شبكة الشدادين - عرض مشاركة واحدة

توقيع : السلطان

( زيد والعامرية )

لا نعرف من هو زيد ولا ندري من هي العامرية ، غير أن الروايات تسوق لنا قصة طريفة محزنة ، وهي أن زيداً أحب العامرية وصار يلتقي معها في مكان ما ... والعرب من البادية لديهم الشيم ، فكثيرا ما يجلس الحبيب مع محبوبته ويبث كلٌ إلى صاحبه الشوق دون أن يكون بينهما وصال ... وربما تتعثر حتى القبلة ، فإن حصلت فهي آخر شيء .
وحينما علم أهلها صممو على قتل الاثنين فأتو إليهما وهما مجتمعان وقتلو زيداً ، أما العامرية فكان جزاءها أن قطعوا رجليها وطرحوها على الأرض وعادوا من حيث أتوا .
وتحاملت الفتاة على جراحها وعمدت إلى صفاة كبيرة وكتبت عليها القصيده التالية تذكر فيها قصتها ، وتدل أهل زيد على قاتليه وإن كانوا أقرب الناس إليها :

أوصيك ياصقر النقا لا تغرني = لاجو عريب واردين هدانيـــــه
ولَوا عريب بدد الله شملكــــــم=وش كاركم منا هويت وهوانيه
يامدور زيد ترا زيد عندنــــــــا=قتيل لعامر في هوى كل غانيــه
لا تاخذون قضاه من البل والغنم=خذو قضاه من ال بيتي ثمانيه
أبوي وأخواني مع أولاد عمي=ذبحت دناية في عشيري هنانيه
اليا قطعو رجلي فابمشي على العصا=واليا قطعوا أخرى فللوعنانيه
واليا قطعو راسي تدربت جثتي= في قبر زيد قلت هذا مكانيه
حطوه فوقي دافنينه هو الاعلى=الى من سقاه الوبل ريحه سقانيه

ويأتي اهل زيد يبحثون عنه في الارض حصاة حصاة يسألون كل غاد ورائح ، فتأتيهم الاخبار بأنه يجلس مع فلانه ، ويأتون الى مكانهما في الحصا واحده واحدة حتى اذا قلبوا حصاة كبيرة وجدوا الوصية فهجموا على أسرتها وأبادوا الثمانية ..

المصدر ( كيف يموت العشاق )
تأليف ابو عبدالرحمن بن عقيل