..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


آخر 10 مشاركات قلب نابض رسـائل تأبى الوصول    <->    نشاط روضة الذاكرين    <->    قلب نابض رُفعت الجلسة    <->    قلب نابض عبر عن نفسك بأنشودة أو شيلة    <->    دعوة لكتابة خاطرة من سطر واحد    <->    قلب ثرثرة على شغاف الواو    <->    وردة فيه حكيّ بــ / صدريّ ودي أقوله .. ( النسخة العاشرة ) ..    <->    اٌترك اثراً قبل ان ترحل    <->    سهم مكتبة الشدادين للصوتيات والمرئيات    <->    وردة لوُ لمحت بنظرة الغايب حضور ! ( شطرٌ وكفى )    <->   
مختارات   الطفولة تظن أن الحب هو كل شيء والكهولة تؤكد ذلك ‏   
مواضيع ننصح بقراءتها قبلة الطيبين
العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الشعبية > أعلام ورجال
 
أدوات الموضوع
إضافة رد
قديم 30 Dec 2010, 06:25 PM [ 11 ]


تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 29031
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والكتابة
مواضيع : 383
الردود : 14766
مجموع المشاركات : 15,149
معدل التقييم : 223جواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura about

جواهر غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 8
العضو المميز

الشاعر المميز

الاحتفال بالعام السابع

التواصل

فعالية لقطة ومقاديرها

العضو المميز

وسام المسابقات والفعاليات

الحضور المميز


رد: للرد علي الشيعة ( فضائل الدولة الاموية ) متجدد


أحمد بن حنبل –رحمه الله- :



سئل الإمام أحمد : ما تقول رحمك الله فيمن

قال : لا أقول إن معاوية كاتب الوحي, ولا أقول إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصباً؟


قال أبو عبدالله : هذا قول سوءٍ رديء, يجانبون هؤلاء القوم, ولا يجالسون, ونبين أمرهم للناس


توقيع : جواهر



سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. استغفرك وأتوب إليك ..
الأعلى رد مع اقتباس
قديم 30 Dec 2010, 06:27 PM [ 12 ]


تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 29031
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والكتابة
مواضيع : 383
الردود : 14766
مجموع المشاركات : 15,149
معدل التقييم : 223جواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura about

جواهر غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 8
العضو المميز

الشاعر المميز

الاحتفال بالعام السابع

التواصل

فعالية لقطة ومقاديرها

العضو المميز

وسام المسابقات والفعاليات

الحضور المميز


رد: للرد علي الشيعة ( فضائل الدولة الاموية ) متجدد


- الربيع بن نافع الحلبي - رحمه الله-


: قال : معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, فإذا كشف الرجل الستر, اجترأ على ماوراء.
- قال ابن أبي العز الحنفي :



وأول ملوك المسلمين معاوية وهو خير ملوك المسلمين.


- القاضي بن العربي المالكي : رحمه الله :

تحدث ابن العربيِّ عن الخصال التي اجتمعت في معاوية رضي الله عنه, فذكر منها : ... قيامه بحماية البيضة, وسدِّ الثغور, وإصلاح الجند, والظهور على العدوِّ, وسياسة الخلق, وقال في موضع آخر من كتابه العواصم من القواصم : فعمر ولاه, وجمع له الشَّامات كلّها, وأقرَّه عثمان, بل إنَّما ولاه أبو بكر الصَّديق, لأنَّه ولي أخاه يزيد, واستخلفه يزيد, فأقرّه عمر, فتعلَّق عثمان بعمر وأقرَّه فانظر إلى هذه السِّلسلة ما أوثق عُراهاوثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استكتبه ..., ثمَّ صالحه وأقرَّ له بالخلافة الحسن بن عليِّ سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.



الأعلى رد مع اقتباس
قديم 30 Dec 2010, 06:28 PM [ 13 ]


تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 29031
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والكتابة
مواضيع : 383
الردود : 14766
مجموع المشاركات : 15,149
معدل التقييم : 223جواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura about

جواهر غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 8
العضو المميز

الشاعر المميز

الاحتفال بالعام السابع

التواصل

فعالية لقطة ومقاديرها

العضو المميز

وسام المسابقات والفعاليات

الحضور المميز


رد: للرد علي الشيعة ( فضائل الدولة الاموية ) متجدد


-- يقول ابن تيمية – رحمه الله :


واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة, فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة وهو أول الملوك, كان ملكه ملكا ورحمة وقال : فلم يكن من ملوك المسلمين خيراً منهم في زمان معاوية




الأعلى رد مع اقتباس
قديم 30 Dec 2010, 06:32 PM [ 14 ]


تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 29031
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والكتابة
مواضيع : 383
الردود : 14766
مجموع المشاركات : 15,149
معدل التقييم : 223جواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura about

جواهر غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 8
العضو المميز

الشاعر المميز

الاحتفال بالعام السابع

التواصل

فعالية لقطة ومقاديرها

العضو المميز

وسام المسابقات والفعاليات

الحضور المميز


رد: للرد علي الشيعة ( فضائل الدولة الاموية ) متجدد


عقليته الفذه وقدرته على الاستيعاب :


