..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الإسلامية > المنتدى الاسلامي
 
أدوات الموضوع
إضافة رد
  [ 1 ]
قديم 12 Jun 2005, 03:48 PM
عضو متميز

الشدادي غير متصل

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 10
الإقامة : saudi arabia
الهواية :
المشاركات : 5,533
معدل التقييم : 25
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
مفاتيح القلوب



الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه دائما بالانقطاع ما تعاقب الليل والنهار والحمد لله ما ذكره الذاكرون والحمد لله ملء السموات والارض وملاء ما بينهما وملء ما شاء من شيء بعد له .

الحمد لله سبحانه وتعالى كما نقول وخير مما نقول وله الحمد - جلا وعلا - كما نقول سبحانه وتعالى هو أهل الحمد والثناء ولا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه فله الحمد كما يليق بجلاله وعظيم سلطانه والصلاة والسلام على أشرف الناس ذكرى وأحسنه خلقا وخلقا نبينا وحبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان الى يوم الدين وعلينا وعلى عباد الله الصالحين .

أما بعد :
أيها الإخوة الأحبة سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، ويتجدد لقائنا بعد فترة إنقطاع ربماكانت طويلة نسبياً ونسأل الله جل وعلا ونحن نجدد العهد في هذا اللقاء في بيت من بيوته في كل يوم جمعة من أيام الأسبوع يوم الجمعة اليوم الأغر الفضيل الذي فيه ساعة الإجابة نتقرب الى الله عز وجل بأن نذكره وأن نتلو آياته وأن نتدارسها وأن نذكر أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وننتفع بها لعل ذلك أن يجعل هذا اليوم نوراً وضياءً وذكراً وعبادة وأجراً وفضلاً وثواباً ورفعةً بإذنه سبحانه وتعالى، ونسأله جلا وعلا أن لا يحرمنا هذه اللقاءات المباركة وهذه المذاكرات النافعة وهذه المساجد التي يرفع فيها إسم الله سبحانه وتعالى وهذه نعم من أجل النعم وأعظمها تحيا بها القلوب وتنشرح بها الصدور وتتدبر فيها العقول ويقع بها المراجعة لماسلف من الأقوال والأعمال وما مضى في سالف الأيام، ويقوي بها العزم على الطاعة والإستقامة فيها لما يستقبل من الأيام .

ونسأل الله جلا وعلا أن يجعل هذه الجسات والمذاكرات نافعة مباركة وان يكتبها لنا في موازين حسناتنا وأن يجعل لنا من ورائها عملاً صالحاً وأجراً مضاعفاً إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهذا اللقاء يتجدد مع الدرس التاسع والثلاثين بعد المئة في يوم الجمعة السابع والعشرين شهر جمادي الآخرة عام 1417 هـ من الهجرة البوبة الشريفة مع درس بعنوان [ مفاتيح القلوب ] وأول ما نبدأ به الحديث عن القلوب والقلب عجيبة من العجائب وسر من الأسرار يدل على عظيم خلق الله سبحانه وتعالى .
والقلب في معناه : التغيّر والتبدّل ؛ فإن الإنسان يقلب الصفحة أن يغير وجهها ويبدلها ، ويقولون تقلُّب الحال أي تغير وانقلب حاله أي صار إلى حال غير التي كان عليها وسمي القلب قلباً لكثرة تقلبه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر : ( إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ) .

والقلب أمره عجيب فهو فإن كان جسماً صغيراً وعضلة محدودة الحجم الا أن فيه الكثير والكثير والكثير من معاني الفضائل والرذائل والمتناقضات التي تفترق بحسب ما يتغير على أحوال الناس كما تتنوع في أحاديث البشر ، فالقلب - على سبيل المثال - هو محل كل إيمان ، وهو في موضع آخر موضع الجحود والنكران ، والقلب هو أمير الأعضاء وفي بعض الأحوال يكون أسير الأهواء ، والقلب هو الذي يثبت ويشمخ ويعلو إذا كان مطمئناً ساكناً إلى الله - عز وجل - راكناً ، وهو الذي يخذل ويضعف ويجبن ويذِل إذا كان قد مليء بالخوف من غير الله - عز وجل - أو ابتغى القوة والعزة من غير طريق الله سبحانه وتعالى .

القلب يطمئن فإذا بالإقدام تثبت وإذا بالأسارير تنبسط ، وإذا بالعين تبرق ببريق الرضا فإذا باللسان ينطق بالكلام الحسن، والقلب لا يكون مطئمناً بل يضطرب أو يجزع فإذا العينان تضجان وإذا اللسان يتلجلج وإذا الجلد يقشعرّ وإذا الشعر يقف، فكل شيء سره ومرجعه ومبدئه ومنتهاه متعلق بالقلب ، ولذلك ربما ترى الإنسان ضحِك السن أو منطلق الكلام ولكن ذلك لا يدل بالضرورة على أنه مرح والقلب مسرور النفس والعكس كذلك، ولذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينظر الى صوركم ولا الى أعمالكم ولكن ينظر الى قلوبكم ) .

فالقلوب هي التي عليها المعوَّل وإليها المرجع ، وفي القلب يكون سر الإخلاص والقصد الصالح والتوجه إلى الله - عز وجل - أو يكون والعياذ بالله الرياء وإراردة وجه غيره - سبحانه وتعالى - وتتعلق بالقلب أهم وأعظم العبادات التي هي أسباب النجاة .. ففي القلب الإيمان ، وفي القلب صدق التوكل ، وفي القلب حسن الإخلاص ، وفي القلب حال الخوف من الله عز وجل ، وفي القلب عظمة الخشية فيه سبحانه وتعالى ، وفي القلب شدة المحبة له جلا وعلا ، وفي القلب عظمة التلعق به سبحانه وتعالى ، وفي القلب قوة الثقة به جلا وعلا ، كل هذه من العبادات ؛ لأن العبادات كما عرّفها العلماء فيما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله :
"إن العبادة إسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة " .

فالظاهرة أقوال اللسان وأعمال الجوارح بالأركان من صلاة وزكاة والأعمال الباطنة هي المحبة والتوكل والخشية والإنابة ، وما يلحق بذلك مما هو أعظم وأجل وأكثر أهمية ، وأيضاً القلب له الثلث الأول الأساسي من الإيمان حسب تعريف العلماء حيث قالوا الإيمان إعتقاد بالجنان ، ونطق باللسان وعمل بالأركان ، إعتقاد بالجنان أي بالقلب فهو الذي عليه التعويض ولذلك قال أهل العلم في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ) .

قالوا هذا الحديث فيه ثلث الإسلام ؛ لأن الأعمال تكون بالقلب وباللسان وبالجوارح ، فهذا ثلث وهو الثلث الذي عليه المعوَّل ؛ لأنه إذا بُني القول أو العمل على نية غير خالصة وعلى ما في القلب من دخل أو شرك أو شك أو رياء أو نحو ذلك ؛ فإنه عمل لا قيمة له قال تعالى : { وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً } .
لأنه لم ينبثق عن إيمان صادق بالله - عز وجل - أو كما قال سبحانه وتعالى : { ولقد أوحينا إليك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } .
لئن أشركت - أي في النية والتوجه والقصد الى الله عز وجل - أو أشركت معه غيره في العبادة وما لا يليق ولا يصح الا به - سبحانه وتعالى - ليحبطن عملك ، وأهمية القلب يطول الحديث فيها ولا شك أن كل شي إنما يرد الى القلب والواردات مؤثرات ، فالنظر يرسل فيرى ما يرى من المحرمات والمفاتن والمفاسد ، فإذا بأثر النظر والرؤية ينعكس على القلب فتظلم أنواره وتنطمس بصيرته - والعياذ بالله - وإذا باللسان يتكلم الكلام الفاحش البذئ ، وإذا بذلك ينعكس على القلب صلابة وقسوة ، وإذا بأي جارحة من الجوارح من الجوارح تفعل الشيء المحرم فينعكس على القلب ، وكما ورد في حديث حذيفة الذي يُروى مرفوعاً ويُروى موقوفاً :
( تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأيما قلب أُشربها نكت فيها نكتة سوداء فإن تاب منها واستغفر صقل منها والا أصبح قلبه أسوداً مرباداً كالكوز مجخيّاً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً الا ما أُشرِبَ من هواه ) .

