آخر 10 مشاركات |
مختارات | قال تعالى: وَتِلكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ |
18 Mar 2013, 09:23 PM | [ 31 ] | ||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: الاكثرمبيعاً (بيكاسو وستاربكس)
حييييييييييييييييييييييييييييياك الله تسعدني متابعتك |
||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
18 Mar 2013, 09:26 PM | [ 32 ] | ||||||||
|
رد: الاكثرمبيعاً (بيكاسو وستاربكس)
التصالح مع الذات يروي «ستيفن كوفي» في كتابه «العادات السبع للناس الأكثر فاعلية» قصته مع رجل ركب معه المترو يوماً مصحوباً بأطفاله الذين كانوا يقفزون من كرسي إلى آخر، وكان صراخهم يكاد يصمّ آذان الركّاب دون أن يتكلف الأب حتى عناء النظر إليهم. لم يحتمل كوفي تلك الفوضى، فهجم على الرجل بكلام قاسٍ وطلب منه أن يضبط أطفاله. انتبه الرجل فجأة وقال له:«اعذرني، فلقد توفيت أمهم في المستشفى قبل قليل ولم أنتبه لهم من هول الصدمة، أنا آسف» عندها لم يعرف كوفي ماذا يفعل، وتمنى لو أنه تريّث قليلاً قبل أن يحكم على الرجل بأنه مُهمِل. إن ما قام به كوفي هو تصرف مألوف يمتهنه بنو البشر، فلا يكاد أحدنا يرى شخصاً غريباً، حتى يبدأ بإطلاق أحكامه عليه، وخصوصاً إذا كان ذلك الشخص ينحدر من ثقافة أخرى أو من معتقد آخر. كلّنا يحمل في داخله قاضي صغير، ولكنه ظالم في كثير من الأحيان، ومتسرع في إطلاق أحكامه.. قاضٍ لم تنصّبه المحكمة، بل إنه حتى لم يدرس القانون، فهو نتاج لصراع الإنسان مع ذاته، وعراكه المستمر مع نفسه.. ولذلك، يرفض هذا القاضي أي صلح بين المرء وبين نفسه. لكي تتصالح مع الآخرين عليك أولاً أن تتصالح مع ذاتك، وأن تقبلها بكل عيوبها، بضعفها وبزلاتها دون أن تحكم عليها، ودون أن تصنّفها أيضاً. عليك ألا تقهر نفسك، ولا تهينها ولا تحقّرها، فكما تدينها تدينك، والجزاء من جنس العمل. أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تَقْبل الآخر بكل اختلافاته وتناقضاته، ليس لأنك تحبه، ولكن لأنك، ببساطة، لا تكرهه. انظر إلى غاندي، ومانديلا، والأم تريزا، هؤلاء أمثلة على أناس عقدوا صلحاً أبدياً مع أنفسهم، لأنهم اكتشفوا بأن كره المرء لنفسه هو أسوأ خطيئة يرتكبها الإنسان في حياته، وحتى بعد مماته. يستغرب البعض كيف استطاع مانديلا أن يعيش في زنزانة ضيقة طوال سبعة وعشرين عاماً، الجواب ببساطة هو أن مانديلا تجاوز نفسه ليتصالح مع الكون كلّه، ومع الوجود، فاتسع قلبه لكل المعتقدات ولكل الأشكال ولكل الألوان، فأصبح «سعادة» تمشي على الأرض. ليس النجاح في الوصول إلى السعادة، ولكنه في إيجادها. هؤلاء أوجدوا سعادتهم في عنابر السجون، وفي مخيمات المعدومين والفقراء. أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تترك الوعظ جانباً وتهبط إلى المجتمع حتى تفهم مكوناته، وتستوعب تقلّباته التي تشكّل، في خضم تناقضاتها، نسيجه اللامحدود، الذي لم يزده الوعظ تماسكاً. يعتقد ابن خلدون بأن الوعظ، في أحيان كثيرة، يؤدي إلى سفك الدماء، فالناس، لبساطتها، تثيرها المشاعر، ويهيجها الكلام الوعظي، فتندفع كبركان ثائر، ليدمّر الأخضر واليابس. انظر إلى الشباب من حولك، هل زادهم الوعظ صلاحاً؟ أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تدرس الواقع كما هو، دون أن تفرض عليه قوانينك أو معتقداتك أو تعاليمك، ودون أن تنصب ثقافتك كميزان لقياس مدى صلاح المجتمع، فكل يعتقد بأن ثقافته هي الأصوب. أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تتخلى عن الخرافة، ولن يتأتى لك ذلك إلا من خلال العلم. فكما تقول الحكمة: كلّما زاد العلم، قلّت الخرافة.. تأمّل قليلاً وستعرف ما هو العلم، يقول كونفيشيوس:«لكي تصل إلى المعرفة عليك أن تبدأ بالتفكير». أن تتصلح مع ذاتك يعني أن تدفع بالتجريد إلى حده الأقصى، لكى ترى الوجود الخالص المجرد من كل ما هو حسّي، وكل ما هو تاريخي.. يعني ذلك أن تنسى تاريخك، للحظات، وتبدأ تاريخاً جديداً، تستهله بحلم أو طموح، تاريخٌ يبدأ بكلمة «اقرأ». عندما ترى شخصاً ما يقوم بفعل سيء، في عُرفِك، فلا تحكم عليه بأنه إنسان سيء، فلقد قال الفلاسفة، بعد ألفي عام من النقاش، إن جوهر الشيء لا ينتمي إلى الشيء ذاته، فقد تكون الظروف، وليست نفسه الشريرة، هي التي دفعت فقيراً إلى السرقة. لقد توصل الفلاسفة إلى أن جوهر الشيء مرتبط بعالم الفكر والروح، لا عالَم المادة، لذلك كان التصالح مع الروح هو أول خطوات الحضارة. لكي تتصالح مع ذاتك عليك أن تعود بذاكرتك إلى الوراء، وتبدأ منذ أول ذكرى في حياتك، وعند أول معلومة حفظتها، ثم قم بمسح كل ذكريات العنف والأسى والقهر، وامسح كذلك كل ما حفظته من شعر الحماسة وشعر الهجاء، ولا تنسى أن تمسح أيضاً كل معلومة عن الحروب التاريخية، تلك التي عاصرتها، أو قرأت عنها، أو حتى تمنيتها. أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تناهض التعميم، وتعارض فكرة الشمولية. فالتعميم يلغي خصائص الأشياء ويمحق صفات الناس المتباينة، ليحيلهم جميعاً إلى قالب واحد، أشبه بالحجر في قسوته، وأقرب إلى الفخار في هشاشته.. التعميم يلغي مميزات الأشياء، تماماً مثلما يلغي الظلام كل الألوان.. التعميم هو أقرب وصف للظلام. المتصالح مع ذاته يشبه النهر الذي يستمر في صبّ مياهه العذبة في البحر المالح على الرغم من علمه بأنه لن يحيله حلواً، فهو يعلم بأن مهمّته تكمن في ري الأراضي التي يمر عليها، وليس في تحلية مياه البحر. المتصالح مع ذاته ينصت كثيراً، ليفهم أكثر، ينصت للأفكار التي يبثها الناس في السماء من حوله، تلك التي تحلّق وتحط على الصامتين، المنصتين، المتأملين، الذين يظنون بأن الفكرة لا تحلّ إلا على من يستحقها فقط. السماء لذلك المتصالح هي مصدر الحكمة، والأرض هي مصدر الشقاء، لذلك تجده يطيل النظر إلى السماء دائماً، حتى يتحلى بصفات أهلها. تقول الحكمة:«الأشخاص العظام يناقشون الأفكار، والأشخاص العاديون يناقشون الأشياء، أما الأشخاص الصغار، فإنهم يناقشون الأشخاص». |