امتاز معاوية رضي الله عنه بالعقلية الفذة, فإنه كان يتمتع بالقدرة الفائقة على الاستيعاب, فكان يستفيد من كل مايمر به من الأحداث, ويعرف كيف يتوقاها, وكيف يخرج منها إذا تورط فيها, وكانت خبراته الواسعة وممارسته لأعباء الحكم على مدى أربعين سنة, منذ ولاه عمر رضي الله عنه الشام, فكانت ولا يته على الشام عشرين سنة أميراً, وعشرين سنه خليفةهذه الفترة الطويلة التي تقلب فيها بين المناصب العسكرية والولاية المدينة اكسبتة خبرة في سياسة البلاد, والاستفادة من كل الظروف والأوضاع التي تمر بها, حتى استطاع أن يسير بالدولة عشرين سنة دون أن ينازعه منازع, يقول الشيخ الخضري : أما معاوية نفسه, فلم يكن أحد أوفر منه يداً في السياسة, صانع رؤوس العرب, وكانت غايته في الحلم لا تدرك, وعصابته فيه لا تنزع ومرقاته فيه تزل عنها الأقدام ومن المعلوم أن السياسة الناجحة تتوقف على القدرة على ضبط النفس عند الغضب, واحتواء الشدائد حتى تنجلي, ولمعاوية في ذلك نصيب وافر -رضي الله عنه - وكانت تلك سياسته مع العامة والخاصة, وهذه طريقه مع الملوك والسوقة






الأعلى رد مع اقتباس
قديم 30 Dec 2010, 06:33 PM [ 15 ]


تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 29031
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والكتابة
مواضيع : 383
الردود : 14766
مجموع المشاركات : 15,149
معدل التقييم : 223جواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura about

جواهر غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 8
العضو المميز

الشاعر المميز

الاحتفال بالعام السابع

التواصل

فعالية لقطة ومقاديرها

العضو المميز

وسام المسابقات والفعاليات

الحضور المميز


رد: للرد علي الشيعة ( فضائل الدولة الاموية ) متجدد


الشورى في عهد معاوية رضي الله عنه:


لم يكن معاوية بن أبي سفيان ممن يجهل فوائد الشورى ويهمل الأخذ بها ، وما كان يصد في المهمات إلا عن مشورة، فقد كان يشاور ذوي الرأي من الولاة ووجوه الناس وأشراف القوم وأهل العلم وكان ذلك سنة من جاء بعده من الخلفاء من بني أمية، وكان من كبار مستشاري معاوية رضي الله عنه عمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وكان يستشير الوفود التي كانت تأتيه، وكان الناس يتكلمون بحرية فيعرضون آراءهم ، ويهتم الخليفة بها كل الاهتمام، ويناقشهم فيها ويحقق ما يمكن تحقيقه منها والحكم يعتمد على مستشارين أكفاء وكتّاب قادرين، أطلقت يدهم في العمل،


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 30 Dec 2010, 06:40 PM [ 16 ]


تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 29031
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والكتابة
مواضيع : 383
الردود : 14766
مجموع المشاركات : 15,149
معدل التقييم : 223جواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura about

جواهر غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 8
العضو المميز

الشاعر المميز

الاحتفال بالعام السابع

التواصل

فعالية لقطة ومقاديرها

العضو المميز

وسام المسابقات والفعاليات

الحضور المميز


رد: للرد علي الشيعة ( فضائل الدولة الاموية ) متجدد


هل عمّم معاوية سب أمير المؤمنين علي على منابر الدولة الأموية ؟


الأثر الذي ذكره ابن سعد لا يصح، قال ابن سعد:
أخبرنا علي بن محمد، عن لوط بن يحي، قال: كان الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز كانوا يشتمون ة قبل عمر بن عبد العزيز يشتمون رجلاً رضي الله عنه، فلما ولي هو ـ عمر بن عبد العزيز ـ أمسك عن ذلك، فقال كثير عزة الخزاعي :

وليت فلم تشتم علياً ولم تخف
بـرياً ولـم تتبـع مقـالة مجــرم
تكلمت بالحـق المبين وإنمـا

تبيـن آيــات الهــدى بالتـكلم
فصدَّقت معروف الذي قلت

بالذي فعلت فأضحى راضياً كل مسلم


فهذا الأثر واهٍ، فعلي بن محمد هو المدائني فيه ضعف وشيخه لوط بن يحي، واهٍ بمرة، قال عنه يحي بن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: متروك الحديث،

وقال الدارقطني: أخباري ضعيف ووصفه في الميزان: أخبار تالف لا يوثق به، وعامة روايته ع الضعفاء والهلكى والمجاهيل، وقد اتهم الشيعة معاوية رضي الله عنه بحمل الناس على سب علي ولعنه فوق منابر المساجد، فهذه الدعوة لا أساس لها من الصحة، والذي يقصم الظهر أن الباحثين قد التقطوا هذه الفرية على هوانها دون إخضاعها للنقد والتحليل، حتى صارت عند المتأخرين من المُسلَّمات التي لا مجال لمناقشتها، ولم يثبت قط في رواية صحيحة، ولا يعول على ما جاء في كتب الدميري، واليعقوبي وأبي الفرج الأصفهاني، علماً بأن التاريخ الصحيح يؤكد خلاف ما ذكره هؤلاء، من احترام وتقدير معاوية لأمير المؤمنين علي وأهل بيته الأطهار، فحاكيه لعن علي على منابر بني أمية لا تتفق مع منطق الحوادث، ولا طبيعة المتخاصمين، فإذا رجعنا إلى الكتب التاريخية المعاصرة لبني أمية، فإننا لا نجد فيها ذكراً لشيء من ذلك أبداً، وإنما نجده في كتب المتأخرين الذين كتبوا تاريخهم في عصر بني العباس بقصد أن يسيؤوا إلى سمعة بني أمية في نظر الجمهور الإسلامي.