فكل شيء يعود إلى القلب وأثره السيء عليه كما أن كل شيء حسن سيعود أثره على القلب ، فهنا نظر تفكر وتدبر في ملكوت الله - عز وجل - ومن نظر فيما يرى من حوله من الأحوال متعظاً ومعتبراً بمجريات الأقدار ، ومن أطلق لسانه بتلاوة القران وبذكر الله - سبحانه وتعالى - والقول والإرشاد والى الدعوة إلى الله - عز وجل - فكل ذلك أيضاً ينعكس على القلب ، فتشرق أنواره وتزداد شفافيته وتقوى فراسته وتعظم بصيرته ، ويكون سدادا للإنسان وتوفيقاً من الله سبحانه وتعالى باذنه جلا وعلا .

وإن للقلوب إدباراً وإقبالاً ، وإن لها إنبساطاً وإنقباضاً ، وفي ما بين الناس هو موضوع حديثنا ؟ ربما تجد المرء لا يميل الى المرء أو لا يحبه فتسأله لما لا تميل الى فلان أو توده ؟ فيقول لك : ليس هناك من سبب الا أنني لا أميل اليه أو ارتاح اليه ! أو كما يقولون : قلبي لا يرتاح إليه ! .

ولكن في كثير من الأحوال تكون المعادلة هي مفتاح القلوب ، فربما يكون القلب معرضاً منقبضاً عن إنسان ، فإذا تغيّرت المعاملة إلى معاملة فيها حسن وفيها عون ونفع ؛ فإن ذلك يحوِّل ما في القلب ويهيئه للتقبل ، ويفتح الأبواب للمحبة والألفة والمصافاة والمودة والتآلف والتكافل والتعاون والتآزر والتناصر ، وما ينبغي أن يكون بين أهل الإيمان ، وموضوع درسنا هو الحديث عن بعض الأمور اليسيرة والأعمال الهينة غير العسيرة التي تبذر بذور المحبة في القلوب ، وتفتح مغاليق أبوابها ، وتذلل الطريق إليها ، وتفرش الورود والرياحين والعطر والندى فيما بين قلوب أهل الإيمان ، حتى تأتلف وتمتزج بماء المحبة والمودة والإخاء والصفاء .

ونحن نرى اليوم الشكوى من كثرة الشحناء والبغضاء ، كما نرى الشكوى من البعد والجفاء ، ونرى الشكوى أيضاً مما قد يتجاوز هذين الأمرين من التعرض بالايذاء بين المسلمين ، وما ذلك كله إلا لأننا لم تستخدم المفاتيح التي تفتح بها القلوب مما أرشدنا اليه الحق سبحانه وتعالى وبينه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن أعظم إنسان عمل في إستمالة القلوب وآلفها هو النبي - صلى الله عليه وسلم - والفضل في ذلك والمنة لله سبحانه وتعالى ، فقد امتنّ الله على رسوله بنعمة تأليف قلوب أصحابه ومحبتهم له كما قال عز وجل :
{ وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم } ،
هذه المنة يذكرها الله - عز وجل - في سياق الامتنان على الرسول - عليه الصلاة والسلام - والناظر في حال المصطفى - عليه الصلاة والسلام - في أخلاقه وشمائله يجده في جميع مناحيه نوع من تأليف القلوب وإستجلاب المحبة وإدامة المحبة ، ونحن ذاكرون - إن شاء الله - في هذا الدرس بعض مفاتيح القلوب ، ولعلّ بعضها الآخر أن يكون له تتمة في درس قادم بمشيئة الله تعالى ، ونذكرها - أي هذه المفاتيح - بالأيسر والأسهل والأقل ثم ما بعد ذلك .

المفتاح الأول : الإبتسامة وطلاقة الوجه
ولا شك أن هذه الإبتسامة لها أثرها العظيم الذي نود أن نجلي بعضه ، وأن نذكر أيضاً بعض المعاني والفوائد التي تكمل هذا الجانب المتصل بأثر الإبتسامة في القلوب والمحبة والمودة .

الابتسامة معنى
قال ابن المنظور في لسان العرب : تبسم يبسم بسماً و ابتسم وتبسّم ، قال : " والابتسام هو أقل الضحك وأحسنه " ، وأقل الضحك وأحسنه هو عبارة عن إنفراج الشفتين وبروز الأسنان مع إنبساط الأسارير ؛ فإن إنفراج الأسارير يدل على الإنفعال الصادق الذي وقع في القلب ؛ فإنك مباشرة ومن غير إستعداد وربما أحيانا من غير شعور إذا رأيت الرجل الذي تحبه قد أطل وأهل وجدت إبتسامتك تبتسم على شفتيك ووجدت أثر ذلك في عينيك وفي قسمات وجهك ، ولذلك الابتسامة كأنها ومضة برق إذا وجدت سبباً أشعت وأبرقت وكذلك إذا وجدت أرسلت ضوئها ولمعانها وإشراقها فكان ذلك أول رسالة ترسل وأول بارقة يكون من أثرها بعد ذلك التفاعل الذي يظهر للمرء أو للإنسان الآخر فيرى ذلك يعنيه ثم ينتقل الأثر الى نفسه وقلبه .
والابتسامة التي نريدها هي إبتسامة المشاعر الصادقة والمحبة الخالصة لأن الابتسامات كما يقولون أنواع .

أنواع التبسم المختلفة
أ - ابتسامة تماسيح :
أو ابـتسامة التماسيح كما يقولون عنها دموع التماسيح وهي التي يكون فيها التقلب والتلون .

ب- ابتسامة مُغضِب :
وقد ورد منه أيضاً في سيرة النبي - عليه الصلاة والسلام - ما يدل عليه ومن ذلك تبسم الغضب ، فإن المرء إذا غضب ربما تبسم تبسماً يدل على معنى غضبه ، كما ورد في قصة كعب بن مالك في شأن تخلفه عن غزوة تبوك قال كعب :
( فلما سلمت عليه أي على رسول الله تبسم تبسُّم المغضِب )
يعني ابتسامة يظهر من هيئتها من غير إحتياج الى تفسير أو كلام أو بيان أنها تبسم غضب .

ج - ابتسامة مُتعجِّب :
وهناك أيضاً تبسم العجب كما في قوله سبحانه :
( فتبسم ضاحكاً من قولها )
في قصة النملة التي قالت :
{ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده }
فتبسم سيدنا سليمان - عليه السلام - ضاحكاً من قولها قال بعض أهل التفسير إعجابا منه بنصح أمتها وحسن تعبيرها ، وهذا حال الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - الأدب الكامل والتعجب في موضعه ، وفي حديث الحبر أيضاً من الأحبار الذين جاءوا الى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال:
" يا محمد إنا نجد أن الله - عز وجل - يجعل السماوات على أصبع والأرضين على أصبع والشجر على أصبع والماء والثرى على أصبع وسائر الخلق على أصبع فيقول : أنا الملك فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه تصديقاً لخبره ، ثم قرأ - عليه الصلاة والسلام - قوله جلا وعلا : { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } .
قال بعض العلماء : إن تبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - كان تعجباً مما قاله هذا الحبر ؛ لأنه يوافق ما في القران الكريم .

