عرض مشاركة واحدة
قديم 18 Nov 2018, 09:28 PM [ 25 ]
عضو مرشح للإشراف


تاريخ التسجيل : May 2008
رقم العضوية : 6802
الإقامة : saudi arabia
الهواية : Meditation, archery, video games, laughter 🤎
مواضيع : 477
الردود : 6009
مجموع المشاركات : 6,486
معدل التقييم : 91عبدالعزيز مسلط will become famous soon enough

عبدالعزيز مسلط غير متصل


رد: أسلافنا وأدباء العرب


[emoji94] | تابع لما سبق ،


قصة شاعر عربي قضا نحبه في سبيل الحب ، فـ أما هو فهو بشر الاسيدي شاعر أسلامي متوسط في طبقته ، و أما هي فهي هند فتاه من قومه واحدى فواضل نساء عصرها حسنا وجمالا وكانت متزوجه ولكنها عاشقه حتى الثماله لـ بشر ، نظرت إليه مرة كان يجتاز بمنزلها قاصدا رسول الله فلم تعد تملك الا ان تنظر اليه دوما حتى ادمنت المكوث كل غداة على دربه تنتظر اجتيازه فاذا ما مر اضطرب كل شئ فيها الا النظرة الثابته الى وجهه الى ان تطويه المسافه بعيدا عنها دون ان يكلف نفسه عناء رمي نظرة او القاء تحيه او القيام باي حركه تحسسها بشغل حيز في حياته ، فـ تناجي نفسها وتقول :

أهواك يا بشر دون الناس كلهم ، وغيرك يهواني فيمنعه صدي
تمر ببابي لست تعرف ماالذي ، اكابد من شوقي اليك ومن بعدي
فياليتني ارض وانت امامها ، تدوس بنعليك الكرام على خدي
وياليتني نعلا اقيك من الحفا ، وياليتني ثوبا اقيك من البرد
تبات خلي البال من الم الجوى ، وقلبي كواه الحب من شدة الوجد
وانك ان قصرت عني ولم تزر ، فلا بد بعد الصد ادفن في لحدي


ولما تجاوز الحب حده دمر حدوده وتحول إلى شعر يدون ورسالة توجه إليه فـ كتبت ما يعتمر في داخلها ثم اخذت الجاريه الكتاب وسارت به الى بشر و لما وصلت اليه سلمت عليه فرد السلام وسالها عن حاجتها فقالت الجاريه : اني جارية السيده هند وقد ارسلتني اليك بكتاب هذا هو ، فاخذه وقراه وفهم معناه ثم التفت نحو الجاريه وسالها ، هل سيدتك عذراء ام ذات بعل ، فقالت الجاريه : بل متزوجه وزوجها موجود في المدينه ، فرد بشر القول بالقول وواجه حبها بالواجب المفروض عليها تجاه زوجها ودعاها الى الاعتصام بكلام الله وقال :

عليك بتقوى الله واصبر انه ، نهى عن فجور بالنساء موحد
وصبرا لامر الله لا تقربي الذي ، نهى الله عنه والنبي محمد
فلا تطمعي في ان ازورك طائعا ، وانت لغيري بالخناء معود ،

واخذت الجاريه الكتاب وسلمته لسيدتها التي عزت عليها نفسها كثيرا فبكت بكاء مر وكتبت اليه تقول:
اما تخشى يا بشر الاله فانني لفي ...حسرة من لوعتي وتسهدي
فان زرتني يا بشر احييت مهجتي ، وربي غفور بالعطا باسط اليد ،

ومره اخرى عادت اليه الجاريه برقعه من سيدتها وصعب على بشر ما هي فيه فكتب لها هذه الابيات :

ايا هند هذالا يليق بـ مسلم ، ومسلمة في عصمة الزوج فابعدي
ااما تعلمي ان السفاح محرم ، فحولي عن الفحشاء والعيب وارتدي
بهذا نهى دين النبي محمد ، فتوبي الى مولاك ياهند ترشدي ،

لكن الكلمات كلها لم تكن لتكفيها في وصف ماتكابده من حبه وكل العادات والقوانين ماكانت لتثنيها ولكنه لم يياس بل داب على مراسلتها ليهديها فكتب :

ان الذي منع الزيارة فاعلمي ، خوف الفساد عليك ان لا تعتدي
واخاف ان يهواك قلبي في الهوى ، فاكون قد خالفت دين محمد ،

فلما وصلها هذا الكتاب انكمدت نفسها ومرضت فكتبت اليه تقول :

ايه يابشر مااقسى فؤادك في الهوى ، ماهكذا الحب في المذهب الاسلامي
اني بليت وقد تجافاني الصفا ، فارحم خضوعي ثم زد بسلام
ضاقت قراطيس التراسل بيننا ، جف المداد وحفيت الاقلام ،

