عرض مشاركة واحدة
  [ 1 ]
قديم 16 Apr 2021, 04:22 AM
مراقب عام

شواهيق غير متصل

تاريخ التسجيل : Sep 2013
رقم العضوية : 66524
الإقامة : saudi arabia
الهواية : التصميم
المشاركات : 8,191
معدل التقييم : 851
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
تاريخ تفصيلي عن محافظة الأحساء






الأحساء (بالنطق المحلّي: الحَسا): بوابة دول الخليج العربي، في الأصل هي واحة طبيعية، وهي اليوم تطلق على محافظة تقع في شرقي المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وفي الوقت ذاته هي اسم لمركز تلك المحافظة التي تتألف من مدينتي الهُفوف والمبرَّز ومدينة العيون وقراها ( بلدة المراح والعوضية والوزية والشقيق والمطيرفي والجرن والقرين وجليجلة ومدينة الجفر وقراها ومدينة العمران وقراها وهجر الأحساء الغربية والجنوبية والشرقية (محافظة الأحساء). محافظة الأحساء هي أكبر المحافظات السعودية مساحةً إذ يبلغ إجمالي مساحتها مع المراكز التابعة لها (534,000 كم²) أي ما يقارب ربع مساحة المملكة تقريباً، وتمتد حدود محافظة الأحساء الإدارية إلى محافظة بقيق شمالاً، والخليج العربي وخليج سلوى شرقاً، وعمان جنوباً، وصحراء الدهناء غرباً. يبلغ عدد سكان المحافظة (1,063,112 نسمة) منهم (870,577) مواطن و(192,535) مقيم حسب الإحصاء الصادر عن مصلحة الاحصاءات العامة والمعلومات سنة 2010، ويتوقع وصول العدد في منتصف عام 2015 إلى (1,220,655 نسمة) منهم (983,305) مواطن و(237,350) مقيم .
والأحساء واحة كبيرة وهي أكبر واحة نخيل عربية، قد يطلق عليها البعض لقب بحر النخيل أو بحر من نخيل ذلك لأنها تضم على أراضيها مساحات هائلة من النخيل ويربو عدد نخيلها على 3 ملايين نخلة والتي تنتج أكثر من 100 ألف طن من التمور سنويا، بما يعادل 10 في المائة من إنتاج المملكة[1]. الأحساء مترامية الأطراف تحيط بها الرمال من جهاتها الأربع، وكأنها بهذا التكوين الطبيعي قد صنعت حضناً للحياة وسط الموت الصحراوي القاحل.يضاف أنها محافظة تراثية فيها مدن اندثرت منها: واسط، الناظره، جواثا.
في 29يونيو2018 أعلن الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، عن تسجيل موقع واحة الأحساء في المنطقة الشرقية ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو.