||||||||
18 Mar 2013, 09:28 PM | [ 33 ] | ||||||||
|
رد: الاكثرمبيعاً (بيكاسو وستاربكس)
الخائفون من الابداع سمعتُ يوماً أحد مدربي التنمية الذاتية وهو يوضّح للمستمعين الفرق بين النخلة والسدرة. فالنخلة ترمي بَلَحَها بعيداً عن ظلّها، وبعد أن تذوب البلحة بفعل الطقس، تغوص نواتها في الرمل لتنبت وتورق وتصبح نخلة جديدة. أما السدرة، فإنها ترمي بثمرها (النبق) تحتها مباشرة، حيث تمتد أغصانها في كل اتجاه لتغطي الثمر المتساقط الذي يبقى في الظل ثم يموت ولا ينبت شيئاً، لأنه يفتقر إلى الشمس والضوء. وعلى أساس ذلك التصنيف يتوزّع الناس بين النخلة والسدرة، فهناك من يرتع في الظل طوال حياته، وإن صادف وحالفه الحظ وانغرس في الرمل ثم نبت، فإنه لا يستطيع أن ينتج ثماراً ويفيد المزرعة التي ينبت فيها. وهناك من يهرب من الظل كما تهرب النواة من نخلتها، ليشبع بدنه بأشعة الشمس، التي تكون حارقة أحياناً، ثم ينطلق ليمخر عباب الحياة ويكتشف عوالم جديدة. هؤلاء فقط هم الذين نتذكّرهم بعد رحيلهم، وهم الذين نروي قصصهم لأطفالنا قبل النوم، وهم الذين تَرِدُ أسماؤهم في كتب المدرسة تحت عنوان ‘’عظماء من التاريخ’’. إن الذين يقضون حياتهم تحت ظل السدرة هم كثر، يُعرفون بسيماهم، ولكنّهم لا يتميّزون عن غيرهم من عامة الناس. هؤلاء هم الخائفون من الإبداع، فالإبداع بالنسبة لهم مشتقّ من ‘’البِدعة’’ ولذلك تجدهم يحاربونه بلا منطق أو حجة، ويدعون تلك الحرب ‘’جهاداً’’. الخائفون من الإبداع لا يؤمنون بتطور الحياة، ويرمون بالإلحاد كل من تسوّل له نفس ذِكْر كلمة ‘’تطوّر’’، لأنهم يشتقّونها من نظرية ‘’داروِن’’ الخرافية حول تطور الإنسان. إن الخائفين من أنفسهم هم أولئك الذين يعملون في المؤسسات دون أن تكون على مكاتبهم شاشات كمبيوتر، وإن وُجدت، فإنها غالباً ما تكون للزينة فقط. وإذا اتصلت بأحدهم وطلبت منه شيئاً، فإن رده غالباً سيكون بأن الموضوع ليس من اختصاصه، وعليك أن تراجع القسم المختص، الذي يبعد عنه أمتاراً قليلة. هؤلاء، لا يؤمنون بالبريد الإلكتروني، فهو للتسلية فقط، ولازالوا يستعيضون عنه بالبريد المختوم، والرسائل التي يستهلّونها بديباجة نمطية، تلك الرسائل التي أسمّيها ‘’من جنابنا إلى جنابكم’’، وكلّما طلبت منهم شيئاً يقولون لك ‘’أرسل لنا رسالة رسمية’’، تُحاجِجُهُم بالبريد الإلكتروني، فيتنطّعون بحجة افتقاره للصفة ‘’الرسمية’’ أو ‘’القانونية’’. الخائفون من الإبداع يخشون أن يقتحم عليهم