الموضوع
:
فوائِد مِنْ كَلامْ شيَخ الإِسلامْ إِبنُ تَيميّة منْ ( كِتابْ الإيمَانْ ) !
عرض مشاركة واحدة
08 Nov 2014, 06:02 AM
[ 2 ]
تاريخ التسجيل : Sep 2011
رقم العضوية : 42325
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 601
الردود : 20970
مجموع المشاركات : 21,571
معدل التقييم : 4374
.
فائدة
الناس في تفاضل الإيمان وتبعضه على قولين:
أحدهما:
إثبات ذلك، وهو الصواب الذي تدل عليه الأدلة العقلية والنقلية
وهو قول المحققين من أهل السنه، وتفاضله بأمرين:
الأول:
من جهة العامل؛ وذلك نوعان:
النوع الأول:
في الاعتقاد ومعرفة الله تعالى، فإن كل أحد يعرف تفاضل يقينه في معلوماته،
بل في المعلوم الواحد وقتاً يري يقينه فيه أكمل من الوقت الآخر.
النوع الثاني:
في القيام بالأعمال الظاهرة ، كالصلاة، والحج، والتعليم،
وإنفاق المال، والناس في هذا على قسمين:
أحدهما:
الكامل ، وهم الذين أتوا به على الوجه المطلوب شرعاً.
الثاني:
ناقصون ، وهم نوعان:
النوع الأول:
ملامون ، وهم من ترك شيئاً منه مع القدرة وقيام أمر الشارع، لكنهم إن
تركوا واجباً ، أو فعلوا محرماً، فهم آثمون ، وإن فعلوا مكروها، أو تركوا مستحباً، فلا إثم.
النوع الثاني:
ناقصون غير ملامين، وهم نوعان:
الأول:
من عجز عنه حساً؛ كالعاجز عن الصلاة قائماً.
الثاني:
العاجزون شرعاً مع القدرة عليه حساً، كالحائض تمتنع من الصلاة ، فإن هذه قادرة
عليه، لكن لم يقم عليها أمر الشارع؛ ولذلك جعلها النبي صلى الله عليه وسلم ناقصة
الإيمان بذلك؛ فإن من لم يفعل المأمور ليس كفاعله.
ومثل ذلك:
من أسلم ثم مات قبل أن يصلي لكون الوقت لم يدخل؛ فإن ذلك كامل الإيمان ،
لكنه من جهة أخرى ناقص، ولا يكون كمن فعل الصلاة وشرائع الإسلام، ومن ذلك:
قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( خيركم من طال عمره وحسن عمله))(1)
الأمر الثاني:
من جهة العمل؛ فكلما كان العمل أفضل ، كانت زيادة الإيمان به أكثر.
القول الثاني:
نفي التفاضل والتبعّض ، وانقسم أصحاب هذا القول إلى طائفتين:
إحداهما:قالت:
إن من فعل محرماً، أو ترك واجباً فهو مخلد في النار، وهؤلاء هم
المعتزلة ، وقالوا: هو لا مسلم ولا كافر، منزلة بين المنزلتين . وأما الخوارج فكفروه.
الطائفة الثانية:
مقابلة لهذه ، قالت: كل موحد لا يخلد في النار، والناس في
الإيمان سواء؛ وهم المرجئة، وهم ثلاثة أصناف:
صنف قالوا:
الإيمان مجرّد ما في القلب، وهم نوعان:
الأول:
من يدخل أعمال القلوب، وهم أكثر فرق المرجئة.
والثاني:
من لا يدخلها، وهم الجهمية وأتباعهم ؛ كالأشعري، لكن الأشعري
يثبت الشفاعة في أهل الكبائر.
والصنف الثاني قالوا:
الإيمان مجرد قول اللسان، وهم الكرامية، ولا يعرف
لأحد قبلهم، وهؤلاء يقولون: إن المنافق مؤمن، ولكنه مخلد في النار.
الصنف الثالث قالوا:
إنه تصديق القلب وقول اللسان، وهم أهل الفقه والعبادة
من المرجئة، ومنهم أبو حنيفة وأصحابه.
.
(1)رواه الترمذي ، كتاب الزهد(2329) وحسنه، والدارمي،
كتاب الرقائق(2742)، وأحمد (4/188)
.
! سارة الغيد !
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات ! سارة الغيد !