العربية السعودية ، وأنا أسعد بمرافقة الكتاب وصحبته .
لقد بدأت رحلتي في عشق الكتاب من أول نظرة، لقد كنت محظوظاً إذ نشأت وعلى مقربة مني مكتبة وكتاب وصحف ومجلات وأساتذة ورفاق يحفزونني على القراءة ويجذبونني إليها .
لقد كان أول كتاب قرأته للمنفلوطي كتاب((النظرات )). ولهذا الكتاب ولكتب المنفلوطي أثر كبير على حرفي في ميدان الكتابة ذات (( الصبغة الرومانسية))ثم بدأت بقراءة الكتب الأدبية وبخاصة كتب طه حسين العقاد ومارون عبود الذي كان يشدني أسلوبه وقد كان لـه فضل علي في توجهي للكتابات الأدبية والنقدية عن بداية دخولي عالم الكتابة .
ثم بعد انتقالي إلى مدينة الرياض للدراسة الجامعية اتجهت إلى قراءة الشعر وكان للشاعر السعودي المعروف أحمد الصالح ((مسافر ))أثر في هذا الانحياز للشعر هواية بادئ الرأي قرضاً ونشراً ثم عشقاً وقراءة ، لقد كنت من قبيلة الشعراء وأصبحت الآن من ((الغاوين ))التابعين لهم ، لقد بلغ من حبي للشعر وتذوقي للجيد منه أن لدي ((ملفاً أخضر ))اخترت فيه قصائد من أجمل الشعر الذي قرأته ، وأصبحت أصطحبه معي في أسفاري ، وقد أرشدني أ. الصالح – في بداية تعلقي بالشعر - إلى بعض الدواوين الشعرية لشعراء المهجر وإلى عدد من الشعراء : عمر أبو ريشة ، وإبراهيم ناجي ، وغازي القصيبي ، ومحمد حسن فقي ، وبدوي الجبل ، وإبراهيم الدامغ .
في الفترة الأخيرة أضحى لدى اهتمام ومتابعة للكتب ذات الطابع الاجتماعي والثقافي والتاريخي وبخاصة الكتب التي تجسد سماحة الإسلام بطرح مضيء وبأقلام مفكرين ذوي رؤية مستنيرة مثل الشيخ الـغـزالي، وأ. خالد محمد خالد، وتحديداً كتابه ((رجال حول الرسول))هذا الذي تحسّ وأنت تقرؤه أنه يكتب شعراً مؤثراً لا تاريخاً معلوماتياً .
من الكتب التي قرأتها في الآونة الأخيرة وتأثرت بها في هذا السياق كتاب : ((رفع الحرج في الشريعة الإسلامية ))لمؤلفه الشيخ الدكتور صالح بن حميد الذي جسد فيه مؤلفه سماحة الإسلام بمنهج علمي وبأسلوب مقنع . ومن الكتب التي قرأتها وتأثرت بها كتاب الدكتور غازي القصيبي المعروف ((حياة في الإدارة ))فهو من أفضل الكتب الذي كشف فيها أن الإدارة فن، وأن النجاح فيها إرادة وإبداع وتجاوز للعقبات .
وآخر كتاب قرأته عنوانه : ((أفول شمس : أربعون عاماً في صحبة والدتي ))للدكتور عبدالله الطيار ، لقد تأثرت بهذا الكتاب وكانت بعض دمعات حرى تفر من عيني وأنا أقرأ حنان ورقة هذه الأم وقصصاً تتعلق بارتباط ووفاء وبر هذا الرجل
بوالدته ، فقد تخلى عن منصب وكيل وزارة بالرياض ليكون بجانب والدته بالزلفي .

إنني أنهزم أمام أي شأن يرتبط ((بالأم ))والوفاء لها ، لقد أضحيت أقرأ أي شيء عن الأم شعراً ونثراً بعد رحيل والدتي - رحمها الله ورحم أمهاتكم – تلك ((الأم ))فضلت بقائي على بقائها وهي على سرير المرض جعل الله الفردوس الأعلى من الجنة جزاءها.. وقد أهديت لها أغلى كتبي الذي سيصدر قريباً إن شاء الله .

———

أما علاقتي بكتب التراث فلم انفصل عنها بحكم دراستي أولاً ثم اهتمامي وعشقي للتراث، ومن الكتب العجيبة في تراثنا ذلك الكتاب العجيب فعلاً الذي أدركت ـ بعد قراءته ـ كم هو تراثنا غني وعظيم، أعني كتاب((الشرح الوافي)). إن هذا الكتاب الذي لا تتجاوز صفحاته (214)صفحة يحتوي على خمسة علوم هي: الفقه، العروض، التاريخ، النحو، القوافي قدَّمه مؤلفه ((إسماعيل المقرِّي ))ـ رحمه الله على شكل جداول منسقة وجميلة ، وأدعو هنا إلى تقديم تراثنا بطريقة عصرية وربطه بإيقاع وهموم عصرنا لشدّ الناس والجيل الجديد بخاصة إليه. وهنا لا بد من تقديم الامتنان لمعالي الأديب الدكتور عبدالعزيز الخويطر الذي أسهم إسهاماً كبيراً في تقديم تراثنا بطريقة عصرية مغرية عبر كتابه الجميل((بُني )) ( خمسة أجزاء )وعبر موسوعته (( إطلالة على التراث)) خمسة عشر جزءاً .
—— القراءة وأثرها في حياتي :
أتحدث عن مردود القراءة في حياتي وعملي من خلال تجربة حية عشتها.. وكان للقراءة العامل الأبلغ في أحد مسارات حياتي المفصلية .
لقد حصل في السنوات الأولى من التحاقي بالعمل أن فكرت وزميل لي بالانتقال إلى عمل آخر يشكل تغييراً كبيراً في حياتي العملية نوعية ومكاناً.. وظللت أفكر في الأمر حتى لا أقدم على هذه الخطوة المهمة إلا إلى بعد توفر القناعة لدي.. وفي ضبابية هذه الحيرة كنت أقرأ في إحدى الليالي كتاب العقاد عن ((عبقرية الخليفة عمر بن الخطاب ))وإذا بي أقرأ هذه المقولة لأمير المؤمنين : ((من بورك لـه في أمر فليلزمه )).. أحسست بأن هذه الكلمة كأنها يد حانية حكيمة انتشلتني من طوفان حيرتي ، بعدها اتخذت قراري بأن الزم عملي ، وأبلغت زميلي في ذلك ، وقد كان هو مقتنع بموضوع التغيير وفعلاً انتقل وغير مسار عمله بخلافي ، وقد كان في ذلك – بحمد الله – خيراً لي سواء على المستوى المادي أوالمعنوي ، لقد حفتني البركة بحمد الله عندما لزمت وأخذت بوصية الفاروق التي قرأتها ذات حيرة خضبت جميع جوانب نفسي ، أما صاحبي فلم يحظ بالارتياح بعمله الجديد فقد تغيرت عليه البيئة والمكان واضطر بعد أربع سنوات أن يعود إلى ذات العمل وذات الجهة بعد أن فاتت عليه عديد من الفرص الثمينة .
أرأيتم أن القراءة ليست تزجية وقت ، أو مزاج ترف أو أنها مجرد ظفر بمعرفة نخبوية أو معلومة نظرية فقط ، ولكنها – كما سمعتم – صارية إرشاد وتجارب حياة بل أستطيع أن أقول : إن المعرفة التي تتولد عن القراءة قد تكون طوق إنقاذ من سلوك طريق قد يؤدي إلى الفشل في الحياة ، بل قد تكون بطاقة حجز في نادي النجاح .
إن الكتب هي خزائن تجارب لمفكرين وحكماء أبلوا في الحياة ونقلوا تجاربهم لنا فنفيد منها في حياتنا وسلوكنا .
—— كيف أقرأ :
أسمع وأقرأ عن بعض الناس أن لهم أجواء وطقوساً عند القراءة والكتابة ، فبعضهم يكتب أو يقرأ وهو داخل حديقة مزهرة ، وبعضهم وهو يستمع إلى طيور مغردة ، وبعضهم يقرأ ويكتب في جو صاخب كالحراج ، وآخرون وهم يصغون إلى صوت تلك الفنانة أو ذلك الفنان.. وفي زعمي أن القراءة أو الكتابة عندما نضع لهما مثل هذه الشروط والاستحقاقات إنما هي ترف وتسلية أكثر من كونها عمقاً وجدوى، أنا لم أحظ بشرف مثل هذه الاشتراطات سواء عندما أقرأ أو أكتب ولهذا فليس عندي طقوس أو أجواء معينة عندما أكتب أو أقرأ المهم ألا يكون هناك أصوات عالية تشغلني وتشاغلني من أناس أو تلفزيون أو غيرها ، وبالنسبة للكتابة فالأهم أن تكون الفكرة حاضرة في ذهني حتى أستطيع نقلها على الورق سواءً كنت أسمع هديل عصفور أو نعيق بوم ، وسواء كنت في حديقة مورقة أو صحراء موحشة وسواء كان أمامي فتاة حسناء أو عجوز شمطاء .. إن الكتابة تحديداً تكون عصية أحياناً أكنت على عرش من حرير أو على كرسي من جريد ، ألم يقل د/ غازي القصيبي عن (( حال الكتابة )) في أبيات جميلة ينافح فيها عن الشيخ الأديب أبي عبدالرحمن عقيل عندما توقف ذات عام عن كتابة زاويته
((تباريح )) (( بالمجلة العربية ))فأضحى يكتب مرة ويغيب مرات فاعتذرنا لشيخنا ، وكانت هناك سجالات بصحيفة ((الجزيرة )) و(( المجلة العربية ))حول توقف الأديب ابن عقيل ، وهذه أبيات من قصيدة د/ غازي القصيبي التي دافع فيها عن أبي عبدالرحمن ملتمساً لـه العذر ومعاتباً لي فيها بعد توقف زاوية الأديب ابن عقيل :
((تبغي الكتابة في ميعادها عجلاً
إن الكتابة أنثى ذات تبريح
لها مــزاج غـريــب فـي تـقــلـّبــه
فهل رأيت مزاج النار والريح؟
جميــلــة تتــأبى حـيـن تطــلبـهــا
فؤادها القفل مسلوب المفاتيح

إن ((التباريح ))للقراء فـاكــهــة
تجلو عناء كتابات ((السناكيح))
فيا لها شذراً.. أستودعـــت عـبـراً

مملؤةً صوراً.. تُوحي بما توحي
ويا لها نُـتــفـــاً..ريّــأنـــةٌ تــرفـــاً
مضيئة شرفاً.. مثل المصابيح
يا ابن القضاة ! رجاءً من أخي مقةٍ
يزجي إليك.. ومن أولى بتنجيح ؟
أعد إلينا (( تـبـاريـحــاً ))نُســَرّ بها فربما سُرَّ صَبّ بالتباريح !))
وقد عذرت شيخنا ابن عقيل وتمت إعادة زاويته رغم العنت في متابعة إرسالها .




حقاً إن الكتابة أنثى ذات تبريح – كما قال القصيبي - إنني أحياناً أظل أياماً أعيش مع الفكرة لكن لا أستطيع تجسيدها ونقلها من رواق فكري إلى منزلها الورقي ، وآونة لا أصل إلى القالب الذي أرغب وضعها فيه .

