لِقاءٌ في الأفُق

في رحلتي
كانت بداياتُ النغمْ
هناكَ يا قلبي أنا
نَمَا حُلُمْ
غَذَيْتُه
من نهرِ قلبي
و اسْتَوَى..

لما استوى
جاءتْ أعاصيرُ الأسَى
لتقتلعْ من خافقي
ذاتَ مَسَا
حُبًّا رَسَا
لم تستطعْ
لكنها قد أبعدت
بُعْدَ المدى
حلمي
و أهدت قلبي المشتاقَ
حزنا سرْمَدَى
لمْ أنثنِ
حاولتُ كيما
نلتقي
فكان في الأُفْقِ الفسيحِ
موعدي
أمدُّ في فضائهِ يدي
مبسوطةً بالحبِّ
بالأشواقِ
ترقبُ للقاءِ الأبعدِ
ظليتُ يومي ناظِرًا
فقلتُ في نفسي
ستأتي في الغدِ
طال انتظاري
للأمل
و ملني صبري
و أضرم بين جوانحي
نارًا
سعيرُها سيقتلُ الحُلمْ
إنْ لم تكوني
غَيْمَةً
بغيثِها المِدْرارِ
تحيا الأرضُ
تُهدي زهرَها
للكونِ
يُنْشِدُ شِعْرَهُ
من غيرِ فمْ
إن لم تكوني هكذا
فإنني
سأدْفِنُ الآمالَ
في ألمي
و أكسِرُ القلم .
ــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
متأمل

كثيرون يسألون عن هواياتهم فيقولون : من الصغر و لا زالت تنمو ...
أما أنا هنا فسأكتب كلمات عن عشقٍ عميق ،
أثّرَ في نفسي كثيرا ،
وسهرتُ معه طويلا ،
و تغنيت به حبا صادقا ،
إنه ( عشق الكلمة ) .
بدأت رحلتي معه من الصف الأول الثانوي ،
عندما رزقني الله أستاذا من مصر ،
يحفظ كتاب الله تعالى ، و يحب اللغة .
كان يراقب طلابه من خلال مادة ( النصوص ) و ( التعبير )
و لعله رأى في تلميذه شيئا من التميز ،
ذات يوم طلب منا أن نكتب تعبيرا عن موضوع ما ،
و عمله كالمسابقة بين طلابه ، و لما فرغنا ،
أخذ الأوراق يتأملها ،
قال له الزملاء : كتابتنا أفضل أم كتابة ( متأمل ) ،
فقال لهم كلمة لا تزال تتردد على مسامعي إلى الآن ،
و كأني لا زلتُ طالبا بين يديه ،
قال لهم : ( و هل تستوي الظلمات و النور ) ،
يا ألله !
كم للمعلم الصالح من تأثير بالغ على طلابه ،
ثم أنه في الحفل الختامي للأنشطه ،
أعطاني هدية ، أعلنها على رؤوس الأشهاد ،
سماها ( جائزة الأدب ) .
لم أصدق نفسي وهو يدعوني ،
كنتُ أقول في نفسي : أنا لا أستحق هذا .
- لستُ إلا طالبا في مدرسة المشاغبين - .
عشقتُ بسبب أستاذي اللغة و الأدب ،
كنتُ أقتني المجلات الأدبية أقرأها ،
و في الثانوية العامة رافقتُ مع أحد إخوتي في المستشفى ،
و من ملل الجلوس ، و كآبة المشفى ،
نزلت إلى الشارع كي أستنشق عليل الهواء ،
فقد أعلّتني رائحة المعقمات و الدواء
و إذا بي أقفُ أمام مكتبة صغيرة ،
دخلتُ فيها ، و تأملتُ كتبا تحويها ،
و إذا عيناي تقعُ على ديوان الشاعر الكبير ،
الفيلسوف ( أبي القاسم الشابي ) التونسي .
اشتريته ، وبقيت طول ليلي أقرأ قصائده ،
عجيب هذا الرجل ، و آية في كتابة الشعر ،
رغم ما أصابه من لَوْثَةٍ في عقيدته .
كبرتُ عن الثانوية ، و ذهبتُ للجامعة ،
و خلال دراستي فيها ،
قرأت ( طبقات فحول الشعراء ) لابن سلام ،
و ( شرح المعلقات السبع ) للزَّوْزني ،
و كثيرا من ديوان حسان بن ثابت - رضي الله عنه - ،
و تعلمتُ العروض و القافية ،
و قرأت في الأدب السعوي ،
و ديوان الشاعر " خالد الفيصل "
و ديوان " مشاعري " لـ " عبدالله الفيصل " ،
و هو يكتب بالفصيح أجمل مما يكتب بالشعبي ،
و من قصائده المشهورة ، قصيدة ( ثورة الشك ) التي غنتها " أم كلثوم " ،
ومن كلماتها :
أكاد أشكُّ في نفسي لأني
أكادُ أشكُّ فيك و أنت مني
و أنت منايَ أجمعُها مشتْ بي
إليكَ خُطا الشبابِ المُطْمَئِني .
و سامحوني إن كان فيها تقديم أو تأخير ، فالكتابة من الحفظ .
و قرأت دوواين الشاعر المبدع " يحيى توفيق حسن " . مجموعة كاملة في مجلد واحد .
و غيرها من كتب النقد ، و البلاغة ، و الشعر ، و اللغة .
...
ولازلتُ سائرا متعلما في كتب القوم ،
و بين يدي الآن كتاب : ( مساءلة الحداثة ) لـ عبدالملك بو منجل . جزايري .
..
هذه إِلْماحَةٌ سريعة
لمعشوقة ليست كبقية المحبوبات ،
أحس أنها تقربُ مني كلما أتيتُ لها،
و تمتزج بي ، لأنها تعلمُ أنها تسري في عروقي .
...
و لعل هذه المرة الأولى التي أكتب عن هذا الموضوع ،
وربما الصباح قد هيّج الذكرى ،
فجلب الخواطر ، و أثار المشاعر ،

