الشاعرة بخوت المريه ومن لا يعرفها ؟!
من المعروف أن الرجال أشعر وأغزر قصيداً وأقوى سبك للمعاني وانتقاء
للمفردات الأدبية وأدق وصفا من النساء وهذا ما لا يختلف عليه أثنين !
ولكن بزوغ نجم بعض الشاعرات ابتداء من العصر الجاهلي عندما حكم
النابغة الذبياني بسوق عكاظ للخنساء بأنها أشعر من حسان بن ثابت
رضي الله عنه ومروراً بعصور الإسلام المتعددة وانتهاء بعصرنا الحالي
جعل الأدباء يعترفون بشاعرية بعض النساء وتـفوقهن بكثير من المراحل
على أقرانهم من الرجال ..
ومن أولائك النسوة شعره توفيت قبل
سنوات لا تتجاوز العشر تدعى/ بخوت
عاشت بدايات عمرها بمنطقه بريه
بديار بني مره جنوب الأحساء
وقد طرقت بقصيدها جميع أبواب الشعر
وأبدعت فيها أيمّا أبداع وخصوصاً
الوصف وهي تلك البدوية الأمية
وأليكم بعض المقتطفات من قصائدها
نسبها :-
بخيتة بنت عايض آل عذبة المري المعروفة باسم بخوت
موطنها :-
عاشت بداية عمرها جنوب منطقة الاحساء مع والدها
على عد (الزرنوقة) وكذلك حول بير (فاضل) وكلاهما موارد لقبيلة مرة
حياتها الاجتماعية :-
كانت يتيمة الأم وقد تزوجت ثلاث مرات ولكن لم ترزق بذرية
وقد عاشت في بداية حياتها مع والدها عايض المري ..
تنتسب بخوت لعائلة آل منيرة ...
والذي يقطن غالبيتهم في مدينة المره بجنوب قطر
شاعريتها :-
كتبت بخوت الشعر وهي في سن مبكرة في الثامنة من عمرها تقريبا
ولقد تطرقت لجميع أغراض الشعر النبطي من مدح وغزل ووصف ورثاء ومحاورة
والشاعرة هي عمة ( الشاعرة العملاقة .. الراسية )
وفي غزلية رائعة :-
ليته يناديني وأنا بس أناديه = وأجاوبه ياحسين ولو كان مره
عليه قلبي يابسات عراويه = أقفا ابقلبي من ضلوعي يجره
ذالي ليال قاعدة في حراويه = ليننها زادت عليّ المضره
قمت أتوجد وجد من مات غاليه= قبوه إقباله كل يوم يمره
أو وجد من خاوه والليل ممسيه = ينخا ولا حد من هل الهجن مره
خلي طريح والضواري اتحاضيه = بالمقطعه وامقابله ضلع حره
على الذي ماشفت حي ايحاليه = شيخ على القوم المعادين شره
وفي أجمل قصايدها قالت :-
مـل قلـب(ن) فــر وأفتــر مثـل المـروحـه =فـرهــا فـرت جـديـد قوي(ن)سيرهــا
ان ضحك لي صاحبي سر قلبي وافرحــه=وان تغلى صاحبي زاد عيني شرها
صاحبي ناوي يذبحني و أنا مقوى اذبحه=شب في كبدي سنا نار زوّد حرهـا
وقالت رد على من علق على جراءتها الشعرية :-
العب المنكوس وارفع بصوتي ماعلي =من هل المنقود وأهل العلوم الهينه
يقال انه كانت لها قصة عشق بين أ حدأبناء عمومتها ويدعى "محمد"
وكانت لا تخجل من هذا العشق الطاهر بل كانت تجهر به وكانت تذكر محمد
في اغلب أبياتها وهذه احد أبياتها فيه :-
ياهل البيت المطرف تراني يوم جيت =عندكم لي حاجة(ن) واستحي ماقولها
أيضا في محمد ...
