..:.. مرحباً بك في شبكة الشدادين الرسمية ، ضيفنا الكريم يسعدنا دعوتك للانضمام والمشاركة معنا .. اضغط هنا لتسجيل عضوية جديدة ..:..


العودة   شبكة الشدادين > المنتديات الشعبية > التراث والآثار والسياحة
 
أدوات الموضوع
إضافة رد
  [ 1 ]
قديم 18 Jun 2007, 07:56 PM
عضوة متميزة

بسمة غير متصل

مـجـمـوع الأوسـمـة : 3
العضو المميز

الحضور المميز

عضو مخلص


تاريخ التسجيل : Nov 2006
رقم العضوية : 1994
الإقامة : qatar
الهواية : كتابة الخواطر
المشاركات : 11,667
معدل التقييم : 25
الملف الشخصي للكاتب
إضافة تقييم
الرد على الموضوع
ارسال الموضوع لصديق
طباعه الموضوع
تبليغ عن الموضوع
متاحف عالمية





اللوفر
بدأت فكرة متحف اللوفر يوم بدأ فرانسو الأول بجمع مختارات فنية جديدة مكونة من اثنتي عشرة لوحة إيطالية، لتيتيان، ورافاييل، وليوناردو دا فيينشي، وكان أشهرها لوحة الجوكوندا (الموناليزا). بعد ذلك بدأت المجموعة الملكية بالازدياد، حتى وصلت في عهد لويس الثالث عشر إلى مائتي قطعة فنية تقريبا. ثم تابع هنري الثاني وكاثرين دو ميديسي عملية إثراء المجموعة بأعمال مميزة، تماما كما فعل الكثير من الحكام غيرهم. وعندما توفى لويس الرابع عشر في العام 1715 كانت حصيلة المجموعة قد وصلت إلى 2500 قطعة وتحفة فنية. ظلت هذه المجموعة خاصة لمتعة البلاط الملكي الحاكم فقط، وذلك حتى قيام الثورة الفرنسية العام 1789. أدرك لويس السادس عشر أهمية تحويل القصر إلى متحف في العاشر من أغسطس العام 1793، وذلك عندما فتح (متحف الجمهورية ( Musee de la Republique أبوابه للجمهور.
أثرى نابليون وبشكل كبير المجموعة الملكية، وذلك من خلال أخذ بعض القطع الفنية النادرة كضريبة، من الدول التي قام بالاستيلاء عليها، ولكن معظم هذه الأعمال أعيدت في العام 1815 بعد هزيمته في واترلو - Waterloo.
في أثناء فترة حكم لويس الثامن عشر حصلت لوحة (فينوس دو ميلو - Venus de Nilo على 6000 فرنك وذلك بعد أن أعيد اكتشافها في جزيرة ميلوس - Melos of Island العام 1820.
أصبح المتحف في العام 1848 ملكا للدولة. كما وضعت له ميزانية خاصة لجمع المقتنيات الفنية الجديدة، إضافة إلى بعض الأعمال الفنية التي قدمت للمتحف كهدية والتي بدورها ساعدت على إثراء المجموعة الأصلية والتى وصل عددها اليوم إلى ثلاثمائة ألف عمل فني تقريبا.
يعود أصل اللوفر إلى العام 1200 حيث قام فيليب أوغست بتشييد حصنه على ضفاف نهر السين. وعلى الرغم من كبر حجم هذا الصرح فإنه ضم أقل من ربع ساحة كوور كاريه - Cour Carree التى تقع في نهاية الجانب الشرقي من اللوفر الحالي والمقصود به تحديدا جناح سولي - The Sully Wing كان قصر اللوفر.
في البداية، هو المكان الرسمي الرسمي لإقامة الملك تشارلز الخامس الذي قام ببناء خندق وسور خارجي للحصن (جزء من هذا الخندق ما زال موجودا إلى يومنا هذا، ويمكن رؤيته عند النظر من خلال شارع الأميرال - The rue de Amiral). كما أنشأ مكتبته الشهيرة في أحد أبراج هذا الحصن.
ثم قام فرانسو الأول بعد ذلك بإجراء تعديل مهم في الحصن، وذلك عندما كلف المهندس المعماري بيير ليسكوت بالإشراف على العمل، وذلك في العام 1546. كما أجريت ترميمات أخرى على الجناحين الغربي والجنوبي من الحصن في عهد كل من هنري الثاني وتشارلز التاسع، وهنرى الثالث.
