الموضوع: مقال على الرف
عرض مشاركة واحدة
قديم 15 Nov 2017, 01:24 PM [ 28 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Oct 2017
رقم العضوية : 76226
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 1
الردود : 219
مجموع المشاركات : 220
معدل التقييم : 66ريحـان will become famous soon enough

ريحـان غير متصل


رد: مقال على الرف


كسل لوني !!
أحمد الغنام -2010


عندما تهم بالدخول لأحد الأحياء السكنية تجد ألوان بيوتها متشابهة وفي أحايين كثيرة متطابقة، لا تكاد تخرج عن أحد اللونين: أما البيج أو الأبيض، لتقف في حيرة من أمرك، وتزداد حيرة وأنت تبحث عن موقع بيت صديقك أو قريبك وسط هذا التشابه الحاد، وقس على ذلك ألوان: الثياب/ السيارات/ الشوارع/ الأسواق/ الأثاث/ المفروشات/ فجميعها لا تخرج عن الألوان: (الأسود)،(الأبيض)،(الأحمر).

وهكذا الحال عند غالبية إبداع فنانينا التشكيليين - مع الأسف، إذ لا تخرج ألوانهم عن حدود " الرماديات"، فتجدهم يدورون في فلك هذه اللون، سواء كان بقصد أم غير قصد، ومرد ذلك هو أن تركيبتهم قد تشربت ألواناً محددة؛ ويعللون ذلك بأنها ألوان صحراوية تمثل البيئة، وإذا سلمنا بمفهوم الصحراء واثر البيئة سنظل في أمية لونية نعجز معها عن إدخال لونٍ جبلي أو ثلجي، لتبدأ رحلة الإقصاء اللوني والعنصري في تشرب الفنون، مما يثني عزيمة الفنان ويحده عن الانطلاق نحو أفق واسع ورحب من الإبداع.

هناك فنانون مازالوا يعتمدون على الألوان الأساسية وهي: الأحمر، الأصفر، الأزرق، في تشكيل اختياراتهم اللونية، دون تكليف أنفسهم عناء تدوير عجلة الألوان الأساسية.

وكما هو معروف فيزيائياً فإن اللون لا يوجد ما لم يكن هناك ضوء.. مما يؤكد أنهم يعيشون في عتمة، وإلا فكيف نفهم سبب اتجاه غالبية الفنانين إلى لون أو لونين محددين في غالبية أعمالهم التشكيلية.

ومما لا شك فيه أن الثقافة اللونية تعتمد بالدرجة الأولى على الممارسة الفنية البصرية السليمة والصحيحة، التي تتجلى في سمو الذائقة البصرية الناضجة التي تحرر مجموعة المشاعر المتشكلة من إحساس الفنان وأفكاره برؤية بصرية؛ ومن الطبيعي أن لا تنفصل عن محيطه ومجتمعه.

ويكفينا ما نعيشه من أجواء موحدة من اللون والفكر لنتحرر في عالم أصبح لا يعتمد على اللوحة فحسب، بل على كل شيء من حوله بعيداً عن التأطير والتبعية الفنية، قريباً من التجريب والابتكار والجرأة والطموح.

هذا الكسل (اللوني)- كفانا الله وإياكم أثره – يلقي علينا جميعا: فنانين ومجتمع مسؤولية كبيرة في تغيير منهجيته اللونية والفكرية السائدة وتصحيح مساره اللوني وتوسيع دائرة الألوان، والارتقاء بالذائقة المجتمعية اللونية، بحيث تصبح الألوان لدينا ك: "البستان" المليء بالزهور والألوان، ولا نقف عند نوع واحد أو لون واحد.

ولا ننسى أثر الكسل ( الفكري) الذي لا يبتعد كثيراً عن مرض الكسل (اللوني)، بل قد يفتك بعقولنا.


الأعلى رد مع اقتباس