..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الأدبية > منتدى القصص والحكايات
 
أدوات الموضوع
إضافة رد
  [ 1 ]
قديم 10 Feb 2006, 05:23 PM
عضو متألق

عمر الشدادي غير متصل

تاريخ التسجيل : Dec 2005
رقم العضوية : 801
الإقامة : saudi arabia
الهواية :
المشاركات : 190
معدل التقييم : 25
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
بداية أزمة الخليج في عام 1990 ـ 1991



شهد الثامن من أغسطس 1988 نهاية الحرب العراقية الإيرانية ، لكن لم يخطر ببال أحد عندئذ بأن هذا التاريخ سوف يشكل بداية أزمة الخليج في عام 1990 ـ 1991 .
وكان قيام طهران أولاً باقتراح وقف لاطلاق النار كافياً لاعتبار العراق المنتصر في ذلك النزاع الذي امتد ثماني سنوات وحصد أرواح ما يقرب من مليون من البشر . والواقع أن العراق خرج من الحرب قوياً ولكن الحرب استنزفت موارده . وكان لا يزال أقوى دولة في المنطقة : 55 فرقة مقابل عشر فوق عام 1980؛ مليون جندي مدرب تدريباً جيداً ؛ 500 طائرة و5500 دبابة . لكن الكارثة المالية لم تكن تقل ضخامة . فعندما بدأت الحرب كانت لديه مدخرات قدرها ثلاثون بليوناً من الدولارات . وعندما انتهت كانت ديونه قد بلغت مئة بليون دولار . ولهذا السبب لم يترك صدام حسين مناسبة واحدة إلا واغتنمها ليقوم بابلاغ جميع زواره الأجانب الذين كان يستقبلهم في قصره الفخم وسط بغداد أنه كان خلال الأعوام الثمانية الماضية " الدرع الواقي للأخوة العرب من التهديد الفارسي " وأنه يتوقع أن تقوم " أكثر الأقطار العربية ثراء وهي السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت بالعون والمساعدة في تسديد كامل ديوننا " .
في التاسع من آب عام 1988 ، غداة وقف إطلاق النار بين العراق وإيران أخذت الكويت قراراً بزيادة انتاجها النفطي ، مخالفة بذلك الاتفاقات المعقودة في اطار منظمة الأوبيك . وقد تم التركيز الكويتي في تحقيق هذه الزيادة الانتاجية على آبار الرملية الواقعة في المنطقة الحدودية المتنازع عليها مع العراق والتي كانت موضوعاً في السابق لمناقشات دبلوماسية صاخبة .
واعتبر صدام حسين مبادرة الكويت إلى زيادة انتاجها من النفط استفزازاً وخيانة ومن شأنه أن يزيد أزمة زيادة الانتاج وانخفاض الأسعار حدة وأن يؤدي إلى انخفاض دخل العراق الذي يعتمد في 90 % من موارده على النفط بمقدار 7 بلايين دولار أو ما يساوي فوائد ديونه . وكان هذا بمثابة خنقه ببطء .
من ناحية أخرى لا يمكن تصور بلدين هما على طرفي نقيض كالعراق والكويت . ففي العراق تتركز السلطات في شخص حاكم مطلق التصرف يعيش هوس أحلام السلطة والقوة . وفي مواجهة العراق ، البلد المتقشف الذي يعد 18 مليوناً من البشر يعانون مختلف أشكال الحرمات ، تتربع إمارة الكويت على الثروة والوفرة حيث يتقاسم ما يوازي الألف من أفراد أسرة آل الصباح الحاكمة المناصب المختلفة إضافة إلى السلطة والأرباح وكأنهم أعضاء مجلس الإدارة في أي شركة من الشركات المزدهرة . أما الاستثمارات الكويتية في الخارج فكانت تتجاوز 100 مليار دولار وتؤمن للإمارة حوالي 6 مليارات من الدولارات سنوياً ، أي أكثر من عائدات البترول ذاتها . وكان على رأس المستفيدين من هذه العوائد 000 , 700 شخص يحملون الجنسية الكويتية . أمام غير الكويتيين من فلسطينيين وإيرانيين وباكستانيين وغيرهم البالغ عددهم حول 000 , 200 ,1 شخص والذين يديرون اقتصاد البلاد فلم يكن نصيبهم منها إلا فتات الموائد.
والمال في الغالب يجعل صاحبه متعجرفاً أعمى البصيرة . وهذا هو ما أصاب زعماء الكويت وجعل بالتالي وقوع المأساة أمراً حتمياً . لقد عجزوا عن قراءة النذر بوقوعها فكانت الحرب المأساوية .
وقبيل ظهر 12 فبراير عام 1990 يوم ذكرى مولد الرئيس أبراهام لنكولن وصل جون كيلي إلى بغداد . وكان في أواخر الأربعينات من عمره متوسط الطول شعره أسمر وتتميز حركاته بالهدوء والرزانة .وهو دبلوماسي محترف متخصص في الشؤون الأوروبية . ولم يحتل في الشرق الأوسط سوى منصب واحد وهو سفير بلاده في لبنان وكانت هذه هي زيارته الأولى للعراق وبوصفه مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط .
كان الطقس بارداً وسفيرة الولايات المتحدة في العراق إبريل غلاسبي تنتظره عند سلم الطائرة بصحبة اثنين من المسؤولين العراقيين . وكانت غلاسبي ذات الملامح البارزة والوجه الصارم قد انخرطت في السلك الدبلوماسي بعد تخرجها من جامعة جون هوبكنز وتتكلم العربية بطلاقة . واحتلت عدداً من المناصب وخصوصاً في تونس ودمشق قبل أن تتولى إدارة الشؤون الأردنية والسورية واللبنانية في وزارة الخارجية . وكانت عازبة وتعيش في بغداد مع أمها وكلبها ، ولم تكن حتى مجيء كيلي قد ظفرت بمقابلة خاصة مع صدام حسين .
