عرض مشاركة واحدة
  [ 1 ]
قديم 15 Dec 2013, 08:39 PM
عضو متميز

بادي الحارثي غير متصل

تاريخ التسجيل : Feb 2010
رقم العضوية : 25552
الإقامة : saudi arabia
الهواية :
المشاركات : 1,419
معدل التقييم : 45
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
ابكِ على خطيئتك





بكيتُ على الذنوب لِعِظَم جُرمِي وَحَـقَّ لِـمَـن عَـصَـى مُـرُّ الـبُـكَـاءِ
فَلَـــو أَنَّ الـــبُـــكَـــاءَ يَرُدُّ هَــــــمِّـــــــي لأَسـعَـدت الـدُّمُـوع مَـــعَ الـــدِّمَـــاءِ
قال وهيب بن الورد: لمَّا عاتب الله نوحاً أنزل عليه (إِني أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ)، فبكى ثلاثمائة عام حتى صار تحت أعينه أمثال الجداول من البكاء قال يزيد الرقاشي: إِنما سمي نُوحاً لأَنه كانَ نَوَّاحاً
أَنُـوحُ عَـلَـى نَـفـسِـي وَأَبـكِـى خَـطِـيئةً تَقُودُ خَطَـايا أَثـقـلـت مِـنِّـي الـظَّـهـرَا
فيا لَـــذَّة كـــانـــت قَـــلِـــيل بَـــقَـــاؤُهَـــــــا ويا حَسرَةً دَامَت ولم تُبق لي عُذرَا
وقال السدى: بكى داود حتى نبت العشب من دموعه، فلمَّا رماه سهم القدر جعل يتخبط في دماء تفريطه ولسان اعتذاره يُنادى: اغفر لي، فأجابه: للخطائين، فصار يقول: اغفر للخطائين قال ثابت البناني: خَشَى داود سبعة أَفرشِ بالرَّمادِ ثم بكى حتى أنفذتها دموعه
تَصَـاعَـدَ مِـن صَـدرِي الـغَـرامُ لِـمُـقـلَـتِـي فَغَـالَـبَـنـى شَـوقِـي بـفَـيضِ الــمَـــدَامِـــعِ
وَإِنَّ فـــي ظَـــلامِ الـــلَّـــيلِ قَـــمـــــــرية إِذا بكيتُ بَكَت في الدَّوحِ طُول المَدَامِعِ
قال سليمان التيمي: ما شرب داود عليه السلام شراباً إِلا مزجه بدموع عينيه قال مجاهد: سأل داود ربَّه أن يجعلَ خطيئته في كَفِّهِ فكان لا يتناول طعاماً ولا شراباً إلا أبصر خطيئته فبكى، وربما أتى بالقدح ثلثاه فمد يده وتناوله، فينظر إلى خطيئته، ولا يضعه على شفتيه حتى يفيض من دموعه وقال بعض أصحاب فتح: (رأيته ودموعه خالطها صُفرة فقلت: على ماذا بكيتَ الدَّم? قال: بكيتُ الدžموع على تخلفي عن واجب حق الله، والدم خوفاً أن لا أُقبل، قال: فرأيته في المنام، فقلت: ما صنع الله بك? قال: غفر لي، قلت: فدموعك ! قال: قربتني، وقال: يا فتح على ماذا بكيت الدموع? قلت: يا رب على تخلفي عن واجب حقك، قال: فالدم? قلت: بكيت على دموعي خوفاً أن لا تصبح لي، قال: يا فتح، ما أردت بهذا كله، وعزتي وجلالي لقد صعد إِلى حافظاك أربعين سنة بصحيفتك ما فيها خطيئة)
أجارتنا بالغدر والرَّكب مُتَّهـم أَيَعلَم خالٍ كيف بات المُتَيَّمُ
رحَلتُم وعُمرَ الليل فينَا وفِيكُم سواءً ولَـكِـن سَـاهِـرَاتٌ وَنُــوَّم
تَنَـاءَيتُــم مـــن ظَـــاعـــنـــين وخـــلَّـــفـــوا قُلُوباً أَبَت أَن تَعرِفَ الصَّبرَ عَنهُمُ
وَلَـمَّـا جـلـى الـتَّـودِيع عَـمَّــا حـــذَّرتـــه وَلا زَال نـــــــظـــــــرة تَـــــــتَـــــــغـــــــنَّـــــــــم
بَكِيتَ عـلَـى الـوادِي فـحُـرِمـت مـاؤهُ وَكـــيفَ يَحـــل الـــمَـــاء أَكـــثَــــــرَهُ دم