وبعد مرور سنوات، كلفت كاثرين دو ميديسي المهندس فيليبيرت ديلورم ببناء قصر جديد لها في منطقة سابلونيير - Sablonniere التي تبعد خمسمائة متر مربع تقريبا غرب اللوفر القديم، وتقع خلف سور المدينة، التى كان مقاما عليها مصنعا للقرميد. ثم تابع جون بولانت البناء بعد فيليبيرت ديلورم وذلك في العام 1570، لكن ، لسوء الحظ ، توقف البناء في العام 1572. كما ان كاثرين قامت ببناء رواق يمتد على طول نهر السين، يربط بين اللوفر القديم وقصر تويلري - Tuileries، لكن العمل في هذا المشروع لم ينجز كاملا إلا في عهد هنري الرابع وقد عرف هذا الرواق باسم الجناح المطل على الماء.
في أثناء عملية البناء أضاف هنري الرابع قاعة فلور Pavillon de Flore، بالإضافة إلى جناح صغير في الزاوية اليمينية للرواق، لكن العمل فيها توقف عند وفاته العام 1610.
بالنسبة لساحة كوور كاريه - Cour Carree بالهيئة الحالية، فإن لويس الثالث عشر هو من بدأ بتشييدها وتابع العمل من بعده لويس الرابع عشر، كما كلف مهندس جامعة السوريون ميرسيير ببناء قاعة Pavillon de Horloge - The Clock Pavilion حيث قام بجعلها تبدو صورة طبق الأصل عن المبنى الذي قام ببنائه المهندس ببير ليسكوت.
في الفترة ما بين 1664 - 1667 قام فوريموديلد ببناء قاعة مارسان في نهاية الجانب الشمالي من المبنى، لكن البناء توقف العام 1682، وتخلى البلاط عن اللوفر لصالح قصر فيرساي.
استغل اللوفر في القرن الثامن عشر لأغراض عدة منها إقامة الحفلات الموسيقية، والأوبرا، بالأضافة إلى استعمال الفرق المسرحية الفرنسية الكوميدية لمسرح اللوفر الذي بناه لويس الرابع عشر. كما أجر معظم اللوفر للفنانين وغيرهم باستثناء الأقسام الملكية الخاصة، التي تم التحفظ عليها. انتقل نابليون للإقامة في قصر تويلري - Tuileries في العام 1800، واستأنف بناء شمال الرواق الممتد على طول شارع ريفولي - rue de Rivoli، الذي يربط القصر بقاعة مارسان The Pavillon de Marsan، وذلك تحت إشراف المهندس المعماري فونتين.
في اثناء حكم الكوميون في مايو 1871، أشعلت النار في قصر تويلري - Tuileries، وبقيت آثار الحريق ظاهرة على المبنى حتى الجمهورية الثالثة العام 1882، التى أزالت ركام القصر المتبقية، وقامت بعد ذلك بترميم قاعة فلور ومارسان على يد المهندس ليفويل.
وهكذا توالت الترميمات والتعديلات وتدفقت المقتنيات على المتحف، حتى أصبح أحد أشهر متاحف فرنسا والعالم، إلى أن وصلنا إلى العام 1981 حيث بدأت إدارة متحف اللوفر بمشروع ضخم لرفع مستوى المتحف وإجراء بعض التعديلات والترميمات المهمة والأساسية عليه. يضم جزء من التوسع عليه. يضم جزء من التوسعة الجديدة للمتحف والتي كانت تشغلها وزارة المالية في جناح ريشيليو، ثمانين موقفا للحافلات السياحية، وستمائة أخرى للسيارات الخاصة، ومحال تجارية، ومختبر أبحاث المتحف الفرنسي، ومدرج مدرسة اللوفر، وركنا خصص لجمعية الفنون الزخرفية، والمعدات التكنولوجية، وقاعات للعرض. وقد بلغت ميزانية ترميم متحف اللوفر منذ العام 1881-1999(6.9) بليون فرنك فرنسي. وقد استغرق العمل في هذا المشروع ستة عشر عاما تقريبا أي حتى العام 1997، وكان من ضمن هذا المشروع الضخم هو تكليف (ليو منج بي - Leoh Ming Pei) بتصميم مدخل وصالة استقبال جديدة للمتحف، حيث قام بتصميم وبناء هرم في ساحة كوور كاريه - Cour Carree الواقعة في وسط المتحف. وأحاطه بالنوافير الخلابة لإبراز جمال الهرم. واعتبر هو المدخل الجديد للمتحف، وقد أطلق على صالة الهرم الداخلية اسم صالة نابليون - The Hall Napoleon واعتبرت المدخل الرئيسي والوحيد للمتحف، حيث إنه يضم عدة أبواب وممرات يؤدي كل منها إلى جناح من أجنحة القلعة، ويغطي أرضيات الهرم الواسعة وفنائه الرخام الذهبي الفاخر، وافتتح رسمياً في أبريل العام 1989. ولكن وقبل البدء بأعمال الصيانة والترميم والإصلاح لساحة كوور كاريه، كان لا بد من الأعمال الاستكشافية لما تحت القلعة ودراستها هندسيا، وذلك تهيئة لبناء الهرم، كما أنها ساعدت البنائين في مباشرة أعمالهم وحفرياتهم. هذه الأعمال الإصلاحية سوف تمكن الزائر من السير والمرور عبر الممرات الداخلية التي بنيت تحت القلعة للوصول إلى قاعة سانت لويس وتشارلز الخامس. خلال الحفر وعمليات الاستكشاف، عثر على خوذة عسكرية لتشارلز السادس، وهي تعرض في قاعة سانت لويس في جناح سولي الآن.