أنا من الذين لا يستطيعون كتابة المقال مرة أخرى ، فأنا عندما أفرغ طاقتي في مقال أعجز عن إعادة كتابته ، الكتابة – في نظري – مثل الحب الأول الصادق لا تستطيع استنساخه أو تكراره ! .
—— أسلوبي بالقراءة : إذا كان المقروء كتاباً فأنا أحرص أن أضع علامات على بعض الصفحات حيث أقوم بتصويرها إما لأنها أعجبتني أو لأني أحتاج العودة إليها عند كتابة موضوع يتطلب مثل هذه المعلومة ، وبالنسبة للصحف والمجلات فإني أطالع ما يسمح به وقتي وعندما يشدني موضوع طويل فإنني أستله من الصحيفة ، وأضعه في ملف خاص وأقرؤه عندما أكون في رحلة حيث يكون لدي بسطة في الوقت للقراءة ويشاركني في هذه الطريقة وعشق القراءة صديقي ورفيق رحلاتي الحميم أ/ منصور الخضيري وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب لشؤون الشباب . ———





ومن الطُّرف وأنا أتحدث عن تجربتي القرائية : حكايةٌ قديمة لم أنسها ذات عام لقد كنت ذات عام في عنيزة في بيت والدي – رحمه الله - وكتبت مقالة صغيرة ثم عندما بحثت عنها لم أجدها وقلبت البيت عاليه وسافله بحثاً عن هذه المقالة ولما رأت أختي الكبرى – رحمها الله - اهتمامي الكبير بهذه((القرطاسة ))كما تسميِّها أصبحت وهي لم تتعلم تحتفظ لي بأي ورقة تجدها ملقاة حتى ولو كانت ورقة
(( شيكولاته ))بل إنها تجمع ما تجده من أية أوراق أو ((كاتلوجات ))عندما أسافر للرياض ثم أجدها بعد العودة أكواما لديها . ———


—— الكتابة وعشق القراءة :
أدين في مصادقتي للكتاب لممارسة الكتابة ومرافقة القلم ، فالكاتب لا بد أن يقرأ ويقرأ ، وقد كانت بدايتي في عالم الكتابة كتاباتٍ وخواطر ذاتية ثم اتجهت إلى (( الكتابة الأدبية ))وبعدها توجهت إلى الكتابة في الشأن الاجتماعي والوطني وودعت الكتابة بالفضاء الأدبي إلا نادراً ومع الأسف (( فالأدب ))الذي أدخلني إلى الصحافة. جاءت هذه الصحافة الناكرة للجميل فأخرجتني من ((نعيم الكتابة الأدبية))إلى ((دهاليز الكتابة العامة )) بكل شؤونها وشجونها وتجاذباتها .

———


هنا أتوقف لأوكد مرة أخرى وأطمئن نفسي وغيري من عشاق ((الكلمة المطبوعة))أنه رغم تفجر المعلومات عبر قنوات المعرفة الحديثة، فقد ظل وسيظل الكتاب مطلوباً وستبقى الكلمة المطبوعة معشوقة وانه لا تقاطع إطلاقاً بين الكتاب الورقي والصحيفة المقروءة وبين وسائط المعرفة الأخرى من فضائيات ومواقع إلكترونية وكتب وصحف رقمية ، بل إن ما بينها هو تكامل ، بل إن هذه الوسائط تغري بالكتاب وتشكل تحفيزاً للإقبال عليه ، أقول هذا من خلال ما أعيشه بوصفي وراقاً وأشاهد الإقبال عليه يتنامى رغم الصوارف المعرفية ، فضلاً عن سهولة مطالعة الكتب أو الصحيفة المقروءة دون مواصفات معينة في طريقة الجلوس أو توفر أجهزة ، وتبقى الناحية التوثيقية ، فالكتاب محفوظ يمكن أن يعاد إليه مهما طال الزمن بخلاف المعلومة التي قد تطير بالفضاء أو يسلبها أو يمسحها قطاع الطرق في عوالم الحواسيب ودهاليز الإنترنت ، ولنر : ما تقدمه المطابع وما تمتلئ به رفوف المكتبات التجارية ـ ولو لم يكن هناك قارئ لما طبعت صحيفة أو مجلة، ولما نشر أو وزع كتاب ـ المهم أن يوجد كتاب جيد ليوجد قارئ متابع.. وليس هناك ـ في هذه الحياة ـ شيء ينفي شيئاً.. فالإذاعة لم تنف الكتاب، والتلفزيون لم يطرد الإذاعة، وكذا الحاسب الآلي والإنترنت، فلكل عشاقه بل إن هناك تكاملاً بين هذه الأدوات الثقافية لا إقصاء لأحد منها وكل يحصل علىالمعلومة عن طريق ((الإدارة))التي يميل إليها ، وكل ((ينام على الجنب الذي يريحه ))– كما يقول المثل - . ———


—— وبعد : إنه لا يزعجني ـ كما أشعر أنه يزعج غيري من عشاق القراءة ـ سوى شح الوقت، وكثرة المشاغل وإيقاع العصر.. هذه التي تحدّ من السخاء بالوقت عليك لتقرأ.. وكم يحزّ في نفسي عندما أجد هاتيك الكتب التي إبْتعتُها أو أُهديت إلي ثم أُلقي على أكثرها نظرة سريعة، وبعد ذلك أضممتها إلى مكتبتي وكأني أواريها الثرى منتظرة بعثها ، أو كـأنها معشوقة تتوق إلى من يحتضن صفحاتها ويعانق أغلفتها ، هي وأنا بانتظار الوقت الذي قد يأتي وقد لا يأتي ـ على صهوة الثواني ـ إن كان في العمر فسحة .


لازال حلم التفرغ للحرف قراءة وكتابة حلماً يراودني ويعانقني ، وذلك هو الأبهى في سقف أحلامي ، ألم يقل الشاعر السعودي محمد بن عثيمين صادقاً عندما قال :
((جعـلت سمـيـري حـين عـزّ سـامــري
دفــاتــر أمـلـتـها الـعـقـول الـنـوابــغ ))
إن حلمي أن أتخلص ـ في يوم من الأيام ـ من التزاماتي العملية وأن أخصص الوقت الأكثر لمعانقة أهدابي لوجنات الصفحات.. ولم لا يكون ذلك حلماً منتظراً؟ أليس الكتاب هو الذي كلما أضنتك أشجانك وأشجان أمّتك وجدت على ساعد حرفه الارتياح وألفيت في دفء حروفه ما يخفف عنك صقيع الأيام .
هذا حلم هل يتحقق أم لا.. ذلك علمه عند ربي وإلا فالقضية كما قالت تلك الشاعرة الحالمة وهي تغازل أحلامها التي قد لا تستطيع لثم شفتيها :
((منىً إن تــكـن حـقـاً تكن أسـعــد الــمـنى
وإلا فـقـد عـشْـنـا بـهـا زمـــنـاً وغـــدا ((
وكل حرف وأنتم بخير وسعادة .


الأعلى
قديم 03 Sep 2012, 10:39 PM [ 14 ]


تاريخ التسجيل : Feb 2010
رقم العضوية : 25036
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصاميم
مواضيع : 738
الردود : 17862
مجموع المشاركات : 18,600
معدل التقييم : 981حجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to behold

حجازية الهوى غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 15
المشاركة في الاحتفالية السنوية

أفضل تقرير عن مرض

المشرفة المتميزة

المشاركة في احتفال المنتدى

القسم المميز

المشرفة المميزة

العضو المميز

الاحتفال بالعام السابع

مشارك في مسابقة القرآن الكريم

فعالية لقطة ومقاديرها


رد: سيــرة أديب


غازي القصيبي : قراءة في جوانبه الإنسانية



——د. غازي القصيبي :

قراءة في جوانبه الإنسانية ( * )

———




—— بعض مــحــاور ما تناولته الـمحــاضرة ——

· قصة بكائه عندما زار مستشفى الولادة والأطفال بالمدينة المنورة .
· السبب في عدم معرفة جانبه الإنساني رفضه النشر وقال لأحد المسؤولين : هل تريد أن تسرق فرحتي وتحرمني الأجر .
· المرأة التي شكت إليه حرمان زوجها رؤية أطفالها فما كان منع إلا أن زار زوجها في بيته وهو لا يعرفه .
· رغم مسؤولياته ، فقد كان العمل الإنساني هو أعزّ ما لديه ، ولذا كانت فكرة تأسيسه لجمعية الأطفال المعاقين .
· قصته مع المستخدم الذي دعاه للزواج من ابنته واحتفى به كما يحتفي بوزير .

—— إضـــاءة :

لم أحتر في حديثي كما احترت وأنا أرغب الكتابة عن د/ غازي القصيبي – رحمه الله - ، لقد تساءلت في نفسي : عماذا أكتب وماذا أدع ، فبعض الرجال تحتار عندما تريد أن تتحدث عنه لوفرة جوانب حياته وعطائه – كما يقول الأديب أحمد حسن الزيات .
من هنا سكنتني الحيرة لكن سأقصر حديثي عن (( الجانب الإنساني في حياة وعطاء د/ القصيبي بوصفه بتقديري هو (( مفتاح شخصية الراحل ))، وبوصف هذا الجانب لم يكن الراحل يحب التطرق إليه حديثاً أو تأليفاً أو إعلاناً . وقبل ذلك لابد أن أقف وقفات سريعة عند جوانبه الأخرى الإدارية والثقافية من خلال ملامحها الإنسانية حيث لا أستطيع أن أغفل هذه الجوانب ولا أتناولها ثم أتي إلى موضوع ورقتي هذه الليلة .

—— لماذا لم يظهر الجانب الإنساني في حياته :
الجانب الإنساني هو أهم سمات شخصيته.. بل هو مفتاحها.. غازي القصيبي (( إنسان )) بكل دلالات هذه المفردة وحمولاتها ، إنه رغم كل ما أحاط به من شهرة وتولى الكثير من المناصب وصعد المنابر متحدثاً أو محاضراً أو حاصداً للجوائز بقي (( إنساناً )) لم يتبدل أو يتغير.. لم تشغله كل هذه الأضواء والمناصب والألقاب عن رسالته في الحياة بوصفه (( إنساناً )).. هذا الجانب لا يُعرف عنه كثيراً كما عرف كونه وزيراً ومثقفاً وسفيراً إلخ.. والسبب في غياب أو تغييب هذا الجانب يرجع إلى د/ غازي – رحمه الله – نفسه فهو لا يحب أن يظهر أو يذاع أو ينشر عنه. يروي د/ حمد الماجد – مدير المركز الإسلامي ببريطانيا – فيما نشره بمقاله ((شاهد على عصر القصيبي )) الشرق الأوسط 13 رمضان 1431هـ بقول الكاتب : (( رن جرس هاتف مكتبي في المركز الإسلامي بلندن وإذا هو سفيرنا في لندن حينها الدكتور غازي القصيبي، قال لي : (( للتو جئت من الكويت بعد أن كرموني هناك ومنحوني جائزة تقديرية ومبلغ ثلاثمائة ألف ريال ، وأريد أن أتبرع به لصالح المكتبة التابعة للمركز، فقط أرجوك (( يبو معتصم )) لا تخلي المبلغ يضيع في متاهة نفقات المركز الإدارية ، أريده للمكتبة والمكتبة فقط ، ولك بعدها أن تتصرف في شراء الكتب التي تريد )) . شكرته ودعوت الله أن يتقبل منه. طلب مني حطاب العنزي، المدير السابق لمكتب وكالة الأنباء السعودية، أن أستأذن القصيبي في نشر الخبر ، فوافقت ، وفي أحد لقاءاتي الخاصة بغازي نقلت لـه رغبة الوكالة في نشر الخبر، فحانت منه التفاتة سريعة إلي وكأنما فاجأه العرض، وقال لي : (( يا حمد، يفرح الواحد منا أنه وُفّق لمثل هذه الصدقة، ثم تريدني أن أحرق ثوابها بوهج الإعلام ؟ انس الموضوع )) . فنسيناه ، لكنه راح عند من لا يضل ولا ينسى )) .
عجيب أمر إخفائه لأعماله الخيرية فهو – رحمه الله – لا يكتفي بعدم النشر أو الإشارة إلى شيء من ذلك بل يوصي من يصله عمل خيري منه ألا ينشر أو يشير إلى ذلك ، يروي الشيخ عبدالمحسن النعيم إمام جامع المزروعية بالأحساء : أنه كتب لـه يطلب منه الإسهام بترميم الجامع فبعث إليه ثلاثين ألف ريال مع الإشارة إلى عدم نشر شيء من ذلك – رحمه الله - .
غازي القصيبي هُويته (( الإنسان )) وقد تماهي (( الحسّ الإنساني والخيري )) في كافة أعماله ومناصبه ومراكزه وفي تفاصيل حياته كلها .

