ارتســـامات..!

مـجـمـوع الأوسـمـة · توقيع : الغزال الشارد

أحببت اليوم ان اضع بين يديكم هذه الكلمات لعلها ترتقي لذائقتكم
قال تعالى :
(وجآءو اباهم عِشــــاءً يبكون)
صدق الله العظيم .
كان إتيان إخوة يوسف إلى أبيهم متأخرين عن عادتهم حتى يكون دليل على أكل ألذئب ليوسف
وبكاؤهم دليلاً اخر واختيارهم الليل للاعتذار حتى لا يفضح الكذب في عيونهم فالليل ساتر لا يظهر معالم الوجه
وما تخفي العيون .. اوجد إخوة يوسف الادله قبل ذهابهم إلى أبيهم ليقتنع بكذبتهم التي دبروها…
كم يكذب الناس ألان بلا حياء ولا خجل ولا محاوله لا خفاء كذبهم وكل كذبه اكبر من أختها ولأننا نعيش في عالم الانترنت
ترمى الكذبة فتنتقل في ثواني عبر أقاصي الارض فيسمعها جميع من في اصقاع الارض ويؤخذ بها وهي في ألاساس كذبه..
كان العرب في جاهليتهم وعلى كفرهم يستنكف الرجل أن يكذب لانهم يرون انها لا تليق برجولتهم فكيف
ونحن قد هذبنا الإسلام اليس حرياً بنا أن نرى مثل ما كان يرى العرب في جاهليتهم

لايكذب المرء إلا من مهانته……….أو فعله السوء أو من قلة الأدب
لبعضُ جيفة كلب خيرُ رائحة..……. من كذبة المرء في جدّ وفي لعب

خلق الله نوع من البشر يجعل كل ما حوله شقاء ونكد عنده قدره على تحويل لحظات السعادة إلى
نكد أزلي ضيقي الأفق لا ينظرون للحياة ألا من منظاراسود وتنعدم ألوان الطيف الأخرى في حياتهم فكل كلمه تؤل إلى
غير معناها وتلبس غير معناها وكل خسارة تصور على أنها نهاية الحياة البسمة عبارة عن عمليه شاقه لا يستطيعون القيام بها .
إن تحدثت مع احدهم فكل كلمه محسوبة يتصيدون الزلل….
عندهم قدره على المبالغة في الشر ولا يستطيعون أن يستشعروا أي خير يأتي إليهم

يقول الكاتب انيس منصور
(في الشطرنج كما في الموت بعد نهاية أللعبه يوضع الملك والعسكري في صندوق واحد)
كم من ملوك ماتوا وأصبحوا هم ومن يخدموهم في مكان واحد لا يفرق بينهم إلا عملهم وكل منهم و ما قدم ..
كم من أصحاب مناصب كان يُعتبر من المعجزات مقابلتهم أو القرب منهم ماتوا فلم يبقى منهم إلا قبر تذروا الرياح ترابه
وصدق المعري عندما قال
(صاح خفف الوطء فما أديم هذه الأرض إلا من رفات العباد)

مؤلم حينما تخوننا شجاعتنا عند المواجهة ..
كم اعتمدنا على شجاعتنا سواءً التي اكتسبناها بالتربية او سمات شخصيه رزقنا الله بها ,,,
كم من طلاقة لسان نملكها تجعل من يقابلنا يقتنع بما نريد إيصاله له وكم اعتمدنا على مخزوننا الثقافي الذي يعطينا شجاعة
في المواجهة ,لكن يأتي وقت تخوننا جميع هذه العناصر فنسقط وتخوننا شجاعتنا

وامعتصماه …
صرخة أطلقتها امرأة من عاموريه بعد أن أهانها رومي..
صرخة مدوية سارت من عاموريه في هضبة الأناضول إلى المعتصم في بغداد فجيش الجيوش لها
وحاصر عموريه وفتحها من اجل امرأة صرخت مستنجدة به …
وألان كم من أمراه تصرخ وامعتصماه فيتردد صوتها عبر وسائل الأعلام لكن لا يرجع لها إلا صدى
صوتها بدون معتصماه ليست المرأة فقط .لكن كم من شيخ قد شاب شعره واحدودبَ ظهره وضعف بصره صرخ وامعتصماه..
كم من طفل ذاق اليتم ولوعة فراق والديه وأصبح يتيم تتقاذفه أيدي اللئام وأمواج الحياة هنا وهناك صرخ وامعتصماه..
وكم من شاب زج به في غياهب السجون ظلم وضاعت حياته صرخ
وامعتصماه
..لكن لايرجع لهم إلا صدى صوتهم ..

ودمتمـ بود
الغزاال الشارد

للمارين