د - ابتسامة سخرية :
كما تشهد لإنسان إذا سخر من إنسان يبتسم وربما أصدر صوتا من هذا التبـسـم .

هـ - تبسم النفاق :
الذي أكثر ما يروّج بين كثير من الناس اليوم ويبتسم هذا لهذا وقلوبهم في غالب الأحوال مليئة بنوع من البغضاء والشحناء فيما بينهم ، وهذه كما قلنا ليست هي التي تعنينا.
وهناك إبتسامة فرح المعروفة والمعهودة .

الفرق صوت
وكذلك ينبغي أن نعرف ما هو الفرق بين التبسم والضحك . فالتبسم في الغالب يكون بلا صوت . والضحك ما تظهر فيه الأسنان مع الصوت، فان كان يسيراً فهو الضحك فان زاد أي الصوت فهو القهقة التي تبدو فيها النواجذ ، وكان النبي - عليه الصلاة والسلام - يبتسم ويقلّ الضحك ، وقد ورد النهي عن القهقهة وكثرة الضحك ، وقد ورد عن النبي - عليه الصلاة والسلام - ما يبين أثر الابتسامة وأهميتها فقد قال عليه الصلاة والسلام :
( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) .

والصدقة - كما نعلم - فيها أجر وثواب وفيها نفع وإحسان .. إذا تصدقت على إنسان فهذا ثواب لك ونفع لذلك الإنسان وصلة بينك وبينه، فكأن الإبتسامة أيضاً تحقق هذا المعنى كله فهي صدقة فيها لك أجر وثواب من الله عز وجل ، وهي أيضاً نفع وفائدة للذي تبتسم في وجهه ، وهي علاقة وصلة بينك وبينه ويكون لها أثرها القلبي والنفسي في تقارب القلوب وتآلف النفوس ؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قال في شأن النفوس :
( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) .
طلق أي متهلل بالإبتسامة ودلائل الفرح والسرور ، وهذا أيضاً يدل على أن هذه الإبتسامة أو تلك الطلاقة ودلائل الفرح والسرور ، وهذا أيضاً يدل على أن هذه الإبتسامة أو تلك الطلاقة معروفاً يُبذل فينفع الناس بإذن الله - عز وجل - وأن هذه الإبتسامة ليست شيئاً هيناً قال عليه الصلاة والسلام :
( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) .
فهي من المعروف وهي من القليل اليسير الذي له أثر بإذن الله عز وجل كبير .

إعلانات رَوْحية مبوَّبة
الإعلان الأول : هذه الإبتسامة والطلاقة كأنها نوع من إعلان القبول والرضا بلقاء هذا الذي تبسمت في وجهه .
الإعلان الثاني : هي إظهار للمحبة والمودة .
الإعلان الثالث : هي دعوة للمزيد فإنك إذا تبسمت في وجهه أقبل عليك وسلم وصافح وعانق وكان ضيفاً عليك أو دعوته للزياردة ، لكن إذا راك من أول الأمر عابس الوجه مقطب الجبين مقفهر القسمات قال : الكتاب من عنوانه هذا ، كأنك تقول له لا تتقدم ولا تأتي ولا تتكلم وليس لك عندنا مقام ولا رغبة ولا أي وجه من وجوه الإستقبال أو الإحسان .
ولذلك ترى دائماً بعض الناس إذا كان من طبعه عدم التبسم ودوام التجهم أن الناس ينفرون منه وقل أن تجد له صديقاً أو رفيقاً فإذا سئل الناس قالوا يا أخي هذا رجل صعب كانه يقول لك لاتأتي إليّ ولا تتعامل معي لمجرد هذا التجهم وترك التبسم .

من ابتسامة النبي صلى الله عليه وسلم
* ما رآني إلا ابتسم
وإذا نظرنا إلى حال النبي - صلى الله عليه وسلم - لوجدنا عجباً . فهذا جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه وأرضاه - يقول :
( ما رآني رسول - عليه الصلاة والسلام - منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي ) .
منذ أسلم الى أن فارق النبي - صلى الله عليه وسلم - الحياة وانتقل إلى الرفيق الأعلى ، ما لقيه إلا تبسم في وجهه ، كم مرة كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يلقى أصحابه كثيراً ، وكم مرة يكون المرء فيها في يومه على حال واحدة ؟ ألم يكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كغيره يمر به أمر يحزنه وتمر به المشكلة تضيق عليه ومع ذلك كان دائم البشر لا يرى الناس منه الا ما يقربهم إليه ويؤلف قلوبهم معه - عليه أفضل الصلاة والسلام . فانظر إلى التأثير الذي بقي في ذهن الصحابي وأخبر به الناس .
ثم لا شك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان له مع جرير مواقف عديدة ومن ذلك أنه قد ورد عن جرير رضي الله عنه أنه قال :
( بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام فزادني والنصح لكل مسلم ) .
وحديث جرير بن عبد الله - رضي الله عنه وأرضاه - في قصة الفقراء من مضر ، وله مواقف كثيرة ، ولكن الموقف الذي سجّله جرير لعمق تاثيره في نفسه وقلبه ، ولأنه وضع بصمات ثابتة وسطّر بنور الإبتسامة كلمات المحبة والمودة على شغاف القلب هو هذا التبسم ، فظل يذكر هذه البسمة لأنها كانت لها أثرها العظيم في نفسه وقلبه وحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم زيادة على إيمانه وتصديقه وتعظيمه له - عليه أفضل الصلاة والسلام - هذه الإبتسامة هي التي نفذت الى نفس جرير واهتزت بها مشاعره ، وطرب لها قلبه ، وأنست بها نفسه ، وتكلمت بها شفتاه ، ونطق بها لسانه حتى صور لنا هذه البسمة في حياته عليه الصلاة والسلام .

* إبتسامة مفتاح
ونظر النبي - صلى الله عليه وسلم - نظرة إلى عمر ذات يوم فتبسم ثم قال له :
( يا ابن الخطاب أتدري لما تبسمت اليك ) قال : الله ورسوله أعلم، فقال : (إن الله نظر إليك بالشفقة الرحمة ليلة عرفة وجعلت مفتاح الإسلام )
وهذا قد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بسند فيه فقال أيضاً فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم .

* أسارير على الأسرّة
في موقف مع أم حرام بنت ملحام - رضي الله عنها - في موقف يدل على أن الإبتسامة أيضاً تحمل التفاؤل وتدل على بشارة وأمل في المستقبل بإذن الله - عز وجل - وكم يكون أثر الإبتسامة على امرء محروم ومهموم أو مصاب بمصيبة ، فإذا تبسم في وجهه كان ذلك كأنما هو نوع من رفع تلك الهموم ، وتخفيف تلك الأعباء والمشاركة والمواساة بشيء يسري ويسلي بإذن الله - عز وجل - أو ربما يكون المرء يحتاج إلى بعث نفسه وإعلاء همته ورفعاً طموحه ، فربما يكون التبسم مع ما يرافقه من الكلام أو الحال ينفع في هذا المقام .
في قصة أم حرام من حديث أنس رضي الله عنه :
" أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نام يوماً قريباً منها ثم استيقظ وتبسم ، فقالت : يا رسول الله ما يضحكك ، قال : أناسٌ من أمتي عرضوا عليّ يركبون البحر كالملوك على الأسرة يعني يغزون في البحر، قالت : يا رسول الله ادعوا الله أن يجعلني منهم ودعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .

فكانت بعد ذلك ممن غزى في سبيل الله - عز وجل - في البحر مع أول من غزى من الصحابة رضوان الله عليهم .

* يبتسم للضحك
" سئل جابر بن سمرة - رضي الله عنه - أكنتَ تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! قال : نعم كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه حتى تطلع الشمس ، فإذا طلعت قام وكانوا أي مع الصحابة يتحدثون ويأخذون في أمر الجاهلية في بعض أخبارها السابقة فيضحكون ويبتسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
الحديث في صحيح مسلم، وعند الحاكم في مستدركه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خلى مع نسائه كان كما قالت عائشة :
( كالرجل من رجالكم الا أنه كان أكرم الناس وألين الناس وكان ضحّاكاً بسّاماً ) .
فهذا شأنه - عليه الصلاة والسلام - وهذا الأثر الذي تركه الإبتسام في قلوب أصحابه ، ونحن نسأل كم هو الجهد الذي تبذله والتعب الذي تعانيه والتغير الذي يحتاجه لكي تبتسم في وجه أخيك لا تكلفك الإبتسامة مالاً تخرجه من جيبك ، ولا وقتاً تضيعه من وقتك ، ولا جهداً ترهق به بدنك إبتسامة - كما يقال - لا تكلف شيئاً ، ومع ذلك بعض الناس يبخلوا بها فمن بخل بما لا خسران عليه فيه فهو أشد الناس بخلاً ولا شك، ولذلك يقول بعض الذين كتبوا في مسائل يعني ( علم النفس ) والمعاملات الإنسانية ويقول :
" إن الإبتسامة لا تكلف شيئاً ولكنها تعود بالخير الكثير إنها تغني أولئك الذين يأخذون ولا تفقر أولئك الذين يمنحون " ،
تغني الذي تعطيه هذه الإبتسامة وفي نفس الوقت لا ينقص منك شيء إنها لا تستغرق أكثر من لمح البصر ، لكن ذكراها تبقى إلى آخر العمل ، إنها تشيع السعادة في البيت وطيب الذكر في العمل ، وهي التوقيع حتى على ميثاق المحبة بين الأصدقاء ، إنها راحة للتعب وشعاع الأمل البائس وأجمل العزاء للمحزون ، وأفضل ما في جعبة الطبيعة من حلول للمشكلات ، وبرغم ذلك فهي لا تشترى ولا تستجدى ولا تقترض ولا تستلف ، إنها شيء مثل الغرسة التي تؤتي ثمرتها المباركة حتى تتطاير منها روائح الزهور والورود شعاعاً - يعني شيء مثل العطر - رائحة العطر لا تستطيع أن تمسكها هكذا تنتشر وتعم وتشيع بين الناس .. الإبتسامة إذا ظهرت ، فإذا تبسمت الآن رأى الجميع إبتسامتي لن تكون متوجهة لأحد وإنما يقولون فلان دائم التبسُّم .

وكم ترى من أناس من يحبه الناس لا يعطيهم مالاً ولا ينفعهم في شيء من عنده لكنه دائم التبسم فتجد الناس يقولون سبحان الله" أما فلان فتألفه النظرة" يعني لمجرد هذا الوجه البشوش الذي يفتر عن الإبتسامة الدائمة أن الإبتسامة صفاء وعطاء وإخاء ومن حرم الإبتسامة حرم سعادة نفسه وحرم بشاشة وجهه ، وحرّم ما هو أهم من ذلك كله ، ألا وهو " عربون الإخاء بين المؤمنين " ، ولا شك أن الإبتسامة - كما قلنا - لها أثر السحر وكما يقولون : "جرب وأنت الحكم" ، وإن كنت يوم حتى في بعض الهم والغم ثم تتبسم تجد لهذه الإبتسامة أثر يفكر عقلك في هذه المشكلة وفي هذه المصيبة ، فإذا تبسمت كأنه نوع من إنفراد نفسك ونوع من التخفيف ونوع من فهم الواقع والرضا بقضاء الله وقدره ، وهكذا كان بعض السلف إذا وقعت المصيبة استرجع وحوقل ، ثم تبسّم حتى يسري عن نفسه وحتى يظهر الرضا بقضاء الله وقدره سبحانه وتعالى .

قال الذهبي معلقاً على بعض ما ذكر في تراجم أهل العلم أنه لم يضحك أبداً قال : الضحك اليسير والتبسم أفضل ، وقال أيضاً : أما التبسم وطلاقة الوجه فأرفع من ذلك كله يعني أرفع من ترك الضحك بالكلية وأرفع من كثرة الضحك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تبسمك في وجه أخيك صدقة )
وقال جرير : ( ما رآني الرسول - عليه الصلاة والسلام - إلا تبسم )
فهذا خلق هو خلق الإسلام فأهل المقامات من كان بكّاء في الليل بسّاماً في النهار وقال عليه الصلاة والسلام : ( لن تسع الناس بأموالكم فليسعهم منكم الوجه )
فإذا لم يكن عندك مالاً تعطيه فاعط من بشاشة وجهك ، فهذا الذي ينبغي أن يكون من الإنسان لأخيه المسلم وهذا المفتاح الأول إذا ما وجدنا المفتاح الأول يصعب بعد ذلك الى أن ننتقل الى ما بعده .

المفتاح الثاني : التحية والسلام
فبعد الإبتسام يأتي السلام ، فالإبتسام من غير صوت ولا كلام والتحية والسلام هي إعلان يصدِّق على الإبتسامة . مثلا الآن يقول لك إذا عندك شهادة إذهب فصدقها يعني صدق على صحتها وصدِّقها، فكذلك السلام هو تصديق الإبتسامة وهو - كما يقولون - نور على نور ، كأن الإبتسام نوعٌ من الرضا وإعلام بالقبول ومناداة لاستكمال الصلة والمودة .
السلام أيضاً يؤكد هذا ويدل عليه فننتقل الى التحية والسلام والتي فيها كثيرٌ من الكلام .

السلام معنى :
السلام في الأصل السلامة ، فمعنى السلام هو التأمين والإقرار بالسلام ، فإذا قلت للإنسان السلام عليكم ، يعني اطمئن فلن يأتيك في شر فأنت في أمن وسلامة ، ولا شك أن هذا معناً مهم عظيم وله أثره الكبير في تآلف ومحبة القلوب والجنة دار السلام لماذا ؟ قال أهل العلم إنها دار السلام من الآفات ، قال الرازي :
" السلامة الحقيقة ليست الا في الجنة ومنها بقاء بلا فناء، وغنى بلا فقر وعز بلا ذل، وصحة بلا سقم " .

