نزارقباني ...روح الياسمين الدمشقي ..

صباحك سكر


إذا مــرّ يـوماً... ولم أتذكـر
به أن أقول صبـاحـك سكر .

ورحت أخـطّ كطفـل صغـير
كلامــاً غريباً على وجه دفتر .

فلا تضجري من ذهولي وصمتي
ولا تحســبي أن شيئـاً تـغير .

فــحين أنا لا أقــول أحبّ
فمعنـاه أني أحبـــك أكثر .

إذا جئتني ذات يوم بثــوب
كعشب البحيرات أخضر أخضر .

وشعـرك مـلقى على كتفيـك
كبحر... كأبعــاد ليل مبعثر .

فـرحت أعب دخـاني بعميـق
وأرشف حــبر دواتي وأسكر .

فلا تنعتيـني بـموت الشعـور
ولا تحسبي أنّ قـــلبي تحجر .

فبالوهم أخــلق منك إلاهــاً
وأجعــل عينيك قطعة جوهر .

وبالـوهم أزرع شعرك دفــلى
وقمحــاً ولوزاً وغابات زعتر .

إذا ما جلست طويـلاً أمــامي
كليلكـة مـــن عبير ومرمر

وأغمضت عــن طيبـاتك عيني
وأهملت شكوى القميص المعطر .

فـــلا تحسبي أنــني لا أراك
فبعـض المواضيع بالذهن تبصر .

ففي الظل يغدو لعطـرك صوت
وتصبح أبعـــاد عينيك أكبر .

أحبـك فــوق المحبة ولـكن
دعيني أراك كمــــا أتصور .

المطر

أخافُ أن تُمطرَ الدُنيا، ولستِ معي
فمنذُ رُحْتِ ... وعِندي عُقـدةُ المَطَرِ

كـانَ الشّـتاءُ يُغَطِّـيني بمعـطفهِ
فـلا أفكِّـرُ في بـردٍ ولا ضَجَـرِ

وكانتِ الريحُ تعوي خلـفَ نافذتي
فتهمسينَ: " تَمَسَّكْ.. ها هُنا شَعري..."

والآنَ أجلـسُ والأمـطارُ تجلدُني
على ذراعي. على وجهي. على ظَهري

فَمَـنْ يُدافِـعُ عَنّي .. يا مُسـافِرةً
مثـلَ اليمامةِ، بيـنَ العيـنِ والبَصَرِ؟

وكيفَ أمحوكِ مِن أوراقِ ذاكِرتي؟
وأنتِ في القلبِ مثلُ النقـشِ في الحجرِ

أنا أحِبُّـكِ .. يا مَـنْ تسكُنينَ دَمي
إنْ كُنتِ في الصّينِ أو إنْ كُنتِ في القَمَرِ

ففيكِ شـيءٌ مِـنَ المجهولِ أدخُلُهُ
و فيـكِ شـيءٌ مِـنَ التّاريخِ والقـَدَرِ

حقائب البكاء


إذا أتى الشتاء..

وحركت رياحه ستائري

أحس يا صديقتي

بحاجة إلى البكاء

على ذراعيك..

على دفاتري..

إذا أتى الشتاء

وانقطعت عندلة العنادل

وأصبحت ..

كل العصافير بلا منازل

يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.

كأنما الأمطار في السماء

تهطل يا صديقتي في داخلي..

عندئذ .. يغمرني

شوق طفولي إلى البكاء ..

على حرير شعرك الطويل كالسنابل..

كمركب أرهقه العياء

كطائر مهاجر..

يبحث عن نافذة تضاء

يبحث عن سقف له ..

في عتمة الجدائل ..

*

إذا أتى الشتاء..

واغتال ما في الحقل من طيوب..

وخبأ النجوم في ردائه الكئيب

يأتي إلى الحزن من مغارة المساء

يأتي كطفل شاحب غريب

مبلل الخدين والرداء..

وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب

أمنحه السرير .. والغطاء

أمنحه .. جميع ما يشاء

*

من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟

وكيف جاء؟

يحمل لي في يده..

زنابقا رائعة الشحوب

يحمل لي ..

حقائب الدموع والبكاء..

