يا راكب اللي تـودع العبـد قربـي
جدعتيـن تدنـي بعيـد السـرابـي
اليا ارتخت ذرعانها عقـب كربـي
حمص وحلب أدنى منازل أقرابـي
يا جديع بن قبـلان خان الدهر بـي
خانـت لياليهـا مـه أيامهـا بـي
طير الهوى يا ستر موضى شهربـي
يـم الثـريـا والكواكـب رقـابـي
يهوم بي يا جديـع شرقـن وغربـي
والله علـم يـم الشمـال انتحـابـي
وبادق من سلك العنكبوت انحدر بـي
ليما على نقرة حضوضا رمـى بـي
شـوك عاقـول وحلفنـا بـدر بـي
تغطلسـت دنيـاي والنـور غابـي
مالي صديقـن يفتهـم كـود قلبـي
لا قلـت له هـات التماثيـل جابـي
ول يـا غريـن بالمحبـة كفربـي
لا هو بذابحني ولا أشفـى صوابـي
ناح الحمام وجـر الألحـان طربـي
وطـوح عنـاه بعاليـات النـوابـي
وكظمت بالأنيـاب ممـا استقربـي
ليما غطس في شفتـي راس نابـي
جابوا طبيب درابـي وافتكـر بـي
ولا ظنتـي غيـر الشهـادة لقابـي
اختتم الشاب قصيدته ونام في مكانه . . . وجديع وزوجته يستمعان له ولم ينم جديع بانتظار الصباح
ولما كان الصباح لم يوقظ جديع الشاب كالعادة لصنع القهوة فتركه يشبع من النوم , وعمل هو القهوة بنفسه , وأرسل في طلب والد الفتاة , ولما حضر واجتمع المجلس عند جديع أمر أحد الموجودين أن يوقظ الشاب . . . ولكن الشاب لم يتحرك فقام له جديع وقلبه فإذا هو جثه هامدة . . . فقد أسلم الروح بعد نهاية قصيدته تأكيداً لآخر بيت فيها . . . عض جديع على ناجده وتذكر كلامهما ليلة البارحة . . . فأرسل أحد خدامه إلى بيت الفتاة يطلب منهم الفأس وكان البدو نادراً ما يستعملونه فقال إذا سألوك لماذا أخبرهم أن مقهوينا توفي وهو يقصد إخبار الفتاة . . . وما هي إلا لحظات حتى جاءت الفتاة تركض وقد شقت جيبها ناسيةً الحياء . . . فأمر جديع الناس أن يبتعدوا عن جثة الشاب ليفسحوا لها المجال , فلما رأته وقعت فوقه جثة هامدة هي أيضاً . . . فأمر جديع بدفنهما بقبر واحد لأنه لم يستطع جمعهما وهما حيَّان فجمعهما بالقبر..