كانت تقارير الإدارة الأميركية عن الزعيم العراقي تدور حول ثلاثة محاور رئيسية : أولا قدرته ورغبته في أن يصبح الزعيم الحقيقي للعالم العربي وثانياً إعجابه الشديد بجمال عبد الناصر وسحر زعامته وحبه في أن يكون مثله وثالثاً تقاربه مع الغرب . وكانت هذه النقطة الثالثة برأي كيلي ومستشاريه الأكثر أهمية . فعندما هاجمت القوات العراقية إيران عام 1980 كان النظام البعثي يعتبر من أقوى حلفاء موسكو في المنطقة . وبعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978 رئس العراق جبهة الرفض التي استهدفت عزل القاهرة ومعاقبتها على تقاربها مع الدولة اليهودية . وفي ذلك الوقت كان العراق ملجأ لأكثر الجماعات الفلسطينية الإرهابية عنفا وفي مقدمتها أبو نضال ورجاله .
على أن العراق خرج من حرب السنوات الثمانية مع إيران أقرب إلى الغرب من أي وقت مضى . إذ كان اقتصاده أكثر ارتباطا بالأقطار الغربية منه بالاتحاد السوفييتي ، وفي ترسانة أسلحته من الغرب وخصوصاً من فرنسا لا تقل حجما عن الأسلحة السوفييتية . ودفع هذا كله الأميركيين إلى المجازفة بأموالهم في العراق بوصفه قوة ضخمة تعمل على الاستقرار في المنطقة .
استقبل صدام حسين جون كيلي بعد ظهر الثاني عشر من فبراير 1990 . وكانت المقابلة هي الأولى مع أحد الرسميين الأميركيين منذ زمن بعيد . وبادر المبعوث الأميركي مضيفة ، خلال تبادل التحيات ، بقوله : " انتم قوة اعتدال في المنطقة وتتمنى الولايات المتحدة إقامة أوثق العلاقات مع العراق " .
لقد سرّ صدام حسين بهذا الاطراء وغمره شعور بالفخر، كما قال لدى سماعه ذلك ، وقام بعد ساعات من المقابلة بنقل ما دار فيها إلى عدد من زعماء الدول العربية وكان أول من اتصل به هاتفياً هو الملك الأردني حسين .
وبهذا أبلغ كيلي الرسالة الأولى من سلسلة طويلة من الرسائل المبهمة والمتناقضة التي سوف تكون لها نتائج خطيرة .
وفي 15 فبراير وبعد المقابلة بثلاثة أيام بثت اذاعة " صوت أميركا " برنامجاً قالت إنه يعكس وجهة نظر الحكومة الأميركية وأهابت فيه بالرأي العام العالمي أن يتحرك ضد الدكتاتوريين الذين يحكمون في مختلف اقطار العالم . وذكرت العراق وأدانت صدام حسين بوصفه أسوأ دكتاتور في العالم . فغضب الرئيس العراقي غضباً شديداً . ولم ينفع معه الاعتذار الذي قدمته واشنطن عبر سفارتها في بغداد . ورفض قبول القول بأن إذاعة " صوت أميركا " قد تعبر عن رأي يخالف الرأي الرسمي ، وإذ جاء هذا الحادث بعد أطراء كيلي عليه مباشرة فقد اتخذه صدام دليلاً على أن الأميركيين يقومون بلعبة مزدوجة .
ومما رسّخ قناعته هذه ، قيام وزارة الخارجية الأميركية ، يوم 21 فبراير بنشر تقرير عن حقوق الإنسان خصّت العراق بعدد من صفحاته تجاوز 12 صفحة وصفت فيها الحكومة العراقية بأنها أسوأ منتهك لحقوق الإنسان ، وأشارت إلى ممارسة هذه الحكومة المتكررة للتعذيب والاعدامات السريعة دون محاكمة .
ولم يقف الأمر عند هذا الحد لأن لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأميركي أرادت ، بعد صدور هذا التقرير ، تبني قرار يدين " العراق لخرقه الفاضح لحقوق الإنسان " مما دفع بإدراة الرئيس بوش إلى الاحتجاج على هذه الخطوة والحؤول دون تبنيها من قبل مجلس النواب .
وكشفت جميع هذه الاشارات المتناقضة عن أن الادارة الأميركية لم تكن مهتمة اهتماماً جديا بما يحدث في الشرق الأوسط ، وأن العراق والمنطقة ليسا بين أولوياتها . فالرئيس بوش وزملاؤه ، وعلى الأخص جيمس بيكر وزير الخارجية كانوا يركزون اهتمامهم وطاقتهم في الحوار الأميركي السوفييتي وفي تفجر الديمقراطية الرائع في أوروبا الشرقية .
وفي 23 فبراير 1990 وصل صدام إلى عمان . وبقي مسار الرحلة وموعد الوصول سراً حتى اللحظة الأخيرة . فخوفاً من الاغتيال ركب طائرة خاصة بلا إشارات مميزة . أما الطائرة التي كان يستخدمها في الرحلات الرسمية فكانت قد هبطت في عمان قبل ساعات وعلى متنها زملاؤه وحرسه . وعندما استقبله الملك حسين كان يبدو قلقاً ومتوترا . وكان قد جاء إلى عمان للمشاركة في احتفالات الذكرى السنوية الأولى لمجلس التعاون العربي . وفي حين أن الملك حسين كان يعلق آمالاً كبيرة على المجلس الذي كان يضم العراق والأردن ومصر واليمن ، فان صدام حسين لم يكن يعيره اهتماما خاصاً . والواقع أن لم تثر أيضاً اهتمام العرب والصحفيين الأجانب في عمان . ومما يذكر أنه لم يكن بوسع أحد عندئذ أن يتنبأ بما سيقال في الاجتماع وخصوصاً وراء الكواليس .