موال دمشقي


لقد كتبنا .. وأرسلنا المراسيلا
وقد بكينا .. وبللنا المناديلا

قل للذين بأرض الشام قد نزلوا
قتيلكم لم يزل بالعشق مقتولا

يا شام. يا شامة الدنيا ، ووردتها
يا من بحسنك أوجعت الأزاميلا

وددت لو زرعوني فيك مئذنة
أو علقوني على الأبواب قنديلا

يا بلدة السبعة الأنهار .. يا بلدي
ويا قميصا بزهر الخوخ مشغولا

ويا حصانا تخلى عن أعنته
وراح يفتح معلوما، ومجهولا

هواك يا بردي ، كالسيف يسكنني
وما ملكت لأمر الحب تبديلا

أيام في دمر كنا .. وكان فمي
على ضفائرها .. حفرا .. وتنزيلا

والنهر يسمعنا أحلى قصائده
والسرو يلبس بالساق الخلاخيلا

يا من على ورق الصفصفات يكتبني
شعرا .. وينقشني في الأرض أيلولا

يا من يعيد كراريسي .. ومدرستي
والقمح، واللوز ، والزرق المواويلا

يا شام إن كنت أخفي ما أكابده
فأجمل الحب حب - بعد ما قيلا ...

بالأحمر ...فقط ....

في كل مكان في الدفتر
اسمك مكتوب بالأحمر
حبك تلميذ شيطان
يتسلى بالقلم الأحمر
يرسم أسماكا" من ذهب
ونساء"من قصب السكر
وهنودا" حمرا" وقطارا"
ويحركه آلاف العسكر
يرسم طاحونا"وحصانا"
يرسم طاووسا" يتبختر
يرسم عصفورا" من نار
مشتعل الريش ولا يحذر
وقوارب صيد وطيورا"
وغروبا" وردي المئزر
يرسم بالورد وبالياقوت
ويترك جرحا" في الدفتر
حبك رسام مجنون
لا يرسم الا بالأحمر
ويخربش فوق جدار الشمس
ولا يرتاح ...ولا يضجر
ويصور عنترة العبسي
ويصور عرش الاسكندر
ماكل قياصرة الدنيا؟؟
ما دمت معي ..فأنا القيصر

وفي النهاية

][®][^][®][نزار قباني ][®][^][®][

لاتسعنا السطور اذا اردنا الحديث والشرح يطول والاحاديث تطول

احب دمشق وعشقها بطريقة لا مثيل لها وقد خلدها في قصائده

وجعل منها اجمل امرأة في عالمه وعالم الدمشقيين جميعا"

لقد كان يحلم أن يصبح جزءا" من تاريخ دمشق وعبر عن ذلك الحلم بقصيدة عنوانها ((دمشق نزار قباني ))نشرت عام 1995

تغنى نزار بالكثير الكثير من الاشياء وجعل لها لونا" اخر في عيوننا وحسا" آخر في قلوبنا

تغنى ببردى... بقاسيون.. ببيوت الشام العتيقة وجعلها قطعة من ارواحنا...

تغنى بالياسمين..... فجعله يزهو بعيوننا ومشاعرنا وارواحنا.....

ولا ننسى شعره الذي نظمه عن اسبانيا والاندلس قرطبة وغرناطة وقد كان من اجمل ما كتب

نزار

يا نغماً شارداً من وتر يعبق ياسميناً دمشقياً

كنت روح الشام

وما زلت روح ياسمينها الذي لايموت ..

وان مات يبقى عبقه ينتثر في الأثير بسحر لا مثيل له

تعجبني كلماته..واشعاره .. واختلف معه .. كعقل ..

عزيزتي الغاليه سناء

كم انا معجب في ذالك

الرجل وكم هو راااائع

شكرآ لك اختي العزيزه

وشكرآ على مجهودك الرااااائع

المستحيلة

لا يجب أن أتفق مع الأديب بعقله كي أعجب بما كتب
أنا أيضاً لي اختلافات فكرية معه
الا أنني من أشد المعجبين بشعره

عبد الله

سعيدة أنا أن الموضوع أعجبك ونال استحسانك
كلنا معجب بما كتب ذاك الرجل
دمت لي بكل الخير