..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الأدبية > منتدى القصص والحكايات
 
أدوات الموضوع
إضافة رد
قديم 10 Feb 2006, 08:33 PM [ 51 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Feb 2005
رقم العضوية : 28
الإقامة : saudi arabia
الهواية : ركوب الدرجات
مواضيع : 291
الردود : 5726
مجموع المشاركات : 6,017
معدل التقييم : 83كديميس will become famous soon enough

كديميس غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 5
الكاتب المميز

مسابقة تعرجات قلم

ليلة حالمة

التواصل

عضو مخلص




خاطب دوغوف إيما:‏

- ألا ترغبـين يا سيدة شبـيلمان أن أبقي لكم أسداً؟ فهو سيسلي ابنك وسيحمي منزلكم.‏

- أشكرك لكن ... أبعدها من هنا من فضلك!‏

ضحك دوغوف ونظر إلى الأسود, ثم حوَّل نظره إلى البحارة الجالسين في الخيمة. نهض البحارة فوراً لتنفيذ الأمر الفكري, وبدؤوا يطوون الخيمة ويحضِّرون القارب للإقلاع. هبطت الأسود نحو الشاطئ ببطء وحذر وهي تدوس على الطريق الحجرية, ثم تمددت على الرمال. نقلها البحارة واحداً واحداً إلى اليخت.‏

سألت إلزا بحزن:‏

- هل أنتم مغادرون؟‏

- مع الأسف نحن لا نستطيع البقاء طويلاً. ينتظرنا منطاد كبـير. لكننا نأمل أن تعارفنا السار لن ينتهي عند هذا. سوف نزوركم من وقت لآخر, فنحن سنحتاج لكثير من الحيوانات الجديدة لملء فروع حديقتنا, التي سنفـتـتحها في خاركوف وتفليس وغيرها من المدن. ومن الأفضل أن تأتوا إلينا وتشاهدوا عجائبنا.‏

انحنت إلزا.‏

اقترب دوغوف من إيما:‏

- أما أنت يا سيدة فقد خسرتِ كثيراً جداً لأنك لم تأت معنا إلى الصيد. كنت سترين كثيراً من العجائب.‏

وتابع دوغوف بعد أن نظر إلى السماء حيث حامت مجموعة من الطيور فوق الخليج:‏

- بـيد أنني أستطيع أن أريك "أعجوبة" كي أعوضك عمّا لم تشاهديه في الصيد.‏

أخذ دوغوف ينظر إلى الطيور فغيرت طيرانها فوراً, وانتظمت في مثلث, واقتربت من المنزل محلقة بهذا التشكيل. تحوَّل المثلث إلى دائرة, ثم تزايد اتساع الدائرة وتباعدت, كما لو أنها ذابت في الهواء, وامتزجت مع الأبعاد الموغلة في بعدها.‏

صفقت إيما بـيديها مفتـتنة.‏

صرخ الطفل:‏

- أيضاً! أيضاً!‏

وبـينما روَّح دوغوف عن إيما والطفل أثناء الوداع, انعزل شتيرنر مع إلزا جانباً, وتحدث معها بحرارة عن شيء ما. ارتبكت إلزا واحمرت, لكنها كانت راضية عن كلمات شتيرنر على ما يبدو.‏

قال دوغوف:‏

- هيه, حان وقتنا!‏

نزل الجميع نحو الشاطئ. جلس كاتشينسكي ودوغوف وشتيرنر في الزورق, وأمسكوا بالمجاديف.‏

صرخ شتيرنر وهو ينظر إلى إلزا:‏

- إلى اللقاء.‏

ولوَّح بالمجاذيف.‏

سالت قطرات الماء من مجدافه تحت أشعة الشمس الغاربة مثل قطرات نبـيذ هيوسكي الأحمر. وها هو ذا القارب يصل إلى اليخت فيصعد الرحالة إليه. وتمتط الأشرعة بسبب الريح المواتية. وتصلصل سلسلة الياطر ...‏

تناهى إلى مسامع إلزا مرة ثانية:‏

- إلى اللقاء!‏

لوَّحوا على اليخت بالمناديل, فأجابتهم إيما وإلزا والطفل بالتلويح.‏

انتظمت كل الأسود على المتن ذاته بوضع قوائمها على الحاجز. وبدا وبر الوحوش مثل صوف ذهبي تحت أشعة الغروب. وأقلع "الآرغيون"(2)) الجدد ...‏

نظر دوغوف إلى الأسود فهزَّت جميعها رؤوسها فجأة, ولوَّحت بقوائمها كما لو أنها تودع قاطني المنزل الصغير. ضحك الصبي وإيما. ابتسمت إلزا على الرغم من أن وجهها كان حزيناً.‏

