عرض مشاركة واحدة
قديم 13 Feb 2007, 12:07 AM [ 51 ]

تاريخ التسجيل : Jan 2007
رقم العضوية : 2198
مواضيع : 6
الردود : 65
مجموع المشاركات : 71
معدل التقييم : 25ولدالحويه is on a distinguished road

ولدالحويه غير متصل


الحلقه الواحده والعشرون


الحلقه الواحده والعشرون


كان النقاش حول قضية كنر والجهاد فيه شيء من الحدة .. خاصة من طرف المشائخ ..

أما الدكتور سعيد الزعير فلم يتكلم بكلمة واحدة ... طوال النقاش..

حينما بلغ النقاش حدا تبعثرت فيه الأوراق وتشوشت فيه الأفكار قال الشيخ:

سبحان الله ؟؟

هذا هو رأيي الذي أدين الله به وأنتم قولوا رأيكم، وليتبع الناس ما يرونه حقا

أما أنا فلن أرسل لشخص فلسا واحدا وأعرف أنه سيستعين به في إيذاء أخيه

فما بالك بقتاله أو بقتله !!

ولقد رأيت وجه الشيخ محمرا من الغضب والتوتر..

حينها قال الشيخ سعيد بن زعير:

ياشيخنا والله نحن نحبك ونقدرك ونرى أن رأيك لا تبتغي به غير وجه الله لكن الإخوان

رغبوا في النقاش والحوار حتى تتضح لكم الصورة ، فهذا جهاد قد أنفقت عليه مبالغ

طائلة وأرواح كثيرة ودعم من هذا البلد وأهله طوال سنوات طويلة فهمنا الأكبر أن لا

تشوه صورته الناصعة ..

ثم قام الدكتور سعيد وقبل رأس الشيخ واعتذر منه وانفض المجلس.

بعد ذلك توجهنا لمكتب الدكتور عبد الله التركي ومنه خرجنا لصلاة الظهر

في الجامع الكبير .....

كنت برفقة الشيخ وكذلك كان معنا الدكتور عبد الله التركي ...

حينما رأى الشيخ الجمع الهائل من طلبة الجامعة والذين غص بهم كل المسجد..

فلا ترى فيه موطئ قدم من كثرتهم..

قال الشيخ : ياأخ عبد الله كم يتسع هذا الجامع..؟؟

قال: حوالي الثلاثين ألفا ...

ثم قال الشيخ : الله المستعان كم سيخرج لنا عالما من هؤلاء !!!

بعد الصلاة ألقى الشيخ كلمة قصيرة في المصلين يحثهم فيها على الحرص على العلم

واستغلال الأوقات ونحو ذلك ...

ثم خرجنا بالكاد من الجامع بسبب تكاثر المسلمين على الشيخ ..

توجه الشيخ برفقة الدكتور عبد الله التركي في سيارته الفارهة ..

ولم أكن أعرف وجهتنا فقد كان كل شيء مرتبا مسبقا !!

قالوا لي: أركب في هذه السيارة وأشاروا لسيارة فيها شاب أدم .عليه مرايات ..

وفي الطريق تعارفنا وعرفت مقصدنا ..

كان ذلك الشاب هو ابن الدكتور سعيد بن زعير ونحن متجهون للغداء في منزلهم..

وصلنا لمنزلهم فكان في استقبالنا جمع كبير من الناس ..

لم اعرف منهم سوى من ذكرت بالإضافة لشيخ كبير ضعيف البنية ..

سألت عنه : فقيل لي: هذا الشيخ عبد الله بن جبرين .. حفظه الله ورعاه ..

حينما ترى ذانك الشيخان الجليلان سويا تزداد تلك الجلسة رونقا وبهائا..

كان الشيخ عبد الله وشيخنا يتبادلان الحديث وإجابة الناس حول ما يسألان عنه

بكل أدب وسمو يليق بهما ..

لا حظت شيخنا مرارا يهمس في أذن الشيخ عبد الله بكلام فيضحك الشيخ منه!!

بعد ذلك رافقنا شخصا لا اعرفه حينها ..