وألقى صدام خطاباً شديد اللهجة تنبأ فيه بأن تراجع قوة موسكو سوف يطلق يد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس القادمة على نطاق لم يسبق له مثيل . قال " ألا تقوم واشنطن الآن بمساعدة اليهود السوفييت على الهجرة إلى إسرائيل ؟ ألا تقوم كذلك بتسيير دورياتها في الخليج بالرغم من انتهاء الحرب العراقية الإيرانية ؟ " وقال صدام في خطابه الذي أذيع من عمان بأن دوافع أميركا واضحة . قال : " إن البلاد التي ستمارس أكبر نفوذ في المنطقة وتهيمن على الخليج وبتروله سوف توطد تفوقها كقوة عظمى لا تُنافس . وهذا يبرهن على أن أهل الخليج وسائر العرب الآخرين في غفلة عما يجري وأن المنطقة ستحكم وفقاً لمشيئة الولايات المتحدة . وستقوم هذه بتحديد سعر البترول بشكل يخدم مصالحها لا مصالح الآخرين ".
كانت رسالة صدام لزملائه واضحة وهي أن هيمنة العراق على الخليج لا هيمنة الولايات المتحدة هي التي تخدم مصالح العرب على أفضل وجه .
على أن ما قاله صدام أثار غضب الرئيس المصري حسني مبارك حليف أميركا الرئيسي في المنطقة . فالقاهرة كانت تتلقى سنوياً من واشنطن أكثر من ملياري دولار على شكل مساعدات .
واقترح صدام في خطابه أن تسحب أرصدة البترول المستثمرة في الغرب لتغيير السياسة الأميركية . وقال : " ليس هناك مكان بين العرب الأخيار للجبناء الذين يذهبون إلى أنه ينبغي أن يترك أمر اتخاذ القرارات لقوة عظمى هي الولايات المتحدة وأن على الجميع الرضوخ لها .
خرج مبارك ، الذي اعتبر هذه الكلمات هجوماً شخصيا عليه ، من القاعة ولحق به الوفد المصري . وقال الملك حسين الذي بدت على محياه علائم القلق كان قد تبعه بعد وقت قصير :
ـ لا يمكن السكوت على كلام كهذا . سوف أعود إلى مصر .
وفي محاولته تلطيف الأجواء ، اقترح الملك حسين تنظيم لقاء مع الرئيس العراقي لازالة سوء التفاهم . فرفض مبارك أول الأمر هذا الاقتراح بشدة ثم عاد واقتنع بالحجج التي قدمها الملك الأردني . وهكذا اجتمع الثلاثة مساء 24 في القصر الهاشمي حيث كان الملك حسين يقطن قبل مصرع زوجته الملكة عالية إثر حادث تحطم طائرة هليكوبتر . كان جو اللقاء متشنجاً شديد الوطأة . وبدل أن يحاول صدام حسين تهدئة الأمور أعلن مطالب محددة وتكلم بلهجة لا مجال للمسايرة فيها وأشار إلى 30 مليار دولار من الديون التي كانت العربية السعودية والكويت قد منحتها للعراق خلال الحرب مع إيران . وقال : " إذا لم يلغوا تلك الديون ويقدموا لي 30 مليار دولار إضافية سوف أقوم بالانتقام . "
ولما استبد الغضب بمبارك قال : " إن مطالبك غير معقولة . وسوف تخلق متاعب كثيرة . " ثم خرج من الاجتماع وعاد إلى القاهرة . فاضطر الملك حسين إلى الغاء اليوم الثاني من مناقشات المجلس .
على أن خطاب صدام أثار موجة عارمة من الاعجاب والاستحسان لكنه في الوقت ذاته أثار القلق وخصوصاً في الكويت والسعودية اللتين كانتا تخشيان قيام بغداد بهجوم مباغت بالصواريخ يتبعه اجتياح شامل أو القيام بسلسلة من الأعمال الارهابية تستهدف أفراداً من الأسرتين المالكتين .وفي الرياض ، بادر المسؤولون السعوديون إلى الإتصال بشعبة وكالة الاستخبارات المركزية فيها وأبلغوها تهديدات صدام حسين . وقامت هذه الشعبة ، بدورها ، بنقل المعلومات إلى مركز القيادة العامة في لا نغلي قرب واشنطن . ولكن لم يصدر أي رد فعل من الادارة الأميركية . وكانت النتيجة العملية الوحيدة هي قرار وكالة الاستخبارات المركزية بوضع العراق تحت الرقابة الدائمة وتكثيف عملية جمع المعلومات حوله . وقد واجهتها في تحركها هذا صعوبة الركون إلى مصادر معلومات جديرة بالثقة . لأن السيطرة التامة على قنوات السلطة في بغداد كافة كانت معقودة بحزم لصدام حسين ولأفراد أسرته عن طريق البوليس السري الذي يتمتع بحضور كثيف وفعالية كبيرة . وكان وليم كيسي مدير وكالة الاستخبارات المركزية في عهد ريغن قد اعترف بأنه ليس للوكالة عميل ماهر واحد في العراق وأن الوضع لا يزال على حاله .
وفي تلك الأثناء كانت العواصم العربية الرئيسية تتداول تقريراً سرياً حول الوضع الاقتصادي في العراق وضعه مصرفي من أصحاب النفوذ في الشرق الأوسط .
يستهل المصرفي تقريره بالتذكير بالفترة من 1972 إلى 1980 ـ أي السنة التي شهدت بداية الحرب ضد إيران ويشير إلى ارتفاع عائدات البترول العراقية فيها من مليار إلى 25 مليار دولار. ويضيف أن الوضع في بداية 1990 لم يكن يبشر بالخبر . ثم يقول :
" إن صورة السبعينات البراقة تلاشت وحل محلها وضع اقتصادي مظلم ، وخراب واسع في جميع أنحاء البلاد ، وضياع الأمل بالنسبة للأجيال القادمة .
ترى هل هناك ما يمكن عمله لتغيير هذا الواقع المؤلم ؟ يحزنني أن أقول إنه في ظل الحكومة الحاضرة لا بد وأن يسير الوضع من سيء إلى أسوأ . "