الإبداع كسلهم، وينتهك دَعَتهم، لأنهم لا يفهمون لغته، ولا يستطيعون مجاراته، ولأنه فقط، من يستطيع أن يكشف الأقنعة الزائفة المعلقة على وجوههم. إنهم كالواقف فوق جبل، يرى الناس صغاراً، ويرونه صغيراً. الخائفون من الإبداع قد يبنون مدناً، ولكنهم لا يستطيعون أن يبنوا حضارة. تبدو مدنهم تلك كأوراق الشجرة، يبهت لونها بعد مدة، ثم تذبل وتسقط، لتنبت مكانها أوراق جديدة، أما الحضارة فهي الشجرة التي تظل شامخة عبر الزمان، لتشهد النمو والسقوط. في مدنهم تلك، تنهال الكآبة من كل مكان على سكّانها حتى تُطْبِق عليهم. الخائفون من الإبداع يشبهون الشيوعيين الأوائل، الذين ألغوا الفردية واستبدلوها بالاشتراكية. اعتقد أولئك أن الاشتراكية ضرورة حتمية، ولابد للمجتمعات من خوضها، ووعدوا الناس بالمساواة في توزيع الثروات، وفي الحقوق والواجبات، وعندما تمكّنوا من السلطة، نقضوا ما عاهدوا الناس عليه، وتحولت اشتراكيتهم إلى عبودية. عندما يذوب الفرد في المجتمع، فإنه يذيب معه كل فرصة للإبداع والتميّز، ويصبح الجميع قطيعاً واحداً، يحرثون الأرض كل يوم، ليزداد الفقراء فقراً، والأغنياء غنى. يعرّف إدوارد ديبونو الإبداع بقوله ‘’هو الهروب من أنماط الحياة المتعارف عليها، حتى نتمكن من رؤية الأشياء بصورة مختلفة’’. حقاً، هو الهروب أولاً وقبل كل شيء، وبمعنى آخر، هو المغامرة، ولكي تكون مغامراً فعليك أن تفرّ من البيت. يهرب المبدع من البيوت المظلمة، لا ليبحث عن النور، ولكن ليصنعه بيده، أو بلسانه، أو بقلبه، وذلك أضعف الإبداع. إن الإبداع يمنح الأمل، ويقوّي الإرادة، ويحمل الإنسان إلى خارج نطاق المعقول، إلى المريخ والمشتري. الإبداع مذهب وجودي، وسنّة كونية، من حاد عنها خرج من النور إلى الظلمات. يشتق المبدعون كلمة ‘’إبداع’’ من ‘’البديع’’ وهي إحدى أسماء الله الحسنى، ويعتقدون بالحديث الذي يقولو ‘’من سنّ سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها…’’. المبدع ومْضَةٌ من نور، وضياء يمتد على أفق الكون، ليحرر الأفكار، ويمحق الظلام. ذلك النور الأبدي، يبقى مكانه حتى بعد رحيل صاحبه، تماماً مثل النجوم التي ما زالت أشعتها تصلنا إلى اليوم، على الرغم من رحيلها قبل آلاف السنين. المبدع لونٌ لا يبهت، يصطبغ به كل ما يدور في فلكه الشاسع الرحب، تزيده الشمس نضجاً، ويكاد يضيء في عتمة الظلام، حتى ولو لم تمسسه نار. المبدع مرحلة تاريخية، تختلج فيها كل إرهاصات الزمن، وتتزاحم بين سنواتها الفلكية، أرجل الذين يهرولون ناحية المستقبل، دون أن تطأ أقدامهم الأرض. ابحث في تاريخ الطبري، وفي معجم البلدان، وانظر في الإمتاع والمؤانسة، وفي قصة الحضارة، وستجد تلك المرحلة الملوّنة، تكرر نفسها عبر الصفحات، وتسعى لتحقيق الغاية نفسها، وإن اختلفت الوسيلة. الخائفون من الإبداع كالإبل المئة، لا تكاد تجد فيهم راحلة، والمبدعون كالرواحل المئة، لا تكاد تجد فيهم أُبَيْلَة، وإن وُجِدَت فلا يجب أن تبقى بينهم، فالسمكة الفاسدة تفسد السمك كلّه. |