لجأ الباحثون إلى تقنية عالية المستوى لدراسة مختلف أنواع التلوث التي أصابت تسعة وستين تمثالا في ساحة نابليون وذلك قبل ترميمها، وقد تم الانتهاء من أعمال التجديد والترميم في اعلام 1997، وافتتح المتحف كاملا، كان من ضمن أعمال التوسعة والترميم افتتاح 35 قاعة جديدة بالتصوير الفرنسي من القرن السابع عشر وحتى التاسع عشر، كما أعيد تنظيم صالات الآثار القديمة ومنها القاعة المصرية الفرعونية التي أعيد افتتاحها في ديسمبر العام 1997، وذلك بعد إجراء الترميمات والتعديلات والإضافات عليها، حيث إن إدارة الأنتيكات المصرية ضاعفت مقتنياتها لأكثر من 60% من السابق، ومنذ ذلك التاريخ زاد الإقبال على تلك القاعة.
يملك اللوفر مجموعة واسعة جداً من الأعمال الفنية والمقتنيات بعضها من النحت الفرنسي، والتحف الإسلامية والرومانية والشرقية والقبطية المصرية ولوحات هولندية وفرنسية وإيطالية وإسبانية، ومن بين الكنوز المهمة التي يملكها المتحف :
1- لوحة الجوكوندا - الموناليزا - The Joconde - Monalisa.
2- لوحة فينوي دوميلو - Venus de Milo.
3- لوحة ذا وينجد فيكتوري أوف سارموثريس - The Winged Victory of Sarmothrace.
4- لوحة ليبيرتي ليدينج ذا بيبول Liberty Leading the People.
هذه المقتنيات المختلفة والمتنوعة موزعة على أجنحة المتحف الرئيسية كل على حسب تاريخها واصلها ونوعها، حيث إن المتحف مقسم إلى سبع إدارات تهتم كل منها بفترة معينة من الزمان، وتصنف مقتنيات المتحف تاريخها من بداية الفن والحضارة حتى بداية النصف الأول من القرن التاسع عشر. ويتكون كل جناح من أجنحة المتحف من طابقين ودور ارضي وآخر تحت الأرض، وهي جناح سولي - Sully ، الذي يقع في الجهة الشرقية للهرم، وجناح دينون - Denon، الذي يقع في الجهة الاجنوبية للهرم، والذي افتتح في العام 1994 وذلك بعد تجديده، وهو يضم مجموعات النحت الإيطالية والإسبانية وتلك التي تنتمي لشمال أوروبا، وأخيرا جناح ريشيليو - Richelieu، الذي يقع في الجهة الشمالية للهرم، وقد أمر الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتيران بنقل وزارة المالية من مكانها في جناح ريشيليو في متحف اللوفر، وبذلك يكون قد نقل 5000 موظف من المتحف، وحرر مساحة 22 ألف متر مربع لتشغلها صالات العرض والمقتنيات الفنية النادرة، وذلك لبدء المرحلة التالية من مشروع الترميم، ثم افتتحه الرئيس ميتران في 18 نوفمبر 1993، وهو تاريخ ذكرى مرور مائتي عام على افتتاح متحف اللوفر، ويعادل جناح ريشيليو بمفرده حجم متحف أورساي الفرنسي بأكمله.
تشغل مساحة صالات العرض في متحف اللوفر ستين ألف متر مربع، وظفت كلها لعرض ثقافة وحضارة أحد عشر ألف سنة من التاريخ بينما تشغل الحديقة مساحة ثلاثين ألف متر مربع وذلك بعد ضم حديقة تويلري وكاروسيل. يملك متحف اللوفر أيضا هدفا ثقافياً آخر والذي يقدمه من خلال معروضاته والمنتجات المخلتفة بالإضافية إلى العديد من المطبوعات والإصدارات المتاحة إما في صالات العرض وإما في المكتبة الموجودة في الهرم.