—— د/ غــازي والعمل الإداري المؤطر بإنسانيته :
لعل هذا الجانب هو الأبرز في مسيرة د/ غازي القصيبي سواء عميداً ، أو مديراً ، أو وزيراً ، أو سفيراً ، ليس غريباً توليه العديد من المناصب ولكن المدهش هو نجاحه في كل عمل تقلده.. وهذا إحدى مواهبه ومهاراته التي منحها الله إياه .
ولعل (( حبه لهذا الوطن )) هو الذي كان وراء ما حققه من نجاحات بعد توفيق الله وقد صدق عندما قال :
(( يا بــلاداً نذرت العمر زهرته
لعزها دمتِ إني حان إبحاري ))
حقاً.. إن حبه لوطنه هو الذي جعله ينجح ويبدع ويتفوق في أي عمل تولاه بدءاً من ميادين الصناعة والكهرباء ومروراً بالصحة والمستشفيات ثم المياه ، وأخيراً العمل والسعودة .

———

لقد كان من منهجه – رحمه الله – أنه عندما يأتي إلى أي عمل فإن أول ما يحارب (( البيروقراطية )) فيعطي الصلاحيات لمن تحته ، ويكون دوره الإشراف والتخطيط والمتابعة ، وكان أسلوبه بالمتابعة مبتكراً فهو يطلب تزويده بصورة من أي خطاب يصدر ليكون لديه تصور عما يتم ، ولكي يحاسب أي مسؤول عنده فلا يصدر أي قرار إلا بعد تأن لأنه يعرف أن الوزير سيطلع عليه .
جانب آخر فهو إلى جانب ما عرف به – رحمه الله – من حزم وقوة فهو حريص على إعطاء الحوافز لمن يعملون معه سواء كانت مادية أو معنوية ، وهذا يبث (( الحراك )) في الجهة التي يرأسها.. وأروي هنا قصة (( إدارية )) حصلت لي معه شخصياً ، وهي تجمع بين حزمه في احتفاظه بالقدرات لديه ، وفي ذات الوقت حفزهم وتشجيعهم فضلاً عن أن في هذه الحكاية جانباً طريفاً وهو أمر اشتهر به سواء في أحاديثه أو بعض رواياته رغم الجدية التي هي نهج حياته وسلوكه ، هذه الواقعة عندما كان وزيراً للصحة ، إذ طلب مني صديق وطبيب فاضل كان يعمل في مجمع الرياض الطبي الشفاعة لدى معاليه لينتقل إلى وزارة الدفاع(( برنامج المستشفى العسكري )) من أجل إتاحة فرصة الابتعاث المتاحة هناك ، فكتبت لمعاليه رسالة شفاعة شخصية وبالطبع لابد أن أثني على هذا الطبيب حيث أشرت إلى أخلاقه وقدرته الإدارية إلخ.. وبعثت الخطاب، وبعد يومين جاءني الرد من معاليه شارحاً على خطابي : (( أخي : ما دام د/ فلان بهذه الصفات فكيف تريدني أن أوافق على نقله )) . فأفدت الصديق الطبيب بشرح معاليه ، وكان رده : (( ليتك يا حمد لم تشفع لي )) وحتى الآن كلما التقيته ذكرني بهذه الشفاعة الفاشلة لكن د/ غازي – رحمه الله – عوض هذا الطبيب بمنصب ورقاه إلى مرتبة أعلى .

—— مبادرة الزيارات المفاجئة والقرارات الفورية :
أتوقف قبل أن انهي حديثي عن جانبه الإداري لأشير إلى تجربته المتميزة في وزارة الصحة ، وهو لم يمض فيها سوى قرابة ثلاث سنوات لكن أنجز فيها بتوفيق الله ودعم الدولة منجزات سواء في بناء المستشفيات ، أو تطوير الخدمات الصحية ، أو محاربة التسيب بالمستشفيات مما كان لـه مردوده الإيجابي على المرضى ، وكان من مبادراته(( الزيارات المفاجئة )) التي كان لها أثر كبير في تحسين الخدمات علاجاً وتنويماً ، وأذكر لـه موقفاً رواه لي سكرتيره بوزارة الصحة ، فقد زار د/ غازي المستشفى العام في إحدى المحافظات وعندما وصل إلى المستشفى تفاجأ مدير المستشفى بدخول الوزير عليه ، وعندما جلس لديه طلب أن يذهب إلى دورة المياه الملحقة بمكتب المدير.. ثم عاد وبدأ الجولة، وأول ما زار الحمام الخاص بغرفة أول مريض فوجده على وضع مزر صيانة ونظافة وإهمالاً، وكان للتو رأى حمام المدير ، وإذا هو غاية النظافة والصيانة ثم استمر بالجولة ، وعندما عاد من الجولة بدأ حديثه مع المدير وبدأ بالمقارنة بين الحمامين وقسا في حديثه مع المدير.. وعندما عاد إلى مكتبه – رحمه الله– كان أول قرار تغيير هذا المدير ونقله إلى عمل آخر .
أما في وزارة المياه.. فقد يعرف التحدي الذي سيواجهه عند تولي وزارة مياه في بلاد لا أنهار تجري فيها ولا أمطار . ومطلوب أن توفر وزارة المياه لملايين المواطنين والمقيمين الذي يزدادون تماماً عاماً بعد عام ، ولهذا كان همه خيار الترشيد ، ومحاربة ثقافة الإسراف.. وأعلن قولته الشهيرة : (( إننا بوصفنا بلداً شحيح المياه أمطاراً وأنهاراً ، فإنه يجب أن تكون لدينا حالة طوارئ دائمة لإبقاء شيء من المياه للأجيال القادمة )) .
وأنهي حديثي عن تجربته بوزارة المياه بموقف طريف فقد كتبت مقالاً عندما جاء من لندن التي خرج منها خائفاً يترقب وذلك بعد صدور الأمر الملكي بتعيينه وزيراً للمياه ، وقلت في المقال : لا تحزن على المياه وتوفرها.. فصاحبك الشاعر أعطاك الحل ، فلن تلجأ إلى حفر آبار أو إقامة محطات تحلية.. حيث يقول أحد أصحابك الشعراء مخاطباً وواصفاً حبيبته:
(( ولو تفلت في البحر والبحر مالح
لأضحى أجاج البحر من رقها حلو ))
و(( خوش )) فهذه الحبيبة محطة تحلية تمشي.. وأذكر – رحمه الله – أنه هاتفني في ذات اليوم الذي نشر فيه المقال شاكراً وسائلاً بسخريته وهو يضحك – رحمه الله - : (( هات هذه الحبيبة – يا حمد - فإن كانت من الصحراء نوظفها أو من أوروبا فنتعاقد معها )) .

———

بقي في الجانب الإداري محطة العمل.. وهذه فعلاً أصعب محطات العمل التي مرّ بها وهو – واقعاً - حقق فيها الكثير من النجاح ، لكن لم يحقق فيها كل ما يطمح إليه وتطمح إليه القيادة في تحقيق الهدف الأسمى في بتوظيف الشباب السعودي والقضاء على البطالة وهو معذور فهذا الهدف مرتبط برجال الأعمال الذي يريد أكثرهم عمالة بأقل السعر دون النظر إلى واجبهم الوطني نحو شباب وطنهم وبأن ما نالهم من خير هو من خير هذا الوطن .
لقد بذل واجتهد وزار وحث وتحدث بل وعمل (( نادلاً )) لتحقيق هذا الهدف السامي ولكن لم تأت رياح الإنجاز كما تريد سفن رجال الأعمال .
لكن حسبه – رحمه الله – أن رسخ ثقافة خطورة البطالة وقيمة العمل ، وجعل المجتمع كله يحس بضرورة توظيف الشباب السعودي، لقد تعب من هذا العمل بل وأرهقه ليس جسداً بل ونفساً ، ولا أنسى هذه العبارة التي تشي بأنه يرى أن العمل مسؤولية وهمّ وتكليف والتي ختم بها رسالة حميمية بعثها إلي عام 1429هـ وكان يشكو فيها من تحديات هذه الوزارة وعدم تجاوب بعض الأعمال.. لقد قال في نهاية هذه الرسالة عبارة تنبئ عن ألم شديد يسكن وديان نفسي يقول – رحمه الله - : (( إنني أحسّ أيها الصديق أن كل يوم يمضي علي في هذا العمل يستنزف حياتي وسعادتي )) وفي آخرها قال : (( أني أدعو دائماً بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم : (( اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس )) .
رحمه الله كان مخلصاً ومحباً لهذا الوطن وأبنائه حد الشجن، وكان مترجماً ذلك رؤية لا رواية إلى درجة إهداء سنوات العمر .

—— الملمح الإنساني في عمله الإداري :
هذا الرجل الذي طالما سمعنا وقرأنا عن قراراته القوية عندما يرى خطأ أو يصدر قراراً من أجل مصلحة العمل والوطن . لكن هذا الجانب الإداري الحازم يقابله جانب إداري تؤطره الرحمة ، بل ويغلب عليه الضعف أحياناً.. وبخاصة تجاه فئة من الناس كالمرض والمحتاجين أو من هم أقل منه مركزاً إدارياً أو مالياً .
روى لي معالي الصديق د/ عبدالواحد الحميد – نائبه بوزارة العمل مواقف مؤثرة تتخضّب بالوهج الإنساني سواء مع المراجعين ، أو مع الموظفين وصغارهم تحديداً ، فمع المراجعين فإن هذا الرجل القوي يضعف عندما يأتيه رجل كبير في السن أو أي شخص تبدو عليه سيماء الضعف فتجده يوافق على ما يطلبه من تأشيرة أو غيرها دون أن يتأكد من حاجة هذا الشخص لما طلبه فهو يغلب جانب الصدق في طالب الخدمة وجانب الرحمة في قلبه كمسؤول .
أما مع الموظفين فهو رغم مسؤولياته يتفقد أحوالهم وأحوال أسرهم ويعايد كل موظف بكرت عليه توقيعه.. بل إنه يرى أن الجانب الإنساني في حياة من يعمل لديه فوق النظام أو بالأحرى يطوع مرونة النظام لمراعاة المنحى الإنساني . يقول د/ عبدالواحد الحميد : إنه وضع شرطاً في معايير النقل ألزم به اللجنة المسؤولة بالوزارة ، فقد وجه اللجنة بأنه إذا كان للموظف ظروف خاصة من مرضية بالنسبة لـه أو لواحد من والديه أو أي ظرف إنساني فإنه لا يتم نقله من موقعه.. ورغم أن ذلك يخالف بعض اللوائح لكنه يرى أن الرحمة فوق النظام .
رحمه الله كما رحم المحتاجين للرحمة .

