18 Mar 2006, 12:20 AM | [ 21 ] | ||||||||
عضو متميز
|
أثر المعاصي والغفلة على واقع المسلمين في الأندلس أيضا من العبر والعظات، أثر المعاصي والغفلة على واقع المسلمين في الأندلس. المعاصي ما وقعت في بلد - أيها الأحباب - وفى أمة إلا فتكت بها. اسمعوا إلى قصة أبي الدرداء عندما فتح المسلمون قبرص، وبدءوا يتقاسمون الغنائم، ويجمعون الغنائم، بكى أبو الدرداء فجاءه أحد المشاركين في هذه المعركة، وقال له: يا أبا الدرداء هذا يوم فرح فكيف تبكي؟ قال له ويحك! ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره، هذه روما التي نقتسم أموالها الآن. الروم عندما عصوا الله، انظر كيف حل بهم، ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره!. ولذلك قلت لكم ما قاله كوندي يبين عن مأساة المسلمين: العرب هووا، عندما نسوا فضائلهم، التي جاءوا بها، وأصبحوا على قلب متقلب يميل إلى الخفة والمرح والاسترسال في الشهوات؛ ولذلك قال المتوكل بن الأفطس أحد ملوك الأندلس: أما ما وهى المسلمين من ضعف أحوالهم، فبسبب الذنوب المركوبة " من عصاني وهو يعرفني؛ سلطت عليه من لا يعرفني " يقول الشاعر البسطي وهو من شعراء ابن الأحمر في الأندلس: هـذا جـزاء مخالف مثلي أبى تقوى الإله ودان بالعصيان وقال المرابط كاتب ابن الأحمر: سودت وجهك بالمعاصي تلتمس وجها للقيا الله غير مسود مـن ذا يتوب لربه مـن ذنبـه أو يقتـدي بنبيه أو يهتدي يا أحبة: المعاصي دمار، المعاصي هلاك، خذوا مثلا واحدا ماذا حدث بلبنان؟ من كان يتصور لبنان، التي يطلقون عليها جنة الأرض منذ عشرين سنة فقط، أو منذ سبعة عشر عاما فقط التي يسمونها بلد التسامح، بلد المحبة، لكن لما عصوا الله - سبحانه وتعالى - من كان يتصور أن هذا البلد الذي ينعم بالرفاهية والنعمة والملذات، يتحول إلى جحيم؟ قرابة سبعة عشر عاما الآن، ولا زال يشتد ويشتد حتى أتى على الأخضر واليابس، وكأن القوم ما كانوا. أمام أعيننا نقرأ أخبارهم صباح مساء. ما السبب في ذلك؟ المعاصي، الذنوب، نسوا الله فنسيهم. انتبهوا إلى عاقبة الذنوب، إياكم أن تتساهلوا في الذنوب أيها الأحبة، إياكم أن تتساهلوا بأثر المعاصي أيها الأحباب، كثرت الذنوب والمعاصي في بلاد المسلمين، الشوارع ملئت بالمعاصي، البيوت امتلأت بالمعاصي، حتى قال قائلهم: حتى إننا نرى المعاصي في المساجد غريب هذا، لا، ليس غريبا ترى المعاصي في داخل بيوت الله، من النساء ومن الرجال، ومن غيرهم أثر المعاصي رهيب. أمامنا أمثلة من الأندلس، من لبنان... من غيرها، فاتقوا الله، يا عباد الله انتبهوا إلى هذه العبرة وإلى هذه العظة من هذا البلد بلد الأندلس، وما حل فيه كما قلت لكم بسبب المعاصي. من الدروس المشرفة، وهو درس موقف ابن عباد، جاءه يهودي، فأغلظ له القول، وسب المسلمين، فقام ابن عباد وقتله رحمه الله، ومن مواقف ابن عباد الشجاعة أنه عندما أراد النصارى حصار أشبيلية، وكان واليا عليها جاء واستنجد بابن تاشفين من المغرب، فجاءه بعض ملوك الطوائف، وقالوا يا ابن عباد: كيف تستنجد بابن تاشفين؟! قال: وماذا في ذلك. قالوا: إنه إذا جاء ونصرك؛ سيحتل ملكك قال ما أفعل؟ قالوا: لو استنجدت بأحد ملوك النصارى، كما يفعلون هم لقتال هذا الملك. قال لهم كلمة خالدة تكتب بماء الذهب: "رعي الجمال خير من رعي الخنازير" لأن أكون راعيا للجمال عند ابن تاشفين، وهو مسلم أحسن من النهاية التي ستكون، سأكون راعيا للخنازير عند هذا النصراني الذي سيأتي ويساعدني " رعي الجمال خير من رعي الخنازير" رحمه الله، وفعلا استنجد بابن تاشفين، ونصره نصرا مؤزرا مكرما. |
