عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2014, 01:56 PM [ 3 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Nov 2009
رقم العضوية : 22400
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 36
الردود : 857
مجموع المشاركات : 893
معدل التقييم : 116الراكدة will become famous soon enoughالراكدة will become famous soon enough

الراكدة غير متصل


رد: للقراءة فقط ... أتمنى عدم الرد .... القرآن الكريم


من الآية 11 إلى 20

قال تعالى:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)

صدق الله العظيم...

شرح الايات...

﴿وَإِ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴾ فحين ينهاهم المؤمنون عن الإفساد دافعوا عن أنفسهم فلم يعترفوا به بل ادعوا الإصلاح، وفسادهم هذا مطلق (في الدين وفي علاقاتهم مع الناس والكون...)، يقول ابن مسعود: (الإفساد الذي يقصده الله سبحانه وتعالى هو الكفر والمعصية).
ومع إنكارهم يفضحهم الله تعالى بتأكيد صفة الإفساد فيهمن ووظف لذلك حروف التأكيد والتقرير: "ألا" و"إن" ﴿ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ﴾.
﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ ﴾ فهم حين ينصحون أن يؤمنوا إيمانا حقيقيا – الإيمان الذي يستقر في القلب ويصدقه اللسان ويترجمه العمل – كسائر المؤمنين تكبروا وألحقوا السفاهة بهم بقولهم ﴿ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء ﴾والله ألحقها بهم فهم أولى بها ﴿أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ ﴾، فهم السفهاء ضيعوا دينهم فخسروا الدنيا والآخرة.
﴿ وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ ﴾ وكعادة المنافقين لا يظهرون ما يبطنون، فحين يلتقوا بالمؤمنين أظهروا الإيمان، لكن حين يلتقوا بشياطينهم كان لهم شان آخر ﴿ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾ الشياطين عند المفسرين هم أسيادهم وكبراؤهم، أما استهزاؤهم بالمؤمنين فهي صفة أخرى تضاف إلى صفاتهم الخبيثة، وهم يقرون بها.
﴿ اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ بقدر استهزائهم بالمؤمنين يستهزئ الله بهم، فالجزاء من جنس العمل.
أطلق الله تعالى اسم الطغيان على النفاق لأنه خروج عن الهدى.
﴿أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ﴾ هؤلاء المنافقون أقدموا على صفقة خاسرة، باعوا النور بالظلام، والإيمان بالكفر...فهل من مكسب لهم؟ لقد خسروا الدنيا والآخرة.
﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ ﴾ شبه الله المنافقين بمن أشعل نارا وهو بأمسّ الحاجة إليها لكنها أظلمت عليهم، كذلك حال المنافقين، فالله أذهب من النار عنصر الإشراق وترك فيها عنصر الإحراق، على عكس ما حدث مع سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث أخذ منها عنصر الإحراق وترك فيها عنصر الإشراق: ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ[سورة الأنبياء، الآية 69].
فلما ذهب الله بنورهم وجدوا أنفسهم في وحشة وحيرة.
﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ﴾أخبرت الآية أن المنافقين فقدوا سبل الهداية، فلا أذانهم تسمع لكلام الله سبحانه، ولا ألسنتهم تنطق بالحق، ولا أعينهم ترى الحقيقة.
﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ ﴾وهو مثال آخر لحال المنافقين في صورة رهيبة، فالصيب عادة يحمل الخير لكن هنا يحمل ظلمات على ظلمات فتزداد وحشتهم.
﴿ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴾ وهو تعبير بليغ عن شدة الخوف والوحشة، باستخدام الكل لإرادة الجزء: الأصابع بدل الأنامل (مجاز مرسل).
وهذه الصورة التي تبين ضعف الإنسان، فهو يخاف الموت والظلام والصواعق، المنافق يخاف منها وهي من جنود الله العظيم.
﴿ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ ﴾ قد يسأل سائل لماذا ذكر الله تعالى الكافرون وهو في موضع الحديث عن المنافقين؟
إن الله تعالى لم يغفل عن هذين الصنفين معا، فهو محيط بهما معا، إن المنافق قد سكن قلبه الكفر وإن لم يبده، وقد فضحه الله بذلك، فكل منافق كافر، لكن ليس كل كافر منافق.
وإحاطة الله بالكافرين تعني مراقبته التامة لهم وعلمه المطلق بما يسرون وما يعلنون.
﴿ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ﴾لشدته وقوة لمعانه.
﴿ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ ﴾كلما أنار لهم الطريق ساروا فيه.
﴿ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ ﴾وإذا اختفى توقفوا عن السير وثبتوا في أماكنهم.
﴿ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾إبرازا لقدرة الله المطلقة، وقد بين الله حال المنافقين والقرآن يتنزل على النبي صلى الله عليه وسلم بذكر الكفر وهو ظلمات، وبالإشارة إلى الوعيد وهو كالصواعق والرعود وبذكر الحجج والبراهين القوية كقوة البرق في الإضاءة.





يتبع....


الأعلى رد مع اقتباس