شبكة الشدادين - عرض مشاركة واحدة

توقيع : محب الصوم

خطوات على مقربة
ما إن تصل إلى جامع الإمام تركي بن عبدالله وتواصل سيرك باتجاه الشرق، حتى تتلمس في المكان عبق الماضي، لا سيما عندما يهبط المساء، وتضاء أنوار تشبه الفوانيس فتبدد العتمة وتغري بالبوح وسرد الحكايات. على مقاعد حجرية في الساحات تستطيع أن تأخذ مكانًا لتتأمل وتستقرئ المكان، حتى مشاهدة الغادين والرائحين تعد جزءًا من ملامح المكان الذي كان في يوم ما يعج بأهالي الرياض وزوارها وهم يتنقلون بين ساحة الصفاة ومسجد الإمام تركي.

في الساحات مساحات للتريض، والجلوس، والاستمتاع بالليل، وإن كانت الأجواء شتائية فلا بأس أن تأخذ فنجان قهوة من المقهى القريب من قصر المصمك، وعلى مقاعد حجرية ربما تُسرد أمامك قصصًا وحكايات لا تنسى عن الماضي أو الحاضر في أجواء ماض تليد.

القصر الذي يقع ضمن مشروع تطوير منطقة قصر الحكم، تم ترميمه بإتقان وحرفية متناهية وفق المنهج العلمي لترميم المنشآت الطينية. ويحتوي القصر، إضافة إلى بوابته الشهيرة، على مسجد، وبئر، وأبراج مراقبة، وديوانية، وساحات، وأماكن عرض لصور الرياض القديمة. الساحة الخارجية للمصمك في الليل تتحول إلى بقعة ساحرة، وتتراقص حوله الأضواء التي تبعث من داخل حجارة مرصوفة بجانبه. ويجلس الزوار حوله وكأنهم يستلهمون التاريخ وقوة الإرادة من حكاية تاريخية ترويها جدرانه، وبوابته.