—— الجانب الثقافي وخطابه التسامحي :
لن أطيل في هذا الجانب وإنما سأمر عليه مروراً سريعاً ، فقد تحدث الكثير من الكتاب والنقاد عن منجزه الثقافي خلال حياته وبعد رحيله – رحمه الله – والغريب أنه رغم نجاحه وتفانيه في عمله الرسمي إلا أنه أعطى الميدان الثقافي ما لم يعطه آلاف المتفرغين ، فقد أصدر ( 70 ) كتاباً خلال سبعين عاماً.. وأنا أرجع منجزه الثقافي أو الإداري أو الإنساني إلى قدرته على إدارة الوقت بشكل عجيب ، ونأيه عن المجاملات التي تضيع وقته.. حيث أراد أن تضوع ثواني عمره بعبق العطاء وعطر الإنجاز.. أذكر أنه ظل 8 سنوات يكتب زاويته (( صوت الخليج )) (( بالمجلة العربية)) ولا أتذكر أنني أو أحد الزملاء احتجنا لمتابعته ، فقد كانت تصل إلينا بانتظام حتى وهو خارج المملكة سفيراً في البحرين ولندن رغم أن هذه الزاوية لم تكن كلاماً إنشائياً بل هي تحتاج إلى قراءة أحد الكتب التي صدرت في الخليج وتقديم قراءة بل دراسة متميزة بأسلوبها وطرحها في هذه الزاوية .
وفي فضائه الثقافي تجد الإنسان وتعزيز قيم المحبة ، والسلام والتسامح والرحمة هي المفردات الأبرز في خطابه الثقافي سواء كان شعراً أو مقالاً أو سرداً ، أليس هو القائل :
من جرّب الحب لم يقدر على حسد
من عانق الحب لم يحقد على أحد
وأمر آخر قد لا يعرفه الكثيرون حتى في الوسط الثقافي ذلك أنه كان رحمه الله يقف مع عدد من الأدباء سواء السعوديين أو العرب عندما تمرّ بهم ظروف يحتاجون فيها إليه .

—— الهاجس الإنساني عندما تقلّد وزارة الصحة :
أذكر عندما تولى – رحمه الله – وزارة الصحة قلت في مقال لي : (( أن قائل هذا البيت :
(( وإن سهرت مقلة في الظلام
رأيت المروءة أن اسهرا ))
هو من تنطبق عليه مواصفات من سيكون وزيراً للصحة فهذا العمل يتعامل مع المرضى ومع الناس في حالات ضعفهم ومرضهم..)) وفي وزارة الصحة تحديداً أعطى غازي كل وقته وجهده وعمل على أن يصبغ هذا العمل بالمحتوى الإنساني في كل عمل أنجزه أو قرار أصدره ، لقد أخذه هذا العمل عن بيته وأسرته وأطفاله.. وقد جسد ذلك بقصيدته التي تفيض إنسانية ورقة تلك التي أهداها إلى ابنته (( يارا )) عندما كانت تسألـه بعتاب طفولي : بأنها لا تراه فكان جوابه بهذا الأبيات الأخاذة التي تتوشح بالتضحية :
(( أبي ! ألا تصحبنا ؟ إنني
أود أن تصحبنا... يا أبي !
و انطلقت من فمها آهــــة
حطّت على الجرح.. و لم تذهب
وأومضت في عينها دمعة
مالت على الخدّ و لم تُسكب
أهكذا تهجرنا يا أبي
يا أجمل الحلوات.. يا فرحتي
يا نشوتي الخضراء.. يا كوكبي
أبوك في المكتب لمَّا يزل
يهفو إلى الطيِّب و الأطيب
يصنع حلما ، خيْر أحلامه
أن يسعد الأطفال في الملعب
من أجل يارا و رفيقاتها
أُولع بالشغل... فلا تغضبي ((
لم يكن عمله بوزارة الصحة مقتصراً على إنجاز المشروعات وخلافها بل حفل كثيراً بالجانب الإنساني للمرضى ، فطرح فكرة لجان (( أصدقاء المرضى )) لتقوم بأدوارها الإنسانية لهؤلاء المرضى كواحدة من مؤسسات المجتمع المدني ، كما وضع (( كروتاً )) موقعة باسمه مع دعاء بالشفاء وتُعطى لكل مريض يدخل أحد المستشفيات بالمملكة وأمر بوضع الآية الكريمة : } وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ { [ سورة الشعراء آية 80 ] . بالمؤسسات الصحية لتزرع الإيمان والطمأنينة في نفوس المرضى وغيرها من اللمسات الإنسانية التي نشرت عبق الارتياح في وجدانات المرضى وأسهمت في تخفيف أوجاعهم .

—— إنسانيته وتأسيس جمعية الأطفال المعاقين :
آتي إلى جانب مهم من أعماله الإنسانية الباقية ، ذلك هو منجز إنساني كان – رحمه الله –وراءه فكرة وتأسيساً.. ذلكم هو (( جمعية الأطفال المعوقين )) التي بدأت بالرياض وانتشرت فروعها وأغصانها المورقة بالمملكة ترعى وتحنو على هذه الفئات الغالية وسار على نهجه آخرون في مناطق المملكة في اقتفاء جميل لهذا العمل . لقد جعل المجتمع يقف مع الأجهزة الحكومية بالاحتفاء والرعاية لهذه الفئات علاجاً وتدريباً وترفيهاً ودمجاً بالمجتمع ، وهاهم (( ذوو القدرات الخاصة )) ينعمون بخدمات ورعاية مثل هذه المراكز سواء التي أنشأتها الدولة أو التي أقامتها جمعية الأطفال المعاقين وغيرها من الجمعيات المماثلة بالمملكة .

—— شمولية غيمته الإنسانية و قصة ترك مكتبه لهدف إنساني :
كان اهتمام د/ غازي بالآخرين لا يتجه فقط إلى المرضى أو المعاقين فقط بل كانت بوصلته وأمطار غيمته الإنسانية تتوجه نحو كل من يحتاج إلى لمسة إنسانية سواء بالكلمة أو الزيارة أو المادة.. روى لي مدير مكتبه الذي رافقه على مدى 30 عاماً أ/ هزاع العاصمي عديداً من المواقف الإنسانية للراحل – رحمه الله – ومنها هذا الموقف المؤثر ؛ يقول أ / هزاع عندما انتقل من وزارة الصناعة إلى وزارة الصحة أصيب أحد موظفي وزارة الصناعة بفشل كلوي وتم تنويمه بمستشفى الشميسي بالرياض وزار شقيق هذا الزميل د/ غازي ونقل لـه أن أخاه رفض (( الغسيل الكلوي )) وأن الأطباء يقولون: إذا لم يغسل كليته فسوف يصاب (( بتسمم الدم )) الذي قد يقضي على حياته خلال مدة وجيزة ، فما كان من د/ غازي إلا أن ترك مكتبه واجتماعاً كان لديه وذهب مع شقيق هذا الزميل وأنا معهم إلى مستشفى الشميسي ودخل على هذا المريض بغرفته، وواساه ودعا لـه ثم ظل وقتاً طويلاً يقنعه بغسل الكلى مشيراً إلى أن الله أمر بالعلاج وأن الأطباء أدرى وعليه أن يستجيب لطلبهم ، ولم يذهب إلا بعد أن اقتنع ، وفعلاً بدأ من ذلك اليوم بغسل الكلى ، وظل يسأل عنه ويزوره وعندما تبرع لـه أحد أقاربه بكلية سعد وسعى إلى زرعها بأقرب فرصة.. بل ظل يرسل مصروفاً شهرياً إلى أسرته بسبب مرضه وعجزه عن العمل )) .
أرأيتم هذا الإنسان كيف يبذل من وقته وجهده ومالـه بل يقدمها على مسؤولياته وصدق مرة ثانية عندما قال :
(( وإن سهرت مقلة في الظلام
رأيت المروءة أن اسهرا ))

———

إن الجميل أن هذا الحس الإنساني لا يدور في فضاءات معارفه أو دوائر زملائه أو أصدقائه فقط بل هو مطر تنسكب قطراته كما قال في بيته الشعري على كل مقلة سهرت في الظلام.. ولأني رأيت ألا يكون حديثي عن هذا الجانب إنشائياً فقط فإني أحرص على أن أعضده بالوقائع والحقائق.. وأروي هنا واقعة إنسانية عايشتها شخصياً : (( لقد كتبت لـه ذات مرة عندما كان وزيراً للصناعة عن امرأة هجرها زوجها بعد ارتباطه بأخرى وبدأ لا ينفق عليها وعلى أولاده حتى أصبحت لا تستطيع تأمين الحليب لهم ثم أخذ أطفالها منها وأحدهم معاق وحرمها من رؤيتهم، وما أن وصلته رسالتي وإذا به يتصل بي ليستوفي بعض المعلومات، وبعدها لم يكتف بمساعدة مالية قدمها بل تبنى قضية (( معاناتها )))) بسبب عدم رؤية أولادها فبذل جهده للوصول إلى زوجها القاسي - بكل سرية- ووسط شخصاً يعرف هذا الزوج.. ولما لم تنجح هذه الوسائل سأل عن منزله وذهب إليه شخصياً في إحدى حارات الرياض الشعبية ليبين لـه خطأ تصرفه، ويقنعه بجعل الأبناء يرون أمهم.. وتأثر هذا الزوج الذي ظلم امرأته الأولى بهذا الموقف واستجاب لنداء ورغبة وزيارة (( الإنسان )) غازي القصيبي - رحمه الله- .

—— د/ غازي في التعامل الإنساني مع الآخرين :
يقف قارب رحلتي في فضاء الراحل الإنساني في محطة تعامله مع الآخرين ، فقد كان تعاملاً رقيقاً راقياً وبخاصة مع منهم أقل منه أومن يعملون معه سواء في الجهة التي يرأسها أو في منزله ، تصوروا أن عاملاً استمر يعمل معه أربعين عاماً.. ولو لم يكن د/ غازي يمتلك التعامل المشرق والجميل ما استمر معه مثل هذا العامل طوال هذه السنين وحتى رحيله – رحمه الله -.. لقد كان يحفل بهموم من يعملون معه ، وبشؤونهم الشخصية تفاعلاً ومساعدة لهم من ناحية ، ولأنه يعرف – رحمه الله – أثر ذلك على عملهم وإنجازهم.. روى لي أحد المسؤولين لديه أنه لاحظ أن أحد الموظفين قل إنتاجه في الأشهر الأخيرة فما كان من د/ غازي إلا أن طلب هذا الموظف إلى مكتبه وجلس يتحدث إليه ، ويسألـه عن سبب ضعف نشاطه وإنجازه في الأشهر الأخيرة فلم يستطع الموظف أن يجيب بل أجابت دموعه فتأثر د/ غازي كثيراً ، ولما هدأ الموظف طلب منه أن يتحدث عن ظروفه فكشف لـه الموظف عن مرض زوجته الصعب وعدم توفر مبلغ لديه لاستكمال علاجها ، فما كان من د/ غازي إلا أن خفف من ألم هذا الموظف مطمئناً لـه بأن مع العسر يسراً وأن الله هو الشافي أولاً ، وطمأنه بأنه سيسعى باستكمال علاج زوجته وفعلاً بعد أيام جاء الأمر بعلاجها في الخارج ، ولم يكتف بهذا بل أعطاه إعانة مالية ، فمسح هذا الموقف شجن هذا الموظف.. وكتب الله لزوجته الشفاء وعاد إلى عطائه ونشاطه ، ومرة ثالثة ورابعة أعيد هوية غازي الإنسانية رحمه الله .:
(( وإن سهرت مقلة في الظلام
رأيت المروءة أن اسهرا ))

—— المستخدم الذي دعاه واحتفى به كوزير :
موقف آخر يبلور (( الحس الإنساني )) الذي لا يفارقه مهما نأى وابتعد وبخاصة مع بسطاء الناس.. إن الكثير منا عندما ينتقل إلى عمل آخر ينسى مع الأسف زملاءه.. بل والجهة التي عمل بها لكن غازي القصيبي نمط آخر من الناس.. فهو يحفظ الوفاء للآخرين ويحتفظ بالتواصل معهم سواء كانوا وزراء أو خفراء ، أغنياء أو فقراء ، وكلاء أو مستخدمين.. وهذه القصة التي سأحكيها ترسّخ هذا الجانب ، تلك حكايته مع (( مستخدم )) في مكتبه بوزارة الصناعة والكهرباء.. وقد روى هذه القصة الشيخ الدكتور / عبدالوهاب الطريري ، بوصف هذا المستخدم قريباً لـه واسمه جار الله.. يقول د/ عبدالوهاب كما نشر في صحيفة الحياة بتاريخ
11/9/1431هـ : (( إن د/ غازي بعد أن ترك الوزارة وسافر إلى لندن فوجئ قريبي جارالله المستخدم بأن بطاقة دعوة تجيئه من معالي د/ غازي القصيبي يدعوه فيها لحضور زواج ابنته (( يارا )) وعندما حضر للزواج رحب به د/ غازي وكأنه أحد زملائه الوزراء.. إنه عمل بسيط لكن كم لـه من دلالـة على سجايا الراحل وإنسانيته رحمه الله )) .
جانب آخر يجيء في فضاء عالمه الإنساني ألا وهو شيمة التسامح فرغم ما تعرض له من نقد قاس سواء في عمله أو منجزه الثقافي بحق وبغير حق ( وهذا هو قدر العظماء ) ، لم يكن- رحمه الله- يحمل حقداً أو حسداً.. لقد كان صاحب رسالة وقلباً ثرياً .
أذكر أن أحد الكتاب نقد إحدى قصائده نقداً قاسياً.. ولم يحمل عليه بل عندما أحتاج إليه في شأن يهمه وقف معه وساعده وقد كان يردد دائماً : (( من حق النقاد والقراء أن يقولوا ما يشاؤون )) .

