|
||||||||||||||||||
المواطنة الرقمية وخصوصية المتعلمين
سهل التطور التقني و استحداث تقنيات التخزين آلية حفظ و استرجاع البيانات ونشرها، مما قد يكون أمراً مسوغاً للمخربين الذين يتعمدون التلاعب بمعلومات وسلامة الأفراد و خصوصيتهم بما يطلق عليه ” التعدي الإلكتروني ” ( الشايع، 2018). أظهرت الاحصائيات أن 33% من الأطفال كانت لهم لقاءات مشبوهة في الانترنت، و 3٪ من الطلاب تعرضوا للتنمر الالكتروني جراء عرض معلوماتهم (شنتير ، 2018 ). هذا يقودنا لأهمية إدراك مدى الخطر المحلق على المجتمع ومدى الحاجة الفعلية لتوعية المجتمع و المؤسسات التعليمية بمدى الخطر و إيجاد الحلول، فالخصوصية من أهم الحقوق الإنسانية ولابد من كفالة هذا الحق بسن القوانين و غرس القيم ومنع المتطفلين من التدخل في خصوصيات الاخرين. (مصطفى،2016)
الأمن المعلوماتي يُعرف بأنه وسيلة لحماية المعلومات و الأنظمة من الدخول غير المصرح به، و الاستخدام و الكشف والتعطيل أو التعديل أو التدمير (محمد ، 2017)، وهو مجموعة العمليات والإجراءات والأدوات التي تتخذها القطاعات أو المنظمات لتأمين وحماية معلوماتها وأنظمتها ووسائطها من وصول غير المصرح لهم، سواء في ذلك من هم من داخل القطاع أو من خارجه (الأبروي،2010)، و يعني أمن المعلومات إبقاء معلوماتك تحت سيطرتك المباشرة والكاملة، أي بمعنى عدم إمكانية الوصول لها من قبل أي شخص آخر دون إذن منك، وأن تكون على علم بالمخاطر المترتبة على السماح لشخص ما بالوصول إلى معلوماتك الخاصة، معظم الأشخاص يرغبون في الحفاظ على خصوصية معلوماتهم الحساسة مثل كلمات المرور ومعلومات البطاقة الائتمانية وعدم تمكين الآخرين من الوصول إليها، وكثير من الأشخاص لا يدركون بأن بعض المعلومات التي قد تبدو تافهة أو لا معنى لها بالنسبة لهم فإنها قد تعني الكثير للآخرين. ( العييد، الشايع، 2018 ) آلية التعدي على المعلومات يتم اعتراض المعلومات من قبل مخربين يتمتعون بالأغلب بمهارات فنية و تقنية وسمات شخصية كالذكاء و التكيف الاجتماعي و اللطافة أجل سرقتها والتجسس عليها والاطلاع على محتوى البريد الالكتروني و إفشاء الأسرار التي قد تحتويها. تم تعريف التعدي الإلكتروني بأنه عبارة عن سلوك عدواني متعمد يستخدم الوسائط الإلكترونية بغرض التحرش والمضايقة، أو الإحراج، أو التخويف، أو التهديد . ( الربيعة ، 2018 ) Dietz ،2018)) (عمارة، 2017) Salmivalli، Sainio،Hodges، 2013)) ( حسن ،2017 ) ويدخل من ضمن أشكال التعدي الإلكتروني ما يلي:
تعد الخصوصية من الحقوق الدستورية للإنسان، فهي تعد أساس بنيان كل مجتمع سليم . فلابد من كفالة هذا الحق بسن القوانين و ترخيصه أيضا بالأذهان وذلك بغرس القيم النبيلة لمنع المتطفلين من التدخل في خصوصيات الاخرين وكشف أسرارهم. (مصطفى،2016) أنواع خصوصية المعلومات ( تومي ،2017)
ظهور أي تقنية جديدة يصاحبها قلق حول خصوصية الأفراد، فمُلاك التقنيات كثيرا ما يقعون في مشاكل قانونية جراء بيع أو نشر البيانات لأغراض ربحية. ففي عام 2010 بيعت المعلومات بمعدل 7 مليون دولار امريكي في السوق السوداء العالمية. ( تومي ،2017) الخصوصية على شبكة الانترنت و الشبكات الاجتماعية دخلت الانترنت في جميع الانشطة اليومية وأصبح الأطفال يستخدمونها بتفوق، فالتصفح والتجول عبر الانترنت يترك لدى الموقع كم واسع من المعلومات. فظهرت الحاجة لـ”الاستخدام الآمن للإنترنت” لحماية الأطفال و رفع وعيهم. اطلق ( تومي ،2017) عبارة “حياتي عالم من زجاج” للدلالة على حياة المستخدم الخاصة المعرضة للانتهاك عبر شبكات التواصل، حيث الكشف عن المعلومات الشخصية و سهولة الاتصال و نشر و تشارك الأفكار و الصور يومياً. بعض الأنشطة التي تكشف عن خصوصيتنا على الانترنت (سيف سبيس ، دت)