الأعلى رد مع اقتباس
قديم 30 Dec 2010, 06:44 PM [ 17 ]


تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 29031
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والكتابة
مواضيع : 383
الردود : 14766
مجموع المشاركات : 15,149
معدل التقييم : 223جواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura about

جواهر غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 8
العضو المميز

الشاعر المميز

الاحتفال بالعام السابع

التواصل

فعالية لقطة ومقاديرها

العضو المميز

وسام المسابقات والفعاليات

الحضور المميز


رد: للرد علي الشيعة ( فضائل الدولة الاموية ) متجدد


جهاده رضي الله عنه



ومن شهرته كمجاهد موفق في البر والبحر منذ عهد أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وكان له فتوحاته الكبرى في الساحل الشمالي للشام، كما أن له الفضل ـ بعد الله ـ في تأسيس البحرية الإسلامية وهزيمة الروم في البحر وانتزاع السيادة منهم لأول مرة في تاريخ المسلمين، فالجهاد في سبيل الله أصل في حياة المسلمين في عهد الدولة الأموية، ولم تكن الغنائم هي الدافع للقيادة الإسلامية الرئيسي نحو الفتح والجهاد، وإن وجد لدى بعض الأفراد وهؤلاء لا يخلو منهم جيش حتى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (( منكم من يريد الدنيا ... ))


وغيرها ولكن هذا بالطبع لا يمثل وجهة نظر المسلمين في فتوحاتهم، ولا يمثل القيادة الفكرية التي كان يتبناها الخليفة والقادة وينفذها الجند، كما أنه لا يمثل وجهة نظر الأمة ورأيها العام، ومما يدل على ذلك مشاركة كبار الصحابة في ذلك الوقت فيها وحثهم المسلمين على الجهاد في سبيل الله، وحوادث الجهاد وجهود الأمويين على جبهات القتال توضح ذلك: فجبهة الروم مثلاً وهي التي كانت مثار الشجاعة ومرتع البطولة ما كانت تدر الربح الكثير بل كان بيت المال يئن منها، لأن حملاتها ما كانت تنتهي إلى تقدم، خاصة إذا ذكرنا الحملات الثلاثة الكبرى التي توجهت إلى القسطنطينية وتكلفت نفقات باهظة لقد أعطى المجاهدون المسلمون في العهد الأموي صوراً رائعة للتضحية والبطولة والتجرد وإخلاص النية لله في جهادهم، سواء كانوا من القادة أو الأمراء أو من عامة الجند، أو من جماعات العلماء والزاهدين والربانيين الذين فهموا عبادة الجهاد، ومارسوا ذلك على نحو مثير للإعجاب ودافع إلى التأسي، وقد توزعت صور الإخلاص والتضحية هذه على جميع جبهات القتال، وفي جميع مراحل الجهاديدل دلالة واضحة على عمق التوجه الإسلامي للفتوحات في العهد الأموي، وينفي الغبش الذي يثيره المنحرفون عن بني أمية على أنصع منجزاتهم وأحراها بالفخر والإعزاز، ومما شك فيه إسلامية الفتوح في العهد الأموي، وقد كانت الحصيلة النهائية والحصيلة التاريخية لحركة الفتوح لذلك العصر، امتداد عالم الإسلام إلى آفاق بعيدة وكسب ـ عبر امتداده هذا ـ الأرض والإنسان، كما أنه حمى وعزّز في الوقت نفسه منجزات الموجة الأولى في حركة الفتح التي قادها وخطط لها الخلفاء الراشدون، فالموجة الثانية لحركة الفتوح هي التي بدأت في عهد معاوية نفسه واستمرت فيما بعد لكي تبلغ أقصى اتساعها في عهد الوليد.


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 30 Dec 2010, 06:51 PM [ 18 ]


تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 29031
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والكتابة
مواضيع : 383
الردود : 14766
مجموع المشاركات : 15,149
معدل التقييم : 223جواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura about

جواهر غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 8
العضو المميز

الشاعر المميز

الاحتفال بالعام السابع

التواصل

فعالية لقطة ومقاديرها

العضو المميز

وسام المسابقات والفعاليات

الحضور المميز


رد: للرد علي الشيعة ( فضائل الدولة الاموية ) متجدد


حركة الجهاد ضد الدولة البيزنطية :