متحف الفن الحديث.. ذاكرة الإبداع المصري
أخيراً أصبح هناك متحف يجمع أشتات الفن المصري المعاصر. وبات في مقدور أي زائر أن يقرأ تاريخ هذا الفن ومدارسه المختلفة من خلال عشرات اللوحات التي تجسد ذاكرة الفنان المصري بالخط واللون.

مع بدايات هذا القرن تفجرت نهضة تشكيلية جديدة، حيث أنشئت أول مدرسة للفنون الجميلة بالقاهرة عام 1908، وتخرجت أول دفعة منها عام 1911، مرتبطة بمناخ النهضة القومية وجيل التنوير، ومع ظهور عمالقة الفكر والأدب والشعر والموسيقى في الربع الأول من القرن، ظهر أيضا عمالقة في النحت والتصوير والزخرفة والعمارة، ملأت إبداعاتهم سماء مصر وغطت جدران القصور والمحافل العامة على السواء، وظهرت "قاعة الفن" .. ذلك الشكل الحضاري الجديد الوافد إليها من أوربا كمكان مخصص لعرض الفنون على العامة في أوقات محددة بعد أن كانت مقصورة على النخبة، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم تتنامى الحركة التشكيلية في مصر وتزدهر، وتدعمها الدولة قدر الإمكان- حسب نظرة كل حكومة إلى الفن والثقافة- بتخصيص القاعات وإعطاء منح التفرغ واقتناء الأعمال الفنية، حتى بلغ عدد القطع المقتناة من الفنانين المصريين في مخازن وزارة الثقافة ثلاثة عشر ألفا، كانت تعاني التكدس في ظلام تلك المخازن ولا يراها الناس.