ثم يشير صاحب التقرير إلى أن تراكم الديون وعجز بغداد حتى عن دفع فوائدها " سوف يحمل الحكومة على انتهاج سياسة متهورة خطرة فتقبل على الاستدانه بفائدة تبلغ 30 % في السنة . ويكشف التقرير عن حقيقة تثير الدهشة وهي أن العراق كان في عام 1989 أكبر مستفيد في العالم من " برنامج المجتمع الأميركي لتقديم التسهيلات المالية " الذي يستهدف بيع المنتجات الزراعية الأميركية في الخارج .
ولعل أكثر فقرات التقرير أهمية هي الفقرة الأخيرة التي تنبأت بكثير من وضوح الرؤية بوقوع ما وقع بالفعل . فقالت " إن صدام حسين يدرك الآن تماماً حقيقة وضعه المالي " . فما هي الخيارات المتاحة له في العراق ذاته ؟ إنها محدودة جداً . لكن الكويت موجودة دائماً على بعد أمتار من حشود قواته المرابطة على شط العرب . والعراق بحاجة إلى منفذ إلى مياه الخليج المفتوحة .
وكانت هناك دلائل على المصاعب التي تواجهها بغداد في كثرة من مشروعاتها الطموحة والمتعثرة مثل بناء شبكة من الطرق تحت أرض بغداد ومن أكثر من 800 , 1 ميل من السكك الحديدية وبناء سدين مائيين الكترونيين .
* * *
وهناك مراقب آخر للخلافات المتفاقمة داخل " الأسرة العربية " التي كان صدام كثيراً ما يشير اليها في خطاباته وأحاديثه الخاصة وهو الملك حسين ، فخلال حكمه الذي امتد 37 عاما ولفت الأنظار بضعفه من ناحية وبقدرته على البقاء من الناحية الأخرى كان اكثر إحساساً من أي شخص غيره بالمؤشرات التي تنذر بالأزمات الوشيكة . كان يدرك أن تعرض المنطقة لهزة سياسية أخرى قد تعرض وجود بلاده ذاته للخطر . فالأردن الذي يضم ثلاثة ملايين من السكان ـ 60 % منهم من الفلسطينيين ـ ويفتقر إلى الموارد يمكن إزالته عن الخريطة بسهولة . وقال الملك حسين لأحد زائريه بصوت رزين لا أثر فيه للانفعال :
" إنني أشعر بتزايد التوتر على نحو شبيه بما حدث قبيل حرب عام 1967 . ولم أشعر خلال السنوات الأربعين الماضية بأن المنطقة بلغت مفترق الطرق الذي تشهده الآن " .
وكان الملك حسين يتحدث ووراءه صورة لصدام حسين .
كان الرئيس العراقي حليفا وفي الوقت ذاته مصدر قلق للملك حسين ، إذ كان شريكاً لا يمكن للأردن الضعيف أن يسيّره وزعيماً قد يزعزع توازن القوى الهش في المنطقة بطموحاته المعلنة.
وبعد فشل لقاء عمان في 24 فبراير اقترح الملك على الرئيس العراقي أن يقوم بنفسه بجولة تشمل دول الخليج في محاولة منه للسعي إلى اتفاق بين الكويت والعربية السعودية والعراق . وبالفعل قام في 26 فبراير برحلة استغرقت ثلاثة أيام وشملت مختلف عواصم المنطقة وأجرى خلالها محادثات مكثفة مع الزعماء الخليجيين ، ثم عاد إلى عمان في الأول من آذار منهوك القوى . وفي صباح الثالث من آذار اتصل به صدام حسين وقال . " الطائرة في طريقها إليك أنا في انتظارك ببغداد " .
اجتمع الرجلان أربع ساعات قدم خلالها الملك حسين تقريراً مفصلاً عن جولته ، وسرعان ما تبين ان المفاوضات وصلت إلى الطريق المسدود ، لأن الملك الهاشمي لم يتلق أي اشارة إيجابية من زعماء الخليج فيما يتعلق بأهداف صدام حسين الثلاثة : تسوية الخلافات الحدودية مع الكويت وبالأخص حقول الرملية الغنية التي تقع في المنطقة المتنازع عليها . الموافقة على تأجيره جزيرتي وربة وبوبيان اللتين تؤمنان له منفذاً على الخليج ، وتسوية مشكلة الديون المتراكمة على العراق خلال الحرب مع إيران .
وأبلغ الملك حسين الرئيس العراقي أن أمير دولة الكويت يرفض المفاوضات المباشرة حتى يعترف العراق رسمياً بسيادة واستقلال الكويت . ومن الجدير ذكره هنا ان حكومة بغداد كانت قد اعترفت عام 1963 باستقلال الكويت إلا أن مجلس الثورة لم يلبث أن الغى هذا القرار .
لم يظهر الغضب على وجه صدام حسين الذي كان جالساً على كنبة واسعة ومريحة ، يشعل بين الحين والآخر سيجارة ، ويتابع باهتمام شديد ما يقوله الملك الهاشمي كما لو كان يتوقع تلك النتيجة السلبية .
وعند نهاية الاجتماع عبر صدام عن جزيل شكره لزائره على الجهد الذي بذله ، وأبلغه أنه يأمل " مع الوقت أن تسود الحكمة والارادة الطيبة بالنسبة لهذا المسألة " ولم يكن من الأمور العادية صدور مثل هذه الكلمات الرصينة التي تغلب عليها روح التوفيق عن رجل عود زملاءه على الخوف من نوبات غضبه ( وكان حسني مبارك الذي لم يُخف نفوره من صدام قد وصفه أمام عدد من الزعماء العرب بأنه " مضطرب الشخصية " ) .
ولم تكد تمضي ثلاثة أيام على عودة الملك حسين حتى دعا صدام جميع أعضاء القيادة العليا إلى اجتماع سري وأمرهم بأن يضعوا الخطط لحشد القوات على الحدود مع الكويت .
وسرعان ما اشتد التوتر . وفقد الكويتيون بعد النظر الذي كانوا يتحلون به . فبالرغم من أن الفرق العراقية لم تكن قد تحركت بعد باتجاه الحدود فإن مسؤولاً كويتيا كبيراً أسر للأردنيين خلال مروره بعمان بأن " صدام حسين لا يريد الجزيرتين وحدهما بل الكويت برمتها " .