——الموقف الإنساني الذي جعل القصيبي عندما يبكى :
عادة الإنسان رجلاً أو أمرأة قد يبكي لأمر يخصه ، أو عزيز يفتقده.. وهذه رحمة وإنسانية لكن أن يبكي الإنسان من أجل شأن عام ومن أجل آخرين أو ضعفاء أو مرضى فتلك هي قمة الإنسانية والرحمة .
د/ غازي القصيبي واحد من الذين يبكون من أجل غيرهم رغم ما عهد عنه وفيه من قوة وحزم.. روى لي الأستاذ / فهيد الشريف أحد زملائه وأصدقائه المقربين أن رافق د/ غازي عندما كان مديراً عاماً للشؤون الإدارية والمالية بوزارة الصحة.. رافقه لزيارة مستشفى الولادة والأطفال بالمدينة المنورة وعندما بدأ الجولة وجد غرف المريضات وغرف الأطفال بوضع مزر : نظافة وصيانة وخدمات وظل يستمع إلى شكاوى المريضات وبعضهن كن يبكين فما كان من د / غازي – رحمه الله – إلا أن إنسكبت الدموع على وجهه ولم يملك أن يرد عليهن.. فجلس في إحدى غرف المستشفى واتخذ على الفور : قرارات إدارية عاجلة تتعلق ببعض المسؤولين بالمستشفى ثم طلب سرعة انتقال المريضات والأطفال إلى مستشفى آخر فأجابه مسؤولوا الصحة بالمدينة بأن هناك أرضاً انتهت مخططاتها وسوف يبنى عليها مستشفى جديد فأجاب هل تريدوني أن أغادر المستشفى ولم أطمئن على حل سريع لهذا الوضع المزري وأضاف كيف سأرتاح وأنا أتخيل وضعهم ثم سأل عن أي مبنى يمكن أن ينقل إليه المرضى ، فذكر لـه أحد الحضور أن هناك مبنى مناسباً تابعاً لوزارة الحج والأوقاف والوزارة لا تستخدمه حالياً فما كان منه إلا أن طلب على الفور معالي الشيخ عبدالوهاب عبدالواسع وزير الحج والأوقاف السابق – رحمه الله – وبعد السلام عليه قال : إنني سأطلب منك طلباً وأرجو ألا تردني فهو يهمني كثيراً ثم طلب منه المبنى التابع لوزارة الحج ليكون مستشفى مؤقتاً للنساء والأطفال بالمدينة حتى ينتهي المبنى الجديد ووافق الشيخ عبدالوهاب وعندها أحسسنا بارتياح كبير بدا على وجه د/ غازي وكأن جبلاً من هم انزاح عن قلبه وظل – رحمه الله – يتابع انتقال المريضات والأطفال يومياً من مكتبه بالرياض ولم تمض أيام حتى تم نقلهم جميعاً .
ورحمك الله عندما قلت :
(( وإن سهرت مقلة في الظلام
رأيت المروءة أن اسهرا ))

———

— وبعد :
ختاماً أيها الحبيب الراحل غازي : أودع الحديث عنك ببيتك الذي رثيت به أحد أحبابك:
لو يرد ( الزؤام ) لانتصب الحب
سياجاً فما استطاع الـــزؤام
رحم الله (( الإنسان )) د. غازي القصيبي رحمة واسعة، وجعل ما أصابه من مرض تكفيراً لسيئاته ورفعا لدرجاته.. لقد خدم دينه وقيادته ووطنه وأبناء وطنه بروح المؤمن، وتفاني المواطن، ورؤية المفكر، ورقة الإنسان ، جمعنا الله به جميعاً في جنة المأوى .
و.. أيها الحبيب الراحل غازي : طبت حياً وميتاً .


الأعلى
قديم 03 Sep 2012, 10:41 PM [ 15 ]


تاريخ التسجيل : Feb 2010
رقم العضوية : 25036
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصاميم
مواضيع : 738
الردود : 17862
مجموع المشاركات : 18,600
معدل التقييم : 981حجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to behold

حجازية الهوى غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 15
المشاركة في الاحتفالية السنوية

أفضل تقرير عن مرض

المشرفة المتميزة

المشاركة في احتفال المنتدى

القسم المميز

المشرفة المميزة

العضو المميز

الاحتفال بالعام السابع

مشارك في مسابقة القرآن الكريم

فعالية لقطة ومقاديرها


رد: سيــرة أديب


أشجان غريب .. !!


إلى ولدي وابنتي وحفيدي محمد

- 1-
وجد وهوى
سلي الجمر. هل غالى وجُن وعذّبا
كفرت به حتى يشوقَ ويَعْذبا
ولا تحرميني جذوة بعد جذوة
فما اخضرَّ هذا القلب حتى تلهَّبا
وما نال معنى القلب الا لانه
تمرَّغ في سكب اللظى وتقلّبا
هبينيَ حزنا لم يمرّ بمهجة
فما كنت أرضى منك حُزنا مجرَّبا
وصُوغيه لي وحدي فريداً، واشْفقي
على سرِّه المكنون أن يتسرّبا
وصُوغيه مشبوبَ اللظى، وتخيّري
لآلامه ما كان أقسى وأغربا
وصُوغيه كالفنان يُبدع تحفة
ويرْمقها نشوان، هيمان، مُعجبا
فما الحزن إلا كالجمال: أحبه
وأتْرفُه ما كان أنأى وأصعبا
خيالُك يا سمراءُ مرّ بغربتي
فحيّا، ورحبّنا بغالٍ ، ورحبّا
جَلاَكِ لعيني : مقلتين وناهدا
وثغراً كمطلول الرياحينِ أَشْنبا
فَصانَك حبّي في الخيال كرامة
وهمّ بما يهواه لكن تهيّبا
وبعْضُ الهوى كالنور ان فاض يأتلق
وبعض الهوى كالغيث إن فاض خرَّبا
أرى طيفك المعسولَ في كل ما أرى
وحِدْتُ ولكن لم اجد منه مهربا
سقاني الهوى كأسين: يأسا ونعمة
فيا لكِ من طيف أراح وأتعبا
وخالط أجفاني على السَّهد والكرى
فكان إلى عيني من الجفن أقربا
شكونا لـه السّمراء حتى رثى لنا
وجرّأنا حتى عتَبنا فأعْتبا
وناولني من أَرز لبنان نفحة
فعطّر أحزاني وندّى وخضَّبا
وثنّى بريّا الغوطتين يذيعها
فهدهد أحلامي وأغلى وطيبا
- 2-
قلب وطفولة
———
وهل دلّلت لي الغوطتانِ لبانةًً
أحبَّ من النعمى وأغلى وأعذبا؟
وسيماً من الاطفال لولاه لم أخف
- على الشيب - ان أنأى وان أتغربا
تودُّ النجوم الزهر لو انها دمىً
ليختار منها المُتْرفاتِ، ويلعب
وعندي كنوز من حنان ورحمة
نَعيميَ ان يُغرى بهنَّ وينْهبا
يجور وبعض الجور حلو محبّب
ولم أر قبل الطفل ظلما محبّبا
ويغضب أحياناً ويرضى. وحسبنا
من الصفوأن يرضى علينا ويغضبا
وإن ناله سُقم تمنَّيت أنني
فداءً لـه كنت السقيمَ المعذَّبا
ويوجز فيما يشتهي، وكأنه
بإيجازه دَلاًّ أعاد وأسهبا
يزفّ لنا الاعياد : عيداً اذا مشى
وعيدا اذا ناغى، وعيدا اذا حبا
كزُغب القطا لو انه راح صاديا
سكبتُ لـه عيني وقلبي ليشربا
وأوثر ان يَروى ويشبعَ ناعماً
وأظمأ في النعمى عليه وأسغبا
وألْثمُ في داجٍ من الخطب ثغرَه
فأقطفُ منه كوكبا ثم كوكباً
ينام على أشواق قلبي بمهده
حريراً من الوشْيِ اليماني مَذْهبا
وأُسدلُ اجفاني غطاء يُظلّه
ويا ليتها كانت أحنّ وأحدبا