كان معاوية رضي الله عنه يرى أن الخطر الأكبر من وجهة نظره الدولة البيزنطية، وإن كانت قد خسرت أهم أقاليمها في الشرق ـ الشام ومصر ـ إلا أن جسم الدولة لا زال سليماً لم يمس، فعاصمتها باقية، وممتلكاتها في آسيا الصغرى وأوربا وشمال إفريقيا لا زالت شاسعة وإمكانياتها كبيرة، وقدرتها على المقاومة هائلة، وهي لم تكف بعد عن مناوأة المسلمين، وباختصار فهي العدو الرئيسي والخطر الأكبر الماثل أمام المسلمين، وكان معاوية رجل المرحلة وقادراً على فهم وتقدير هذا الخطر، وعلى مواجهته، أيضا، فقد كان موجوداً بالشام منذ مطلع الفتوحات في عهد أبي بكر الصديق، وأصبح والياً عليه ولمدة عشرين سنة تقريباً، وهو يشكل مع مصر خط المواجهة الرئيسي مع الدولة البيزنطية، فطول إقامة معاوية رضي الله عنه بالشام، أكسبته خبرة واسعة بأحوال البيزنطيين وسياستهم وأهدافهم مما أعانه على أن يعرف كيف يتعامل معهم، لكل ذلك فليس غريباً أن نرى معاوية يولي حدوده مع الدولة البيزنطية وعلاقاته معها جل اهتمامه ويرسم لنفسه نحوها سياسة واضحة ثابتة سار عليها هو وخلفاؤه من الأمويين إلى نهاية دولتهم، وقد كان من أهدافه الرئيسة الاستيلاء على عاصمتهم القسطنطينية فبعد أن قضى معاوية على حركات المردة أو الجراجمة الذين أستخدمهم الروم وسيلة لرصد حركات الدولة الإسلامية ونقاط ضعفها وإبلاغ الروم عنها متخذين من مرتفعات طوروس وجبل اللكام مقراً لهم بدأ الخليفة نشاطه البحري بإرسال حملات بحرية استطلاعية منها حملة فضالة بن عبيد الأنصاري، للوقوف على تحركات الروم وجلب المعلومات الدقيقة عنهم لمنعهم من استخدام جزر قبرص، وأرواد، ورودس ذوات الخدمة التعبوية والعسكرية في عملياتهم ضد الأسطول الإسلامي وقد باشر أعماله الاستطلاعية بإحدى الشواتي وهي شاتية بسر بن أبي أرطأة في البحر عام 43هـ وأعقبها بشاتية مالك بن عبد الله بأرض الروم سنة 46هـ وصائفة عبد الله بن قيس الفزاري بحراً وحملة عقبة بن عامر الجهني بأهل مصر في البحر سنة 48هـ، وصائفة بن عبد الله بن كرز البجلي، وحملة بن عبد الله بن يزيد بن شجر الرهاوي، وشاتيته بأهل الشام في سنة 49هـ، وكان نظام الشواتي والصوائف مستمراً. فقد وضع معاوية أمامه هدفاً واضحاً وهو محاولة الضغط على الدولة البيزنطية من خلال الضغط على عاصمتها القسطنطينية تمهيداً للاستيلاء عليها، ولعل معاوية رضي الله عنه كان يرمي إلى إسقاط الدولة البيزنطية ذاتها بالاستيلاء على عاصمتها فهو يعلم أن هذه العاصمة العتيدة هي مركز أعصاب الدولة ومستقر الأموال والرجال، وفيها العقول المفكرة، فإذا سقطت في يده فإن هذا سيؤدي إلى شلل كامل في الدولة كلها، وأمامه تجربة المسلمين مع الفرس، فبعد سقوط المدائن عاصمتهم في أيديهم أصابهم الارتباك ولاحقهم الفشل، ولم تقم لهم قائمة وزالت دولتهم، فإذا استطاع إسقاط عاصمة البيزنطيين فسيكون ذلك نذيراً بإسقاط الدولة، ويستريح من خصم عنيد وعدو رئيسي، لذلك واصل ضغطه ومحاولاته لتحقيق هدفه، وليس من المبالغة القول إن الدولة البيزنطية ظلت على قيد الحياة مدة تقرب من ثمانية قرون، وهي مدينة ببقائها لعاصمتها القسطنطينية، فمناعة المدينة وصمودها أمام محولات الأمويين المستمرة لفتحها، حال دون ذلك وبالتالي حال دون سقوط الدولة والدليل على هذا أنه عندما استطاع السلطان العثماني محمد الفاتح فتح القسطنطينية والاستيلاء عليها في سنة 857هـ التاسع والعشرين من مايو سنة 1453م كان إيذاناً بسقوط الدولة البيزنطية وزوالها من الوجود


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 30 Dec 2010, 06:52 PM [ 19 ]


تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 29031
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والكتابة
مواضيع : 383
الردود : 14766
مجموع المشاركات : 15,149
معدل التقييم : 223جواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura about

جواهر غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 8
العضو المميز

الشاعر المميز

الاحتفال بالعام السابع

التواصل

فعالية لقطة ومقاديرها

العضو المميز

وسام المسابقات والفعاليات

الحضور المميز


رد: للرد علي الشيعة ( فضائل الدولة الاموية ) متجدد


التخطيط الاستراتيجي عند معاوية للاستيلاء على القسطنطينية:


حرص معاوية رضي الله عنه أن يكون زمام المبادرة دائماً في يده،للاسيلاء علي



القسطنطينية لأنها هي التي تمد جزر شرق البحر المتوسط بالقوات والعتاد وتشجع


أهلها على شن الغارات على ساحل مصر والشام، وقد سار في تحقيق هذا الهدف في



عدة اتجاهات:
1 ـ الاهتمام بدور صناعة السفن في مصر والشام ، واختيار أمهر الصناع للعمل فيها