( تاريخ يسوده العنف )
ظلت لندن طوال قرن من الزمن تعتبر الخليج أرضا بريطانية تتيح لها السيطرة على الطريق إلى الهند والشرق الأقصى . وتضافر عزم بريطانيا الواضح على أن لا يكون لغيرها نفوذ في المنطقة مع دهاء دبلوماسييها على زرع بذور النزاع الحالي .
وحتى الحرب العالمية الأولى كان العراق والكويت يشكلان جزءاً من الامبراطورية العثمانية . والواقع أن الكويت بمساحتها الصغيرة البالغة حوالي 000 , 10 ميل مربع كانت تابعة لولاية البصرة . وفي عام 1913 وبينما كان يشتد قرع طبول الحرب في أوروبا وقع الانجليز والأتراك اتفاقية تمنح الكويت الحكم الذاتي . وفي خضم الحرب التي قاتل فيها الأتراك إلى جانب الألمان اعترفت لندن بامارة الكويت وبحدودها واستقلالها عن الامبراطورية العثمانية .
على أن تجزئة هذه الامبراطورية الذي أوجد لبريطانيا حليفاً استراتيجيا لم ترض العراقيين الذين انكروا حرمانهم من منفذ إلى الخليج وفقد منطقة لم يسبق أن كانت تتمتع بوجود مستقل .
ثم إنه كان هناك سبب آخر لغضب العراق الذي وقع عام 1918 تحت الانتداب البريطاني . ففي عام 1925 أجبرت حكومة بغداد على توقيع اتفاق مع كونسورتيوم ضخم للشركات باسم شركة البترول العراقية (lpc ) . وأكدت الاتفاقية على أن الشركة ستظل بأيدي البريطانيين وعلى أن يكون مديرها من رعايا بريطانيا وأن يظل الامتياز نافذاً إلى عام 2000 وهكذا أطلقت يد الشركة في استغلال أكبر حقل للنفط في التاريخ والحصول على أرباح خيالية .
والواقع أن الكيان العراقي كان كياناً مصطنعاً كالكويت وكحدود الدول في المنطقة . ففي أعقاب اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الغنائم من الدولة العثمانية بين بريطانيا وفرنسا جرى إنشاء العراق من ثلاث ولايات تركية وهي بغداد والبصرة والموصل . وقد لخص أحدهم هذا الوضع تلخيصا رائعا بقوله : " لقد كان العراق من صنع تشرتشل الذي خطرت له فكرة جنونية وهي الجمع بين حقلي نفط متباعدين وهما كركوك والموصل وذلك بدمج ثلاث فئات من الناس وهي الأكراد والسنة والشيعة . "
وربما كانت هذه الولادة الصعبة غير المتوازنة هي التي جعلت من تاريخ العراق الحديث سلسلة متواصلة من أعمال العنف . وفي عام 1958 أطاحت الثورة بالحكم الملكي الموالي للغرب وقتلت الجماهير الغاضبة الملك فيصل ورجمت رئيس وزرائه نوري السعيد وقضت عليه . وبعد ذلك بسنتين نجا عبد الكريم قاسم زعيم الثورة بصعوبة من محاولة لاغتياله . وكان بين الذين حاولوا اغتياله شاب في الثانية والعشرين من عمره وهو صدام حسين الذي استطاع الهرب إلى سوريا بالرغم من إصابته بجروح .
وفي عام 1962 رفعت الجماهير الغاضبة رأس قاسم على منخس وطافت به الشوارع . وفي عام 1968 استولى حزب البعث على السلطة . وكان هذا انتصاراً لصدام الذي اعتبر رجل النظام القوي . وبالرغم من أنه احتل منصب نائب رئيس مجلس الثورة فإنه كان أقوى رجل في البلاد .
وكان ولا يزال يسيطر على مختلف دوائر الأمن ثلاثة من اخوته غير الاشقاء وهم برزان وسبوي ووثبان . أما صهره حسين كمال المجيد فكان المسؤول المباشر عن المذابح التي تعرض لها الأكراد وعن استخدام الأسلحة الكيماوية ضد السكان المدنيين . وهو مفتاح كل مشتريات الدولة من السلاح ويتقاضى عمولة على كل صفقة . ويقال إن مكاسبه من شراء 120 من صواريخ سكود عام 1987 بلغت ستين مليون دولار .
كان يجمع بين هذه المجموعة الصغيرة المتربعة على سدة الحكم لا دمها فقط بل ودم الآخرين . فعُدي الابن البكر لصدام ظل يضرب حارسا من حراس أبيه أمام ضيوفه حتى قضى عليه . فغضب صدام وهدد بقتله . فطلبت زوجته ساجدة من أخيها عدنان خير الله وزير الدفاع التوسط لدى صدام . وبالرغم من أن هذا عفا عن ابنه فلم يغفر إطلاقا لوزير الدفاع مع أنه صهره وقريبه . فأمر بقتله . لكن قيل إنه قتل بحادث تحطم طوافة .