التَّسمية

الأَحْسَاء هي جمع حِسْيٍّ وهو الماء الذي تنشفه الأرض من الرمل فإذا اختُزِن في صخور صلبة يُحفر عنه ويُستخرج. ويُكتب الاسم عادةً في اللغة العربية "الأحساء" وفي حالات قليلة يُكتب "الحسا". غالباً ما يُنطق الاسم على وجه كتابته "الحسا" وقليلاً ما يُنطق الأحساء بين سُكَّانها. يُطلق على ساكن الواحة اسم "حساوي" وجمعها "حساويَّة". وحسب تهجئة اللفظين المستعملين في اللغة العربية فإن صيغة نالينو هي الأصح. ولكن من أجل تجنب استعمال العلامات الصَّوتيَّة المميزة التي توضح فوق الحرف أو تحته، فضَّلت الشركة اتِّباع نطق سكان المنطقة أكثر من الصيغة المكتوبة. ومعنى كلمة الأحساء كما جاء في قاموس Hara’s Dictionary تعني قاعاً لمياه مُغطَّاة بالرِّمال. وفسر زويمر الاسم بأنه يعني قاع رطبة منخفضة. ويكتبها نالينو الأحساء والحسا والأكثر صواباً الحسا، وجميعها جمع لحسى وهي الأرض الرملية التي يوجد تحتها طبقة سُفلى من صخر صلد تمسك بماء المطر لوقت طويل، وهذا الماء يمكن الوصول إليه بسهولة بحفر بسيط، والحفرة من هذا النوع تُسمى حسى. هذه التفسيرات الثلاث تتفق كل منها مع الأخرى، ومع الاستخدام العربي المحلي ومع طبيعة تضاريس أرض المنطقة.
كما أن هناك بعض التفاسير الخاطئة للاسم ناتجة عن الارتباط وعدم التفريق بين حسا و"حصى". فقد حدد فيلبي في كتاباته المبكرة حول شبه جزيرة العرب أن الحسا تعني حجر الكلس. وجاء توتيشل ليتبع الكلمة الأخيرة ويفسر اسم الحساء بأنه يعني الصخري إلا أن توتيشل صحح هذا التفسير فيما بعد.
استخدم بعض المؤلفين تفسيرات ثنائية للكلمة ووضعوا معنىً مختلفاً لكل مدلول فزويمر دوّن حسا عند الإشارة إلى المنطقة وجعل الحسا مرادفاً لاسم مدينة الهفوف. ويفضل نالينو بشكل مُشابه أن يستخدم في كتابه الأحساء عندما يتحدث عن المنطقة، والحسا عندما يتحدّث عن الهفوف. وهذان المُصطلحان مترادفان بحسب اعتقاده. وقد أعطى فيلبي أيضاً معنىً ثُنائيّاً وتجئة ناصّاً على أن الواحات الغربية.
جاء في الكامل للمبردالأحساء جمع حسي وهو موضع رمل تحته صلابة، فإذا أمطرت السماء على ذلك الرمل نزل الماء فمنعته صلابته أن يغيض، ومنع الرمل السمائم أن تنشفه، فإذا بحث في ذلك الرمل أصيب الماء يقال حسي واحساء وحساء ممدودة) والحسي بمعنى الحصول عليها نقية عذبة بحفر عمق بسيط جداً، ولكثرة الاحسية في هذا الموقع عرفت المنطقة بالأحساء.وهذا الوصف للحساء ينطبق على أرض الأحساء.يذكر شيوخ الهفوف، أن الأهلين القدماء كانوا لايستخدمون عيون الماء الغزيرة المتوفرة للشرب والاستهلاك المنزلي وإنما كانوا يستخدمون حساء يحفرونها في صحون الدور.
جاء في الجزء الأول من كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي :"الأحساء : بالفتح والمد، جمع حسي، بكسر الحاء وسكون السين، : وهو الماء الذي تنشفه الأرض من الرمل، فإذا صار إلى صلابة أمسكته، فتحفر العرب عنه الرمل فتستخرجه"، وأضاف :"والأحساء : مدينة بالبحرين، معروفة مشهورة"
ويمكن استيضاح شيء من تاريخ هجر اعتمادا على تاريخ الأحساء، فحينما يقال أن الأحساء شيدت بعدما تم تدمير مدينة فهذا يدل على أن هجر كانت مدينة قبل أن تصبح اسما للإقليم، وحينما يقال بأن الأحساء قصبة هجر فهذا يعني أن الأخيرة أصبحت اسما يطلق على كله بعد أن كانت تطلق على اسم المدينة فقط، وبهذا يمكن تفسير اختلاف الجغرافيين في هل أن هجر قرية أم مدينة أم اسم لإقليم البحرين كله، يمكن أن يفسر هذا الاختلاف على أساس الاختلاف التاريخي والزمني للجغرافي عند تناوله لمنطقة هجر، وهذا ما طرح عند الحديث أعلاه عن هجر.


المناخ

مناخ الأحساء حار صيفًا، بارد ممطر شتاء، والجو صحو في الغالب، الأمطار موسمية تهطل في فصل الشتاء والخريف، وتتعرض المنطقة لعواصف رملية من حين لآخر.
مساحة الأحساء في التاريخ