وداعٍ دعا إذْ نحنُ بالخَيْفِ مِنْ مِنَى *** فهيَّجَ أشجانَ الفؤادِ ولا يدري
دعا باسمِ ليلى غيرَها فكأنَّما *** أطارَ بِليلى طائِرًا كانَ في صدري .
ــــــ ــــــــــــــــــ ـــــ
متأمل

أنا لي وطن ..
لكن أمري
في الوطن
عجيب
أسيرُفي ربوعهِ
أمشي مع الطُّرقاتِ
أنظرُ في محاسنهِ
بينَ يَدَيْ غريب
ذاكَ له كلُّ الرِّضَى
و لي أنا كلُّ الغضبْ
ذاكَ له كلُّ النِّعم
و أنا
أسيرُ في فلاتهِ
كي أجمعْ أحزاني
معَ حِزْمةْ حطبْ
..
مليتُ من صبري
و ناديتُ بأعلى الصوتِ
يا وطني
هذا أنا
أنا ابنُك
أنا الذي يحميك بعد الله
إذا أتتْ عبوسةً
ذات لهبْ
هذي جذوري
في أرضك الطاهرة
عميقةٌ
وحبك النّقي
في قلبي
عَقَدْتُ له
ألفٌ و ألفٌ
قلْ ما تشاءُ
من العُقَدْ
..
فَلِمَ
أدَرْتَ الوَجْهَ
عني
يا حبيبي
و رَضيتَ أن تبقى
مع الأشباحِ
..
هل تنفعُ الأشباحُ
في يومٍ
يثور به الغبارُ
و يُقْذفُ الزَّبَدْ
..
سأظلّ
يا وطني وفيا
رغم نكرانك
لن أحملَ الحِقْدَ عليكَ
بلْ
أهديك مني
تحيةً
و قُبْلةً
أهديكَ روحي
هاكَها بِيدْ
و وَرْدةً بيدْ
ــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
متأمل

نحن في أوطاننا غرباء
هذا خير ما يقال

شكراً أخي متأمل على جمال وروعة حضورك
وطيب وتميز مشاركاتك
ولك منا كل شكر وتقدير

,’



بلادي و إن جارت عليّ عزيزةً
............. و أهلي و إن شحوّا عليّ كِرامُ

يبقى الإنتماء للوطن في الدماء مهما حصل !


صديقي
كلّ عام و أنتم بخير , عيدك مبارك يا فاضل




,’

السلطان
شكرا لتواجدك الدائم ،
تحية لك ،
و كل عام و أنت بخير .

عادل
أهلا بك عزيزي
وهل نستطيع أن ننزع حب الوطن من قلوبنا !
..
تقبل الله مني و منك ،
و عيدك مبارك .
تحياتي .