إن العنف هو سلاح صدام حسين الرئيسي . وعندما بلغ قمة السلطة احتفل بالمناسبة بإعدام 21 من أعضاء وزارته وبينهم واحد من أقرب أصدقائه إليه وقال عنه " كان أقربهم إليّ لكنه ابتعد عني " .
* * *
وبعد سنة دعا عددا من وزرائه وزملائه إلى سجن بغداد المركزي لكي يشكلوا فريق إعدام . وكان ضحايا هم من السجناء السياسيين . وكانت هذه طريقته في جعل من تحدثهم انفسهم بمعارضته يرون ما سيحل بهم . ووصف هذا المشهد بعبارة شديدة السخرية بقول : " إن اولئك الأشد إخلاصاً هم الذين نكتشف أنهم مذنبون " .
لم يكن صدام في الأصل جندياً . لكنه يكن للجيش إعجاباً شديداً مشوبا بالحذر فهو يريد له أن يكون قوياً ولكن مطيعاً في الوقت ذاته . ويحب أن يظهر في زي قائد الجيش لكن الضباط الكبار يشعرونه بالنقص ويعتبرونه مدعياً . وهذا هو السبب في الاكثار من تطهير الجيش على نطاق واسع . وخلال الحرب العراقية الإيرانية أشيع أنه جرى إعدام كثرة من كبار قادة الجيش . وقال بصراحة : " لم يعدم سوى قائدي فرقتين وقائد وحدة ميكانيكية . وهذا أمر عادي في الحروب .
ومع هذا انبرى له أحد الضباط في اجتماع للقيادة العليا وأخذ ينتقد خطته الهجومية . فاستمع صدام إلى انتقاداته ثم سحب مسدسه الذي يحمله دائما في حزامه وأطلق النار على رأسه .
وفي عام 1988 ، بعد وقف المعارك بقليل ، زج بالمئات من الضباط في السجون وتمّ إعدام العديد منهم فيما بعد . وفي عداد الذين اختفوا إلى الأبد بطل من أبطال الحرب هو الفريق ماهر عبد الرشيد والد زوجة أحد ابنائه .
من ناحية أخرى ، صدر تقرير عن حقوق الإنسان عام 1990 يؤكد واضعوه أن " العراق أصبح في ظل حزب البعث أمة من المخبرين " . وهذا التعريف مؤلم وصحيح في الوقت نفسه لأن 25 % من سكان العراق يعملون لحساب أجهزة الأمن المختلفة . وقد تم تنظيم معظمهم وتدريبهم بواسطة خبراء البوليس السري الألماني الشرقي LA STASI .
وفي حياته الخاصة ، يطلب صدام حسين على الدوام ، وبشكل دوري ، ان يعرضوا عليه فيلمه السينمائي المفضل " العراب " . كما يرتاح إلى مقارنة نفسه بملك بابل نبوخذ نصر الذي حكمها بين 605 و562 قبل الميلاد . وسبب ذلك هو ايمان سلفه هذا بالحكم بالقوة واحتلاله للقدس وتهديمه الهيكل وأسره الشعب اليهودي .
قال نابليون إنه ببني خطط معاركه على أحلام جنوده النائمين . أما صدام حسين فيبدو أنه يضع خططه وأحلامه بفضل ترحيب الديمقراطيات الغربية وتواطئها . ففي 1984 انفق العراق 14 مليار دولار على شراء الأسلحة أي ما يوازي نصف انتاجه الوطني . وبين 1982 و 1985 ، استورد العراق ما يعادل 8 , 42 مليار دولار من الأسلحة . ولم تنخفض مشترياته بفعل وقف إطلاق النار مع إيران . وكانت بغداد خلال السنوات القليلة الماضية أكبر مستورد للعتاد الحربي في العالم واحتكرت لنفسها ما يقارب 10 % من الأسلحة التي بيعت على وجه الأرض .
بعد أن تحالف صدام حسين مع موسكو وعقد معها معاهدة " صداقة وتعاون " في عام 1972 أخذ يقيم علاقات مع الأقطار الغربية لأنها هي وحدها القادرة على تزويده بما يحتاجه . فعندما اعتزم في أواسط السبعينات إنشاء صناعة نووية زوده الفرنسيون بالمفاعل المطلوب ضاربين عرض الحائط بمخاطر الانتشار النووي . ولم يخف صدام رغبته في حيازة أسلحة ذرية . ( وقد أصيبت أحلامه بنكسة في 1981 عندما أغارت الطائرات الإسرائيلية على المفاعل النووي العراقي أوزيراك ) .
وكانت لديه ترسانة ضخمة من الأسلحة الكيماوية التي استخدمها ضد القوات الإيرانية والقرويين الأكراد . وهنا أيضا لعبت المساعدات الغربية دورا أساسيا . وقد أعد الخبراء قائمة بأسماء ثلاثمئة شركة أسهمت بدرجات متفاوتة في تسلح العراق وخصوصا في صنع الأسلحة الكيماوية . وكانت أكثر الشركات نشاطا في هذا الباب ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا والنمسا وبلجيكا . بالرغم من أن الولايات المتحدة كانت دائما تنفي أنها تزود العراق بالأسلحة فإن كثرة من الشركات الأميركية الخاصة باعت مواد حربية لبغداد عبر شركات أخرى لعبت دور الوسيط .