والإغداق عليهم بالأجور والهبات حتى يبذلوا قصارى جهدهم بالعمل، فقد أدرك معاوية


ـ رضي الله عنه ـ بحسه العسكري وفكره العبقري أن معارك المسلمين مع الروم،


ستعتمد أساساً على الأسطول البحري، وزاد هذا الإحساس عمقاً في قلب معاوية


ونفسه تكتل الروم وإعدادهم أكثر من خمسمائة سفينة في معركة ذات الصواري لقهر


الأسطول الإسلامي، ومع أن الروم باءوا بفشل ذريع في هذه المعركة، إلا أنهم لم يكفوا


عن الإعداد ولم ينتهوا عن تجميع قواتهم لمواجهة قوة المسلمين في البحر، لقد كانوا


يظنون أن قوة المسلمين البحرية يمكن القضاء عليها لأنها لا زالت في دور التكوين،


ولكنهم فوجئوا بهزيمتهم المنكرة في ذات الصواري، فتوقعوا بعد ذلك أن تكون


المعركة القادمة على أسوار العاصمة القسطنطينية فراحوا يستعدون لذلك، وقد أدى


التعاون بين مصر والشام في صناعات السفن إلى الوصول إلى نتائج ممتازة، ففي


الشام كانت تتوفر أخشاب الصنوبر القوي والبلوط والعرعر التي تصلح لبناء السفن


وفي مصر كانت توجد الأخشاب التي تصلح لعمل الصواري، وضلوع جوانب السفن،


وخشب الجميز واللبخ والدوم التي تصلح لصناعة المجاديف، وكذلك استغل معاوية


معدن الحديد الذي كان متوافراً في مصر والشام واليمن لعمل المسامير والمراسي


والخطاطيف والفؤوس، كما كان يتوافر في مصر مادة القطران اللازمة لقلفطة السفن،


ونبات الدقس الذي كانت تصنع منه الحبال، وباختصار فقد أدى التعاون المصري


الشامي إلى ازدهار البحرية الإسلامية التي ازدادت أهميتها بعد أن أمر معاوية عامله


على مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري ببناء دار لصناعة السفن في جزيرة الروضة عام 54هـ




2ـ تقوية الثغور البحرية في مصر والشام،فقد آثر أن يحصن المدن الساحلية ويزودها


بالقوات المجاهدة بما يجعلها قواعد تنقل منها الجنود بحراً إلى أي مكان يشاء ووضع


لهذه المدن نظاماً عرف بالرباط، وهو ما يقصد به الأماكن التي تتجمع بها الجند


والركبان استعداداً للقيام بحملة على أرض العدو، واعتني بهذا النظام حتى أصبح


جزءاً مرتبطاً اشد الارتباط بالجهاد، إذ اجتذب الرباط إليه كل الأتقياء المتحمسين


العاملين على إعزاز الإسلام ونصرته، وتدرج معاوية رضي الله عنه في تدعيم هذا


النظام على نحو ما اتبعه في كل أعماله التي اتسمت بالدقة والابتعاد عن الارتجال


والاندفاع، فأعد الرباط لتكون حصوناً يتجمع فيها الجند للدفاع عن المناطق المعرضة


لإغارات الأساطيل البيزنطية، ولتكون ملجأً يحتمي بها الأهالي في المناطق الساحلية


بأن يأخذوا حذرهم إذا ما لاح خطر السفن البيزنطية في المياه الإقليمية، فكان الحصن


في الرباط يضم حجرات للجند ومساكن لهم، ومخازن للأسلحة والمؤن، وبرج


للمراقبة، ثم لم يلبث أن أتسع وازدادت أهميته حتى أصبح قاعدة للهجوم وشن


الغارات، وتعتبر سياسة منح الإقطاعات بالسواحل الخطوة الأخيرة في سلم السياسة


البحرية الدفاعية التي رسمها معاوية قبل أن يستطيع ركوب البحر في عهد عثمان، إذ


أتم بفضل هذه الامتيازات إعداد القواعد البحرية التي أخذ ينشىء فيها أساطيله، وكانت


آية ازدهار المدن الساحلية نقل جماعات من أهالي بعلبك وحمص وأنطاكية عام 42هـ


إلى صور وعكا وغيرهما من المدن بسواحل الأردن، كذلك أصلح معاوية رضي الله


عنه حصون هاتين المدينتين ولاسيما عكا التي خرج منها بأولى حملاته البحرية ضد


قبرص، وبسط معاوية رضي الله عنه اهتمامه إلى سائر المدن الساحلية-




3 ـ الاستيلاء على الجزر الواقعة شرقي البحر المتوسط ، وقد بدأ ذلك بالاستيلاء على


جزيرة قبرص ـ كما سبق ذكره ـ ثم استولى جزيرة أخرى هامة وهي رودس وأمر ببناء









خريطة عامة



حصن بها وبعث إليها جماعة من المسلمين يتلون الدفاع عنها، وجعلها رباطاً يدفعون


منه عن الشام، وآثر معاوية أن يحيط المسلمين في رودس بالجو الإسلامي الديني


ويعلي راية الإسلام بين أهاليها، فأرسل إليها فقيهاً يدعى مجاهد بن جبر يقرئ الناس


القرآن وأراد معاوية أن يتوج حملاته البحرية بغلق بحر إيجة وسد منافذه الرئيسية في


وجه السفن البيزنطية، ومنعها من الوصول إلى بلاد المسلمين وعمل على تحقيق ذلك


في الاستيلاء على جزيرة ((كريت)) إذ تسيطر هذه الجزيرة تماماً على بحر إيجة، الذي


يشبه طرفه الجنوبي فوهة قربة تمتد جزيرة ((كريت)) عبرها، بامتدادها البالغ 160


ميلاً وتقسم الجزيرة هذه فتحة إلى مدخلين يتحكم في كل منهما، وأرسل معاوية جنده

صورة لجزيرة كريت
الذي استولى على رودس لفتح هذه الجزيرة الهامة ومنع الأساطيل البيزنطية من