من الطرائف :
المهنة ، و البيئة لهما تأثير على لغة صاحبها ،
قرأت قبل سنوات أبياتا لعاشقٍ يمتهن الحدادة ،
فبانت في شعره مهنته جلية واضحة ، يقول :

مطارِقُ الشّوقِ في قلبي لها أثَرُ
يَطْرُقْنَ سِنْدانَ قلبٍ حَشْوَهُ الفِكرُ
و كيرُ نارِ الهوى في الجسمِ موقَدَةٌ
و مِبْردُ الحُبِّ لا يُبقي ولا يَذَرُ .
......
فانظروا كيف استخدم ( المطارق ، و السِّندان ، و الكير ، و المِبْرد )
و وظفها في قصيدته .
فسحق قلبه بمطارق الشوق ،
و ألهبَ جسده بنار الهوى ،
ثم براهُ الحبُّ بَرْيا .
......................
دمتم سالمين .

قالت لي ، و الشأن ليس شأنها :
ألا تتكلم ؟
قلتُ : عمَّ أتحدث ؟
قالت : عن حكايتك .
فكأنما كلماتها خنجر ينكاُ جُرحا ،
أحاول تضميده بالتسلي .
قلتُ : لا يفيدك شيئا .
قالت : أحب أن أسمع
قلتُ : إذن هو كلام عام ، يمر مرَّ السحابِ عليك ،
و أما أنا فكأنه مناشير تفتك بلحمة كمثرية الشكل ،
مُترعة بالحب ، و الوجد .
حكايتي يا سيدتي :
قصة لم تكتمل فصولها ،
نايٌ حزين ،
و أنشودة لم تجد حُنجرة تغرد بها ،

حكايتي فيها من " أطلال " إبراهيم ناجي ،
الشيء الكثير ، و التي يقول فيها :

يا فؤادي لا تسلْ أينَ الهوى

كان صرحًا من خيالٍ فَهَوى

اِسقني و اشربْ على أطلاله

و ارْوِ عني طالما الدّمعُ رَوى

كيف ذاكَ الحبُّ أمسَى خبرًا

و حديثًا من أحاديثِ الجَوى
...
عندما يكتمل البدر ، يخسف ،
و عندما تزين الأزهار تذبل ،
...
أخاديدُ الأحداثِ
في أوديةِ القلبِ شاهدةٌ
لو قُدِّرَ لكِ
أن تطلعي عليه
لرأيتِ كم هو حجم الأسى
..
هذه حكايتي باقتضاب ،
فلا تسأليني مرة أخرى ،
لأن البوح نوح
و النياحة لا تجوز .
ـــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
متأمل

كيف ضاعَ الكلامُ فوق الشفاةِ

و انتهتْ بسمةُ الحزينِ إليهِ

كلما أبصرتْ عيوني أُناسًا

قلتُ في الناسِ من بكائي عليهِ

حائرًا كنتُ و المخاليقُ تلهو

و كأني نزيلُ أرضِ التِّيهِ

و إذا لاحَ بارقُ الماءِ يسعى

فإذا ما وافاهُ لا يَرْتَوِيهِ

ضاربًا في مناكبِ الأرضِ يرجو

أن يرى في الفلاةِ من يأْوِيهِ

لم يجدْ في المَفازةِ القفرِ إلا

ريحَ صِرًّا و وحْشَةً تَعْتَرِيهِ
ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
متأمل

* قلتُ لقلمي من أنت ؟!
قال : مسافرٌ في الزمن الصعب !
...............

* عندما تَهِبُّ رياحُ الذِّكرى يَنْشَطُ القلبُ للألم !
...........

* في غرفِ الذاكرةِ نوافذُ لم تُفتحْ ، و ستظلّ هكذا .
............

* على أرائكِ الوُدِّ اِتَّكَأَ قلبُكِ المُدَلّل .
.............

* على وجه الورق أكتبك ولا اكتب معاناتي
لقيتك سبّة آهاتي و أنتِ كل ذا المكتوب
.............

* أنتِ الفرح مرسوم في ضحكة الصبح
و أنت تغاريد الطيور البريئه
............

* في لحظةِ الانغماسِ في الذّات ..
لمْ أَرَ إلا أنتِ !
...........

* لو طاوعتُ القلمَ ؛
لكتبَ عنكِ و ما كلّ ،
و أهدَى لكِ ولا ملّ .
ــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
متأمل