وأيضاً السلامة المقصودة هي التعري من الآفات الظاهرة والباطنة تشمل هذا وهذا كما في قول الحق جلا وعلا : { إلا من أتى الله بقلب سليم }
أي خال من الأمراض القلبية والباطنية من شُحِّ أو غِلِّ أو حسد إلى غير ذلك ، وكذلك كما في قوله جلا وعلا : { مسلَّمة لا شية فيها } .
أي سليمة من العيوب الظاهرة ، ولذلك نعرِّف هذا المعنى العام للسلام وهو السلامة ، والسلام هو التحية قال أبو الهيثم : " السلام والتحية معناهما واحد والسلام إسم من أسماء الله عز وجل ومعناه في حق الله عز وجل على ثلاثة أقوال : إن الله - عز وجل - هو السلام بمعنى أنه السالم من النقائص والعيوب سبحانه وتعالى وقيل أنه بمعنى أنه يعطي السلامة فهو السلام الذي يعطي للناس السلامة والأمان وقيل أيضاً أنه بمعنى المسلِّم على أوليائه لانه يسلم عليهم يوم القيامة كما في قوله جل وعلا ( تحيتهم يوم يلقونه سلام " أ.هـ كلام أبو الهيثم .

فكل هذه المعاني مجموعة ويمكن جمع بعضها إلى بعض ، فمسالة البراءة من النقص هي من صفات التنزية ، ومسالة التسليم على الأولياء من صفات الذات ، ومسالة إعطاء السلامة من صفات الأفعال ، فيكون السلام جامعاً بمعانيه المتنوعة لصفات الله - عز وجل - في ذاته وفي أفعاله وفي تنزيهه عما لا يليق به سبحانه وتعالى .

وقال بعض أهل العلم : " تُسلَّم ذاته - جلا وعلا - عن العيب ، وصفاته عن النقص ، وأفعاله عن الشر حتى إذا كان كذلك لم يكن في الوجود سلامة الا وكانت معزية اليه وصادرة منه " .
فهذا معنى من المعاني المهمة الإسلام أيضاً لة صلة بهذا السلام وأيضاً بين للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن من دخل في الإسلام فله معنى يتعلق بالسلام لوجوده عنده ؟ فالذي يدخل في الإسلام معنى ذلك أنه سلم وأمن في دمه وماله .
فالذي يسلّم يكون السلام بمعنى الأمان والسيرة في حفظ ماله ودمه وعرضه وتسقط عنه الجزية فهو سليم وآمن في الدنيا مما على أهل الحرب من المشركين وهو سليم وآمن في الآخرة من عذاب النار ، كما ذكر ابن أبي حاتم في كتاب الزينة فهذا معنى أيضاً مهم أن نعرفه وأن نطالعه .

والسلام تحية من الله ، وسنة من سنن المصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورد عن البخاري في الأدب المفرد : ( إذا سلمت فأسمع يعني إرفع صوتك حتى تسمع غيرك فإنها تحية من عند الله ) .
ولم يكن السلام معروفاً في الجاهلية وإنما السلام جاء من شعائر الإسلام والذي نحب أن نقف عنده بعض الوقفات مع السلام في القران والسلام في السنة وتعامل النبي - عليه الصلاة والسلام - حتى نرى المعاني المهمة في ذلك .

مع السلام في القرآن الكريم
أمن وسرور
فهو منك لغيرك إعلان بالأمن وإشعار بالسرور كما يدل عليه معنى قوله سبحانه وتعالى :
{وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة }
وهذا إعلان لاهل الإيمان والإسلام إذا أقبلوا بإعلان التحية أمان له تذكير بأخوة الإسلام وحقوقها ومستلزماتها ومواجباتها وإظهارا للفرح والسرور بمثل هذا اللقاء .

* أجر وثواب
وأيضاً وجه آخر مهم فيما يتعلق بالآيات القرآنية أن السلامة فيها مع الحضور والسرور أجرٌ وثوابٌ وهو منطلق به كما قال سبحانه وتعالى : { دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام } .
فهذه الآية مذكورة في سياق ذكر النعم والفضل والأجر الذي يعطيه الله عز وجل لأهل الإيمان في الآخرة، فقال يعطيهم من ذلك التحية بالسلام في يوم القيامة .

* يُلقّى في الجنة
وكما قال - عز وجل - في شأن عباد الرحمن وآخر صفاتهم المذكورة قال : { أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً } .
فهنا السلام من كمال وتمام النعيم فليس النعيم مجرد الطعام والشراب والقصور بل يدخل النعيم النفسي الذي يدخل السرور إلى القلب والطمانينة إلى النفس .
إعزاز وإكرام
وأيضاً السلام فيه مجال إسعاد وإدخال السرور بالإكرام والاجلال ففي الإكرام قوة جلا وعلا :
{ والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } .
هذه كرامة لأجل الإسلام ؛ لأن الملائكة وهم خلق الله - عز وجل - لذلك يسبحونه ولا يفترون ويطيعون ولا يعصون ، هؤلاء يكون مهماتهم في يوم القيامة أن يدخلوا على أهل الإيمان غدواً ورواحاً يعلنون لهم تحية الإسلام إكراماً وإعزازاً لهم .

* قولٌ من رب رحيم
ولا شك أثر الإكرام عظيم في قوله عز وجل : { سلامٌ قولاً من ربٍ رحيم }

* ثناءٌ وذكرٌ حسن
وأيضاً السلام فيه ثناءٌ وذكرٌ حسنٌ ويأتي بهذا المعنى كما في قوله عز وجل : { سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً } .
أي ثناءً عطراً وذكراً طيباً ومنسأ حسن في كل أحوال حياته .

*خير وعطاء
كما في قوله جلا وعلا : { سلام هي حتى مطلع الفجر }
أي خير كلها لا يتطرق اليها إمكان إلحاق الشر ؛ لأن الله - عز وجل - ينزِّل الملائكة بالخير وتصفَّد الشياطين ويمنعهم من السعي بالشر والفساد بين الناس .

* سلامة وعافية
وكذلك السلام سلامة وعافية كما في قوله - عز وجل - أو في معنى قوله عز وجل : { فسلام لك من أصحاب اليمين } .

مع السلام في السنة المطهرة
وإذا انتقلنا إلى بعض ما جاء في السنة ؛ فإننا نقف أول شيء على الفضل والثواب العظيم للسلام والتحية ، وما أعظم ذلك الفضل الذي يدلنا على أننا نحن المنتفعون عندما نلقي بتحية ونبدأ بالسلام .

*أولى الناس عند الله
في حديث أبي أمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : { إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام } .
والحديث عند أبي داود بسننه بسنده الصحيح ، فإذا كنت تريد أن تكون الأولى عند الله - عز وجل - والمقدّم فلتكن البادئ لأهل الإسلام بالسلام .

* مؤهل الخيرية في الإسلام
وفي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فسئله أي الإسلام خير فقال : تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) .
هذا من أمور ومؤهلات الخيرية لتكون في خير المتقدمين أو حتى خير المتقدمين في الإسلام فعليك أن تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف .
وسنـقف وقفة عند بعض ما يتعاطاه من الأخطاء في هذه الأمور ومنها أن بعض الناس تقول له : لما لا تسلم على هذا يقول لك لا أعرفه وهذا خطأ وسيأتي بعض هذه الأخطاء في بعض ما يقع في واقع مجتمعاتنا .

* كما ورق الشجر
فضل آخر في حديث حذيفة وهو فضل فيه تكفير للسيئات ورد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه أخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر ) .
رواه الطبراني في المعجم الأوسط برجال ليس فيهم مجروح ، قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ومنه فلان وهو من الثقات فانظر إلى عظيم هذا الفضل في تكفير السيئات .
وكما تتناثر هذه الخطايا ؛ فإن لهذه التحية والسلام أثر في كما تتساقط هذه الأوراق وتتساقط الخطايا بإذنه - عز وجل - تتساقط أسباب الشحناء والبغضاء وتغسل التحية ما على القلب من الدرن ، وبعض ما قد يكون من الدغل فيما بينك وبين أخيك فتتساقط السيئات ، وتتساقط أسباب البغضاء ويكتب الله - عز وجل - الأجر والثواب ، ولا شك أن هذا فضل من الله - عز وجل - عظيم وخير عميم .