فلما وقف بشر على هذه الابيات اجابها بقوله :

لا والذي رفع السماء بامره ، ودحى بساط الارض باستحكام
وهو الذي بعث النبي محمد ، بشريعة الايمان والاسلام
لم اعص ربي في هواك وانني ، لـ مطهر من سائر الاثام

وحلف أن لا يمر بباب هند ولا يقراء لها كتابا,فلما امتنع كتبت له :

سالت ربي فقد اصبحت لي شجنا ، ان تبتلى بهوى من لا يباليكا
حتى تذوق الذي ذقت من نصب ، وتطلب الوصل ممن لا يواتيكا

وتشتكي محنة في الحب نازلة ، وتطلب الماء ممن ليس يسقيكا
بلاك ربي بامراض مسلسلة ، وبامتناع طبيب لا يداويكا
ولا سرورا ولا يوما ترى فرحا ، وكل ضر من الرحمن يبليكا

فلما لج بشر وترك الممر ببابها ارسلت اليه بوصيفه لها فانشدته هذه الابيات فقال للوصيفة

(لامر ما لا امر) فلما جات الوصيفه اخبرتها بقول بشر فكتبت وهي تقول :

كفر يمينك ان الذنب مغفورا ، واعلم بانك ان كفرت ماجورا
لا تطردن رسولي وارثين له ، ان الرسول قليل الذنب مامورا

واعلم باني ابيت الليل ساهرة ، ودمع عيني على خدي محدورا
ادعوه باسمك في كرب وفي تعب ، وانت لاه قرير العين مسرورا ،

و أما هند فقد اصبحت موجة بشر بحرها وزهرة بشر عطرها تقطف من محياه كلما مر بعضا من الحياة فكيف تعيش ان حجب عنها ؟ واما بشر فقد خاف على نفسه من الفضيحه فارتحل الى بطحاء تراب ليلا.
ووقفت جارية هند على امره فاعلمت سيدتها فاشتد عليها ذلك ومرضت مرضا شديدا فبعث زوجها الى الاطباء فقالت له :

لا تبعث إلى طبيب فاني عرفت دوائي قهرني جني في مغتسلي فقال لي : تحولي عن هذه الديار فليس لك في جوارنا خير )فاجابها الزوج (مااهون هذا )فقالت (اني رايت في منامي اني اسكن في بطحاء ذات تراب ) فقال (اسكني بنا حيث شئت) فاتخذت هناك دارا على طريق بشر وجعلت تمضي الايام في النظر إليه كل غداة اذا غدا الى رسول الله حتى برئت من مرضها وعادت الى حسنها فقال لها زوجها ( اني لارجو ان يكون لك عند الله خير لما رايت في منامك ،،


و كانت مع هند عجوز في الدار فافشت لها اليها امرها وشكت اليها ما ابتليت به واخبرتها انها خائفه ان يعلم بشر بمكانها فيترك الممر وياخذ طريقا آخر فقالت لها العجوز (لا تخافي فاني أعلم لك امر الفتى كله وان شئت اقعدتك معه ولا يشعر بمكانك فقالت ( ليت ذاك قد كان )ولما همت العجوز بالانصراف قالت لها هند :

ساعديني واكشفي عني الكروب ، ثم نوحي على نوحي يا جنوب ،

واندبي حظي ونوحي علنا ، ان حالي بغداة شئ غريب
مارات مثلي زليخا يوسف ، لا ولا يعقوب بالحزن العجيب ،

فقعدت العجوز على باب الدار حتى اقبل بشر فسالته ان يكتب لها رسالة الى ابنها في العراق فقعدت وراحت تملي عليه وهند تسمع كلامهما فلما فرغ قالت العجوز لبشر (يافتى اني اراك مسحورا ) فقال لها ( مااعلمك بذلك ؟ فإجابته : ماقلت لك الا وانا متيقنه فانصرف عني اليوم حتى انظر في امرك ، ثم دخلت
إلى هند وبشرتها قائله (اني اراه فتى حدثا ولا عهد له بالنساء ومتى مااتى وزينتك وطيبتك وادخلتك عليه غلبته شهوته وهواه دينه ، و في مرة كانت قد اتفقت فيها مع هند دعته لتنظر له نجمه فادخلته اليها واغلقت الباب عليهما فلم يشعر الا والباب اقفل ووقفت امامه حسناء كانها البدر وقد ارتمت عليه واخذته اليها وهي تقول :

يابشر واصلني وكن بي لطيفا ، اني رايتك بالكمال ظريفا
وانظر الى جسمي وماقد حل بي ، فتراه صار من الغرام نحيفا ،

فلما راها راعه جمالها وعلم ببراعته انها هند التي هجر مقره من اجلها فتباعد عنها متعطفا وانشد متلطفا :