التسلل عبر الفتحات البحرية المتاخمة لها لمهاجمة الشام على أن جنادة بن أمية


الأزدي لم يستطع الاستيلاء على هذه الجزيرة لضخامتها، واكتفى بالإغارة عليها


والبطش بالبيزنطيين وأساطيلهم بها، وهكذا وجه معاوية رضي الله عنه أنظار


المسلمين شطر البحر الأبيض المتوسط، وأوقفهم على أهمية جزره، فاستولى على ما


استطاعت أساطيله أن تفتحه منها، وطرق باب غيرها ومهد الطريق لمن يأتي بعده


من الخلفاء الأمويين، وكفل معاوية للمسلمين قوة بحرية نافست البيزنطيين أنفسهم


سيادتهم القديمة على البحر الأبيض المتوسط ثم أخذ يعبئها لأهم عمل في تاريخها،


وهو ضرب عاصمة البيزنطيين أنفسهم والاستيلاء عليها، ولكن تريث معاوية في


تحقيق الهدف الأخير حتى يمكن لنفسه من التفوق البحري على البيزنطية



4 ـ كان من الضروري لكي تؤتي هذه الاستعدادات البحرية، ثمارها وتحقق أهدافها أن


يصاحبها تحصين أطراف الشام الشمالية، التي تشكل مناطق الحدود بين الدولتين


الإسلامية والبيزنطية، ضد غارات البيزنطيين من ناحية ولتكون سنداً للقوات الزاحفة


على القسطنطينية من ناحية ثانية ذلك لأن المسلمين في فتوحاتهم الأولى في عهد


الخلفاء الراشدين، وصلوا إلى أطراف الشام الشمالية، ثم وقفت أمامهم سلسلة جبال


طوروس تحول دون وصولهم إلى آسيا الصغرى البيزنطية، وكان البيزنطيون عند


انسحابهم وتقهقرهم أمام المسلمين قد قاموا بتخريب المناطق الواقعة شمال حلب


وإنطاكيا لئلا يستفيد منها المسلمون، كما خربوا معظم الحصون فيما بين الأسكندرونة


وطورسوس، فرأى معاوية ضرورة الاهتمام بهذه المناطق وتعميرها وتحصينها،


فاهتم أولاً بمدينة أنطاكيا التي كانت معرضة دائماً للإغارات البيزنطية المفاجئة، واتبع


في تعميرها السياسة التي سار عليها إزاء المدن الساحلية للشام، وأغرى الناس على


الإقامة بأنطاكيا، بأن منحهم اقطاعات من الأرض، وقوى الرباط المخصص للدفاع


عنهم وأخذ معاوية يوالي تدريجياً تعمير المدن الواقعة بين الأسكندرونة وطرسوس


أثناء غاراته على أراضي البيزنطيين حتى أصبحت حدود الشام تتاخم مباشرة جبال


طوروس الحد الفاصل بين الشام وآسيا الصغرى ولإحكام سيطرته على المعاقل الهامة


الواقعة في مناطق التخوم الإسلامية البيزنطية، استولى على سميساط وملطية، كما


جدد حصوناً أخرى مثل مرعش والحدث، ثم استولى على حصن زبطرة البيزنطي الهام


وأعاد تحصينه، ولكي تكون الحركة مستمرة وتكون مناطق الحدود ميداناً عملياً


لتدريب جند المسلمين، وتعويدهم على الدروب والطرق والممرات الجبلية الوعرة دأب


معاوية على الغزوالمستمر، وأصبح هذا النشاط العسكري يعرف بغزوات الصوائف


والشواتي فلا تكاد تمر سنة وإلا ونجد ذكراً عند الطبري وغيره لغزو في البر أو


البحر كأن يقول: وفيها شتى فلان بأرض الروم أو كانت صائفة فلان إلى أرض الروم


وكانت هذه الغزوات تنطلق إلى بلاد الأعداء وتخرب تحصيناتهم وتغنم وتعود، وكان


تكرار هذه الغزوات يشكل ضغطاً على الدولة البيزنطية ويرهق أعصابها وينهك


قواهاوقد برز في هذه الحملات المستمرة عدد من كبار القادة المسلمين الذين تلقوا


تدريباتهم في ميدانها وأتقنوا فن الحرب،، مثل عبد الله بن كرز البجلي، ويزيد بن


شجرة الرهاوي، ومالك بن هبيرة السكوني، وجنادة بن أمية الأزدي، وسفيان بن


عوف، وفضالة بن عبيد، ومالك بن عبد الله الخثعمي، الذين أطلقوا عليه مالك


الصوائف لعلو كعبه في الميدان الحربي في آسيا الصغرى وهؤلاء القادة ابلوا بلاءً


حسناً في الجهاد ضد البيزنطيين لإعلاء كلمة الله.


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 30 Dec 2010, 06:53 PM [ 20 ]


تاريخ التسجيل : Jun 2010
رقم العضوية : 29031
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءة والكتابة
مواضيع : 383
الردود : 14766
مجموع المشاركات : 15,149
معدل التقييم : 223جواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura aboutجواهر has a spectacular aura about