||||||||
|
|||||||||
18 Mar 2006, 12:20 AM | [ 22 ] | ||||||||
عضو متميز
|
أهمية التعاون بين المسلمين أيضا من الأشياء المفيدة، دور المغرب في مساعدة أهل الأندلس، وأهمية التعاون بين المسلمين (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)( ) هنا أقف أمام درس فيه عبرة وعظة، من خلال دراستي لواقع الأندلس، وجدت أن العوامل الداخلية أشد تأثيرا من العوامل الخارجية. كيف ذلك؟ الآن الناس عندهم.. دائما يلقي اللوم على أعدائه، أنا قصدت عندما ذكرت الأسباب، أن أبدأ بالأسباب التي جاءت من المسلمين أنفسهم، وأخرت موضوع النصارى وعداوة النصارى؛ لأنه لولا أن المسلمين مكنوا للنصارى لما استطاع النصارى أن يفعلوا شيئا. أقول: إن العوامل الداخلية داخل المجتمع المسلم، هي التي تؤثر أكثر من تأثير الأعداء، أعداؤنا لا يستطيعون أن يعملوا فينا شيئا- أيها الأحباب - إلا إذا قدمنا لهم التسهيلات لهذا الأمر، وذكرت لكم مثلا بالجهاد الأفغانى، هذا الجهاد الذي أطاح بروسيا، وأرغم أنفها بالتراب، وأرغم معها أمريكا، تآمروا وخططوا ووجدوا أنهم لن يستطيعوا أن يقفوا ضد هذا الجهاد، إلا إذا استطاعوا أن يحدثوا الفتنة داخل الصف، فبدءوا بزرع بذور الفتنة والشك والريبة ونجحوا والله. يحدثني أحد الإخوة: أنه بالأيام القريبة القريبة جدا، المجاهدون في بعض المناطق ما عندهم ما يأكلون، كثير من المسلمين الذين يساعدون المجاهدين الأفغان، توقفوا عن المساعدة لماذا؟ بسبب الشبه والشكوك والفتن التي تثار ضد المجاهدين من أين؟ من بعض المتحمسين للجهاد، وكانت النتيجة ضد من؟ ضد الجهاد نفسه. هذه العوامل الداخلية ما عجزت عنه روسيا، وما عجزت عنه أمريكا، ينفذ بأيدي بعض المسلمين، ينفذ بأيدي بعض المنافقين، ينفذ بأيدي الدخلاء على هذا الجهاد، فإن العوامل الداخلية، أمضى وأشد فتكا من العوامل الخارجية. هذا درس اعتبروا به، وانتبهوا له، حتى لا نؤتى من داخلنا. أيها الأحباب: من الملاحظ سرعة سقوط الأندلس، سقطت الأندلس في بعض الفترات بسرعة، تصوروا أنه في ثلاثين سنة فقط، من عام سبعة وعشرين وستمائة إلى خمسة وخمسين وستمائة هجرية سقط معظم قواعد الأندلس، في قرابة ثلاثين سنة سقطت معظم قواعد الأندلس بسبب ماذا؟ بسبب الأسباب التي ذكرت لكم0 عـاثـت بسـاحتـك الظبــا يا دار ومحا محاسنك البلا والنار فــإذا تردد فـي جنابك نـاظر طال اعتبار فيــك واسـتعبـار أرض تقاذفت الخطـوب بأهلهـا وتمخـضـت بخرابها الأقــدار لا أنــت أنـت ولا الديـار ديـار فى لحظات تحولت هذه المملكة الأندلسية، البلاد الإسلامية الضخمة إلى بلاد نصرانية كافرة، خلال سنوات معدودة، هذا فيه عبرة وعظة وذكرى، إذا لا يغتر المسلمون على الحال، التي هم فيها، قد يقول بعض المسلمين نحن في حالة - والحمد لله - من الصعب أن تتغير، لا إذا وجدت الأسباب؛ حدثت النتائج، هذا ما يتعلق بهذا الدرس. وسأختصر بقية الدروس. من الصور المحزنة، التي أذكرها للعبرة مما أسقط الأندلس، كما