وفي شهر أكتوبر الماضي أتيح لجانب من هذه الثروة المخزونة أن يرى النور، مع افتتاح متحف الفن الحديث بالقاهرة، كنافذة حضارية يطل عبرها الكافة على إبداع ثلاثة أرباع القرن الحالي والذي صيغ بأنامل خمسمائة من الفنانين المصريين، ويكتمل بهذا المتحف الضلع الناقص في هيكل الحضارة المصرية، حيث يصبح لمصر حاضرها التشكيلي الذي تواجه به العالم وتزهو به كحلقة في سلسلة تطورها وإبداعها، ولغة عالمية يفهمها الإنسان في كل مكان، تخاطب الوجدان والعقل بالكتل والحروف والألوان.

نظرة على ماضي المتحف


والحق أن هذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها لمصر متحف للفن الحديث، فقد كان لها منذ الثلاثينيات متحف بهذا الاسم، تنقل مبناه بين أماكن مختلفة بوسط القاهرة، حتى استقر عام 1937 بسراي تجران قرب ميدان التحرير، ملاصقا لقصر السيدة هدى شعراوي راعية الفن والثقافة آنذاك، التي وهبت قصرها ليكون امتدادا للمتحف، وقد تولى رئاسته أبرز قادة الفن ورواده الأول في مصر، ابتداء من محمد ناجي (مؤسس فن التصوير المصري الحديث 1888- 1956) ثم يوسف كامل (رائد التصوير الانطباعي بمصر، 1891- 1971)، ثم راغب عياد (رائد الاتجاه التعبيري الشعبي 1892- 983) ثم صلاح طاهر (من رواد الحداثة- 1912) وأخيرا سعد الخادم (رائد الفنون الشعبية في التشكيل 1913-1987).. حتى صدر قرار في أواسط الستينيات بهدم هذا المبنى لينشأ مكانه مجمع سياحي وتجاري ضخم، ونقلت مقتنيات المتحف- من أعمال الفنانين المصريين- إلى فيللا صغيرة بحي الدقي وحفظت بصورة أقرب إلى التخزين، أما أعمال الفنانين الأوربيين التي كان المتحف يقتني منها قطعا عالمية نادرة، فقد نقلت إلى متحف الجزيرة وخزنت بدورها في ظروف غير ملائمة لأسباب لا يتسع المجال لشرحها. والطريف أن أرض المتحف القديم لا تزال خالية حتى اليوم، بعد أن تعثر مشروع بناء المجمع السياحي، فيما ظلت مقتنيات "فيلا الدقي" تتزايد عاما بعد عام.

وخلال ربع القرن الماضي منذ هدم المتحف القديم، لم يكف الفنانون عن المطالبة ببناء متحف جديد، إلى أن استجابت وزارة الثقافة لمطلبهم عام 1984، وقررت تحويل إحدى سرايات أرض المعارض بالجزيرة لهذا الغرض، ليكون المتحف فى رحاب منطقة الأوبرا ونقابة التشكيليين، وقد بنيت هذه السراى في الأصل عام 1935 ضمن أبنية المعرض الزراعى الصناعي الدولي، وتوالت على عمليات إعداد المتحف الجديد عدة حكومات ووزارات للثقافة، لم تبخل بالأموال اللازمة له، حتى بلغت جملة تكاليفه سبعة ملايين جنيه، ليكون على مستوى المتاحف العصرية من حيث نظم العرض والإضاءة والتهوية والأمن والتخزين والأجهزة التكنولوجية والترميم. وكانت وراء هذا المشروع جهود عشرات الجنود المجهولين بالمركز القومي للفنون التشكيلية، مع عدد من كبار الفنانين والنقاد كانوا بمثابة هيئة استشارية تعاونت في الآونة الأخيرة مع قادة المشروع. وينبغي أن يذكر للوزير المرحوم عبد الحميد رضوان دوره في تبنيه عام 1984، وللفنان مصطفى عبد المعطي دوره في تنفيذ مراحله الأولى، قبل أن يتسلم الوزير الفنان فاروق حسني مهام منصبه عام 1987 ويكمل- المسيرة مع الفنان أحمد نوار رئيس المركز القومي للفنون التشكيلية.

