إن الطفل الحساس كثيراً ما يكون ذكياً ولديه قدرة على التعاطف
مع الآخرين ومبدعا منذ سن مبكرة، ولكنه فى نفس الوقت قد يشعر
سريعاً بالتوتر والإحباط من الأماكن المزدحمة والمواقف الجديدة
وأى تغييرات فى حياته. إذا كان طفلك يبكى كثيراً ويجلس منزوياً
ومنطوياً وخجولاً فى أى حدث اجتماعي فإن هذا قد يجعلك تفقدين
أعصابك بسببه، ولكن فى الحقيقة يجب أن تكوني أنتِ من يساعد
طفلك للتغلب أو بالأصح التعامل مع مثل تلك المواقف مع الوضع في
الإعتبار أن طفلك الحساس هذا قد يمتلك العديد من المواهب.
سيستجيب طفلك الحساس لك أكثر إذا تعاملت معه
بلين وبصيغة الطلب مع الابتعاد عن التعامل بقسوة.
وعليك أن تكونى متأكدة أن التعامل مع طفلك بقسوة سيجعله
يتصرف بالطريقة التى تستنكرينها منه أى أنه قد يبكي
ويفقد أعصابه ويبكي. يجب على الأم أيضاً أن تحاول التعرف
على الأشياء التى قد تصيب طفلها بالتوتر مثل الأماكن المزدحمة لتتجنبها
مع إمكانية تعليم الطفل بعض تمارين التنفس.
يجب أن تتقبلي حساسية طفلك بدلاً من محاربتها مع إخباره دائماً
بأنك ستكونين بجانبه تحبينه وتتقبلينه كما هو. اخبرى طفلك عن
إيجابيات كونه حساساً وكيف أن هذا الأمر يجعله يتعاطف مع مشاكل
وإحباطات كل من حوله، كما أن خياله أكثر سعة وإبداعاً من خيال زملائه.
حاولى أن تعلمي طفلك كيف يواجه المواقف الصعبة دون أن يكون
ضعيفا ًوعلميه أن يكون هادئاً ولديه قدرة على التحكم في
انفعالاته عندما يسخر منه أو يضايقه أي شخص.
اخبرى طفلك أن تصرف الآخرين معه بطريقة غير مهذبة ليس
خطأه وأن كل شخص مسئول عن تصرفاته وطريقة تعامله مع الناس.
يجب أيضاً أن تدعي طفلك يواجه أي موقف بمفرده إلا
إذا شعرت أن الموقف يحتاج لتدخلك.
إن الطفل الذى تكون حساسيته عالية يجب أن يشعر أن
أهله وخاصة أمه تتفهمه مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل بتلك الطريقة
سيكون أكثر هدوءاً ومنطقية فى أي موقف ولن يشعر بالتوتر.
إذا كان طفلك مثلا يرفض الذهاب للنوم فيمكنك أن تقولي له إنك
تعلمين أنه قد لا يكون يشعر بالتعب ولكن يجب أن ينام الجميع
فى موعد محدد ومناسب ليكونوا أكثر حيوية ونشاطا اليوم التالي.
اعلمى أن كون طفلك حساساً لا يعنى أنه لا يحتاج للحدود والقواعد فى حياته.
لا يمكنك أن تتبعي طريقة التعامل العادية مع أى طفل مع طفلك
الحساس مع الوضع فى الاعتبار أن معاقبة طفلك على سلوك
ما بسبب حساسيته فإن هذا الأمر قد يجعله يفقد الثقة بنفسه.
يمكنك مثلاً أن تخبرى طفلك بدون استعجاله إذا كان
يريد اتخاذ قرار ما أن الخيارات مربكة وأنه قد يستغرق وقتاً أطول
فى اتخاذ القرار ولكن هذا يكون بسبب أن يأخذ وقته ليزن كل
عناصر الموضوع ويفكر فى جميع التفاصيل. وتأكدى أن تفهمك السابق
هذا لحساسية طفلك سيعطيه دفعة من الثقة وسيجعله يتخذ القرارات بشكل أسرع فى المستقبل.
إذا كان طفلك يشعر بالحزن والإحباط والقلق الدائم فإنه
قد يعانى من مشكلة أكثر جدية من كونه يمتاز بالحساسية العالية،
وآنذاك يجب أن تفكري فى اللجوء لطبيب متخصص