جسمه وطوله وبنيته اقرب ما يكون من شيخنا ..؟؟؟

سأل الشيخ : ما عرفتنا على الأخ ؟

فقال : هذا فلان أحد تلاميذنا ، ولقد قال لي : إنه يرغب في صحبتي ليستفيد من علمي

ويخدمني كما خدم ابن مسعود رسول الله صلى الله عليه وسلم..

شعرت بالخجل ، وتسمرت في مقعدي ولم أتكلم ..

وصلنا لمنزل الرجل في حي النسيم بشرق الرياض..

بجوار جامع الهدى القريب من مدرسة سلاح الحدود..

ونحن ننزل أغراضنا سألت الشيخ : من هذا الرجل؟؟

فقال : هذا أخي عبد الرحمن!!!

الأستاذ عبد الرحمن رجل فاضل جدا وخلقه وطيبته وسماحة نفسه يشهد عليها جميع

من عرفه ، وشيخنا يحبه ويثق فيه وينزل دوما في الرياض في بيته ...

وذلك قبل أن يبني شيخنا بيته في الرياض والذي هو ملاصق لمنزل أخيه عبد الرحمن..

حدثني الشيخ عن مرض أخيه عبد الرحمن ..وهو صغير ..

حيث أنه بقي طريح الفراش مدة من الزمن حتى يئس الأطباء من علاجه ..

فبقي أهله حوله يترقبون ساعة أجله وهم بلا حول له ولا قوة...

غير أن جارا لهم أو أحد أصحابهم احضر لهم طبيبا شعبيا ..

ففحصه وقلبه يمينا ويسارا وهو كالجثة الهامدة ..

قرر ذلك المعالج الشعبي أن يكويه في بعض مواضع جسمه ..

فكواه .. ثم انتظروا عدة أيام ..

فبدأ عبد الرحمن يستعيد عافيته حتى عاد صحيحا كما كان وأفضل ..

والأمور بيد الله سبحانه قبل كل شيء...

غير انه للأسف وبعد عدد من السنوات التي كانت فيه علاقتي مع الأخ عبد الرحمن

ممتازة لم يتركه صاحبنا حتى أغار صدره علي والله المستعان..

كنت أتوقع أننا سنبقى في منزل الأخ عبد الرحمن طوال فترة بقاءنا في الرياض..

ولقد أحببت الرجل من أول ما رأيته ... وأحببت البقاء في بيته ..

ألقى الشيخ محاضرة تلك الليلة في إحدى جوامع الرياض ثم توجهنا لمنزل أبناء عمومة الشيخ

حيث حضر جمع لا باس فيه من الأقارب متفاوتي الأعمار ..

ومنهم أخو الشيخ الدكتور عبد الله العثيمين الأديب المشهور ..

ومنهم ابن الشيخ البكر عبد الله العثيمين.. وغيرهم ..

بعد العشاء رافقنا الأخ عبد الله ابن الشيخ لمنزله المستأجر ..

حيث أنه يقيم في بشكل مؤقت قبل رجوعه لعنيزة..

كان عبد الله مهذبا جدا وغير متحفظ ..

والظاهر أن صاحبنا لم يلحق أن يفسد الأمور مع الجميع جملة واحدة ..!!

في اليوم التالي .. توجهنا بعد العصر للمطار وذلك للعودة للقصيم ...

حينما جئنا لتفتيش المعادن أخذ جهاز الإنذار يرن حينما مر الشيخ ؟؟

فأمر العسكري الشيخ بالرجوع وإنزال ما لديه من معادن.. ولم يعرف الشيخ..

ابتسم الشيخ ولم يرد إحراج الرجل فبدأ بخلع ساعته المعلقة في جيبه ..

فدخل تحت الجهاز فرن مرة أخرى!!

فعاد الشيخ وأخرج كومة المفاتيح من جيبه .. وهكذا تكرر ذلك ثلاث مرات..

حينها تقدم شاب من عائلة الشيخ للعسكري وهمس في أذنه فارتفع حاجباه ..

واحمر وجهه خجلا وقال : الله المستعان هذا الشيخ ابن عثيمين ؟؟

والله ما عرفتك ياشيخ ؟؟ اللي ما يعرف الصقر يشويه ..!!

ثم قبل رأس الشيخ واعتذر منه وأصر أن يصحبه حتى أجلسه عند باب السفر

يتبع إن شاء الله

الأعلى رد مع اقتباس