جيل الرواد

يضم المتحف خمسة أجيال على طريق الحركة الفنية منذ نشأتها.. وعلى رأسها جيل الرواد الأوائل من خريجي الدفعة الأولى بمدرسة الفنون الجميلة 1911. فهناك المثال محمود مختار (1891- 1934) الذي تزين تماثيله الجرانيتية الضخمة عدة ميادين بالقاهرة والإسكندرية، فضلا عن متحفه الخاص المقام بأرض الجزيرة منذ ثلاثين عاما، والمصور أحمد صبري (1889- 1955) الذي أقيمت له داخل المتحف الجديد قاعة خاصة تبرز عبقريته في فن " البورتريه "، والمصورون يوسف كامل وراغب عياد ومحمد حسن وعلى الأهواني، إضافة إلى مصورين كبيرين من أبناء الإسكندرية دخلا ساحة الفن التشكيلي من غير طريق المدرسة، لكن بصماتهما لا تقل قوة وتأثيرا على الحركة الفنية عن أبناء تلك المدرسة، وهما محمد ناجي، ومحمود سعيد (1897- 1964) اللذان درسا القانون، وعمل أولهما في السلك الدبلوماسي وعمل الآخر في السلك القضائي قاضيا ومستشارا، لكن مواهبهما تغلبت على أي اهتمام آخر، فاستقالا من وظائفهما وتفرغا للفن، واليوم يوجد لكل منهما متحف خاص بأعماله، وقد جدد متحف ناجي بمنطقة أهرام الجيزة وأعيد افتتاحه أخيرا بعد أن أصبح نموذجا راقيا للمتاحف الفردية، أما متحف سعيد بالإسكندرية فمازال العمل جاريا في ترميمه وتطويره منذ عدة سنوات.
وعظمة هذا الجيل لا تكمن فحسب في إرسائه أسس الفن الحديث لمصر بتقاليد جديدة على الذوق المصري في أوائل القرن على أرضية من الثقافة الأوربية التي لازمت كل أوجه الثقافة المصرية آنذاك، بل تكمن أيضا في قدرته على وصل هذا الإبداع الجديد بتيار المياه الجوفية للإنسان المصري وحضارته الممتدة عبر آلاف السنن، فكان تأكيد الهوية القومية هو القاسم المشترك الأعظم بين أبناء الجيل جميعا، متناغما ومتفاعلا مع حركة البعث القومي ومناخ النهضة والتنوير منذ مطلع القرن، ومن ثم أصبحت لوحاتهم وتماثيلهم صروحا شامخة دعمت مسعى الأمة لتحقيق استقلالها، ورموزا حية لروح البعث الحضاري وإرادة امتلاك المصير واللحاق بالعصر الحديث.. وهكذا تجلت في أعمالهم- برؤى مختلفة- معاني الاعتداد والصلابة والعطاء "، متمثلة في الفلاحة المصرية التي تذكرنا بالفن المصري القديم، وتجلت فيها معاني العمل والكفاح والمقاومة وجمال الطبيعة والحياة الشعبية، بتقاليدها الراسخة وروحها المرحة المتفائلة، حتى البورتريهات التي صوروها لأبناء الطبقة الأرستقراطية كانت تتسم بالنبل والمهابة والشاعرية، وتنم عن نفوس سمحة متحضرة تقف بندية أمام نظيراتها في الفن الأوربي.