وحمَّلني أن اقبل الضيم راضياً

وأرغبَ تَحناناً عليه وأرهبا
تأبّى طويلا ان يُقاد وراضه
زمانٌ، فراخى من جِماحٍ وأصحبا
تدلّهتُ بالإيثار كهلا ويافعا
فدللتُه جَدّاً، وأرضيته أبا
وتَخفقُ في قلبي قلوبٌ عديدة
لقد كان شِعْبا واحداً، فتشعَّبا
ويا ربّ. من أجل الطفولة وحدها
أفضْ بركاتِ السلم شرقا ومغربا
وصُنْ ضِحكةَ الاطفال يارب إنها
اذا غرّدتْ في موحش الرمل أعشبا
ويا ربّ حبّب كلّ طفل فلا يرى
وان لجّ في الإعنات وجها مقطِّبا
وهيِّئْ لـه في كل قلب صَبابةً
وفي كل لقياً مرحبا ثم مرحبا
ويا ربّ إن القلب مُلّكك إنْ تشأ
رددتَ مَحيل القلب ريّان مُخْصبا
ويا رب. في ضيق الزمان وعسره
أرى الصبر آفاقا أعزّ وأرحبا
صليب على عُنف الخطوب وهولها
ولولا ((زغاليل القطا ))كنْتُ أَصلبا
- 3-
غربة وحنين
———
ويا رب هذي مهجتي وجراحها
سيبقين - إلا عنك - سرا محجبا
وجدت بأهلي الف ناب ومِخلب
وللدهر والاعداء ناباً ومِخلبا
ويا ربّ ان هانت دموع، فأدمعي
حرائرُ. شاءت ان تُصان وتُحجبا
فما عَرَفَتْ إلا قبور أحبتي
وإلاَّ لِداتي في دُجى الموت غَيبا
وما لُمْتُ في سكْب الدموع فلم تكن ،
خُلقت دموع العين الا لتُسكبا
ولكن لي في صون دمعيَ مذهبا
فمن شاء عاناه. ومن شاء نكّبا
ويارب احزاني وضاء كأنني
سكبتُ عليهن الاصيلَ المُذهَّبا
ترصّد نجمُ الصبح منهن نظرةً
وأشرف من عليائه، وترقَّبا
فارخيت آلاف السّتور كأنني
أمدّ على حالٍ من النور غيْهبا
فغوَّر نجم الصبح يأساً وما رأى
- على طهره - حتى بَنانا مخضَّبا
وقد تبهر الاحزان - وهي سوافر –
ولكن أحلاهنّ حزنٌ تنقَّبا
ويا رُبُّ درب في الحياة سلكتُه
وما حِدتُ عنه لو عرفتُ المغيَّبا
ولي وطنٌ أكبرته عن ملامة
وأغليه ان يُدعَى - على الذنب – مُذْنبا
وأغليه حتى قد فتحتُ جوانحي
أدلّل فيهنَّ الرجاء المخيّبا
فمن حقه ان أحملَ الجُرح راضيا
ومن حقه ان لا ألومَ وأعتبا
تنكّر لي عند المشيب ولا قِلىً
فمن بعض نعماه الكهولةُ والصِّبا
وما ضقتُ ذرعا بالمشيب فإنني
رأيت الضحى كالسيف عَريان أشيبا
يمزّق قلبي البعدُ عمن أحبهم
ولكنْ رأيت الذل أخشنَ مَركَبا
وأستعطف التاريخ ضنَاً بامتي
ليمحوَ ما أُجزَى به لا ليكتبا
ويا رب عزٌ من أميّة لا انطوى
ويَا رب: نور وهج الشرق لا خبا
واعشقُ برق الشام ان كان ممطرا
هتونا بسقياه وان كان خُلَّبا
وأهوى الاديمَ السمح، ريّان مخصبا
سنابله نشوى، وأهواه مُجدبا
مآربُ لي في الربوتين ودُمَّر
فمن شمَّ عطرا شم لي فيه مأربا
سقى الله عند ((اللاذقية ))شاطئا
مراحا لأحلامي ومغنىً وَملعبا
وأرقى ذرى ((الطود ))الأشم فطالما
تحدى وسامى كل نجم واتعبا
وجاد ثرى الشهباء عطرا كانه
على ((القبر))من روحي أْريق وذُوّبا
ومرت على سمر الخيام غمامة
تجر على صادٍ من الرمل هيدبا
نِطافٌ عِذابٌ رشّها الغيم لؤلؤاً
وتِبرا فما أغنى وأزهى واعجبا
حَبَت كلَّ ذي روح كريم عطاءها
فلم تنس آراما ولم تنس اذؤبا
وحيّا فلم يخطئ ((حَماة ))غمامَه
وزفّ ((لحمْصِ ))العيش فينان طيّبا
ونضّر في (( حوران ))سهلا وشاهقا
وباكر بالنعمى غنيا ومُتْربِا
وجلجل في أرض (( الجزيرة )) صيّبٌ
يسابق في النعمى وفي الحسن صيّبا
تبرّج للصحراء قبل انسكابه
فلو كان للصحراء ريقٌ تحلَّبا
كأن طباعَ الغيد فيه، فان دنا
قليلا نأى حتى لقد عزّ مَطلبا
ويُطمعها حتى إذا جُنّ شوقُها
إليه انثنى عن دربها، وتجنَّبا
تعدّ ليالي هجره، وسجّيةٌ
بكل مشوق ان يَعدّ ويَحْسِبا
ويَبدأه بالسُّقيا على غير موعد
فما هي إلا لمحةٌ ، وتصبَّبا
إلى إن جلاها كالكعاب تزيَّنت
لتحسد من أترابها او لتخطبا
كذلك لطف الله في كل محنة
وان حَشَد الدهرُ القنوط وألبَّا

وطاف الغمام السمح في البيد ناسكا
إلى الله في سقيا الظّماء تقرّبا



((عواطل ))مرّ المزن فيهن صائغا
فَفَضض في تلك السهول وذهّبا
ورد الرِّمالَ السمر خضراً وحاكها
سماء واغناها ووشّى وكوكبا
ورد ضروع الشاء بالدر حفَّلا
لتُرضع حملاناً جياعاً وتُحلبا
وحرّك في البيد الحياة وسرَّها
فما هامد في البيد الا توثبا
ولاعبَ في حال من الرمل رَبربا
وضاحك في غالٍ من الوشي رَبربا
وجمّع ألوان الضياء ورشَّها
فاحمرَ وَرْديا وأشقر أصهبا
واخضرَ بين الأيك والبحر حائرا
وأبيض بالوهج السماويِّ مُشْربا
ولوْناً من السمراء، صيغت فتونه
بياضا. نعم. لكن بياضا تعرَّبا
أتدري الربى ان السَّماوات سافرت
لتشهدَ دنيانا فاغفت على الربى؟
دياري وأهلي بارك الله فيهما
وردّ الرياح الهوج أحنى من الصِّبا
وأُقسمُ اني ما سألت بحبِّها
جَزاء ولا أَغليتُ جاها ومنصبا
ولا كان قلبي مَنْزِلَ الحقد والاذى
فإنّي رأيتَ الحقد خزيان متعبا
تغرّب عن مخْضوضِل الدوح بلبلٌ
فشرّق في الَدنيا وحيدا وغرَّبا
تحمل جرحاً داميا في فؤاده
وغنى على نأي فأشجى وأطربا



الأعلى
قديم 03 Sep 2012, 10:50 PM [ 16 ]


تاريخ التسجيل : Feb 2010
رقم العضوية : 25036
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصاميم
مواضيع : 738
الردود : 17862
مجموع المشاركات : 18,600
معدل التقييم : 981حجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to behold

حجازية الهوى غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 15
المشاركة في الاحتفالية السنوية

أفضل تقرير عن مرض

المشرفة المتميزة

المشاركة في احتفال المنتدى

القسم المميز

المشرفة المميزة

العضو المميز

الاحتفال بالعام السابع

مشارك في مسابقة القرآن الكريم

فعالية لقطة ومقاديرها


رد: سيــرة أديب


كتاب الشيخ حسن آل الشيخ: الإنسان الذي لم يرحل


صدر أول كتاب عن معالي الشيخ بن عبدالله آل الشيخ "الإنسان الذي لم يرحل" من تأليف أ. حمد بن عبدالله القاضي رئيس تحرير المجلة العربية.
وقد جاء الكتاب من عدة أبواب, الباب الأول تحت اسم الراحل إنساناً واشتمل على (سيرة ذاتية- رحيل الشيخ- حياته والأهداف النبيلة- بعض شيمه- رجل الخير والوفاء- ذلك هو السر- الشيخ ومواقف لا تنسى).
أما الباب الثاني فقد كان عنوانه"الراحل مسؤولاً" واشتمل على (الراحل ومسيرة التعليم- الشيخ وخدمة تاريخنا- الراحل والمجلة العربية- الشيخ والعمل الإسلامي).
أما الباب الثالث فقد كان عنوانه الراحل كاتباً واشتمل على (ثقافته- مؤلفاته- الراحل وهم الكتابة).. أما الباب الرابع فقد كان عنوانه "نماذج من عطاءات الفقيد" واحتوى على (نماذج من خطواته على الطريق- نماذج من أفكاره السريعة).
أما الباب الخامس عنوانه: "دموع على الفقيد وقد اشتمل هذا الباب على كلمات مؤثرة قيلت عن الشيخ حسن كما احتوى الكتاب صور ورسائل الفقيد.
هذا وقد جاء الكتاب- كما قال المؤلف- في مقدمته" وفاء لرجل من رجالات بلادنا قضى حياته في خدمة عقيدته, وقيادته ووطنه وأبناء وطنه" وقال المؤلف في المقدمة "وهذا الرجل.ز حسن بن عبدالله آل الشيخ - رحمه الله- بقى وسوف يبقى تعبق الألسن بطيب الحديث عنه, وتتوشح المجالس بالحديث عن نبل مواقفه".
ومن هنا فإن هؤلاء الرجال يجب أن تبقى سيرهم وحياتهم ومثلهم حية ماثلة, فهم عناوين لترسيخ القيم والمثل والشيم والأخلاقيات أمام الآخرين.
وكم من الأجيال اللاحقة بحاجة إلى أن تظل سير هؤلاء الرجال أمام أحداقهم تغرف من منهلها وتقتدي بجميل مواقف شهامتها لتدرك أنه ليس أبقى من رواء الذكر وندى الذكرى..!.
الكتاب أهداه المؤلف (إلى الذين جمعهم الشيخ حسن آل الشيخ على محبتهم حياً وميتاً).. وقد تبرع المؤلف بما يخصه من دخل الكتاب إلى لحساب الأيتام في هيئة الإغاثة الإسلامية.



الأعلى
قديم 03 Sep 2012, 10:51 PM [ 17 ]


تاريخ التسجيل : Feb 2010
رقم العضوية : 25036
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصاميم
مواضيع : 738
الردود : 17862
مجموع المشاركات : 18,600
معدل التقييم : 981حجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to behold

حجازية الهوى غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 15
المشاركة في الاحتفالية السنوية

أفضل تقرير عن مرض

المشرفة المتميزة

المشاركة في احتفال المنتدى

القسم المميز

المشرفة المميزة

العضو المميز

الاحتفال بالعام السابع

مشارك في مسابقة القرآن الكريم

فعالية لقطة ومقاديرها


رد: سيــرة أديب


أشرعة للوطن والثقافة


· كتاب «أشرعة للوطن والثقافة» وهو «قراءة في بعض ملامح الثقافة في هذا الوطن الغالي أعطى كل اهتمام لمعادلة الثقافة تماماً مثلما أعطى لمكتسبات التنمية الأخرى من حضارية وزراعية واجتماعية وصناعية».
·
وضم الكتاب خمسة وثلاثين مقالاً متنوعاًً للكاتب حملت هموم الوطن هي: إطلالة/ إنها قيمنا وليس البترول/ قراءة أولى في قوافي شاعر عاشق لوطن البهاء/ إنها بقية كرامتنا/ كبرت كلمة تخرج من أفواههم/ أيها الشامخ: تحية لك في أيام حصادك/ هموم ثقافية خليجية/ إلا الشعر/ الحوار بين أدب الدرس وأدب النفس/ قبل أن يفيض الطوفان/ أيها الأدباء تعالوا إلى كلمة سواء/ "يا عين ويا ليل" أسطورة أغرب من الخيال/ الكتابة والكمبيوتر عمرك الله لا يجتمعان/ بين جائزتي فيصل ونوبل/ هذا الشاعر والموت من أجل ترابه مرة واحدة/ رحلة إلى الغد/ قصائد في زمن السفر/ قراءة في قصائد امرأة فوق حدود المعقول/ لوعة الحزن في رثاء ابن الرومي/ هل دالت دولة الشعر؟/ تهميشات على قصة وجوه في الزحام/ امرأة تجز ضفيرتها.. وشباب يجمعون الطوابع/ يا أمتي.. لا تثريب عليك/ قراءة في خفقات الأمير خالد الفيصل/ الزمخشري بين اخضرار تونس وصبا نجد/تجاربهم مع السعادة والكاتب عبدالله الجعيثن/ وقفة مع قصائد شاعرة فحلة/ قراءة في أبيات لغازي القصيبي/ د. العثيمين ونمونة قصيد/ ظاهرة خطيرة/ إلى كتاب العالم النامي.ز ما كل من حاز الجياد يسوسها/ لماذا غابت هذه الأسماء الأدبية؟/ الكلمة الأدبية وهذا الكفن الذي نصنعه لها/ الشعر شعر والنثر نثر ولن يلتقيا/ شاعر يشارك الحمام أشجانه.