المحبة لا سطت ما يعالجها الطبيب=روحتك ياصاحبي ليت ربي لدها
عادة الدنيا تفرق حبيب(ن)عن حبيب=وقطعش يارفقة(ن) والمفارق ضدها
لها في الأحلام :-
البارحه والحبايب كلنا لما=يوم اصبح الصبح كل(ن) راح في داره
حسبي على الحلم يكذب جعله الهما =ســوّى بحالي كما عــود ونجـــاره
قالت أيضا في ابن عمها " علي " وانه بمثابة الأخ لها والأقرب إليها :
يا علي يا خوي وين بدواني غــدو=لا خبـر ولا مـديد ولا قلبي بنيـس
راحوا العربان في شف قطعان البدو=في هوى الخلفات ماراوزوا يوم الخميس
نحف حالي ياعلي نحف مدراة السدو=وزوع قلي زوع حر (ن) إلى شاف القنيص
ولها أيضا في الحكمة :-
تــل قلبي تل طيـر(ن) على الجول مهـدود=يطرد المقفي وطرد المقافي كايـــده
مهبلك ياللي تبي الوقت الأول لك يعود=من يرده كون محيي العظام البايده
نوادر من قصائدها :-
جعل وبل الغيث يسقي ديار المفرعين=منزل اللي كن حديثة حليب معدّية
ضيقتي في خاطري دايم ماهوب زين=قومي اللي سم حالي وبيح سدّية
أن سجنته قام يتبع دروب الدالهين=وان نشدته قال أنا علتي متعدّية
أن بغى خلي جنابي فلا غيره ضنين=وان بغى يقفي فيقفي مراح مودّية
ومن نوادرها أيضا هذه القصيدة اللي تشبه فيه الحرية واستعادتها مثل طير شاهين ربيطة السبق :
زوع قلبي زوع طير قطع قد هو حكير=من شياهين البحر واستخل اهجارها
كل ما صاح المصيح تعلوت تستدير=عقب ما هي حكرة سعدها بطيارها
وهذي الأبيات قالتها بخوت عندما كانت أختها تعالج من مرض السرطان في لندن
وكانت الشاعرة في ارض الوطن حيث قالت هذه الأبيات تشكر الذي صنع جهاز الهاتف
وتتمنى مرافقة أختها ( نوره) التي وافها اجلها..
المحتوم هناك حيث قالت :-
عسى من صنع ذا الهاتف ايديه ماتنشل =عسى دارة الوسمي يخرب بساتينه
تعلا الحرارة وان تكلمتبه تنزل=على صوتهم قلبي تريح شرايينه
وجودي على طيارة صوبهم تنتل =علشان مستشفاه باجي مصاخينه
أما المحاورة نذكر له هذه المحاورة مع الموت:-
بخوت المرية:
اشهد شهادة حق ما تستحي يا موت =و أنا اشهد إن ما فيك ميز(ن)ولا شيمة
الموت:
صلاتش ردية والحكي زور يا بخوت =وكل خذيتيه من هله وأنتي مقيمة
وقالت في الفراق :-
ياجماعة وإن عزمتوا على أنكم راحلين=غمغموني عن مظاهيركم لاشوفها
كن في قلبي لهب نار ربع(ن) نازلين=اشعلوها بالخلا والهبوب تلوفها
ول عود(ن)لاش رحمه ولا قلب(ن) يلين=عسى ذودك في نحر قوم(ن) وأنت تشوفها
عيدوا بي في الخلا والفريق معيدين=كل عذرا نقشت بالخضاب كفوفها
مايقرب دارهم كود صنع الذاهبين=كود حمرا عزمها من صفاة بلوفها
كن حنين الويل يشبه لخلفات القطين = لينوا له بالقدم مع طمان اجروفها
وتقصد بالحمرا : السيارة ..
وقالت تتمنى حياة البر والبادية :
وجودي على بيت الشعر عقب بيت الطين=وجودي على شوف المغاتير منثره
وجودي على خوة هل الموتر المقفين=وجودي على شوف السهل من ورا الحره
ليا حلوا البدوان وصاروا على بيتين=ومن كان له خل مع ذاك ماغره
وفاتها :-
عندما تقدم العمر بشاعرتنا استقرت بقية عمرها في مدينة الدمام
بمنطقة تسمى (كمب البدو ) وحاليا اسمها (حي البادية)
حتى توفيت هناك عام 1995 ميلادي.
رحمها الله واسكنها فسيح جناته .