كانت الأحساء في العصور القديمة الغابرة تعرف باسم منطقة هجر، نسبة إلى أكبر مدنها التي كانت قائمة آنذاك، والتي أصبحت اليوم مجهولة الموقع كما كانت تعتبر جزءاً من إقليم البحرين، الذي كان يمتد من الفرات شمالاً إلى عمان جنوباً. على أن اسم البحرين تقلص تدريجياً عن المنطقة وأصبح يطلق على مجموعة من الجزر في الخليج العربي كانت تعرف باسم أوال بينما برزت في المنطقة مدينة جديدة دعيت بـالأحساء [ بناها أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي القرمطي ] ليجعل منها مقراً لحكمه، ثم أخذت تنمو وتزدهر وتتوسع فكثر النازحون إليها، حتى اشتهرت وطغى اسمها على جميع المدن التي كانت قائمة في المنطقة آنذاك، ثم أصبحت المنطقة بأسرها تدعى باسم إقليم الأحساء.
ويختلف المؤرخون في موقع مدينة الأحساء التي بادت مع الزمن. فياقوت الحموي في كتابه ((معجم البلدان)) يعتبر أن مدينة الأحساء قامت على أنقاض مدينة هجر، حيث يقول: ((الأحساء مدينة بالبحرين معروفة مشهورة كان أول من عمرها وحصنها وجعلها قصبة هجر أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي القرمطي.أما المستشرق الأمريكي فيدال فيرى من خلال زياراته المتعددة للمنطقة ومن خلال أبحاثه ودراساته التي ضمنها كتابه واحة الأحساء)): (أنه كان على مقربة من مدينة هجر القديمة قرية صغيرة تدعى الحساء، هذه القرية نزل فيها أبو سعيد الجنابي أمير القرامطة في القرن العاشر الميلادي فعمؤرها وبناها وحصنها وأقام فيها قصراً أو قلعة دعاها باسم ((المؤمنية)) ولكن الناس لم يستسيغوا هذه التسمية، فأبقوا على القرية اسم الأحساء، وأخذت هذه القرية تنمو وتزدهر حتى طغت على اسم هجر، وبالتالي أصبحت المنطقة بأسرها تدعى باسم منطقة الأحساء). ويرجع فيدال أن مدينة الأحساء القديمة كانت قائمة بجوار قرية البطالية. ويؤيده في قووله المؤرخ الشيخ يوسف المبارك أمين المكتبة القطرية في الأحساء (سابقا) ويضيف أن من بناها هو أبو طاهر القرمطي سنة 314 هـ.
اختلفت مساحة الأحساء بحسب اختلاف تاريخها:
1/ كانت تطلق على ما يعرف بهجر عاصمة "إقليم البحرين" التي كانت اسماً للمنطقة الممتدة من البصرة إلى عُمان.
2/ أطلقت على المنطقة الممتدة من البصرة إلى عُمان، وهي التي كانت تسمى قديماً "البحرين" ثم سميت الأحساء.
3/ صارت تطلق على المنطقة الممتدة على الساحل الغربي من الخليج من حدود الكويت الجنوبية إلى حدود قطر وعمان وصحراء الجافورة، وهي المنطقة التي تعرف اليوم بـالمنطقة الشرقية.
4/ ويطلق على المنطقة الممتدة من حدود عمان إلى بقيق بـ(الأحساء) (هجر-سابقاً)
المدخل التاريخي

تعتبر الجزيرة العربية مهداً للشعوب السامية، وكان الساميون الرعاة الذين استطاعوا أن يهضموا العنصر الحامي في منطقة الخليج العربي يشكلون بداية الانطلاقة للتشكيل البشري لإنسان الخليج، ثم تلت ذلك هجرات القبائل السامية الكبرى التي قذفت بها الجزيرة العربية شمالاً وشرقاً. وكان إقليم الخليج- الذي تشكل الأحساء منه- يعتبر محطة من محطات تلك القبائل، وكانت مياهه معبراً لها إلى الهلال الخصيب، ومما لاشك فيه أن العنصر الفينيقي كان من أوضح العناصر التي شكلت الدفعات الأولى من تلك الهجرات، بل ومن أغلبها في القدم، إذ كانت هجرتهم من شواطئ الخليج حوالي [2500 ق.م]. وقد هاجروا بعد أن كانوا قد استقروا في سواحل الخليج وفي الساحل الأحسائي بالذات لفترات طويلة. يؤيد هذا الرأي المقابر العديدة التي وجدت في هذا الساحل وفي جزر البحرين المقابلة له، إذ أرسل ماوجد في تلك المقابر من آثار إلى المتحف البريطاني، وهناك تقرر أن هذه القبور من أصل فينيقي، ويرجع تاريخها نحو خمسة آلاف عام. والمعروف أن الفينيقيون هم أحد فروع كنعانيون. ويؤكد ويؤكد الباحثون أن العلم والمعرفة يدينان للفينيقين لأنهم أول من اخترع الحروف الهجائية واقدمها وجدت في أوغاريت في شمال غرب سوريا وهي الآن محفوظة في المتحف الوطني بدمشق ، فكانوا بذلك الرواد الأول للتعليم في العالم، ومن ساحل الخليج هذا انتقل الكنعانيون إلى ساحل البحر المتوسط واستقروا في لبنان وسوريا وفلسطين ناقلين معهم أسماء مدنهم كصور وارواد، وجبيل وغيرها. وعلى أثر هجرة الكنعانين من ساحل الأحساء استقر مكانهم (الجرهائيون)وهم فرع من الكلدانيين. وقد جاء وصفهم لمدينتهم على لسان الرحالة اليوناني الشهير استرابون الذي قال عنها: (أسسها مهاجرون كلدانيون من أهل بابل في أرض سبخة، وباؤها من حجارة الملح، تبعد عن سيف البحر ثمانين ألف ذراع.)