اختفت أشرعة اليخت في البعيد. وهبطت الشمس نحو سطح المحيط الزمردي الذي سرعان ما شابته مسحة رمادية. ومع ذلك بقيت المرأتان والطفل واقفين على الشاطئ محدقين إلى تلك الجهة حيث تلوَّن أثر اليخت على سطح المحيط.‏

قالت إلزا أخيراً وهي مستغرقة في التفكير:‏

- نعم, ربما في الحقيقة, علينا أن نذهب إلى هناك كي نشاهد كل تلك العجائب.‏

أجابتها إيما بحيوية:‏

- من البديهي! فلقد جلسنا طويلاً هنا!‏

لم تستطع إلزا خلال مدة طويلة أن تغفو في هذه الليلة. وعندما غفت قبل الصباح, فإنه تهيأ لها أنها سمعت صوت لودفيغ الذي ناداها.‏

وهمست هي عبر الحلم:‏

- نعم, يا حبـيبي لودفيغ!‏

لكن إلزا أخطأت.‏

ليس شتيرنر هو من فكـَّر بها في هذا الوقت, وإنما شتيرن.‏

جلس شتيرن على ظهر اليخت تحت السماء الجنوبـية المليئة بالنجوم وعلى كرسي مضفور صغير, مستنداً بكوعه إلى رأس الأسد النائم. كان القمر قد بان, وجاءت من المياه نسمة منعشة من نسمات ما قبل الصباح. ومع ذلك فإنه لم ينم بعد, وإنما فكَّر بالسيدة بـيكر التي تعيش في بـيت منعزل على شاطئ المحيط.‏

هدهدته موجة رتيبة. أمال شتيرن رأسه نحو لبدة الأسد الكثة وأغفى خلسة.‏

أنارهما أول شعاع من الشمس: إنسان وأسد.‏

ناما بسلام حتى دون أن يشِّكا بخفايا حياتيهما الباطنية, إذ حَشَرَت قوة الفكرة الإنسانية كل ما كان فيهما مرعباً وخطيراً بالنسبة إلى المحيطين بهما.‏

(1) لازمة في أُغنية شعبية روسية شهيرة, كان يُنشدها العمال الذين يسيرون على ضفة النهر وهم يجرّون بحبل جذوع الأشجار المربوطة الطافية على صفحة مياه النهر. وكانت هذه هي الطريقة المستخدمة لنقل الجذوع من مكان إلى آخر.‏

(2) إشارة إلى أبطال الأسطورة الإغريقية, الذين سُمّوا بالآرغيين نسبة إلى السفينة "آرغو", التي أبحروا على متنها بقيادة البطل "جازون" إلى "كولخيدا" (جورجيا حالياً), لإحضار "الفروة الذهبية" التي كانت بحراسة التنين.‏


توقيع : كديميس

"لاتبحثوا عني بين كلماتي فهي لاتشبهني"
الأعلى رد مع اقتباس
قديم 11 Feb 2006, 10:06 PM [ 52 ]
عضو متميز

تاريخ التسجيل : Mar 2005
رقم العضوية : 95
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 32
الردود : 212
مجموع المشاركات : 244
معدل التقييم : 25نوف3 is on a distinguished road

نوف3 غير متصل




أخي كديميس شكراً على هذا الجهد الجبار
وأعدك بأني سوف أقرأها على مهل


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 06 Mar 2006, 07:51 PM [ 53 ]
عضوة متميزة


تاريخ التسجيل : Jul 2005
رقم العضوية : 354
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 128
الردود : 1726
مجموع المشاركات : 1,854
معدل التقييم : 25همـ غلااااا ـسة is on a distinguished road

همـ غلااااا ـسة غير متصل




كديميس رااائع انت اخي ومميز

اشكرك على ماطرحت دمت بخير


توقيع : همـ غلااااا ـسة
الأعلى رد مع اقتباس
قديم 20 Mar 2006, 10:20 AM [ 54 ]
عضو متميز


تاريخ التسجيل : Feb 2006
رقم العضوية : 1041
الإقامة : saudi arabia
الهواية : القراءه
مواضيع : 171
الردود : 3280
مجموع المشاركات : 3,451
معدل التقييم : 25خالد بن سعود is on a distinguished road

خالد بن سعود غير متصل




تسلم على مقالاتك الرائعه ياأخي العزيز كديميس

توقيع : خالد بن سعود
الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يا نجل سلطان الغلا دمي الترحيب والتهاني 9 11 Oct 2010 12:07 PM
سلطان سلطان السعد منبع الذوق فواز بسيس بحور القوافي 6 16 Jul 2009 10:16 PM
سلطان سلطان السعد يالفهيمين واعي قصائد وأقوال وشيلات في الشدادين 21 12 Jun 2009 10:22 PM
أبو سلطان أبو سلطان عرّف بنفسك لو سمحت 13 22 Mar 2008 12:40 AM
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

09:11 AM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com