الأعلى
قديم 03 Sep 2012, 10:53 PM [ 18 ]


تاريخ التسجيل : Feb 2010
رقم العضوية : 25036
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصاميم
مواضيع : 738
الردود : 17862
مجموع المشاركات : 18,600
معدل التقييم : 981حجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to behold

حجازية الهوى غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 15
المشاركة في الاحتفالية السنوية

أفضل تقرير عن مرض

المشرفة المتميزة

المشاركة في احتفال المنتدى

القسم المميز

المشرفة المميزة

العضو المميز

الاحتفال بالعام السابع

مشارك في مسابقة القرآن الكريم

فعالية لقطة ومقاديرها


رد: سيــرة أديب


رؤية حول تصحيح صورة بلادنا وإسلامنا


* لندن ـ «الشرق الأوسط»: صدر كتاب جديد تحت عنوان «رؤية حول تصحيح صورة بلادنا وإسلامنا» لحمد بن عبد الله القاضي عضو مجلس الشورى السعودي رئيس تحرير المجلة العربية، وقدم للكتاب الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الذي وصف الكتاب «بأنه مساهمة مباركة في رفع التهم التي طالت بلادنا وأبناءها مثل اتهام بلادنا بالارهاب بسبب أفراد وقعوا في احداث اميركا، وبسبب قيام شرذمة قليلة، ممن غرر بهم من ابناء هذه البلاد بأعمال ارهابية داخل بلادنا». ودعا الأمير نايف الى مواجهة الانحراف الفكري وبيان خطورته، معتبرا ان هذا الكتاب جاء في اطار المحاورة لفكر الآخر البعيد وفكر الآخر القريب. وقال الأمير نايف في مقدمته «ان هذا الكتاب تناول آثار الأحداث الاخيرة بعرض جيد وطرح هادئ مدعوم بنصوص القرآن الكريم، والحديث الشريف، وآراء العلماء وشواهد التاريخ وحمل رسالة توعية بالغة الاهمية في هذه الظروف». ودعا الأمير نايف الى ترجمة هذا الكتاب وأمثاله إلى لغات الآخرين ليصل الى الحقيقة من يبحث عنها في الشرق والغرب.
وضم الكتاب خمسة عشر فصلا هي: إضاءة بين يدي هذه الرؤية ـ المسلمون والأحداث الاخيرة ـ نماذج من هذه التهم ـ بين التدين والتطرف ـ من الداخل تبدأ الخطوة الحاسمة ـ الاسلام ومحاربة الإرهاب ـ فرية الوهابية والشيخ ابن عبد الوهاب يرد بنفسه ـ الاسلام والتعددية ـ سماحة الاسلام ـ الاسلام واحترام الانسان ـ نماذج من سماحة علماء الاسلام ـ مناهجنا المتهمة البريئة ـ العمل الخيري الاسلامي والاتهام بالارهاب ـ اتهام الاسلام بتهميش المرأة المسلمة ـ بعض الآليات لتصحيح صورة الاسلام والمسلمين.

وخصص المؤلف دخل الطبعة الاولى من الكتاب لصالح الجمعية السعودية للاعلام والاتصال «دعما لرسالتها الاعلامية نحو بلادنا وعقيدتها وانسانها».






الأعلى
قديم 03 Sep 2012, 10:56 PM [ 19 ]


تاريخ التسجيل : Feb 2010
رقم العضوية : 25036
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصاميم
مواضيع : 738
الردود : 17862
مجموع المشاركات : 18,600
معدل التقييم : 981حجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to behold

حجازية الهوى غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 15
المشاركة في الاحتفالية السنوية

أفضل تقرير عن مرض

المشرفة المتميزة

المشاركة في احتفال المنتدى

القسم المميز

المشرفة المميزة

العضو المميز

الاحتفال بالعام السابع

مشارك في مسابقة القرآن الكريم

فعالية لقطة ومقاديرها


رد: سيــرة أديب


حوار مع حمد القاضي في صحيفة الرياض


تمنى وجود الرياضة في مدارس البنات.. وأعلن تشجيعه ل"الأزرق" عالميًا


القاضي: بعض الكتاب الرياضيين لا يفرقون بين الكليجا وبلجيكا



الرياض - عبدالوهاب الوهيب
- في محاضرتك التي ألقيتها في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ضمن ملتقى (( تجاربهم في القراءة )) قلت: (( من الضرورة تربية النشء على القراءة حتى لو كانت تلك القراءة في صفحات الرياضة أو في المواقع الإليكترونية )) .
فهل ذلك يعني التقليل من أهمية الرياضة ؟
* لا.. أبداً لم يكن ذلك ما قصدته.. هذه الدعوة في سياق الدعوة إلى القراءة بشكل عام والمحتوى المقروء يختلف قيمته وجدواه، وعندما أشرت إلى قراءة صفحات الرياضة بوصفها مغرية للأجيال ومنها ينطلق إلى فضاءات أخرى في عالم القراءة .
- أين الأدباء السعوديون من التأليف في الرياضة ؟
* القضية قضية تخصص.. فكيف يكتب أديب لا يعرف سوى الأديب عبدالله الماجد عن اللاعب ماجد عبدالله، لكن هناك أسماء ثقافية تكتب بالشأن الرياضي بأسلوب أدبي.. وهذه هي ما نطالبها بالتأليف وإثراء مكتبة الثقافة الرياضية بكتب تشد الأجيال إليها.. ومن هذه الأسماء التي استشرف أن تسهم بالكتابة أ/ تركي ناصر السديري .
تابعت إحدى المباريات وأنا نائم .. وليت «ساهر» يطبق على أهل الرياضة!
قال عنك الفقيد غازي القصيبي : "طوبى لمن يترجل قبل أن تعثر به فرسه".
إن كنت كما قال رحمه الله فلماذا لا يترجل الرياضيون إلا بعد عثرات وعثرات ؟
* أولاً رحم الله د/ غازي القصيبي.. أما أن الرياضيين لا يعتزلون إلا بعد العثرات فهذا خيارهم.. لكنهم عندما لا يعتزلون إلا بعد العثرات فإنهم قد لا ينهضون منها.. والرائع من يستطيع أن يترجل وهو في أوج ركضه الحياتي والعملي.. وما أصدق الشاعر الجواهري عندما قال :
أرح ركابك من همّ ومن سهر
كفاك جيلان محمولاً على النصب
- استشهدت في حوار سابق ببيت شعر يقول :
فهل ينطبق ذلك على الكرة السعودية ومنتخبها وأنديتها ؟
* لا.. هذا الاستشهاد جاء في سياق آخر.. ولعب الزمن بالناس
– ياعبدالوهاب – غير لعب الناس بالكورة !
- خلال رئاستك للجنة الثقافية والإعلامية والشباب بمجلس الشورى عام 1425 – 1426 ه وعضويتك للجنة الاجتماعية والأسرة والشباب بمجلس الشورى هل سبق أن ناقشتكم قضايا رياضية تهم الشباب وأين نتائجها ؟
* نعم ناقشنا ذلك فتقارير الرئاسة العامة لرعاية الشباب يتم نقاشها باللجنة الأولى، والآن هي تأتي للجنة الثانية وكل ما يتم تداوله عند مناقشة التقارير سواء باللجنة أو تحت قبة المجلس تتناول القضايا التي تلامس الشباب سواء الرياضية أو الاجتماعية أو الثقافية.
الزياني أجبرني على الاعتزال.. وأخشى أن يواجهوا كلماتي باللكمات
- أشرت ذات مقال إلى أن (( نظام ساهر)) ساهم في انضباط السائقين؛ فهل ترى أن الرياضة بحاجة إلى نظام شبيه للحد من ظاهرة التعصب التي انتشرت مؤخراً؟
* نعم هي بحاجة إلى نظام (( ساهر)) يضبط المخالفات التي تأتي بسبب التعصب الذي بدأنا نرى لها مخرجات غير جيدة سواء بالقول اللفظي أو الإيذاء الجسدي.. والأهم من ذلك ليضبط التشجيع بحيث لا يطغى الانتماء لناد من النوادي على الانتماء الأغلى للوطن.
- يرى البعض أن الرياضة تخرج ممارسها من عباءة الوقار فهل يلاقي مثل ذلك القول قبولاً لديك ؟
* هذا ليس صحيحاً.. فالوقار ليس له علاقة بأية هواية أو ممارسة، الوقار يعود إلى الشخص لا إلى العمل أو الهواية، الوقار سجية ينبع من داخل الإنسان مهما كان هواه أو هويته .
- يرتدي الميكانيكي أثناء عمله ملابس تتناسب ووظيفته ومثله المهندس والطيار؛ فلماذا تعد الملابس الرياضية في نظر البعض من (( خوارم المروءة )) إذا لبسها الشخص لممارسة الرياضة في الشارع أو الحديقة أو في ملعب الحي؟
* لا أعتقد أن أحداً يعتبر ملابس الرياضة من (( خوارم المروءة )) إلا من هو شاذ برأيه، لكن تكون غير لائقة عندما يلبسها الإنسان في غير مواقعها، كأن يلبسها في دعوة عامة أو نحو ذلك.
ليت رجال الأعمال مثل ما يشجعون نتاج الأقدام يكرمون عطاء الأقلام
- هل الرياضة هواية دخيلة في نظرك أم تراها ضرورة لشباب المستقبل؟
* غريب كيف تكون دخيلة أو وسيلة ترفيهية فقط.. هي في متن خطابنا الديني تبلغ مكانتها درجة الأمر: (( علّموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل ))، وهي من جانب الاحتياج تكاد تصل إلى مرحلة الضرورة لها لدفع الأضرار الصحية عند التخلي عنها أو عدم ممارستها ، بالمناسبة (( الولد )) باللغة العربية يعني الذكر والأنثى.. من هنا أرى (( الرياضة )) مطلبا لهما جميعاً وفق ضوابط خاصة بالمرأة، ولهذا أتمنى أن نجد الرياضة في مدارس البنات.
- بصراحة أي ألوان الأندية تراه سائدا في منزلك ؟
* في بيتي الأزرق والأصفر محلياً والأحمر والأزرق عالمياً !
- متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية ؟ .
* آخر زيارة لي : كنت في زيارة للمشاركة في ندوة ثقافية بالمغرب
قبل عدة سنوات، وصادف وجود بطولة هناك وكان معي أخي الصديق
أ/ منصور الخضيري، واقترح أن أذهب معه لإحدى المباريات، وفعلاً ذهبت ولكن لم أتابعها كثيراً إذ لم يشارك أحد أندية وطني بها، فضلاً عن أنها في وقت راحة وكنت مرهقاً ، ولهذا فقد غلبني النوم بين فترة وأخرى وانتهت وأنا لم أعرف النتيجة والذي أفادني بعد المباراة أبو عبدالعزيز .
- البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها ؟
* أوجهها لأطياف كثيرة ، أولهم : التاجر الذي يغش أو يزيد بالأسعار.
للكاتب : الذي لا يراعي الله أو مصلحة وطنه عندما يحبر حروفه .
وللمسؤول الذي يتعامل مع النظام بوصفه نصاً مقدساً، بينما يفترض أن يتعامل معه نصاً بشرياً يحمل من المرونة ما يجعله ييسر على الناس ولا يشق عليهم.
- شكل فريقاً من الشعراء والأدباء فربما نواجه البرازيل في نهائي كأس العالم يومًا ما بقيادة باولو كويلهو ؟
* أعدك أن أشكل فريقاً من الأدباء السعوديين ليلعب (( مباراة أدبية)) مع فريق من الأدباء البرازيليين، وعندها سيكون اللعب بالكلمات.
- قلت ذات حوار أنه يوجد أناس لا يفرقون بين الكليجا وبلجيكا. أمثال هؤلاء هل تراهم موجودين في الوسط الرياضي ؟
* طبعاً الذين لا يفرقون بين (( الكليجا )) و (( بلجيكا )) موجودون في كل ملة وأمة، وفي كل أرض ومصر، لكن لعلها في الوسط الرياضي أكثر، فقد قرأت مؤخراً لقاء مع رياضي عندما سئل عن علامة الجزيرة حمد الجاسر، قال : أظنه فنان.. خوش ثقافة ؟
- ترى لو كان مقال (( اللكمات )) الذي كتبته موجهاً لرئيس أحد الأندية السعودية الرياضية كيف ستكون النتائج ؟
* أخشى أن تكون النتيجة أن يواجه كلماتي الحرفية بلكمات يدوية !
- هل هناك ثمة شبه بين الأديب واللاعب ؟ (( ما وجه الشبه إن وجد )) ؟
* نعم بينهما شبه كبير، فالأديب يلعب بقلمه واللاعب يلعب بقدمه.. ولكن الثمار مختلفة !.
- بين الألف والياء كنوز من الفنون فما موقع الرياضة بينها بالنسبة لك؟
* لها نصيب كبير، فكافة أشكال الرياضة فيها أنواع الفنون من عزف ورقص ورسم وحرف ! .
- متى يمنح القاص البطاقة الصفراء ومتى يشهر في وجهه (( الكارت )) الأحمر ؟
* يمنح القاص (( الكارت الأصفر )) إذا لم يحمل رسالته فيما طرحه من قصص، ويمنح (( الكارت الأحمر )) عندما يلامس المحظور دينياً أو وطنياً أو يتعمد إقحام الجنس بهدف الشهرة وليس لغاية ثقافية تخدم رسالة النص.
- هل تزور النوادي الرياضية ؟
* نعم وإن كان قليلاً.. أزورها إما من أجل المشاركة في ندوة أو محاضرة وآخر زيارة لنادي الشباب للإطلاع على نشاطهم الثقافي والاجتماعي وهنا أقدم تحية لهذا النادي على حراكهم في الإسهام بخدمة المجتمع والثقافة.
- ما وجه الشبه بين الكلمة والكورة ؟ .
* كلاهما (( الكلمة )) و(( الكورة أنثى ذات تبريح )) كما قال د/ غازي القصيبي – رحمه الله – واصفاً الكلمة.
- أي الأندية الرياضية السعودية يستهويك متابعتها ؟
* عندما كنت طالباً في (( عنيزة )) كنت أشجع (( نادي النجمة )) وعندما كان الزياني مدرباً للاتفاق كنت أشجع الاتفاق بحافز وطني ، وعندما ترك تركت.
- ماذا يعني لك التكريم الذي تحظى به الأندية الرياضية والرياضيين من رجال الأعمال ؟
* شيء يبهجني وبخاصة إذا صدر بسبب أن هذا النادي أو ذلك اللاعب رفع اسم المملكة في محفل دولي، لكن أدعو رجال الأعمال كما يشجعوا نتاج الأقدام أن يكرموا عطاء الأقلام عندما يحقق القلم منجزاً ثقافياً يعلي به اسم الوطن في سماء الكون.
- لو قارنت بين ميدان اللعب وميدان الحياة ماذا تقول ؟
* أنيب الشاعر الذي قال :
كلّ من في الوجود يطلب صيداً
غير أن الشباك مختلفات
- وجه رسالة لصديق خسر ناديه في مباراة مهمة فاغتم من الخسارة ؟
* الحياة – يا سيدي – انتصار وانكسار في كافة ملاعب الحياة وليس في ملعب الرياضة فقط.. ولابد أن نتقبَّلها ونقبل عليها في كافة حالاتها فنفرح عندما تحلّق بنا بفضاءات الابتهاج ونستجير بضوء الصبر عندما نلج في عتمات الجراح.
- وأخيراً : ماذا تقول للاعب أخفق في تحقيق هدف مصيري ؟
* لستَ أنت الوحيد الذي اجتهد وجرى فلم يصل المرمى سواء في عالم اللعب أو مدارات الحياة، وحسبك الشاعر حافظ إبراهيم عزاء وارتياحاً عندما قال :
(( لا تلم كفّي إذا السيف نبا
صحَّ منِّي العزم والدهر أبى ))
جريدة الرياض 27/4/1432هـ