اسطرابون


وقد عقب صاحب (تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء) على ذلك قائلاً:

..هذه المدينة التي أشار إليها استرابون هي مدينة هجر ويعني بحجارة الملح الجص الأبيض الناصع، وهو موجود في الأحساء بكثرة، وتبنى به البيوت حتى الآن .


وجاء وصف بوليبيوس لهذه المدينة:أنها كانت من المراكز التجارية الهامة، وسوقاً من الأسواق النشطة في بلاد العرب وملتقى لطرق القوافل الواردة من جنوب الجزيرة العربية ومن الشام والحجاز والعراق والهند وأن سكانها من أغنى شعوب الجزيرة. وكان عماد ثروتهم الذهب والفضة مما حرك الطمع في نفس الملك السلوقي أنطيوخس الثالث فقاد اسطوله في عام [205 ق.م]قاطعاً به دجلة متوجهاً إليها ليستولي على كنوزها، ولكن أهلها خوفاً منهم على مدينتهم وحباً منهم للسلام وحفاظاً على حريتهم التي كانوا يعتزون بها أرسلوا إليه وفداً يحمل هدية كبيرةً من الذهب والأحجار الكريمة وحملوا معهم إليه رجاءهم بأن لايحرمهم من نعمتين أنعم الله عليهم بها، نعمة السلام والحرية فقبل أنطوخس الهدية وقفل عائداً إلى بلاده. وربما كانت الصحراء القاحلة وماتحمله المغامرة عبر مفاوزها السبب الرئيس الذي أقنع الملك السلوقي بالعودة عن عزمه. وعندما ظهرت الدعوة الإسلامية أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذا الإقليم العلاء بن عبد الله الحضرمي الذي استطاع اقناع حاكم هجر آنذاك (المنذر بن ساوى) بالخول في الإسلام، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أرسل له مع العلاء رسالة هذا نصها : (...بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوى، فإني أحمد الله لا إله إلا هو أما بعد: فإن من صلى صلاتنا ونسك نسكنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم، له ما لنا، وعليه ما علينا، له ذمة الله ورسوله، ومن أحب ذاك من المجوس فهو آمن ومن أبى فعليه الجزية). وظلت بلاد البحرين تتبع مقر الخلافة الإسلامية في الحجاز أو في الشام، أو في بغداد، إلى أن ظهر فيها رجل يسمى أبو سعيد الجنابي سنة 286 هـ-899 م. واستطاع أن يقود ثورة فيها وأغار على عاصمتها هجر في السنة التالية فاحتلها بعد أن تغلب على جيش (المعتضد) وعاث في الإقليم فساداً. ثم جمع جيشاً من أتباعه وزحف بهم على البصرة سنة 311 هـ/923 م. واحتلها ونهبها ثم عاد إلى الإقليم. ولكن غزواته للعراق تعددت بعد ذلك. وفي سنة 317 هـ/929 م. بنى أبو طاهر مدينة بجانب مدينة هجر سماها 'الأحساء' وهي التي نمت وأصبحت قاعدة البلاد- قال الحيدري في ذلك (... ومن أعظم بلاد البحرين) . وأشهرهاهجر، وهي التي كانت قاعدة بلاد البحرين في الزمن المتقدم، فخربها القرامطة عند استيلائهم على البحرين وبنوا مدينة الأحساء ونزلوها وصارت قاعدة البحرين. ومن مدينة الأحساء التي بناها القرامطة أخذ الإقليم اسمه فيما بعد. وفي نفس العام الذي تأسست فيه مدينة الأحساء زحف زعيم القرامطة إلى مكة وقتل من فيها من حجيج ذلك العام خلقاً كثيراً واقتلع الحجر الأسود وعاد به إلى الأحساء وبقي في إحدى قراها حتى عام (339 هـ/950 م). حيث أُعيد إلى مكة المكرمة بعد موت أبي طاهر.
ولقد كانت الأحساء في ظل القرامطة مركزاً زحف منه هؤلاء إلى العراق والشام ومصر وأثاروا الرعب في قلوب المسلمين في تلك البلدان. ثم تتابع على حكم الأحساء كل من العيونيين، وآل زامل الجبري، والي مغامس ثم جاء البرتغاليون فاحتلوها حوالي[927 هـ/1520 م]. وظلوا يحتلونها حتى تمكن الأتراك العثمانيون من طردهم وإخراجهم منها حوالي عام [958 هـ/1551 م]. ومنذ استيلاء الأتراك على هذا الإقليم ارتبطت الأحساء مع شقيتها القطيف بتاريخ سياسي واحد وانفصلت عنهما جزيرة أوال التي استقلت باسم البحرين.
  • مقالة مفصلة: إقليم البحرين

