بين السفر والغربه ..

السفر أحد أسباب المعاش التي بها قوامه ونظامه, لأن الله تعالى لم يجمع منافع الدنيا في أرض, بل فرقها, وأحوج بعضها إلى بعض.. ومن فضله أن صاحبه يرى من عجائب الأمصار وبدائع الأقطار ومحاسن الآثار.. ما يزيده علماً ويفيده فيها بقدرة الله عز وجل وحكمته, ويدعو إلى شكر نعمته, ويسمع العجائب ويكسب التجارب ويفتح المذاهب ويجلب المكاسب, ويشد الأبدان وينشط الكسلان, ويسلي الأحزان ويطرد الأسقام ويشهي الطعام ويبعث على طلب الذكر.
وقد مدح الله المسافرين فقال سبحانه((وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله)) كما أمر بالسفر فقال((فانشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله)).
يقول أبو منصور الثعالبي في كتابه اللطائف و الظرائف في الخبر : سافروا تغنموا وتصحوا
وورد: ابن آدم جدد سفراً أجدد لك رزقاً.
قال ابن المعتز: أشقى من المسافر إلى الأمل من قعد في الناس عن العمل.
قال أحد الشعراء:

فسر في بلاد الله والتمس الغنى=تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا
ولاترضى من عيش بدين ولاتنم=وكيف ينام الليل من كان معسرا

وقال حاتم طيء:

إذا لزم الناس البيوت رأيتهم=عماة عن الأخبار خرق المكاسب

قال أحد الشعراء:

فسر في بلاد الله والتمس الغنى= تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا
ولا ترض من عيش بدين ولا تنم= وكيف ينام الليل من كان معسرا

وقال آخر:

ليس ارتحالك تزداد الغنى سفرا= بل المقام على بؤس هو السفر

وقال حاتم طيء:

إذا لزم الناس البيوت رأيتهم= عماة عن الأخبار خرق المكاسب

جاء في المبهج للثعالبي: من آثر السفر على القعود, فلا يبعد أن يعود مروق العود.
وقيل: ربما أسفر السفر عن النظر, وتعذر في الوطن الوطر.
وجاء في المحاسن والمساوئ للبيهقي: اطلبوا الرزق في البعد فإنكم إن لم تكبوا مالا غنمتم عقلا كثيرا.
مدح أعرابي رجلا فقال: خرّجته الغربة ودربته التجربة وضرسته النوائب.
وقيل لأحدهم: ما العيش؟ فقال: دوران البلدان ولقاء الإخوان.

وجاء في كتاب اللطائف والظرائف لأبي نصر المقدسي: ليس بينك وبين بلدك نسب, فخير البلاد ما حملك وجملك.
وقيل: اهجر وطنك إذا نبت عنه نفسك, وأوحش أهلك إذا كان في إيحاشهم أنسك.
وقال أحد الشعراء:

وإذا الديار تنكرت عن أهلها=فدع الديار وأسرع التحويلا
ليس المقام عليك حتما واجبا=في بلدة تدع العزيز ذليلا

وقد قيل: أحق البلدان بنزعك إليه بلد أمصك حلب رضاعه.
وقيل: لا تشكون بلدا فيه قبائلك, ولا أرضا فيها قوابلك.
قال أحدهم:

الفقر في أوطاننا غربة= والمال في الغربة أوطان
والأرض شي كله واحد= ويخلف الجيران جيران

ولأبي فراس:

والمرء ليس ببالغ في أرضه= كالصقر ليس بصائد في وكره

وقال الطريفي:

أرى وطني كعش لي= ولكن أسافر عنه في طلب المعاشي
ولولا أن كسب القوت فرض= لما برح الفراخ من العشاش

أما ما جاء في ذم السفر والاغتراب, فقد ورد: السفر متعب مكرب والحديث يقصر ويسلي كربه.
قيل لبعض الحكماء: إن السفر قطعة من العذاب.. فقال: بل العذاب قطعة من السفر. ونظمه من قال:

إن العذاب قطعة من السفر= يا رب فاردد لي إلى ربق الحضر

وكان الحجاج يقول: لولا فرحة الإياب.. لما عذبت أعدائي إلا بالسفر.
وكان بعض الحكماء يقول: السفر والسقم والقتال ثلاثة لثلاثة: السفر سفينة الأذى, والسقم حريق الجسد, والقتال يثبت المنايا.
قال بعض الحكماء: الغريب كالغرس الذي زايل أرضه وفقد شربه, فهو ذابل لا يثمر وذاوٍ لا يزهر.
قال أحد الشعراء:

يا نفس ويحك في التغرب ذلة=فتجرعي كأس الأذى وهوان
وإذا نزلت بدار قوم دارهم= فلعن عليك تعزر الأوطان

قيل: الغريب كاليتيم العظيم الذي ثكل أبويه, فلا أم تربيه ولا أب يرأف عليه.
وكان يقال: عسرك في بلدك خير من يسرك في غربتك.. ونظمه من قال..

