عرض مشاركة واحدة
قديم 18 Feb 2007, 11:47 PM [ 62 ]

تاريخ التسجيل : Jan 2007
رقم العضوية : 2198
مواضيع : 6
الردود : 65
مجموع المشاركات : 71
معدل التقييم : 25ولدالحويه is on a distinguished road

ولدالحويه غير متصل


الحلقه التاسعه والعشرون


الحلقه التاسعه والعشرون


قادنا للمطار هذه المرة ابن الشيخ عبد الله وشيعنا للمطار تقريبا جميع أبناءه

كان الشيخ متوترا على غير العادة وقليل الحديث وأنا أتفهم سبب ذلك!!

فلقد كان غالب أبناءه متوجسين من وجودي ويعتبروني دخيلا غير مرغوب فيه..

وصلنا للمطار على موعد الإقلاع تقريبا ...

سألني الشيخ ونحن متجهون للطائرة أين إحرامك؟

فقلت له في الكيس الذي أحمله في يدي..

قال : لو أنك لبسته في بيتك كان أسهل عليك ...

لاحظت أن الشيخ يلبس الإزار من تحت ثوبه بحيث أنه إذا حاذى الميقات

خلع ثوبه ثم يلبس الرداء ...

وهذا ما كان ...

بقيت أنا وعبد العزيز ابن الشيخ متجاورين في الدرجة السياحية ..

ووالده شيخنا في الدرجة الأولى حيث هو مستضاف من مركز الدعوة في جده لإلقاء

محاضرات وندوات ولقاءات عامة ونحو ذلك مما سيأتي ذكره ..

كان لعامل السن دور كبير في تسهيل التعامل مع الأخ عبد العزيز ..

وكذلك لين جانبه وتمتعه بالأخلاق السامية جعلا من رفقته مكسبا لي ..

حاولت جاهدا أن أغير الصورة التي رسمها ذلك الرجل عني في مخيلة جميع أبناء الشيخ

وأقاربه ، غير أنني لم افلح فهو بهم أوثق ومنهم أقرب وعلاقته أرسخ وأقدم!!

وأنا في موضع تهمة وغريب وثبت علي ما يخل بوضعي !!

ولكنها بالتفحص والنظر المنصف ليست مبررا للهجران والقطيعة أو الظلم والإيذاء!!

بقيت أتحدث أنا وعبد العزيز في أمور عامة وتجنبنا الحديث في الأمور الخاصة

فقد كان كلانا متحفظا!!


سمعت كابتن الطائرة يقول على الميكرفون ..

نرحب بفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين المرافق لنا على هذه الطائرة ..

بعد انقضاء أكثر وقت السفر واقترابنا من الميقات جاء إلينا الشيخ بنفسه ..

وهو لابس للإحرام ولحيته تقطر من طيب الدهان .. ويرى أثره على لحيته البيضاء..

فقال لنا : قوما والبسا إحرامكما ولبيا للعمرة ...

لبسنا الإحرام ولبينا ودخلنا في النسك..

هبطت الطائرة لمطار جده ...

وتوقفت وفتحت أبوابها ...

خرجت أنا وعبد العزيز من الباب الخلفي للطائرة .. وكان همنا أن نجد الشيخ..

ونحن ننزل من الدرج لاحظنا عددا من السيارات الفارهة تقف أمام سلم الطائرة لتستقبل

ضيوفا لا نعلم أننا نحن المقصودون بذلك!!

كان الشيخ واقفا يصافح حشدا من الناس أمام السلم مباشرة ..
توجهنا للشيخ فأشار لابنه عبد العزيز وإلي أن أركبا مع أحد السيارات..

ركبنا في السيارة وخرجنا من المطار..

وتوجهنا لحي الروضة في جده..

توقفت السيارات أمام بيت فاره كبير ذا لون أبيض ..

أنزلنا حقائبنا وثقلنا ودخلنا البيت لكي نرتاح قليلا..

هذا المنزل هو المكان الذي اعتاد شيخنا النزول فيه كل مرة ينزل لجده..

وهو منزل الوجيه الشيخ صالح بن إبراهيم الزامل..

هذا الرجل الكريم صاحب المرؤة العالية والنبل النادر المحب للعلماء ..

رجل قد أغناه الله من واسع فضله .. فهو من أثرياء ووجهاء جده يقول لي أحد معارفه:

كان أبو إبراهيم رجلا مقبلا على الدنيا يملك القصور والفلل في سويسرا ولندن وأمريكا

ثم إنه تاب إلى الله تعالى وتوجه للطاعة فتصدق بجزء كبير جدا من ماله ..

يحبه شيخنا حبا جما ، ويكرمه بالنزول في ضيافته كل مرة ..

سمعت من شيخنا ثناء عاطرا على هذا الرجل ونعم الرجل أبو إبراهيم ..

بارك الله له في ماله وولده..

مكثنا قليلا ووضع لنا الغداء وبعدها توجهنا لمكة لأداء العمرة...

كان مرافقنا بالإضافة إلى الشيخ صالح الزامل هو دليلنا الآخر الأخ علي السهلي..

وهو شاب محب للعلماء من سكان جده ويتحفك بالحديث والطرائف ..

فيكون النصب والإرهاق في صحبته متعة!!

بارك الله فيه وجزاه الله خير الجزاء...

كان الشيخ طوال الطريق يلبي ويرفع صوته بالتلبية .. حتى يكاد يبح صوته من ذلك..

كنت أراقبه وأفعل مثل ما يفعل وأقول مثلما يقول...

وكان يقطع أحيانا ذلك بالحديث معنا والسؤال عن شيء يهم..

غير أنه في الغالب لا ينقطع عن الذكر والتسبيح...

يتبع إن شاء الله

الأعلى رد مع اقتباس