* منة من الله لآدم وذريته
ومن الفضائل أيضاً أن هذه التحية تحية عريقة أصلة متسلسلة بخير خلق الله من الرسل والانبياء فقد صح عن الشيخين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم : { إن الله خلق آدم على صورته طوله ستين ذراعاً } .
على صورته أي على صورة آدم ، أي خلق آدم خلقاً واحداً متكاملاً لم يندرج صغيراً ثم كبيراً كما هو خلق الإنسان وخلق الله - عز وجل - آدم على صورته طوله ستون ذراعاً :
فلما خلقه قال : اذهب فسلم على أولئك النفر وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع لما يجيبونك به ؛ فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فذهب فقال : السلام عليكم فأجابوه وعليك السلام ورحمة الله وبركاته زاده ورحمة الله " .

* فضل ودرجة على الرادّ وردّ أطيب
ومن الفضائل حديث ابن مسعود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السلام :
" اسم من أسماء الله وضعفه فافشوه بينكم ؛ فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل ودرجة بتذكيره إياهم ؛ فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب أي الملائكة " .
وهذا أيضاً مما يقوله بعض الناس لم لا تسلم يقول : يا أخي لا يردون السلام سبحان الله سلم وخذ أجرك وما عليك ألا يردوا عليك ؛ فإنه يرد عليك من هو خير منهم وأطيب كما قال عليه الصلاة والسلام .

* بركة على من برّك
وفي حديث أنس الجميل الرائع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له وكان أنس خادمه وكان صغيراً في السن قال له :
" يا بنيّ إذا دخلت على أهلك فسلِّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك " رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب .
بعض الناس أيضاً لا يسلم إلا على الآخرين إذا دخل بيته مع أهله ما في داعي للسلام ، وهذه أمور عجيبة وواردة وشاعت بين الناس ، ولعلنا نجعل التنبيه الآن يعني في هذا المقام على هذه الأخطاء بعد أن ننهي بعضا من الأحاديث في الفضائل ، بركة السلام بركة على البيت وعلى أهل البيت فما أعظم أن تنال البركة بكلمات يجعل الله - عز وجل - فيها الخير بإذنه سبحانه وتعالى .

*إفشاء التحابب
وأما أعظم ما ورد من فضائل التحية والسلام في حديث أبو هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم قالوا بلى يا رسول الله قال أفشوا السلام بينكم ) .
فإذاً السلام يؤدي إلى المحبة والمحبة هي من دلائل الإيمان والإيمان هو مفتاح الجنة بإذن الله عز وجل .

*الخيرية عند الإعراض
وفي حديث أبي أيوب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) .
وهذه فضائل عظيمة تدلنا أيضاً على الآثار النفسية وعلى الآثار في الأجر والمثوبة لا شك أنك إذا تبسمت ثم سلمت ؛ فإن ذلك - كما قلنا - نريد من عقد المحبة ويسدهم بقوة في إزالة الجفوة أو الصد والاعراض ، كما أنه أيضاً يُسلم الى ما بعده فمن سلم صافح ومن صافح عانق ومن عانق تحدث ومن تحدث دعا فتفضل ومن تفضل وأكرم وأضاف إلى غير ذلك مما تتسلسل به العلاقات التي تزيد المحبة والمودة ، ومن ثم عرف الصحابة أثر هذه التحية فيما يتعلق يفتح القلوب وغسلها وتنظيفها .

مع السلام في فقه الصحابة
* ثلاث تجلب ثلاثة
فقال عمر رضي الله عنه : " ثلاث يصفين لك ود أخيك " .
تصفية تلميح البراق كما يقولون الآن إذا أردت تلمع قلوب الناس حتى تكون مشرقة بالمحبة لك ثلاث يصفيك لك ود أخيك .
" أن تسلم عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب الأسماء إليه "

* هل تدعي علينا بمال أو شيء !!
وأول شيء هو أن تسلم عليه إذا لقيته . وقصة لطيفة تدلنا على فقه الصحابة وعظمة السلام :
" الأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله قدما على سلمان الفارسي في المدائن يوم كان أميراً عليها فجاءوا إليه فقالا : ألست أمير المدائن قال بلى ، قال : ألست صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا أدري ، فاختلط الأمر عليهما فقال لهما : أنا الذي تنشدان ولكن صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كان معه في الجنة فيا يدري هل يصاحب هؤلاء من هذا الباب ثم قالا له : قد أتيناك من أخيك أبي الدرداء فبادرهما سلمان - رضي الله عنه - وقال : فأين هديته لي ، قالوا : ما حملنا من هدية ، قال أصدقا وبينا أين هديته لي ، قال : فهل تدعي علينا بمال أو شيء ، قال : أصدقا فقال : ما نعلم مما تقول شيئاً وإنما أتيناه فقال لنا إذا أتيتما الى المدائن فإن أميرها رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خلى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يدخل غيره فأتياه فسلما عليه فقال سلمان : هذه هي الهدية ، فقالوا وأي هدية أريد منكم غير هذه . يعني هذه التحية والسلام وأي هدية أفضل من السلام تحية من عند الله مباركة طيبة " .

جمع الإيمان
وأيضاً بعض الناس يقول لك سلِّم على فلان يقول لك إن شاء الله ولا يسلم ولا يحمل التحية مع أنه ورد في السنة كثير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرئ السلام لأصحابه، قال عمار رضي الله عنه :
( ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان الإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم والإنفاق من الإقتار ) .

* المصافحة معروفة عنهم
وهذا يدلنا على أن الصحابة عرفوا عظمة التحية والسلام وأهميته في صفاء القلوب وغسلها من الأدغال ومعرفته في ذلك ؟، وليس السلام بالقول بل يزداد فتكون مصافحة ومعانقة وقد قال قتادة :
( سئل أنس رضي الله عنه أكانت المصافحة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعني كانت معروفة عنهم قال نعم ) .
وفي حديث البراء وهو من الفضائل العظيمة :
( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان الا غفر لهماقبل أن يتفرقا )
رواه أبو داود في سننه بسند صحيح، إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا .

* المصافحة بدل العناق في غير موطنه
وفي حديث أنس رضي الله عنه قال :
( جاء رجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له : الرجل منا يلقى أخاه وصديقه أينحني له يعني إنحناء للتحية أو للتعظيم، قال : لا، قال : أفيلتزمه يعني يعانقه ، قال : لا، قال : أفيأخذ بيده فيصافحه قال نعم ) .
والمقصود يلتزمه ويعانقه النهي أنه لا يعانقه كل مرة وإلا الناس يأخذوا طول اليوم كل ما قابل واحد يصافح ويعانق ويبطل العمل ويتوقف، ولكن المقصود والعناق له حالة خاصة ؛ لأنه قد ورد عن أنس رضي الله عنه :
" كان أصحاب النبي - صلى الله عله وسلم - إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من سفر تعانقوا " .
فإذا كان القدوم من سفر أو بعد فترة من غياب كان هناك العناق ، وهذا رواه الطبراني في الأوسط بسند رجال رجال الصحيح، وقال أبو أمامة :
" من تمام تحيتكم السلام " .
والحسن البصري يقول : " المصافحة تزيد المودة " .
تزيد المودة خاصة إذا يعني شد على يد صاحبه وحيّاه بقوة ؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صافح لا ينزع يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده .

وهناك كما هو معروف في مصافحة باردة يسلم عليك من طرف الأصبع كأنه يقول لك لا تسلم ولا تجلس ، أو يسلّم عليك ويسحب يده كأنما في يدك شيء يخشى أن ينجس أو يعني يصيب يده بالقذر اوالوسخ ، وهذا كله لا يدل على المودة والمحبة ، ولذلك يعني هذا أيضاً من فقه الصحابة - رضوان الله عليهم - فنحن نعرف حينئذ أن هذه التحية وهذا السلام له هذا الأثر المهم ، فهذا أيضاً مفتاح من مفاتيح القلوب في التحية والسلام .

صور من الأخطاء الشائعة في السلام
* ارجع فسلِّم
وكما أشرت ننبه الى بعض ما يقع فيه الخطأ والقصور ومن ذلك عدم إفشاء السلام وعدم تكراره والإكثار منه على أنه قد ورد الأمر بذلك كما في حديث البراء في الصحيح : أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وذكر سبعاً منها إفشاء السلام )
والنبي عليه الصلاة والسلام ورد ونبه على من لم يسلم كما ورد :
( أن صفوان ابن أمية أرسل كلدة بن حنبل بلبن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال كلدة : فدخلت ولم أسلّم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إرجع فقل السلام عليكم )
فليس الأمر هيناً ، وإنما قد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ومنع حتى لا يدخل الرجل إلا بعد أن يسلم .

* إفشاء السلام قبل الإستئذان
وكذلك ورد في حديث لأبي هريرة : أن رجلا ـ الحديث من رواية ربعي ـ حدثنا رجلٌ من بني عامر أنه استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في بيته قال : أألج ! - يعني أأدخل - فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه أخرج إلى هذا أو إذهب إلى هذا فعلمه الإستئذان فعلمه أن يقول : السلام عليكم أأدخل ! .
وأيضاً تكرار السلام عند بعض الناس .

* ليست الأولى بأحق من الثانية
إن بعض الناس يستثقل أو يستهزئ بالإكثار من السلام ، وربما لا يقصد في ذلك الإنكار لكنه لا يعلم فهناك من لا يفقه أن السلام عند القدوم وعند المغادرة ، فإذا جاء إلى الناس قال : السلام عليكم أما إذا يخرج فلا يقول السلام عليكم ، فإذا رأى من يخرج ويقول : السلام عليكم يقول : أنت الآن معنا ، وقبل قليل قد أتيت إنما يقال في السلام عند القدوم ، مع أن هذا ليس بصحيح في حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا انتهى أحدكم الى المجلس فليسلم ، فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى بأحق مـن الآخرة ) ، رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح .

وأيضاً الإكثار من السلام أحياناً تسلم على إنسان ثم تنشغل عنه ، أو تمضي إلى عمل أو مكان قريب ثم ترجع فتسلم ، وتخرج أحياناً من الغرفة وتعود فتسلّم ، بعض الناس أيضاً يرى في ذلك مبالغة ويقول يعني كل دخلة وكل خرجة سلام فسلام ، وهذا أيضاً وهو غير صحيح فقد ورد في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الذي رواه أبو داود بسند صحيح في سننه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه ؛ فإن مالت بينهما شجرة أو جدارا ثم لقيه فليسلم عليه ) .
يعني إذا كان هناك جدار ثم التقاه مرة أخرى بعد ذلك فليسلم عليه .

والسلام - كما قلنا - مثل الإبتسامة لا يكلف لا مال ولا تعب ولا جهد سلم وأكثر من السلام حتى يشيع السلام .
ومن فوائد السلام أن السلام تمييز لأهل الإسلام ، وتفريق بينهم وبين أهل الذمة ن وغيرها في الإسلام فهو من شعارات الإسلام ومن دلائل شروع السلام وظهوره في المجتمع .

* الإقتصار بلفظ السلام
دون إستخدام الجار والمجرور والإكتفاء بالقليل ثم الكثير يعني بعض الناس يقول لك سلام هذا سلام إختصارات - كما يقولون - كما يخصتر رضي الله عنه (ر) أو صلى الله عليه وسلم ( ص ) أو نحو ذلك " سلام " .. ليس هناك توجيه لكن قل : " سلام عليكم " أو " السلام عليكم " ، هذا هو التوجيه وهذا هو الكمال في السلام ، ومن زاد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زاد الله - عز وجل - له في أجره وثوابه ، كما هو معروف في حديث : ( عشرة عشرون ثلاثون )
ذكر فيها الأجر الرسول صلى الله عليه وسلم .

* الإكفتاء وبالاشارة دون اللفظ
وبعض الناس يقول لك هكذا ، يعني إذا مرّ بك رفع يده ! خلاص هو هذا السلام ! . وهذا أيضاً لا يتحقق بسنة رسول السلام ، وقد ورد أيضاً في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
( أن هذا من فعل اليهود أنهم يكتفون بالحركة أو بالاشارة دون السلام باللفظ والسان ) .

* قصر السلام
على من يعرف من الناس دون من لا يعرف وقد ذكرنا سالفاً : ( سلّم على من عرفت ومن لم تعرف ) .
وقول عمار : ( إفشاء السلام أو بذل السلام للعالم ) .

* لكل المسلمين كل ما لقيت مسلم سلِّم .
بل قد ورد عن ابن عمر - رضي الله عنه - أنه جاءه أحد الناس فقال : قم بنا إلى السوق ، قال ومالك للسوق ؛ فإنك لا تشتري ولا تنظر فيه ، قال : إنما تغدو فتسلم على هذا وتسلم على هذا فتغنم أجرا وخيراً .
فلماذا لا تستكثر من هذا السلام ؟ على من عرفت ومن لم تعرف يكون السلام بداية للتعارف " سلام عليكم كيف الحال طيبون " هكذا يبدأ الكلام ، لكن تريد أن تطلب منه شيء قبل أن تحييه بالسلام يعني يكون في نوع من عدم حسن المدخل كما يقولون .

* ترك السلام على الأهل والأبناء والذرية
فتجد الأب إذا دخل على أبناءه لا يقول لهم : " السلام عليكم " لأنهم صغار، فلماذا لا تسلم عليهم وهم صغار ، وبالتالي هم أيضاً لا يسلمون عليه ويدخلوا ويبقى البيت دخولاً وخروجاً ومكوثاً وإنصرافاً وإجتماعاً وافتراقاً ، وليس فيه سلام ولا تحية ، وهذا - لا شك - أنه نوع من القصور لا بد للإنسان إذا دخل بيته أن يسلّم على أهله ، وذلك بركة كما ورد في حديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وذلك تعويد للأبناء وللزوجة ؛ لأن بعض النساء تدخل على زوجها في غرفته فكأنها تستحي أو لا ترى وجهه أن تقول له : "السلام عليكم" ، أو هو يدخل عليها وعلى بعض أبناءه فلا يرى بذلك وجه ، وهذا كله خطأ وقصور فينبغي إشاعة السلام وخاصة على أهل البيت ؛ فإنه نوع من التعويد وأنه نوعٌ أيضاً من حتى نوع من الإيناس ، وإنه بالعكس في البيوت قد يدخل الرجل على زوجته أو الزوجة على زوجها وكذا ؛ فإن لم يكن هناك سلام ربما يكون هناك مفاجأة فالإنسان يكون منشغل أو كذا، بينما الآخرين تلقاهم في الطرقات تلقاهم في الأسواق ليست كما يكون في البيوت .