لقرب الدار في الإقتار خير= من العيش الموسّع في اغتراب

قال البستي:

لا يعدم المرء كناً يستكن به= ومتعة بين أهليه وأصحابه
ومن نأى عنهم قلت مهابته= كالليث يحقر لما غاب عن غابه
ومن ينأ عن دار العشيرة لم يزل=عليه رعود جمة وبروق

وقال العتابي:

فيا ابن ابي لاتغترب إن غربتي=سقتني بكف الضيم ماء الحناظل

وكان يقال : الغريب كالوحش النائي عن وطنه فهو لكل رام رمية ولكل سبع فريسة ولكل كلب قنيصة.
وكانت العرب تقول الغربة ذلة والذلة قلة
وكان يقال: لاتنهض عن وكرك فتنقصك الغربة وتضيمك الوحدة.
قال الطائي:

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى =مالحب إلا للحبيب الأولي
كم منزل في الأرض يألفه الفتى=وحنينه أبداً لأول منزل

وقال آخر:

وإن اغتراب المرء من غير خلة=ولاهمة يسمو لها لعجيب
وحسب الفتى ذلا وإن أدرك المنى=ونال الثراء أن يقال غريب

ختاماً أقول إن هذه انطباعات وآراء الأدباء والعلماء والشعراء والفلاسفة والمفكرين والفقهاء تجاه السفر والاغتراب مدحاً أو ذماً ترغيباً أو تنفيراً.


وبعد فهل أنت أخي القارئ مع أم ضد السفر والاغتراب؟؟!!

وهل نلت فوائد السفر ، وتجنبت مساوئ الاغتراب؟!!

شكراً يالمستحيله على الموضوع لي عودة

الصيف قرّب والطواري على البال=يا اهل الخيام اللي ورى بيوت اهلنا
عنّا بعيد وكنها حذفة عقال=ولازم نجيكم وإن هرجنا فعلنا

ههههههههه هذا ماقلت مع بداية الإجازه قبل السفر .

ولكن اعتقد ان السفر المقصود واللذي يجلب الفائده هو السفر من اجل اكتساب علم او نشره او من اجل تجاره وهذا نادر في هذه الإيام

ولكن لانقول اننا لانستفيد من سفرنا بل بالعكس نحن نصل رحم ونتعرف على اناس آخرين ونخالطهم ونرى ونكتسب من عاداتهم الشئ الكثير .

ويكفي اننا لا نرتكب محرم ولا نزل في سفرنا هذا فهو في حدود شرعيه وافضل من غيرنا وهم من يسافرون للخارج لأغراض سيئه وهنا نقول نحن ضد هذا السفر .

لك تحياتي ومشكوره .

السفر له فوائد كثيرة

وبالنسبة للفائدة من السفر والاغتراب أعتقد تختلف من شخص

لشخص فهناك من أغترابة للعمل والبعض للدراسة

والكثير للسياحة

وهنا يكمن الأختلاف

... وسلموا لي على أهل الديار البعيدة ...

الشكر موصول لكِ أيتها المستحيلة .. موضوع وايد حلوو ومتألق

وتسلم إيديك على النقل

		المشاركة الأصلية بواسطة : اقتباس
	وبعد فهل أنت أخي القارئ مع أم ضد السفر والاغتراب؟؟!!

اذا كان السفر لطلب العلم اوالعلاج فانا معه

		المشاركة الأصلية بواسطة : اقتباس
	وهل نلت فوائد السفر ، وتجنبت مساوئ الاغتراب؟!!

السفر بلا شك له فوائد تمر على كل شخص حسب بعد السفر والمكان
الذي يريد الذهاب له
الف شكر اختي المستحيلة

		المشاركة الأصلية بواسطة : اقتباس
	لانقول اننا لانستفيد من سفرنا بل بالعكس نحن نصل رحم ونتعرف على اناس

في هذه صدقة يابدوي فاهم

ماذا دهاكم جميعاً مع السجع ..

اغيب يومين اجد الجميع يسجعون مواضيعهم ..:icon_mrgr

سيدتي المستحيلة .. موضوع رائع جدأً وتقرير استطيع القول إني احسدك
على هذا الجهد الذي قمتي به من اجل اعداده بشكل الاروع من رائع

وياليت قوومي يقدرون هذا المجهود ...

المستحيلة لي عوودة للاجابة على اسئلتك فانا من صغر سني وانا اعيش خارج البلاد .. مرور بجميع قارات العالم ..

لي عووده

..

الله يسلمك ياعبدالله وفي الانتظار
..

بدوي فاهم .. الله يسلمك على هذا العزف النبطي.. والشكر لاثرائك .. للموضوع ..