جواهر غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 8
العضو المميز

الشاعر المميز

الاحتفال بالعام السابع

التواصل

فعالية لقطة ومقاديرها

العضو المميز

وسام المسابقات والفعاليات

الحضور المميز


رد: للرد علي الشيعة ( فضائل الدولة الاموية ) متجدد


ألحصار الأول للقسطنطينية



بعث معاوية رضي الله عنه سنتي 47 ـ 48هـ سرايا من قواته لتغيرعلى الأراضي

البيزنطية لتمهد الطريق في سبيل الوصول إلى القسطنطينية فتمكن مالك بن هبيرة


السكوني من قضاء الشتاء في الأراضي البيزنطية، ولقد شهدت سنة 49هـ/669م

أول حصار إسلامي لمدينة القسطنطينية ذلك أن نجاح قوات المسلمين في توغلهم في

الأراضي البيزنطية بالإضافة إلى الصراعات الداخلية التي واجهها الإمبراطور قُسطانز

الثاني نتيجة تمرد اثنين من قادته هما سيليوس وميزيريوس، كل ذلك ساعد

معاوية رضي الله عنه على أن يبعث قواته في البر والبحر بقيادة كل من فضالة بن

عبيد الليثي وسفيان بن عوف العامري يساعدهم يزيد بن شجرة الرهاوي، تجاه

القسطنطينية، ووصل الأسطول الإسلامي إلى خلقيدونيةـ ضاحية من ضواحي

القسطنطينية على البر الآسيوي ـ وحاصرها توطئة لاقتحامها في محاولة لاختراق

المدينة من تلك الناحية، ولكن انتشار مرض الجدري وفتكه بكثير من جند المسلمين

علاوة على حلول الشتاء القارص جعل ظروف الجيش المحاصر صعبة للغاية، فما كان

من فضالة بن عبيد الليثي، قائد الجيش البري إلا أن استنجد بمعاوية طالباً منه أن

يمده بقوات إضافية، فأرسل معاوية رضي الله عنه مدداً من الجيش يضم بين أفراده

مجموعة من الصحابة، أمثال: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد اله بن

عمرو بن العاص، وأبو أيوب خالد بن يزيد الأنصاري، رضي الله عنهم، وكان القائد

العام لهذه الفرقة هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وعندما وصل يزيد بقواته إلى

خلقيدونية انضم إلى الجيش المرابط هناك، وزحفوا جميعهم نحو القسطنطينية

وعسكروا خلف أسوارها ضاربين عليها الحصار حوالي ستة أشهر ((من الربيع إلى الصيف)) وكان يتخلل هذا

الحصار اشتباكات بين قوات القوتين، وأبلى يزيد في هذا الحصار بلاءً حسناً وأظهر

من دروب الشجاعة والنخوة والإقدام ما حمل المؤرخين على أن يلقبوه بـ((فتى

العرب))وكادت القوات الإسلامية أن تحرز انتصاراً لولا أنه واجهوا صعوبات جمة

منها: الشتاء الغزير المطر والبرد القارص مما أدى إلى نقص الطعام والأغذية،

وتفشي الأمراض بينهم، كما كان لمناعة أسوار القسطنطينية أثرها في تراجع

المسلمين وإجبارهم مرة أخرى على العودة إلى بلاد الشام، كما كانت النار التي فتحها

المتحصنون بها على جيش المسلمين من أهم الأسباب التي عوقت قدرتهم على فتحها،

فقد أحرقت النار كثيراً من سقى المسلمين، ويعد غزو القسطنطينية من دلائل النبوة

حيث أخبر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال:... أول جيش من أمتي يغزون

مدينة قيصر مغفور لهم، وقد اشترك في غزو القسطنطينية عدد من كبراء الصحابة

رضوان اله عليهم، طلباً للمغفرة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم

رابعاً : وفاة أبي أيوب الأنصاري في حصار القسطنطينية وهو خالد بن زيد بن كليب،

أبو أيوب الأنصاري الخزرجي، شهد بدراً والعقبة والمشاهد كلها، وشهد مع علي

رضي الله عنه قتال الخوارج وفي داره كان نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين

قدم المدينة مهاجراً من مكة فأقام عنده شهراً حتى بنى المسجد ومساكنه حوله، ثم

تحوَّل إليها، وقدوفد أبو أيوب على عبد الله بن عباس لما كان والياً على البصرة في

عهد علي، فبالغ في إكرامه، وقال لأجزينَّك على إنزالك النبي صلى الله عليه وسلم

عندك، فوصله بكل ما في المنزل فبلغ ذلك أربعين ألفاً، وجاء في رواية لما أراد

الانصراف خرج له عن كل شئ بها، وزاده تحفاً وخدماً كثيراً وأعطاه أربعين ألفاً

وأربعين عبداً، إكراماً له لما كان أنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره، وقد

كان من أكبر الشرف لهوهو القائل لزوجته أم أيوب حين قالت له: أما تسمع ما يقول

الناس في عائشة؟ ـ أي في حديث الافك ـ فقال لها: أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ فقالت:

لا والله. فقال: والله لهي خير منك فأنزل الله(( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ

وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا)) (النور ، الآية : 12) . وقد آخى رسول الله صلى الله عليه

وسلم بين أبي أيوب ومصعب بن عمير رضي الله عنهما صاحب الفتح السلمي الكبير

بالمدينة المنورة. وكانت وفاته ببلاد الروم قريباً من سور قسطنطينية، وكان في جيش

يزيد بن معاوية وإليه أوصى وهو الذي صلى عليه وقد جاء في رواية: أغزى أبو

أيوب، فمرض، فقال: إذا متُّ فاحملوني، فإذا صافقتم العدوَّ، فارموني تحت أقدامكم. أما

إني سأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، من مات لا

يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ودفن أبو أيوب عند سور القسطنطينية، وقالت الروم لمن