دور المتعلم: قد يجهل المتعلم أهمية قراءة بنود سياسة الخصوصية عند فتح حساب في أي موقع تواصل اجتماعي، والموافقة عليها دون معرفه تفاصيلها وقد يغيب عنه الأثر الرقمي الذي يخلفه المستخدم بعد تصفحه الانترنت، وقد يتساهل المتعلمون في تبادل كلمات المرور من باب المساعدة والثقة بالآخرين. دور المعلم: اتضح في كثير من الدراسات أن المعلمين غير واثقين من قدرتهم على تقديم الإرشادات في حال تعرض المتعلمين لمشاكل رقمية وجرائم الكترونية. أشارت نتائج (عافشي، 2022) أن المعلمين يرون في تدريس المقررات الرقمية ضرورة ملحة ولكنهم يفتقرون إلى رؤية واضحة حول مفاهيمها و تدريسها بشكل أكثر فاعلية. دور المؤسسة التعليمية: تعمل الشركات على تطوير تطبيقات تُعين المدارس على إدارة و تخزين المعلومات وقد تعتمد التعامل مع أطراف خارجيه مما يؤدي لمزيد من المخاوف بشان الخصوصية. وفي الجانب التعليمي نرى جلياً استخدام المدارس للتقنيات كأدوات تعليمية، ومن الآثار السلبية فقدان الخصوصية وتأثيرها على الأمن النفسي و المعرفي للمتعلمين، يناط بالمؤسسات التعليمية رفع درجة الوعي لكل من المعلم و المتعلم وحمايتهم وتهيئة بيئة آمنة.(الدأوود، 2017) مقترحات تنظيمية للتعامل مع بيانات المتعلمين مع صانعي السياسات بالكيفية و المطورين Trainor، 2015 :
جعل التقدم التكنولوجي من الضروري وضع ضوابط ومعايير للتعامل مع سلبيات تطور التقنية بما يسمى المواطنة الرقمية، وهي مجموعة من الأساليب والبرامج التي يحتاجها المربون كي يستطيعوا التوجيه، وتسعى لإيجاد طرق مثلى لحماية المراهقين و الأطفال من الإنترنت و التقنيات دون التحكم الكلي الحاد و بشكل آمن، وهي وسيلة لإعداد متعلم منخرط مع المجتمع، فعال في وطنه عموما و في المجال الرقمي خصوصا. (الملاح، 2017 ) أشار (عافشي، 2022) لثلاثة أبعاد للمواطنة الرقمية تمثلت بالتواصل الرقمي و السلوك الرقمي و الامن الرقمي والتي تتناول المحددات الثقافية و الصحية و الامنية و القانونية ذات الصلة بالتقنية. محاور المواطنة الرقمية
ضمنت معايير تكنولوجيا التعليم المواطنة الرقمية كمعيار خامس أساسي، ونادت بالممارسة الآمنة والقانونية والاستخدام المسؤول للتقنية، وشددت على أهمية دور المعلم في التوعية والمحافظة كما يلي:
1- رؤية 2030 انطلقت رؤية المملكة نحو التحول الرقمي وتنمية البنية التحتية الرقمية، حيث تم تشكيل اللجنة الوطنية لتقنين المحتوى الأخلاقي لتقنية المعلومات و تنظيم المحتوى الإعلامي والأخلاقي بقرار من مجلس الوزراء رقم 51 عام 1435هـ. أيضا سارعت وزارة التعليم لأخذ زمام المبادرة في توعية النشء و ترسيخ مبادئ الوطنية الرقمية، حيث أعدت مقرر بدأ تدريسه عام 1445هـ في المرحلة الثانوية ليتلاءم مع المعايير العالمية للمواطنة الرقمية من خلال ثلاث وحدات تهدف إلى الوعي و الثقافة الرقمية، والاحترام و المسؤولية الرقمية، الأمان و الحماية الرقمية. 