||||||||
18 Mar 2013, 10:07 PM | [ 34 ] | |||||||
عضو متميز
|
رد: الاكثرمبيعاً (بيكاسو وستاربكس)
الله يعطيك العافية ماقصرتي الكلام اكثر من رائع .. |
|||||||
|
||||||||
19 Mar 2013, 07:38 PM | [ 35 ] | ||||||||
Al-MfnoOodA
|
رد: الاكثرمبيعاً (بيكاسو وستاربكس)
الكاتب ياسر سعيد حارب اسلوبه بسيط وسهل والمواضيع المطروحه عاديه بس باسلوب شيق وممتع |
||||||||
|
|||||||||
21 Mar 2013, 06:09 AM | [ 36 ] | ||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: الاكثرمبيعاً (بيكاسو وستاربكس)
الله يعافيييييييييييييييييييييييييييك نورت اخوي |
||||||||||||||||||||||||||||
21 Mar 2013, 06:10 AM | [ 37 ] | ||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: الاكثرمبيعاً (بيكاسو وستاربكس)
حيييييييييييييييييييييييييييياك الله |
||||||||||||||||||||||||||||
23 Mar 2013, 02:00 PM | [ 38 ] | ||||||||
|
رد: الاكثرمبيعاً (بيكاسو وستاربكس)
تساؤلات وارهاصات تمرّ بي لحظات أحسد فيها بعض الميتين، فكل إنسان منا يتمنى أن يسمع هو عبارات الحب والشوق وآهات الفراق التي يتلّقاها الميت الذي لم يعد يصغي لها الآن. في تلك اللحظات، أتمنى لو أنني كنت مكان ذلك الميت ولكن بشرط، أن أتمكن من الرجوع إلى الحياة بعد أن تُستنفذ كل مظاهر الحب تجاهي. أعرف أنه ضرب من الجنون، ولكن كذلك هو الحب، جنون المشاعر، وجنون العظمة أيضاً. لم يخطر على بال أحدنا أن يغمر من يحب بكل تلك العبارات الجياشة الرقراقة وهو لايزال على قيد الحياة، فمعظمنا ينتظر حياته كلها ليتلفّظ بكلمة حب جميلة تجاه أحبائه الذين لا تسعفهم حياتهم القصيرة للاستمتاع بكل ذلك الحب والحنان، اللذين غالباً ما يأتيان متأخرين، وفي أغلب الأحيان، فإن معظم تلك المشاعر تذروها الرياح فوق قبور أحبائنا دون فائدة. |
||||||||
23 Mar 2013, 02:02 PM | [ 39 ] | ||||||||
|
رد: الاكثرمبيعاً (بيكاسو وستاربكس)
الحب والايمان عندما انتشرت الصحف في الوطن العربي إبّان القرن العشرين، أخذ فن المقال مكانه على صفحات الجرائد والمجلات التي كانت تصدر بين الفينة والأخرى، كمجلة الرسالة، وفتاة الشرق، والأستاذ، وغيرها من الدوريات التي حملت بين طيات صفحاتها مقالات أدبية لكبار الأدباء العرب من أمثال أحمد الزيّات، والرافعي، وطه حسين وغيرهم. بل إن الأديب إن أراد أن يدخل عالم الإبداع الأدبي، كان عليه أن ينشر مقالاً في إحدى المجلات أو الصحف آنذاك، وهو تقليد نفتقده في إعلام اليوم. فإعلامنا العربي، والعالمي أيضاً، لا يحمل للقارئ إلا أخبار التفجيرات والقتل وفشل الانتخابات، وغيرها من