قال عبد الله بن عمرو: كان يحيى يَبكِي حتى بَدَت أَضراسه قال مجاهد: كانت الدُّموع قد اتخذت في خَده مجرى يا من معاصيه أكثر من أن تحصى، يا من رضي أن يطرد ويقصى، يا دائم الزلل وكم ينهى ويوصى، يا جهولاً بقدرنا ومثلنا لا يعصى، إن كان قد أصابك داء داود فنح نوح نوح، تحيا بحياة يحيى روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان في وجهه خطوط مُسودة من البكاء وبكى ابن مسعود، حتى أخذ بكفه من دموعه فرمى به وكان عبد الله بن عمر يطفئ المصباح بالليل ثم يبكي حتى تلتصق عينيه وقال أبو يونس بن عبيد: كنا ندخل عليه فيبكي حتى نرحمه وكان سعيد بن جبير، قد بكى حتى عمش وكان أبو عمران الجوني، إذا سمع المؤذن، تغير وفاضت عيناه وكان أبو بكر النهشلي، إذا سمع الأذان تغير لونه وأرسل عينيه بالبكاء وكان نهاد بن مطر العدوى، قد بكا حتى عمى وبكى ابنه العُلا، حتى عشى بصره وكان منصره قد بكى حتى جردت عيناه وكانت أمه تقول: يا بني، لو قتلت قتيلاً ما زدت على هذا وبكى هشام الدستوائي حتى فسدت عيناه وكانت مفتوحة، وهو لا يبصر بها وبكى يزيد الرقاشي أربعين سنة حتى أظلمت عيناه وأحرقت الدموع مجاورتها وبكى ثابت البناني حتى كاد بصره أن يذهب، وقيل له: نعالجك، على أن لا تبكي، فقال: لا خير في عين لم تبك:
بَكَـى الـبَـاكُـونَ لِـلـرَّحـمــنِ لَـــيلاً وبَـاتُـوا دَمـعُـهُـم مـا يَســأَمُـــونَـــا
بِقَاعُ الأَرضِ من شوقي إِليهم تَحُـنُّ مـتـى عَـلـيهـا يَسـجُـدونـــا
كان الفضلُ قد أَلِفَ البُكا، حتى ربما بكى في نومه حتى يسمع أهل الدار:
وَرَقَّت دُمُوعُ العـين حـتـىَّ كـأَنَـهـا دُمُوعُ دمُوعِي، لا دُمُوع جُفُونِي
وكان أبو عبيدة الخوَّاص يبكي، ويقول: قد كبرت فاعنقني ويقول الحسن بن عدقة: رأيت يزيد بن هارون بواسط من أحسن الناس عينين ثم رأيته بعد ذلك مكفوف البصر فقلت له: ما فعلت العينان الجميلتان? قال: ذهب بهما بكاء الأَسحَار، يا هذا لو علمت ما يفوتك في السحر ما حملك النوم، تقدم حينئذ قوافل السهر على قلوب الذاكرين، وتحط رواحل المغفرة على رباع المستغفرين، من لم يذق حلاوة شراب السحر لم يبلغ عِرفانه بالخير، من لم يتفكر في عمره كيف انقرض لم يبلغ من الحزن الغرض0 قيل لعطاء السليمي: ما تشتهي? قال: أشتهي أن أبكي حتى لا أَقدر أن أبكي، وكان يبكي الليل والنهار، وكانت دموعه الدهر سائلة على وجهه وبكى مالك بن دينار حتى سود طريق الدموع خديه، وكان يقول: لو ملكت البكاء لبكيت أيام الدنيا:
من لم يكن له مثل تقواهم، لم يعلم ما الذي أبكاهم، من لم يشاهدُ جمال يوسف: لم يعلم ما الذي آلم قلب يعقوب:
مَن لَم يبت والحب حشو فؤادهِ لَم يدرِ كـيفَ تُـفَـتَّـتُ الأَكـــبـــاد
فيا قياسي القلب، هَلاَّ بكيت على قسوتك، ويا ذاهل العقل في الهوى هَلاَّ ندمت على غفلتك، ويا مقبلاً على الدنيا فكأنك في حفرتك، ويا دائم المعاصي خف من غبِّ معصيتك؛ ويا سيئ الأعمال نُح على خطيئتك، ومجلسنا مَأتَمٌ للذنوب، فابكوا فقد حَلَّ مِنَّا البُكَاء، ويوم القيامة ميعادنا لكشف الستور وهتك الغطاء
م/ل


رد مع اقتباس