* الخطأ الفاحش في السلام
أسوا شيء من الأخطاء والقصور هو تغيير تحية الإسلام أو إستعمال غيرها مما هو في لغات أخرى أو عند الكفار أو عند اليهود أو النصارى أو إستخدام ألفاظ يعجب الإنسان كيف شاعت بين الناس ، وللأسف أن في بعض المجتمعات وفي بعض البيئات هي الغالبة السائدة ليس فقط صباح الخير أو مساء الخير ، وإنما ألفاظ كثيرة جداً يعني شاعت حتى في بعض المجتمعات ربما تمكث الوقت الطويل فلا تسمع السلام الذي هو سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي هو تحية الله لأهل الجنة .. لا تجد هذا السلام وهذا - لا شك كما قلنا - أولاً فيه أجر لتحية الله وتحية آدم والتحية التي هي سنة من سنن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيها أيضاً تمييع للتفريق بين المسلمين وغيرهم .

وفيها أيضاً تفريق للوحدة المسلمون في كل مكان تذهب إلى أندونيسيا .. تذهب إلى الهند .. تذهب إلى السند حتى الذي لا يعرف العربي يعرف السلام عليكم هذه في كل مكان يأتيك الحاج من الصين من أقصى الأرض يعرف السلام عليكم لغة مشتركة يتعامل بها الناس ، ثم نأتي نحن المسلمون ونحن الناطقون بالعربية فيسلم بتحية وذاك بتحية كأننا لا يجمعنا شيء أو لا نعرف هدي الإسم أو سنة رسوله عليه الصلاة والسلام .
فهذه وجوه أيضاً من القصور التي ينبغي أن نتنبه لها وأن نبتعد عنها .

* آداب السلام وحقوقه الأولوية
1 ـ الراكب على الماشي .
2 ـ الماشي أو المار على القاعد .
3 ـ القليل على الكثير .
4 ـ الصغير على الكبير .
5 ـ القليل على الكثير .
في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
( يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل علىالكثير )
متفق عليه، وفي رواية لأبي هريره عند الشيخين :
( يسلم الصغير على الكبير ، والمار على القاعد ، والقليل على الكثير ) .
وقد ورد أيضاً سلام المراة على الرجال في جمعهم ، وسلام الرجل للنساء ، فالسلام ورده ليس فيه حرمة ولا منع بل هو - كما قلنا - من شعائر الإسلام ، ومن سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإذا تأملنا ثم قلنا هذه بعض مفاتيح في شأن مفاتيح القلوب وتهيئة التقبل وغرس المحبة فيها بطلاقة الوجه والإبتسام وببدء التحية والسلام ، ولنا إن شاء الله تعالى بقية في الدرس القادم نستكمل بها مفاتيح القلوب ، ولنذكر بعد هذين المفتاحين أيضاً أربعة مفاتيح نتم بها بعض الأمور المهمة التي تضفي الود وتبذر المحبة هي كلها من الأمور اليسيرة السهلة وهي من الأمور الإجتماعية الحياتية التي يتعاطاها الناس .


رد مع اقتباس
قديم 12 Jun 2005, 04:54 PM [ 2 ]
نائب المشرف العام

تاريخ التسجيل : Mar 2005
رقم العضوية : 106
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 478
الردود : 33237
مجموع المشاركات : 33,715
معدل التقييم : 25عبدالله الشدادي is on a distinguished road

عبدالله الشدادي غير متصل




 
 
المشاركة الأصلية بواسطة : الشدادي
اقتباس
 

[align=center]* آداب السلام وحقوقه الأولوية
1 ـ الراكب على الماشي .
2 ـ الماشي أو المار على القاعد .
3 ـ القليل على الكثير .
4 ـ الصغير على الكبير .
5 ـ القليل على الكثير .
في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
( يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل علىالكثير )
متفق عليه، وفي رواية لأبي هريره عند الشيخين :
( يسلم الصغير على الكبير ، والمار على القاعد ، والقليل على الكثير ) .
align]

 
 


مشكور الله يعطيك العافيه

وجزاك الله خير على المشاركه

وتذكير طيب منك


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 12 Jun 2005, 04:58 PM [ 3 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 3
الإقامة : kuwait
مواضيع : 772
الردود : 15957
مجموع المشاركات : 16,729
معدل التقييم : 25المستحيلة is on a distinguished road

المستحيلة غير متصل




الكلمة الطيبة اقصر الطرق الى القلب

يقول احد الاشخاص...

دخلت تجمعا جديدا على واذا فيه رجل
كلما تقربت منه ، شعرت بعدم ارتياحه لي ، ولقد فكرت مليا في الدخول الى قلبه
ووضعت خططا وطبقتها الا ان شيئا منها لم يجدي ..

حتى وصلت الى درجة القناعة بأني لا استطيع ان افتح علاقة محبة معه ،
وذات مرة حدث لي ان تحدثت معه وكان صادا بنصف وجهه عني
قلت له : اسمع ياحبيبي
فجأة وإذا بالرجل يوجه نظراته الي مركزا عينه في عيني يستمع الى كلامي بلهفة الحبيب وما كدت ان اتوقف من كلامي حتى قال :
ماذا قلت .. حبيبي !

فظننت انه استنكر الكلمة فقلت محاولا تدارك الموقف :
نعم اني صادق اني احبك كما احب نفسي
واذا بالرجل يقاطع كلامي ويقوم ليقبلني
ومنذ تلك اللحظة اصبح الرجل صديقا حميما لي...


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 17 Jun 2005, 02:33 AM [ 4 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Mar 2005
رقم العضوية : 115
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 398
الردود : 5374
مجموع المشاركات : 5,772
معدل التقييم : 25نــــــدى is on a distinguished road

نــــــدى غير متصل




تسلم ياخوي مافي احلى من الكلمة الطيبه والوجه المبتسم

جزاك الله خير


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 19 Jun 2005, 01:42 PM [ 5 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 10
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 209
الردود : 5324
مجموع المشاركات : 5,533
معدل التقييم : 25الشدادي is on a distinguished road

الشدادي غير متصل




 
 
المشاركة الأصلية بواسطة : عــــــــــزوف
اقتباس
 

تسلم ياخوي مافي احلى من الكلمة الطيبه والوجه المبتسم

جزاك الله خير

 
 
وجزاكي انتي كل خير


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 19 Jun 2005, 01:44 PM [ 6 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 10
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 209
الردود : 5324
مجموع المشاركات : 5,533
معدل التقييم : 25الشدادي is on a distinguished road

الشدادي غير متصل




 
 
المشاركة الأصلية بواسطة : عبدالله الشدادي
اقتباس
 



مشكور الله يعطيك العافيه

وجزاك الله خير على المشاركه

وتذكير طيب منك


 
 
لاشكر على واجب اخوي عبدالله
وجزاك الله كل خير


الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من مفاتيح الفرج غالية الأثمان المنتدى الاسلامي 4 14 Nov 2009 12:08 AM
مفاتيح نايس يالبى قلبي خطوات أصابع 2 04 Oct 2009 07:36 PM
مفاتيح الصبر بسمة القسم العام 8 19 Oct 2007 04:49 PM
مفاتيح قلب المرأة .. بسمة الأسرة والطفل والمجتمع 11 07 Feb 2007 03:27 AM
مفاتيح كهرباء روعه لمحة خفوق خطوات أصابع 10 03 Jun 2006 05:56 PM
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

04:00 AM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com