2- الأمن السيبراني صدر الأمـــر الملكـــي بإنشـــاء الهيئـــة الوطنيـــة للأمـــن الســـيبراني عام 1439 هـ، حيث ظهر مصطلح الفضاء السيبراني بالتزامن مع انتشار استخدام الانترنت بعد ازدياد عدد المستخدمين، ففي المملكة العربية السعودية ازداد العدد من 54% في عام 2012الى 82% في نهاية عام 2017 بمعدل 26 مليون مستخدم، فبرز الاحتياج تخوفا من ازدياد مخاطر إدمان الانترنت وانتشار المحتوى غير الأخلاقي وانتهاك الخصوصية والابتزاز، ويستخدم الفضاء السيبراني للدفـــاع عن المعلومـــات وشـــبكات الحاســـب الآلـــي وحرمان العدو مـــن تنفيذ نفـــس المقدرات، و من ضمن أهدافه تعزيز حماية وسرية وخصوصية البيانات الشخصية. ( الربيعة، 2018 ) 3- نظام مكافحة جرائم المعلوماتية صدر نظام مكافحة جرائم المعلوماتية بقرار مجلس الوزراء عام 1428هـ هدف إلى تحديد الجريمة وعقوبتها تحقيقاً للأمن المعلوماتي وحفظاً لحقوق الاستخدام المشروع للشبكات والحاسبات. مثل الدخول غير المشروع للبيانات و التنصت على ما هو مرسل والتشهير بالآخرين و إلحاق الضرر بهم عبر التقنيات. أيضاً تم عرض العديد من النصائح عبر موقع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والتي تم تغيير مسماها إلى هيئة الاتصالات و الفضاء و التقنية عام 1444هـ تزامناً مع التطور و الاحتياج، حيث اطلقت حملة ” حالات انتهاك الخصوصية واستغلال البيانات الشخصية كانت بدايتها التهاون في مشاركة البيانات الشخصية”. 4- برنامج فطن، وزارة التعليم السعودية ورد في الدليل التنظيمي والإجرائي لبرنامج فطن عام ( 1436هـ) و الذي استمر 3 أعوام، هدف لبناء شخصية متكاملة للمتعلم وتعزيز الوعي الفكري والتعامل الذكي مع التطورات التقنية المتسارعة و ما تحويه شبكة المعلومات العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي من التوجهات الضارة، والوقاية من الانحرافات الفكرية والسلوكية وبناء عقل واع يستطيع نقد المعلومة و التحقق من صحتها وتوافقها مع مبادئ الإسلام و التوجهات الوطنية و المجتمعية. يعنى البرنامج في حل مشكلات أزمة الهوية- الانتماء – الثقة. تم تفعيل البرنامج في المدارس من خلال تكوين الفرق و الأدلة الارشادية وشمل خطة كاملة للتدريب و مجموعة من المسابقات و الاستشارات. جهود دولية و دراسات أدبية للمواطنة الرقمية في المؤسسات التعليمية: 1- توصية البيت الابيض Trainor،2015: أوصى تقرير البيت الأبيض باتخاذ تدابير لضمان استخدام بيانات المتعلمين الضخمة لأغراض تعليمية فقط، حيث حددت لجنه التجارة الاتحادية “أفضل الممارسات” وأوصت بأن يطلب الكونغرس من صناع البيانات أن يمنحوا المستهلكين قدرا أكبر من السيطرة علي معلوماتهم الشخصية. 2- الاتحاد الدولي للحفاظ على السلامة عبر الانترنت – كاليفورنيا -Ikeepsafe ( 2019): يضم الاتحاد أكثر من 100 قائد من مختلف أنحاء العالم ، ودعا إلى ضرورة تعلم الثقافة الرقمية وتوفير بيئة رقمية آمنة للأطفال والمدارس والعائلات، من خلال دعم حماية خصوصية المتعلمين، ويتم تبني رؤية مشتركة تسعى للحفاظ على سلامة الأطفال من مختلف الأجيال والبلدان أثناء تواجدهم على الإنترنت و استخدامهم للتكنولوجيا. كما أنهم مسؤولين عن تجديد العقود