الأعلى
قديم 03 Sep 2012, 10:58 PM [ 20 ]


تاريخ التسجيل : Feb 2010
رقم العضوية : 25036
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصاميم
مواضيع : 738
الردود : 17862
مجموع المشاركات : 18,600
معدل التقييم : 981حجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to beholdحجازية الهوى is a splendid one to behold

حجازية الهوى غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 15
المشاركة في الاحتفالية السنوية

أفضل تقرير عن مرض

المشرفة المتميزة

المشاركة في احتفال المنتدى

القسم المميز

المشرفة المميزة

العضو المميز

الاحتفال بالعام السابع

مشارك في مسابقة القرآن الكريم

فعالية لقطة ومقاديرها


رد: سيــرة أديب


حوار مع أ. حمد القاضي: أبحث عن إمرأة بلا أسنان



في ضيافتهم


لا تفارق ذهنه ويخشى عليها من "الغدر"


حمد القاضي:


أبحث عن امرأة "بلا أسنان"!


سامي صالح التتر – جدة


* منذ متى وأنت حمد القاضي الذي نعرفه ؟


- منذ صرخة الولادة وحتى سكرة الموت أنا حمد القاضي.


* من أي البواب دخلت بلاط صاحبة الجلالة ؟


- من باب الأدب دخلت إلى عالم الصحافة, لكن وهج الصحافة أخرجني من جنة الأدب إلى جحيمها.


* ارتبط القاضي "بالعربية" و"العربية" بالقاضي, كارتباط التوأم السيامي.. فكيف تمت عملية الفصل؟


- تمت بشكل عادي, فقد أمضيت فيها سنوات طويلة وأعطيتها ما قدرت عليه, فكان أن ودعتها إلى فضاء ثقافي آخر.


* ماذا نقشت على صفحات "المجلة العربية" قبل مغادرتك لها؟


- أسأل قرًاء, وقارئات "المجلة العربية", حسبي أنني اجتهدت في ما قدمته أداء للأمانة وحرصاً على ما يثري القرّاء, ويضيف إلى ثقافة وطني.


* يُقال إن "خلف كل عظيم امرأة", فهل تكمل العبارة؟


- لولاها ما كنت أنت, ولا كنت أنا في هذا الوجود نتحاور الآن.


* أي النساء تحرق أغصانها؟


- النساء يجعلن الأغصان تورق في الوجدان ولا يحرقنها.


* هل وجدت المرأة التي تجسد حلمك؟


- وجدت شيئاً من الحنان الذي فقدته بعد رحيل والدتي يرحمها الله, لكن لا يمكن أن يوجد كل ما يعوض حنان الأم وتضحياتها.


* هل تشبيه الوطن بالمرأة صحيح؟


- إن لم تكن المرأة وطناً بعطائها وحضنها الدافئ, فمن تكون؟


* هل ما زلت عند قولك: "لو لم أكن كاتباً, لتمنيت أن أكون بائع عطور"؟


- نعم, وسأظل كذلك, فناشر عطر الحرف تماماً هو كباعث أريج العطر.


* الأندية الأدبية, كيف هي بورصتها؟


- أستشرف أن تتجه بوصلتها نحو كافة الأطياف ونحو كل ما يتطلع إليه المثقفون وشرائح المجتمع.


* مًن من كتّابنا يحتل مكانً بارزاً داخل إطار الإبداع؟


- كل كاتب وكاتبة يثري عقلي بمضمون عطائه ويطرب قلبي بجميل أسلوبه.


* وكاتبة استطاعت أن تشق لنفسها ساحة للحديث بين الفحول؟


- ليست كاتبة, بل عشرات تفوق حبر حرفهن إبداعاً ونقداً ورؤية على قامات المئات من فحول الرجال.


* أمسّ ليس لنا, وغداً ربما لا يأتي, ماذا ستفعل باليوم؟


- "قد يكون الغيب حلواً


إنما الحاضر أحلى".


* متى بدأت علاقتك بالكلمة, وما أول مقال كتبته؟


- منذ أحسست بالحياة وشعرت أن لديً شيئاً أريد أن أقوله للناس, وكانت بداية كتابتي رومانسية فيها ظمأ للحنان, ريما بسبب فقدي لوالدتي, أما أول مقال نشرته فهو مقال ذو فكرة بسيطة عنوانه "النجاح وليد العمل والكفاح".


* بيت شعر تردده؟


- هي أبيات كثيرة حسب الموقف والظرف, ففي التعامل مع الناس قول زهير:


"ومَن لم يصانع في أمور كثيرة


يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم"


وفي الوجدانيات قول جميل:


"نحن قوم تذيبنا الأعين النجًل غير أنا نذيب الحديداً"


* لقد جمع الشاعر في هذا البيت الأخًاذ بين القوة والرقة كما يقول النقاد. هل تعتز بشيء كُتب عنك؟


- يسعدني – كأي إنسان – ما يُكتب عني, وأعتز به, لكن أكثر ما أعتز به: ما كتبه عني والدي الشيخ حمد الجاسر – يرحمه الله – تحت عنوان "ابني القاضي بعطائه ووفائه", وما كتبه عني الدكتور عبدالعزيز الخويطر تحت عنوان "لسان عف وقلم نزيه".


* من الكاتب الذي يشدّك؟


- مَن يجعل الحق هدفاً, والصدق مركباً, ويبقى ملتزماً بثوابت أمته ووطنه عقيدة وإنساناً.


* ما حجم الكراهية في فضاءات نفسك؟


"لما عفوت وم أحقد على أحد


أرحت نفسي من همّ العداوات".


* قصة وفاء مرّت عليك لا تزال عالقة في ذهنك؟


- قصة نائلة زوجة الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه, عندما هشّمت أسنانها بعد وفاة عثمان بن عفان رضي الله عنه, لكي تتشوه ولا يتزوجها أحد وفاء لزوجها قائلة رضي الله عنها: "والله لا يجلس مني أحد مجلس عثمان".


يا للوفاء.. أينهُ من وفاء الرجال والنساء في عصر عولمة الغدر؟!.


* هل تتعامل مع الصبر؟


- نعم, وفي كثير من الأحيان.. ومن دون الصبر كيف نواجه الحياة, ونعانق الطموح, حتى الماء – كما يقولون – عندما تصبر عليه تستطيع حمله بالمنخل عندما يتجمد.


* ماذا يلفت نظرك في المرأة؟


أنوثتها مظهراً, وثقافتها مخبراً.


* ماذا عن الحب؟


- "وإن الكونً لولا الحب قفر


وإن لم نسْتمع صوت النواح".


* مدينة تحب أن تزورها؟


- مكة المكرمة لراحة الروح, وعنيزة لذكريات الصبا, والقاهرة لنوافذ الثقافة.


* مبداً تؤمن به؟


- "فاغرس من الفعل الجميل فضائلا


فإذا ذهبت فإنها لا تذهب".


* كان لك برنامج تلفزيوني شهير اسمه"رحلة الكلمة", لماذا توقفت عن مواصلة الرحلة المرئية عبر هذا البرنامج؟


- بسبب انشغالي في الفترة الأخيرة, وبخاصة بعد تشرفي بعضوية مجلس الشورى.


* ما اللون الذي تفضله؟


- في مسألة الكتابة تحديداً أحب الكتابة باللون الأخضر, لأنه لون سنابل العشب وفضاءات الفأل وبراءات الأطفال وأتشرف أن يستمد حرفي شيئاً من ذلك, أما في المجالات الأخرى فكل مجال أحب لوناً معيناً, سواء كان سيارة أو منزلاً.


* رسائل موجهة


* الدكتور عبدالعزيز خوجه: أعانك الله وأنت موعود بالنجاح خلقاً وعطاءً وتجربة.. ننتظر منك ما ستقدمه من أجل نشر ثقافتنا ونجاح إعلامنا.


* أنيس منصور: قل خيراً أو أصمت..!


* الكاتبة جهير المساعد: كاتبة قديرة أحس بوهج صدقها وهي تدون أفكارها.


* الكاتبة عزيزة المانع: لقد أخذ حرفك من اسمك الأول "عزاً" وأخذ شخصيتك من اسمك الثاني "الامتناع" عن طرح كل رأي غير سديد, دامت عطاءاتك أفياء تحمل المعلومة والموضوعية معاً.


* الشاعرة زينب غاصب: شاعرة مجيدة في قوافيها جمال الشعر ورومانسية الحرف وأصالة المضمون.

* الإذاعية نشوى السكري: محاورة قديرة حققت النجاح في البرامج التي تقدمها وتعدها "بالقناة الأولى" بحكم ثقافتها واختيار موضوعاتها وأسلوب طرحها, أكبر فيها وفاءها واستمرارها بتلفزيون وطنها.


الأعلى
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

01:07 AM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com