ليس المليح بكامل في حسنه ، حتى يكون عن الحرام عفيفا
فاذا تجنب عن معاصي ربه ، فهنالك يدعى عاشقا وظريفا

فجاء زوج هند في غير عادته في كل يوم فوجد مع امراته رجلا في البيت فطلقها فطوق الفتى وجره وذهب به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبكى بشر أمام رسول الله وحلف بانه ماكذبه منذ صدقه وماكفر بالله منذ آمن به وقص على الرسول قصته فبعث الرسول إلى العجوز وهند فاقرتا بين يديه فقال : الحمد لله الذي جعل من امتي نظير يوسف الصديق فادب العجوز و أعاد هند إلى منزلها ، بعد هذه الحادثه هاج بشر بحب هند وانتظر انتهاء عدتها ليخطبها لكن هند رفضت ان تتزوجه بعد ان فضحها عند رسول الله فجاها رسول من اهله يعلمها بانه طريح الفراش وقد يموت أن هي لم ترض به فقالت : أماته الله فطالما امرضني ، فكتب اليها يقول :

ارى القلب بعد الصبر اضحى مضيعا ، وابقيت مالي في هواك مضيعا
فلا تبخلي يا هند بالوصل وارحمي ، اسير الهوى بالحب صار مضيعا

فلما وصلتها الابيات كتبت تحتها تقول :

اتطلب يا غدار وصلي بعدما ، أسات ووصلي منك اضحى مضيعا
ولما رجوت الوصل منك قطعته ، واسقيتني كاسا من الحزن مترعا

واخجلتني عند النبي محمد ، فكادت عيوني ان تسيل وتطلعا

وزادت هذه الابيات من لوعته واضرمت نيران الحب في قلبه فكتب لها :

سلام الله من بعد البعاد ، على الشمس المنيرة في البلاد
سلام الله ياهند عليك ، ورحمته اللا يوم التنادي

وحق الله لا ينساك قلبي ، إلى يوم القيامة يا مرادي
فرقي وارحمي مضنى كئيبا ، فبشر صار ملقى في الوساد

فداوي سقمه بالقرب يوما ، فقلبي ذاب من الم البعاد


لكن جرحها كان اكبر من ان تبلسمه الكلمات ، و كانت اوسع من ان تحصرها الزفرات فردت عليه تقول :

سلام الله من شمس البلاد ، على الصب الموسد في المهاد
فان ترج الوصال وتشتهيه ، فانت من الوصال على بعاد
فلست بنائل مني وصالا ، ولا يدنو بياضك من سوادي
ولا تبلغ مرادك من وصالي ، الى يوم القيامة والتنادي

فلما وصل اليه الكتاب امتنع عن الطعام والشراب حتى اشتدت عليه علته وكانت له اخت تواسيه فطلب منها ان تاتيه بهند فلما علمت هند بانه على آخر رمق من الحياة سارت معها اليه فوجدته يقول :


الهي اني قد بليت من الهوى ، واصبحت ياذا العرش في اشغل الشغل
اكابد نفسا قد تولى بها الهوى ، وقد مل اخواني وقد ملني اهلي

وقد ايقنت نفسي باني هالك ، بهند واني قد وهبت لها قتلي
واني وان كانت الي مسيئة ، يشق علي ان تعذب من اجلي

فبكت هند وبكى معها كل من كان حاضرا وانشدت :


ايا بشر حالك قد فنى جسدي ، والهب النار في جسمي وفي كبدي
وفاض دمعي على الخدين منسكبا ، وخانني الدهر فيكم وانقضى رشدي ،

ماكان قصدي بهذا الحال انضركم ، لا والذي خلق الانسان من كمد ،

فلما سمع كلامها اومى لها وانشد :

ايا هند اذا مرت عليك جنازتي ، فنوحي بحزن ثم في النوح رنمي
وقولي رعاك الله ياميت الهوى ، واسكنك الفردوس ان كنت مسلم

ثم شهق شهقه وفارقت روحه الدنيا فلما راته ارتمت عليه وانشدت :


ايا عين نوحي على بشر بتغرير ، الا ترويه من دمعي بتقدير
ياعين ابكي من بعد الدموع دما ، لانه كان في الطاعات محبور
لفقد بشر بكيت اليوم من كمد ، لا خير في عيشة تاتي بتكدير
القاك ربك في الجنات في غرف ، تلقى النعيم بها بالخير موفور ،




ثم القت بنفسها عليه وحركوها فاذا هي ميته فغسلوهما ودفنوهما ،،


توقيع : عبدالعزيز مسلط




- الحمدُلله جادَ بـ فضلِه كَرمًا ، وٰ بَلّغ الروح سعدًا من أمانيها .. 🤍
الأعلى رد مع اقتباس