وتنوعت أساليبهم بين الوقار الكلاسيكي الرصين (عند صبري ومحمد حسن) والرومانسية الممزوجة برحيق التاريخ الفرعون والروماني المصري (عند مختار) والانطباعية المشعشعة بألق الضوء ولمسات الألوان المرتعشة (عند يوسف كامل) والتعبيرية الساخرة عن حياة القرية والفئات الشعبية بخطوط تستوحي التصوير المصري القديم (عند راغب عياد)، ومنهم من جمع ذلك كله في مزيج متفرد بسمات الشخصية القومية (ناجي وسعيد)...

وفي رحاب هذا الجيل تفتحت ملكات عدد من الفنانين في مجال التصوير بالألوان المائية لا تقل تمكنا وشاعرية عن فن المناظر الطبيعية بالمائيات في إنجلترا- منهم حبيب جورجي ونحميا سعد.

ومن عباءة هذا الجيل أيضا خرج جيل جديد من النحاتين والرسامين في الثلاثينيات، ظل أمينا على تقاليد أساتذته، متحفظا في اشتقاق أساليب جديدة أو فتح نوافذ واسعة على حركة الفن العالمي الحديث، لكنهم- في المقابل- كرسوا طاقاتهم ومواهبهم الخصبة لتجويد مهاراتهم، وشق الطرق للتواصل بينهم وبين الجمهور من خلال الأبنية والمرافق العامة (مثل أعمال النحت البارز للمثالين أحمد عثمان ومنصور فرج على جدران عدد من محطات السكك الحديدية وحديقة الحيوان بالجيزة وحدائق الميريلاند بمصر الجديدة، ومثل تماثيل إبراهيم جابر في المتحف الزراعى بالدقي). كما أكدوا ارتباطهم بالحركة الوطنية والفكرية من خلال تخليد بعض الزعماء والقادة والمفكرين بتماثيل نصفية (مثل تماثيل عبد القادر رزق)، وأخيرا أكدوا تواصلهم مع المجتمع من خلال الرسوم الصحفية للكتب والمجلات (مثل رسوم حسين بيكار والحسين فوزي) والإخراج الفني الجيد للمجلات والمطبوعات (مثل إنجازات عبدالسلام الشريف).

الفن والحرية



وعلى عكس جيل الوسط، جاء الجيل الثالث، منذ أوائل الأربعينيات، متمردا على الجيلين السابقين اللذين فقدا- في نظر أبناء هذا الجيل- روح الخلق والابتكار، ودارا في فلك الأكاديمية الجامدة التي تقتفي آثار الأساليب المستهلكة وهي تحاكي مظاهر الحياة والطبيعة الخارجية سعيا إلى تزيينها بجمال زائف إرضاء للطبقات المهيمنة آنذاك... ورأى هؤلاء الشباب الثوريون أن الفن ينبغي أن ينبع من داخل النفس بتفاعلاتها ومخزونها في العقل الباطن، وأن يرتبط في نفس الوقت بالتحولات الدرامية الهائلة التي تزلزل العالم (وكانت الحرب العالمية قد اشتعل أوارها) ووجدوا في المدرسة السريالية بأوربا وأفكار فرويد وأشعار أندريه بريتون وبول إيلوار، الإطار الذي يستوعب رؤاهم التعبيرية وأساليبهم التحررية، كما وجددا أنهم لن يستطيعوا كفنانين شبان في العشرينيات من أعمارهم في ذلك الوقت، أن يثبتوا وجودهم فرادى أمام فطاحل الحركة الفنية الذين يهيمنون على مقدراتها ويرفضون اتجاه هذا الجيل الثائر على كل شيء، ابتداء من الأساليب الفنية حتى النظم السياسية، ولم يكن أمام أبناء الجيل الجديد إلا تكوين جماعات فنية مستقلة تضم شملهم وتكسبهم قوة أمام المجتمع عندما يواجهونه بصدمات معارضهم الجماعية.