إن العملية التي كشف النقاب عنها في مطار هيثرو اللندني يوم 28 آذار 1990 اظهرات اتساع هذه التجارة . فقد وضعت الجمارك البريطانية عندئذ يدها على قطع كهربائية لأغراض عسكرية تدخل في تركيب الصاعق الخاص بالقنبلة النووية .وقد تطلبت هذه المصادرة 18 شهراً من التحقيقات المشتركة للأجهزة الامنية البريطانية والجمارك الأميركية . وقد تم صنع تلك القطع في شركة أميركية تقع ضمن ولاية كاليفورنيا وبالتحديد في سان دييغو .
بدأت العملية عندما اتصل وسطاء يعملون لحساب العراق بهذه الشركة فسارع مدراؤها إلى إبلاغ أجهزة الجمارك الأميركية التي دست أحد رجالها بين المفاوضين .
وسارت الإجراءات بشكل طبيعي جداً حتى تم نقل القطع المطلوبة إلى لندن بواسطة طائرة شحن تابعة لشركة TWA حيث بقيت لمدة أسبوعين في عنبر التخزين التابع لمنطقة مطار هيثرو الحرة . وعند نقل البضائع إلى طائرة عراقية تدخلت الجمارك وأوقفت عملية النقل وألقت القبض على خمسة عاملين في شركة الطيران بينهما عراقيان ولبناني وبريطانيان .
وفي سان دييغو ، فقد أدت متابعة خيوط الشبكة إلى القبض على عدد من البريطانيين العاملين في فروع شركات بريطانية في أميركا .
وشكلت القطع المصادرة مفاجأة للسلطات . فمنذ سنة أو سنتين والتقارير تتالى عن اعتزام بغداد صنع أسلحة نووية . فأكدت القطع المصادرة أسوأ مخاوف الخبراء وتساءلوا عما إذا كان العراق قد اقترب أكثر مما توقعوه من صنع القنبلة .
ورد صدام على ذلك بخطاب أشار فيه إلى " القوى المعادية للعرب التي تحاول وقف تقدم العراق " . لقد كان في موقف حرج .
وفي أيلول من العام 1989 هز انفجار ضخم المجمع العسكري للإسكندرية الواقعة جنوبي بغداد حيث يتم تصنيع السلاح الكيميائي . وبالرغم من التعتيم التام على ما حدث فإن صور الاقمار الصناعية للتجسس وما أدلى به بعض الشهود العيان أظهرت ضخامة الكارثة : أكثر من 700 قتيل ومئات المصابين بعاهات دائمة . وفي شباط 1990 حاول أحد الصحافيين التابعين لمجلة الاوبزرفر البريطانية التحقيق في تلك الماسأة . وكان اسمه فرزاذ بازوفت ، من اصل إيراني ويحمل الجنسية البريطانية . ولم يكد هذا الصحافي يبدأ بجمع المعلومات حتى ألقت المخابرات العراقية الرهيبة ، التي يديرها سبوي الأخ غير الشقيق لصدام ، القبض عليه . وبعد ان اتهم بالتجسس لحساب إسرائيل عرض على شاشة التلفاز حيث أدلى باعترافات بدا انها فرضت عليه وانتزعت منه بالقوة . ولقد أدى حكم الاعدام الذي صدر بحقه إلى موجة احتجاج لا في أوروبا والولايات المتحدة فقط بل من قبل بعض المسؤولين العرب .
وبعد أيام قليلة من صدور الحكم اغتنم وزير الخارجية الأردني مروان القاسم فرصة تواجده في تونس للإتصال بطارق عزيز وزير خارجية العراق المشارك بدوره في اجتماع وزراء الخارجية العرب . وقال القاسم لعزيز أثناء مقابلة جرت بينهما على هامش الاجتماعات " إنه لمن الخطأ الفادح ان تقدم الحكومة العراقية على إعدام بازوفت . لأن الصحافة سوف تستغل القضية وسوف تصبح الصورة التي يكونها الغرب عن العراق سلبية جداً " . ومما أثار دهشة مروان القاسم ، الذي يعرف طارق عزيز منذ سنوات ، هو ردة فعل الوزير العراقي الغاضبة والقاطعة والحاسمة " يجب إعدامه وإلاّ سوف يكون في العراق الاسبوع القادم أكثر من 1000 جاسوس " .
وإعدم بازوفت شنقا في 15 آذار 1990 . وأغضبت موجة الادانة لإعدامه صدام الذي لم يستطع أن يفهم كيف أن العرب الذي طالما أظهر تسامحاً كبيراً نحوه انقلب فجأة وأمعن في انتقاده . وهكذا تضافرت قضية بازوفت ومصادرة القطع في مطار هيثرو وتحول كثرة من الأميركيين ضده على اقناع بأن هناك مؤامرة دولية عليه . وهكذا فإن هذا الرجل البسيط الحذر والفخور المصاب بجنون القوة أخذ ينظر إلى العراق بوصفه قلعة محاصرة قادرة على تحدي العالم الذي أمده بقوته.