وتقديم شهادات الامتثال لخصوصية البيانات لشركات التكنولوجيا، والموارد التعليمية للمدارس والعديد من الدورات والدروس مثل (COPPA، Certified FERPA ،California Student Privacy Certified، ATLIS Certified) ( ستيفن كار، 2019) 3- منظمة التعاون الاقتصادي و التنمية OECD Organization for Economic Co-operation and Development بدأت منذ العام 1978 و تضم 29 دولة، وضعت قواعد إرشادية من أجل حماية الخصوصية ونقل البيانات وهي قوانين غير الزامية، مجرد إرشادات و توصيات وتتضمن التوجيهات التالية (حصر عمليات جمع البيانات – تحديد الغرض – حصر الاستخدام بالغرض – توفير وسائل الحماية – العلانية – الحق في المساءلة و المشاركة). 4- ورد في قانون التشريعات الاتحادية عام 2014 ferpa “حماية الخصوصية الطلابية” Trainor)، 2015)
– إلزام المدارس بأن تكون لديها سياسة عدم قبول احتجاز البيانات من قبل طرف خارجي. 5- أدبيات المواطنة الرقمية في المناهج و المقررات أدخلت بريطانيا والولايات المتحدة واستراليا في مناهجها دروسا عن المواطنة الرقمية، وأطلقت استراليا على المقررات اسم “الاتصال بثقة، تطوير مستقبل استراليا الرقمي”، ودربوا أولياء الأمور وفق خطة وطنية متكاملة. المواطنة من نظرهم هي ترسانة المهارات الإلكترونية التي يتسلح بها الطالب . ( الملاح، 2017) وفي دراسة لـ (عبدالعزيز، 2016) عن تعليم المواطنة الرقمية في المدارس المصرية والأوروبية حيث درس ادراج المواطنة الرقمية في مناهج الدول الأوروبية و قارنها بالمقررات المصرية. وكانت النتائج كالتالي: تشابهت التجربتان في تدريس موضوعات وقضايا المواطنة حول التعدي الالكتروني – قواعد الاستخدام الآمن – قضايا الخصوصية – ووسائل الحماية، تعاون السلطات التعليمية والهيئات المحلية في تدريب المعلمين. و اختلفت كون المدارس الأوروبية هي من يحدد ويتحمل مسؤولية تخصيص عدد الساعات لقضايا المواطنة وتوزيعها بين المقررات، أما في مصر فالجهات العليا للتعليم هي المسؤولة.
يظن المستخدم أنه قد أنشأ له عالما رقميا، و يجهل أنه أصبح أسير تلك الشبكات. يجب علينا ان نحذر قبل أن ننشر معلوماتنا ونتشاركها مع الآخرين، وهنا يقع العبء الأكبر على المؤسسات التعليمية برفع درجة وعي المجتمع من خلال المعلم والمتعلم في المدراس وحمايتهم وتهيئة البيئة لهم من أجل ممارسة آمنة، هنا نحتاج إلى توظيف الحلول والبحث عن آليات تعالج مشاكل الخصوصية في كل من التقنيات الحالية والمطورة. من أهم النصائح التي يوجهها المعلم للمتعلمين هي “أن تتصرف كما لوكنت في العالم الحقيقي” و يطلق عليها القاعدة الأساسية للأمان على الإنترنت، فمالا تفعله عادة لا يمكن أن تفعله على الإنترنت. ( العييد، الشايع، 2018 ) (الدأوود ، 2017 )
|
20 Jan 2024, 11:39 PM | [ 2 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
رد: المواطنة الرقمية وخصوصية المتعلمين
موضوع شامل وكامل عن المواطنة الرقمية وأهميتها أشكرك أخي السلطان والله ينفعنا والجميع بهذه الفوائد |
|||||||
|
||||||||
26 Jan 2024, 02:13 PM | [ 3 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
رد: المواطنة الرقمية وخصوصية المتعلمين
حياك الله أختي سمو الشدادين وأهلاً بك وبتواجدك هنا ومتابعتك والله يحفظك ويرعاك |
||||||||