دفنه: يا معشر العرب قد كان لكم الليلة شأن. قالوا: مات رجل من أكابر أصحاب نبينا،

والله لئن نُبش، لاضُرِبَ بناقوس في بلاد العرب، وبعد مجيء الدولة العثمانية وفتح

القسطنطينية أصبحت مكانة أبي أيوب الأنصاري عظيمة في الثقافة العثمانية، فقد درج

السلاطين العثمانيون يوم يتربعون على الملك أن يقيموا حفلاً دينياً في مسجد أبي

أيوب، حيث يتقلدون سيفاً للرمز إلى السلطة، التي أفضت إليهم وكان لأبي أيوب رضي


مسجد السلطان أيوب كما يسمونه

بعث معاوية رضي الله عنه سنتي 47 ـ 48هـ سرايا من قواته لتغيرعلى الأراضي

البيزنطية لتمهد الطريق في سبيل الوصول إلى القسطنطينية فتمكن مالك بن هبيرة

السكوني من قضاء الشتاء في الأراضي البيزنطية، ولقد شهدت سنة 49هـ/669م

أول حصار إسلامي لمدينة القسطنطينية ذلك أن نجاح قوات المسلمين في توغلهم في

الأراضي البيزنطية بالإضافة إلى الصراعات الداخلية التي واجهها الإمبراطور قُسطانز

الثاني نتيجة تمرد اثنين من قادته هما سيليوس وميزيريوس، كل ذلك ساعد

معاوية رضي الله عنه على أن يبعث قواته في البر والبحر بقيادة كل من فضالة بن

عبيد الليثي وسفيان بن عوف العامري يساعدهم يزيد بن شجرة الرهاوي، تجاه

القسطنطينية، ووصل الأسطول الإسلامي إلى خلقيدونيةـ ضاحية من ضواحي

القسطنطينية على البر الآسيوي ـ وحاصرها توطئة لاقتحامها في محاولة لاختراق

المدينة من تلك الناحية، ولكن انتشار مرض الجدري وفتكه بكثير من جند المسلمين

علاوة على حلول الشتاء القارص جعل ظروف الجيش المحاصر صعبة للغاية، فما كان

من فضالة بن عبيد الليثي، قائد الجيش البري إلا أن استنجد بمعاوية طالباً منه أن

يمده بقوات إضافية، فأرسل معاوية رضي الله عنه مدداً من الجيش يضم بين أفراده

مجموعة من الصحابة، أمثال: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد اله بن

عمرو بن العاص، وأبو أيوب خالد بن يزيد الأنصاري، رضي الله عنهم

الله عنه عند الترك خواصهم وعوامهم رتبة ولي الله الذي تهوي إليه القلوب المؤمنة

وينظرون إليه كونه مضيف رسول الله، فقد أكرمه وأعانه وقت العسرة كما أنه له

مكانة مرموقة بين المجاهدين واعتبروها ضيافته لرسول الله وجهاده في سبيل الله

أعظم مناقبه وأظهر مآثره .وقد ترك أبو أيوب رضي الله عنه في وصيته بأن يدفن في

أقصى نقطة من أرض العدو صورة رائعة تدل علىتعلقه بالجهاد، فيكون بين صفوفهم

حتى وهو في نعشه على أعناقهم وأراد أن يتوغل في أرض العدو حياً وميتاً، وكأنما لم

يكفه ما حقق في حياته فتمنى مزيد عليه بعد مماته، وهذا ما لا غاية بعده في مفهوم

المجاهد الحق بالمعنى الأصح الأدق ومن الغريب ما نراه في حياتنا من حرص بعض

المسلمين إذا مات خارج بلده أن يوصي أهله بأرجاعه ودفنه في أرضه والأرض

الأرض الله والبلاد بلاد الله. وقد مدحه شعراء الأتراك في أشعارهم وهذا شيخ الإسلام،

أسعد أفندي يشير أشارة لامحة إلى موقعه بقوله:


... ... ... شهد المشاهد جاهداً ومجاهداً


... ... ... ... ... ... ... ومكابداً بحروبه ما كابدا


... ... ... حتى أتى بصلابة ومهابة



... ... ... ... ... ... ... في آخر الغزوات هذا المشهدا


... ... ... قد مات مبطوناً غريباً غازيا



... ... ... ... ... ... ... فغدا شهيداً قبل أن يستشهدا


كان أبو أيوب رضي الله عنه عندما خرج في غزوة الفسطنطينية قد تقدمت به السن

وأصبح شيخاً كبير وكان يقول: قال الله تعالى: ((انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا...)) (التوبة ،

الآية :41) لأجدني إلا خفيفاً أو ثقيلاً، وكان أبو أيوب رضي الله عنه يعلم الناس الفهم

الصحيح لآيات الله ومفاهيم الإسلام فعن أبي عمران التجيبي قال: غزونا من المدينة

نريد القسطنطينية، وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ـ يعني الجماعة

الذين غزو من المدينة ـ والروم ملصقوا ظهورهم بحائط القسطنطينية، فحمل رجل

على العدو فقال الناس مه، مه لا إله إلا الله، يلقي بيديه إلى التهلكة: فقال أبو أيوب:

إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم وأظهر

الإسلام قلنا: هلمَّ نقيم في أموالنا ونصلحها، فأنزل الله تعالى: ((وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)) (البقرة ، الآية : 195) فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن

نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد قال أبو عمران، فلم يزال أبو أيوب يجاهد في

سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية فهذا الحديث يبين لنا خطورة الاشتغال بالأموال عن

الجهاد في سبيل الله تعالى، وإن الهلاك الحقيقي هو هلاك الآخرة بسبب التهاون في واجبات الإسلام


الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

08:04 AM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com