تأملات قرآنية [ 29 / 30 ]

( كل نفس بما كسبت رهينة * إلا أصحاب اليمين ) المدثر 38،39
أي : كل نفس مرتهنة بعملها السيء ، فإنه قد تعود بركات أعمالهم الصالحة على ذراريهم ،
كا قال تعالى:
( والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء ) الطور 21

أي : ألحقنا بهم ذرياتهم في المنزلة الرفيعة في الجنة ،
وإن لم يكونوا قد شاركوهم في الأعمال ، بل في أصل الإيمان .

ليدبروا آياته / ابن كثير

الجنود التي يخذل بها الباطل ، وينصر بها الحق ، ليست مقصورة على نوع معين من السلاح ،
بل هي أعم من أن تكون مادية أو معنوية ،
وإذا كانت مادية فإن خطرها لا يتمثل في ضخامتها ،
فقد تفتك جرثومة لا تراها العين بجيش عظيم :
( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) المدثر 31

ليدبروا آياته / فقه السيرة .

عن الحسن رحمه الله أنه قرأ هذه الآية :
( بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) القيامة 4

فقال : إن الله أعف مطعم ابن آدم ولم يجعله خفا ولا حافرا ،
فهو يأكل بيديه ويتقي بها ،
وسائر الدواب إنما يتقي الله بفمه .

ليدبروا آياته / الدر المنثور .

كان السلف لعظم خوفهم من الله ، وشدة قلقهم من لحظة وقوفهم أمام الله جل جلاله ،
يتمنون أنهم لم يخلقوا ، كما قال الفاروق رضي الله عنه لما سمع رجلا يقرأ :
( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ) الإنسان 1
فقال عمر :
ليتها تمت ، أي : ليتني لم أكن شيئا مذكورا !

فهل مر بك هذا الشعور أخي وأنت تقرأ هذه الآية .

ليدبروا آياته .

في قوله تعالى : ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) الإنسان 3
جمع بين الشاكر والكفور ، ولم يقل : إما شكورا ، وإما كفورا مع اجتماعهما في صيغة المبالغة ،
فنفى المبالغة في الشكر ، واثبتها في الكفر ،
لأن شكر الله تعالى لا يؤدى مهما كثر ، فانتفت عنه المبالغة ، ولم تنتف عن الكفر المبالغة ،
فإن أقل الكفر مع كثرة النعم على العبد يكون جحودا عظيما لتلك النعم .

ليدبروا آياته / القرطبي / في تفسيره .

( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا * ويطعمون الطعام ) الإنسان 7،8
اعلم أن مجامع الطاعات محصورة في أمرين :
التعظيم لأمر الله تعالى ، وإليه الإشارة بقوله : ( يوفون بالنذر )

والشفقة على خلق الله ، وإليه الإشارة بقوله : ( ويطعمون الطعام ) .

ليدبروا آياته / الرازي .

( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا ) الإنسان 9
قال ابن عباس :
كذلك كانت نياتهم في الدنيا حين أطعموا .
وقال مجاهد : أما إنهم ما تكلموا به ، ولكن علمه الله منهم ،
فأثنى به عليهم ، ليرغب في ذلك راغب .

ليدبروا آياته / الجامع لأحكام القرآن .

تأمل قوله تعالى : ( ولقاهم نضرة وسرورا ) الإنسان 11
فالنضرة تعلو صفحة الوجه ، والسرور لذة قلبية لا ترى ،
فجمع الله أكمل النعيم وأتمه ، ظاهرا وباطنا ،
وإذا كان الرائي لأهل الدنيا المترفين _ ممن تنعموا واختلطوا بأسيادهم وكبرائهم _
يرى أثر ذلك عليهم ،
فكيف بحال من تنعم بصحبة النبيين ، وتلذذ برؤية وجه رب العالمين ؟!

ليدبروا آياته / د. محمد الخضيري .

شدة البرد من زمهرير جهنم _ كما صخ الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم _
ولكمال نعيم أهل الجنة ، فإن الله تعالى نفى عنهم الحر المزعج ، والبرد المؤلم ،
فقال سبحانه : ( لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ) الإنسان 13
فهل يتذكر صاحب القرآن هذا حينما يقرصه البرد ؟!
جعلنا الله وإياكم من أهل ذلك النعيم .

ليدبروا آياته .

قال مجاهد في تفسير قوله تعالى :
( وذللت قطوفها تذليلا ) الإنسان 14
أدنيت منهم يتناولونها ، إذا قام ارتفعت بقدره ، وإن قعد تدلت حتى يتناولها ،
وإن اضطجع تدلت حتى يتناولها ، فذلك تذليلها .

ليدبروا آياته / الدر المنثور .