توقيع : عمر الشدادي
التعديل الأخير تم بواسطة عمر الشدادي ; 10 Feb 2006 الساعة 05:30 PM

رد مع اقتباس
قديم 10 Feb 2006, 09:02 PM [ 2 ]
عضوة متميزة

تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 3
الإقامة : kuwait
مواضيع : 772
الردود : 15957
مجموع المشاركات : 16,729
معدل التقييم : 25المستحيلة is on a distinguished road

المستحيلة غير متصل




لا اعرف ... سياسة من هذه الاحداث..
لا اعرف .. العالم من يسيره .. كل ما اعي..
ان الفجر قريب والتاريخ له مزيفون كما له صناع..



توقيع : المستحيلة



الأعلى رد مع اقتباس
قديم 10 Feb 2006, 09:38 PM [ 3 ]
عضو متألق


تاريخ التسجيل : Dec 2005
رقم العضوية : 801
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 21
الردود : 169
مجموع المشاركات : 190
معدل التقييم : 25عمر الشدادي is on a distinguished road

عمر الشدادي غير متصل








المستحيلة



نعم للتاريخ مزيفون او غاضون للبصر اذا كان هناك مايمس طرفهم من افعال ينتقدهم عليها العالم وكل مانعرفه نحن كسعوديين ان القليل من قادة العالم الاسلامي والعربي من يستطيعون تغيير مجرى الاحداث لصالح الاسلام والامة العربية 0
ولقد سئمنا عبارات القومية العربية وترديد هتافاتها وشعاراتها التي نطرب لها ولكنها ابعد ماتكون عن تلك الشعارات وتفعل عكس ماتقوله
فهنيئا لنا بقيادتنا السعودية العقلانية الساعية دوما وابدا لرفع راية الاسلام بالطريقة الصحيحة فهذا هو الاخلاص وهذا هو اتفاق القول والفعل في آن واحد نحن نفخر كلنا بابو متعب ونفخر بنخوته وشجاعته كما عودنا اسلافه نسال الله ان يثبته على الحق وان يمده بقوة منه سبحانة وان يكثر من امثاله الوفيين والمخلصين لمافيه صالح امتهم 0000000000

ابو متعب في قلوب كل السعوديين حفظه الله ورعاه 000 آمين


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 12 Feb 2006, 12:21 AM [ 4 ]
نائب المشرف العام


تاريخ التسجيل : Mar 2005
رقم العضوية : 106
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 478
الردود : 33237
مجموع المشاركات : 33,715
معدل التقييم : 25عبدالله الشدادي is on a distinguished road

عبدالله الشدادي غير متصل




اشكرك اخي على الموضوع وعلى ماذكرت

والله يعز المملكه والمسلمين اجمع

ينقل الى المنتدى العام


توقيع : عبدالله الشدادي
الأعلى رد مع اقتباس
قديم 12 Feb 2006, 11:51 AM [ 5 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Dec 2005
رقم العضوية : 803
الهواية : المغامرة في أصعب الحالات
مواضيع : 17
الردود : 281
مجموع المشاركات : 298
معدل التقييم : 25ذيب الشدادين is on a distinguished road

ذيب الشدادين غير متصل




اشكرك

اخوي

على الموضوع


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 12 Feb 2006, 12:56 PM [ 6 ]
مؤسس شبكة الشدادين


تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 1
الإقامة : saudi arabia
الهواية : رياضة + كمبيوتر وبس
مواضيع : 2078
الردود : 91664
مجموع المشاركات : 93,742
معدل التقييم : 4981السلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond repute

السلطان غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 8
فعالية ضوء عدسة

فعالية طلباتك أوامر

شكر وتقدير

فعالية مجموعات المنتدى

يوميات الأعضاء

التميز في دورة الفوتوشوب

شكر وتقدير

أجمل خط 1434 هـ




الله يعافيك أخوي عمر ويبارك في أيامك

تواجد جميل وحضور طيب منذ البداية

استمر وفقك الله لكل خير


توقيع : السلطان
الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أزمة شاعر / عيضة السيفاني حاتم الشدادي قصائد مختارة 14 14 Dec 2008 03:56 AM
أزمة منتصف العمر(2) بسمة الأسرة والطفل والمجتمع 8 19 Oct 2007 04:55 PM
أزمة منتصف العمر بسمة الأسرة والطفل والمجتمع 7 31 Aug 2007 09:25 PM
أزمة الأزرق تتعاظم بسمة عالم الرياضة 7 29 Jan 2007 04:56 PM
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

02:42 AM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com