القضايا التي تهم مجموعة من البشر وليس البشر كلهم، شأنها في ذلك شأن باقي القضايا الأخرى. لذلك، أحببت هنا أن أحيي تقليداً جميلاً لأدبائنا العرب الذين أنارت كلماتهم دروب شعوبٍ كثيرة، علّ جرائدنا ومجلاتنا تفسح المجال لمزيد من المقالات الأدبية، التي لا تقل في مكانتها عن المقالات السياسية. إن ما يميّز المقالات الأدبية أنها انطباعية في غالبيتها، تصور المشاعر والملاحظات دون تحليل عميق، أو أرقام مربكة. وما بين أيديكم هي بضع رسائل أرسلتُها إلى صديق عزيز، قال لي يوماً إنه يشعر بالحاجة إلى حب جديد، فكتبت له ما يلي: الحب يا صديقي، صيرورة، لا تدرك كنهها. كالنار والفراغ، كالروح والوجود، كالزمن والخلود، لم يستطع حتى ابن رشد أن يجد له حيزا. الحب هو النور الذي لا تحده الجهات الأربع، ومتى ما انبثق لا تعود للظلام ذكرى في سجل التاريخ. الحب مثل الذكريات، يملي علينا ولا نملي عليه، يأتي إلينا ولا نذهب إليه، يقتلنا ولكننا نشتاق له. لا تهرب من الذكريات، فهي معك حتى وأنت تفارقها، وكلما ابتعدت عنها كلما اقتربت منك. كن معشوقا ولا تكن عاشقا، فإن تعشق يعني أن تبحث عن الحب، كالذي يسعى أن يرسم فراغا في لوحته.. ياله من مجنون! كيف يمكنه أن يجد الفراغ؟ الحب هو اللاشيء يا صديقي، وبوجوده يوجد كل شيء، فبضدها تعرف الأشياء.. وبدونه تصبح الحياة هي الموت. أتعرف ما هو الضد؟ هو الشيء الذي تتحاشى أن تحصل عليه طوال حياتك، وإذا ما وجدته صدفة، تدرك أن حياتك كانت هباء قبله. كم هو جميل أن نجد أضدادنا في الحياة، فهم فقط من يجعلنا نسعى للكمال. |
||||||||
23 Mar 2013, 02:04 PM | [ 40 ] | ||||||||
|
رد: الاكثرمبيعاً (بيكاسو وستاربكس)
على ضفاف الشارع الخامس على ضفاف الشارع الخامس تتلألأ ضوضاء الكون، وتنير أصوات الشارع طرقاته المكتظة بالناس والآلات. يعتقد البعض أن الآلة عدوة الإنسان، فهي التي سلبته حريّته، وهي التي دمّرت كوكبه، وهي أيضاً التي تقتل أخاه الإنسان كل يوم. يا لجهل البشر الذين لم يؤتوا من العِلم إلا قليلاً! فلقد أوتوا علوم تصنيع الآلة بأنواعها، ولكنهم لم يحسنوا استخدامها، فالآلة التي يفجّر بها الإنسان المدن ويبيد الحرث والنّسل، هي نفسها الآلة التي تحرث الأرض وتخرج له خيراتها. والآلة التي يدوس بها الإنسان أخاه الإنسان وسط الشارع دون اكتراث، هي نفسها التي توصله إلى المستشفى في حالات الطوارئ لتنقذ حياته. على ضفاف الشارع الخامس في نيويوك، يتسابق الناس حتى في الأعياد والإجازات، ليس للوصول إلى خط النهاية، فنهاية أحدهم قد تحل به قبل أن يبدأ السباق، ولكنهم يتسابقون بحثاً عن المجهول، وبحثاً عما يَعِدُون به أنفسهم كل يوم، بحثاً عن الأمل، ذلك الذي قال عنه الطغرائي: أُعَلّلُ النفس بالآمالِ أرْقُبُها ...ما أصعَبَ العيشَ لولا فسحةٌ الأملِ |
||||||||