عرض مشاركة واحدة
قديم 26 Mar 2011, 03:47 PM [ 91 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Mar 2010
رقم العضوية : 26401
الإقامة : saudi arabia
الهواية : رياضه
مواضيع : 91
الردود : 1597
مجموع المشاركات : 1,688
معدل التقييم : 27امبراطور قيا is on a distinguished road

امبراطور قيا غير متصل


رد: موسوعة الصحابة ( رضوان الله عليهم )



العباس بن عبد المطلب

رضي الله عنه

"إنما العباس صِنْوُ أبي .. فمن آذى العباس فقد آذاني "
حديث شريف
مـن هــو ؟
العباس ( أبو الفضل ) عم رسـول الله يفصل بينهما سنتيـن أو ثلاث تزيد في عمر العباس عن عمر الرسول ، فكانت القرابة والصداقة بينهما ، إلى جانب خُلق العباس وسجاياه التي أحبها الرسول الكريم ، فقد كان وَصولاً للرحم والأهل ، لا يَضِنُّ عليهما بجهد ولا مال ، وكان فَطِناً الى حد الدهاء وله مكانا رفيعا في قريش
اسلامه
العباس -رضي الله عنه- لم يعلن إسلامه إلا عام الفتح ، مما جعل بعض المؤرخين يعدونه ممن تأخر إسلامهم ، بيد أن روايات أخرى من التاريخ تنبيء أنه كان من المسلمين الأوائل ولكن كتم إسلامه ، فيقول أبو رافع خادم الرسول
صلى الله عليه وسلم ( كنت غلاماً للعباس بن عبد المطلب ، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت ، فأسلم العباس ، وأسلمت أمُّ الفضل ، وأَسْلَمْتُ ، وكان العباس يكتم إسلامه )

فكان العباس إذا مسلماً قبل غزوة بدر ، وكان مقامه بمكة بعد هجرة الرسول
صلى الله عليه وسلموصحبه خُطَّة أدت غايتها على خير نسق ، وكانت قريش دوما تشك في نوايا العباس ، ولكنها لم تجد عليه سبيلا وظاهره على مايرضون من منهج ودين ، كما ذُكِرَ أن الرسول قد أمر العباس بالبقاء في مكة ( إن مُقامك مُجاهَدٌ حَسَنٌ ) فأقام بأمر الرسول
بيعة العقبة
في بيعة العقبة الثانية عندما قدم مكة في موسم الحج وفد الأنصار ، ثلاثة وسبعون رجلا وسيدتان ، ليعطوا الله ورسوله بيعتهم ، وليتفقوا مع الرسول
على الهجرة الى المدينة ، أنهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- نبأ هذا الوفد الى عمه العباس فقد كان يثق بعمه في رأيه كله ، فلما اجتمعوا كان العباس أول المتحدثين فقال ( يا معشر الخزرج ، إن محمدا منا حيث قد علمتم ، وقد منعناه من قومنا ، ممن هو على مثل رأينا فيه ، فهو في عز من قومه ، ومنعة في بلده ، وإنه قد أبى إلا الإنحياز إليكم واللحوق بكم ، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ، ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك ، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه ، فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده ) وكان العباس يلقـي بكلماتـه وعيناه تحدقـان في وجـوه الأنصار وترصـد ردود فعلهم

كما تابع الحديث بذكاء فقال ( صفوا لي الحـرب ، كيف تقاتلون عدوكم ؟) فهو يعلم أن الحرب قادمة لا محالة بين الإسلام والشرك ، فأراد أن يعلم هل سيصمد الأنصار حين تقوم الحرب ، وأجابه على الفور عبد الله بن عمرو بن حرام ( نحن والله أهل الحرب ، غُذينا بها ومُرِنّا عليها ، وورِثناها عن آبائنا كابرا فكابرا ، نرمي بالنبل حتى تفنى ، ثم نطاعن بالرماح حتى تُكسَر ، ثم نمشي بالسيوف فنُضارب بها حتى يموت الأعجل منا أو من عدونا ) وأجاب العباس ( أنتم أصحاب حرب إذن ، فهل فيكم دروع ؟) قالوا ( نعم ، لدينا دروع شاملة ) ثم دار الحديث الرائع مع رسول الله والأنصار كما نعلم من تفاصيل البيعة

وكان الرسول
يذكُر بالمدينة ليلة العقبة فيقول
( أيِّدتُ تلك الليلة ، بعمّي العبّاس ، وكان يأخذ على القومِ ويُعطيهم )
غزوة بدر
وفي غزوة بدر رأت قريش الفرصة سانحة لإختبار العباس وصدق نواياه ، فدفعته الى معركة لا يؤمن بها ولا يريدها ، والتقى الجمعان ببدر وحمي القتال ، ونادى الرسول
أصحابه قائلا ( إني عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخْرِجوا كرهاً ، لا حاجة لهم بقتالنا ، فمن لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله ومن لقي أبا البَخْتَري بن هشام بن الحارث بن أسد فلا يقتله ، ومن لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله فإنه إنما أخرج مستكرها ) فقال أبو حذيفة ( أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخوتنا وعشيرتنا ونترك العباس ، والله لئن لقيته لألحمنّه السيف ‍)

فبلغ ذلك الرسول
صلى الله عليه وسلم فقال لعمر بن الخطاب ( يا أبا حفص ، أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف ؟) فقال عمر ( يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه بالسيف فوالله لقد نافق ) فكان أبو حذيفة يقول ( ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ، ولا أزال منها خائفا إلا ان تكفرّها عني الشهادة ) فقتل يوم اليمامة شهيدا
الأسر
قال أبو اليسر نظرتُ إلى العباس بن عبد المطلب يوم بدرٍ وهو قائم كأنه صنم ، وعيناه تذرفان ، فلمّا نظرت إليه قلت ( جزاك الله من ذي رحمٍ شرّاً ، أتقاتل ابن أخيك مع عـدوّه ) قال ( ما فعل ؟ وهل أصابه القتـل ؟) قلت ( اللـه أعزُّ له وأنصـر من ذلك ) قال ( ما تريد إلي ؟) قلت ( إسار ، فإنّ رسول الله
صلى الله عليه وسلم نهى عن قتلك ) قال ( ليستْ بأول صلته ) فأسرتَهُ ثم جئتُ به إلى رسول الله
فقال الرسول ( كيفَ أسرتَه يا أبا اليسر ؟) قال ( لقد أعانني عليه رجلٌ ما رأيته بعدُ ولا قبلُ ، هيئته كذا وهيئته كذا ) فقال رسول الله ( لقد أعانك عليه مَلَكٌ كريم )
كان الرسول
يحب عمه العباس كثيرا ، حتى أنه لم ينم حين أسِرَ العباس في بدر ، وحين سُئِل عن سبب أرقه أجاب ( سمعت أنين العباس في وثاقه ) فأسرع أحد المسلمين الى الأسرى وحلّ وثاق العباس وعاد فأخبر الرسول قائلا ( يا رسول الله إني أرخيت من وثاق العباس شيئا ) هنالك قال الرسول لصاحبه ( اذهب فافعل ذلك بالأسرى جميعا ) فحب الرسول للعباس لن يميزه على غيره



توقيع : امبراطور قيا


ask mi
الأعلى رد مع اقتباس