قلت لكم أبو عبد الله الزغل، أحد ملوك بني الأحمر من آخرهم، أصاب النصارى في معركة وقتل منهم مقتلة عظيمة، وهي من المعارك القليلة، التي نجح فيها فقام ابن أخيه ملك غرناطة، وبعث يعتذر إلى ملك النصارى مما فعل عمه نعم. ومن الصور الأخرى أنه لما سقطت مالقة، وحول مسجدها الأعظم إلى كنيسة أرسل أبو عبد الله الصغير، وهو صغير فعلا؛ لأنه هو الذي سلم غرناطة آخر ممالك الأندلس، أقول: أرسل إلى ملك النصارى يهنئه بذلك، يهنئه بتحويل المسجد إلى كنيسة، لماذا؟ لعداوة شخصية بينه وبين ملك مالقة سابقا، ففرح أنها سقطت مالقة، وحول مسجدها إلى كنيسة، فأرسل يهنئه، وسبحان الله بعد سنوات معدودة، يسقط ابن الأحمر عبد الله الصغير، وتكون نهايته، المأساة التي أشير إليها الآن. طرد من الأندلس، وجلس في المغرب ذليلا مهانا، ثم بقيت ذريته هناك حتى يقول المقري، وعهدي بذريته بفاس يأخذون من أوقاف الفقراء والمساكين، ويعدون من جملة الشحاذين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، نهاية محزنة لابن الأحمر؛ لأنه عصى الله سبحانه وتعالى وسلم غرناطة. أولاده إلى فترة قريبة، يعدون من جملة الشحاذين والمساكين في المغرب، عبرة عظة أين المعتبر؟ أين المتعظ؟ |
||||||||
18 Mar 2006, 12:22 AM | [ 23 ] | ||||||||
عضو متميز
|
دور النساء في الأندلس هنا الدرس - وخاصة للأخوات الكريمات، ولكم جميعا - وهو دور النساء في الأندلس، أذكر دور أم عبد الله الصغير، الذي سلم الأندلس، كانت امرأة شجاعة - أيها الأحباب - وكانت لها مواقف فيها بطولة عجيبة، ولا يتسع المقام لذكر بطولتها؛ ولذلك يقول أحد المؤرخين: وتحتل شخصية عائشة الحرة في حوادث سقوط غرناطة مكانة بارزة، وليس ثمة في تاريخ تلك الفترة شخصية تثير من الإعجاب والاحترام ومن الأسى والشجن، قدر ما يثير ذكر هذه الأميرة النبيلة من شجاعة وإقدام، عندما بكى ابنها عندما سلم ابنها الأندلس وبكى جلس على صخرة يبكي، أبو عبد الله الصغير تدرون ماذا قالت له؟ قالت له: لأنها بذلت محاولات جبارة للمحافظة على الأندلس، وحاولت أن تبذل المستحيل، وقامت بأدوار قوية للحفاظ على الأندلس، لا يستطيع أن يقوم بها أكابر الرجال. أقول: لما جاء ابنها وسلم الأندلس، ثم جلس يبكي قالت له: "ابكِ مثل النساء ملكا مضاعا، لم تحافظ عليه مثل الرجال" ولذلك صور الشاعر كلماتها بهذه الأبيات على لسان عائشة الحرة، أم عبد الله الصغير، تخاطب ابنها بعد تسليم الأندلس فتقول: تذكر الله باكيا هل يرد الدمع مجدا ثوى وعارا أقامـا هدني فـوق خطبنا أنك ابني ......................... تقول مأساتي إنك ابني هــدني فــوق خطبنــا أنـك ابنـي يــــا لأم تسـقى العـذاب تؤامـا لــم تصـن كالرجـال ملكـا فأمسـى ركنـه آنـذاك فابـكـه كالأيــامى أبيات محزنة، تصور هذه الحالة -أيها الأحبة- أقول: إن للنساء دور، إنني أخاطب الأمهات والبنات والأخوات، أخاطب الزوجات، إننا ننتظر منهن الشيء الكثير في مجتمعنا، إنني - والله - أخشى وأرى أن يأتينا عن طريق النساء شرا كثير، كما حذر الرسول أمته، يخاف على أمته من أين؟ خاف على أمته من الدنيا، ومن النساء، وها نسمع أحيانا من المصائب والمشكلات، سببها الرجال والنساء الله الله يا أمهات المسلمين! الله الله في أبنائنا!! الله الله في رجالنا!! الله الله في أمتنا!! احمين البيوت، أخرجن لنا الرجال، ربين لنا الأبطال كأمهات المؤمنين وكنساء الصحابة وسلف المؤمنين، إننا ننتظر من المرأة شيئا كثيرا، الله الله أن تنخدع بمحاولات الأعداء وبأساليبهم وبإغرائهم وبإغوائهم!! وقد استمعتم قبل قليل إلى حالة النساء في الأندلس، كيف وصلت من الشهوات والمشي في الأسواق، ولبس الذهب والتفاخر فسقطت الأندلس: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق إنني آمل من كل أم، ومن كل أخت أن تكون داعية في بيتها، وفى مجتمعها مصلحة لزوجها ولإخوانها ولأبيها ولأبنائها، هذا أملنا فيها بإذن الله، وتتحطم مكائد الأعداء على هذه الصخرة الفذة القوية والحصن المنيع. |
||||||||
18 Mar 2006, 12:23 AM | [ 24 ] | ||||||||
عضو متميز
|
شمس تغرب وشمس تشرق لا أريد الإطالة، فسأختم هذه الدروس، وهذه العبر أن النصارى كما قلت: نقضوا المعاهدة، عندما سلم ابن الأحمر الأندلس عقدت معاهدة فيها سبعة وستين شرطا، كلها في صالح المسلمين، وصدق عليها البابا، وأقسم عليها ملك النصارى بأغلظ الأيمان، أنه سيوفي بها، وبعد سبع سنوات فقط بدأ بنقض المعاهدة، وقتل المسلمين، وحول المساجد إلى كنائس، وأتيت النساء في الطرقات وقتل الأطفال وشردوا، وهذا جزاء الركون إلى أعداء الله والوثوق بهم، وأشرت لكم إلى مأساة الموريسكيين. وأختم هذه الدروس فأقول: شمس تغرب، وشمس تشرق، في الوقت الذي سقطت فيه الأندلس، وسلمت فيه الأندلس على صحفة من ذهب، كان محمد الفاتح قد افتتح القسطنطينية، وبزغ نور الإسلام في تركيا، وفى الوقت الذي تصورت أوروبا أنها محت الإسلام من الغرب، جاءها الإسلام من الشرق عن طريق تركيا وهذا دين الله سبحانه وتعالى. الأمل الأمل!! هذا دين الله، ولكن أين العاملون؟ في الوقت الذي تصور أعداء الله، أنهم قضوا على الجهاد في فلسطين يخرج الجهاد في أفغانستان، وها نحن نرى معالم الجهاد في إريتريا، والحمد لله، وفى الفليبين آمال مشرقة مفرحة. أيها الأحباب: أقول هذا درس من دروس الأندلس، دين الله (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)( ) (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)( ) (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)( ) نعم هذا دين الله، لكن نحن، وهو دين للبشر، النجاة النجاة وإلا (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)( ). |
||||||||
18 Mar 2006, 02:27 PM | [ 25 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
لكل شيء اذا ماتم نقصان=فلا يغر بطيب العيش انسان
هي الأمور كما شاهدتها دول=من سره زمن ساءته أزمان وهذه الدار لا تبقي على أحد=ولا يدوم على حال لها شان |
|||||||
|
||||||||
18 Mar 2006, 03:17 PM | [ 26 ] | ||||||||
عضو متميز
|
مشكور ياكديميس على القصه الجميله والتي تحاكي العصور القديمه تحياتي عزيزي الغالي |
||||||||
|
|||||||||
18 Mar 2006, 04:33 PM | [ 27 ] | ||||||||
عضو متميز
|
مشكوورهـ اختي سناء على موضوعك الرائع والشكر ايضا لاخوي كديميس .. يعطيكمــ الف عافيه .. |
||||||||
|
|||||||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رثاء الأندلس | انعام | مرافئ البوح | 4 | 26 Dec 2008 07:12 PM |
|