محمد علي باشا


ولم تدم فترة حكم الأتراك العثمانيين في الأحساء طويلاً، إذ ثارت عليهم قبيلة بني خالد بقيدة زعيمها (براك بن غرير) الذي استطاع طرد العثمانيين من بلاده، وأعلن نفسه ملكاً على الأحساء والقطيف سنة 1081 هـ/1670 م. واستطاع أبناؤه وأحفاده من بعده أن يؤسسوا دولة قوية في هذه البقاع، إلى أن ظهرت الدعوة السلفية على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد، فثار صراع عنيف بين آل سعود، وآل عريعر زعماء بني خالد، انتهى بتغلب السعوديين فأخضعوا الأحساء لحكمهم حوالي عام 1207 هـ/1793 م. وكان السبب في تأخير السعوديون لاحتلالهم للأحساء أنهم خلال النصف الثاني من القرن الهجري الثاني عشر شغلوا موقفهم في قلب الجزيرة العربية حتى تمكنوا من تحقيق وحدة نجد ثم سعوا إلى توسيع رقعة بلادهم وم نفوذهم نحو الخليج العربي، فكان فتحهم للأحساء يعتبر نصراً عوضهم عن فقد زعيهم الديني وقائد حركتهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي توفي سنة 1206 هـ/1798 م. وبعد ذلك استطاع السعوديون إعادة جزيرة أوال إلى الأحساء وكونوا من هذا الإقليم وحدة سياسية تابعة لهم، فجعلوها ولاية شبه مستقلة ووضعوا عليها عاملاً من قبلهم هو عبد الله بن عفيصان واتخذ هذا من البحرين مقراً لإدارته وبدأ السعوديون من قاعدتهم في الأحساء يتطلعون للتوسع في بلدان الخليج شمالاً وجنوباً. إلا أن خطرهم بات يهدد الدولة العثمانية في أقاليمها المجاورة كالعراق والشام والحجاز، فسيرت عليهم حملة من قبل واليها على مصر آنذاك محمد علي باشا ، الذي استطاع هو وأبناؤه أن يقوضوا عرش الدولة السعودية الأولى حين تمكن ابنه إبراهيم باشا من احتلال الدرعية عام 1818 م. ثم توجه إلى الأحساء فاحتلها لعلمه بأهميتها الاقتصادية والاستراجية بالنسبة لوجوده في نجد.
ولكن إبراهيم جوبه من قبل الدولة العثمانية وواليها على بغداد حيث كانت الدولة تدرك أطماع محمد علي وخافت أن تلتقي مطامعه مع مطامع بريطانيا التي بدأت تنشط في الخليج، لذا أوعزت إلى محمد علي بالانسحاب ونفذ محمد علي الأوامر، وانسحبت قوات إبراهيم باشا من الأحساء عام 1819 م. وتابعت انسحابها من نجد أيضاً ثم تلت ذلك فترة استقلال محلي في حكم الأحساء على يد بني خالد، ولكنهم هزموا أمام قوات السعودييون الذي عادوا للسلطة من جديد ، مما اضطر محمد علي إلى أن يوجه إلى نجد والأحساء حملة أخرى بقيادة خورشيد باشا سنة 1838 م. ولكن بريطانيا وقفت ضد توسع هذه الحملة في الخليج، وأخيراً انسحبت تلك الحملة وعادت الأحساء تخضع للسعوديوون من جديد حتى سنة 1871 م.
وفي ذلك العام استطاع الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل استعادة الأحساء من أيدي الأتراك. ومنذ تلك اللحظة إلى الآن وهي تشكل جزءاً من الدولة السعودية الثالثة بل وغدت من أهم بقاع المملكة العربية السعودية حالياً.
يتبع


توقيع : شواهيق
اشوفك بين دعوات الرضاواستشعرك باأمين
. .
.لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين .
لازل ( قلبي ) ينبض لغداًاجمل

رد مع اقتباس