وكانت أول جماعة على هذا الطريق هي " الفن والحرية" التي تأسست عام 1939 وأقامت معرضها الأول عام 1940 بزعامة ثلاثة من الفنانين الشبان هم رمسيس يونان وكامل التلمساني وفؤاد كامل، ومع تزايد عددهم وتأثيرهم في الحركة الفنية والثقافية وانضمام كثير من الشعراء والمفكرين والموسيقيين إليهم وتصاعد نبرتهم الثورية المعادية للديكتاتورية والاستغلال والتخلف أصبحوا مستهدفين من السلطات الحاكمة، وتعرضوا لمطاردة أجهزة الأمن وإغلاق صحيفتهم "التطور" ومصادرة كتبهم، حتى انفرط عقدهم في أواسط الأربعينيات، لكنهم واصلوا إنتاجهم فيما بعد كأفراد، وقد نجحت حركتهم في إطلاق مواهب جديدة لعبقريات تألقت من خلال معارضهم مثل إنجي أفلاطون ومنير كنعان وسامي على حسن.

وما لبثت أن ظهرت في الساحة جماعة أخرى من الفنانين الشبان 1946 تحت اسم " جماعة الفن المعاصر" بقيادة حسين يوسف أمين، اتخذت أيضا من السريالية أسلوبا، ومن التراث الشعبي والرموز السحرية والأسطورية الكامنة في الوجدان الجمعي موضوعا ومنطلقا، ومن كشف أوجه القهر والتخلف مضمونا لأعمالهم، متطلعين إلى مجتمع جديد يحقق للإنسان إنسانيته وتقدمه.. وكان من فرسان هذه الجماعة: عبد الهادي الجزار وحامد ندا وماهر رائف وسمير رافع. وقد تطورت رؤاهم وأدواتهم مع الزمن واتخذوا مسارات شتى أثرت حركة الفن الحديث وساعدت على ظهور اتجاهات جديدة لأجيال متعاقبة. ولعل أصداء هذه التجربة كانت من عوامل بزوغ جماعة ثالثة في أواخر الأربعينيات هي "جماعة الفن الحديث"، تسلحت بموقف سياسي ينحو نحو التغيير الاجتماعي والثوري، وسعت إلى امتلاك أساليب جديدة أكثر تلاحما مع المجتمع بطبقاته الشعبية، فيما تزودت برؤى الفن الحديث في الغرب، مثل التعبيرية والرمزية والتكعيبية والتجريدية، وكان من بين فرسان هذه الجماعة: النحات جمال السجيني والمصورون حامد عويس وسعد الخادم ويوسف سيده وعز الدين حموده وزينب عبدالحميد وجاذبية سرى. ولم تقتصر نزعات التجديد والتحرر لدى ذلك الجيل على أصحاب الجماعات الفنية، بل انطلقت على ضفافها مواهب أخرى لا تقل ثورية ومقدرة وتأثيرا فى الأجيال التالية، مثل حامد عبد الله وتحية حليم وعفت ناجي وسيف وأدهم وانلى وغيرهم، ممن رفضوا السير على الطرق المعبدة وآثروا أن يشقوا- مستقلين- طرقا جديدة، في مخاطرات إبداعية أثبتت وجودها بجدارة في المحافل الدولية

الاقتراب من التجريد



أما عقد الستينيات فقد جمع بين نضج ملكات الجيل السابق (جيل الجماعات الفنية) وبلوغه ذرى عطائه الإبداعي، وبين بزوغ ملكات جديدة تميزت بحرية أكبر في التفاعل مع اتجاهات الفن الغربي الحديث وابتكار أشكال وخامات وأساليب جديدة للأعمال الفنية، وفي الاقتراب من عالم التجريد أو من التعبيرية الخيالية، كما نجد في زيتيات صلاح طاهر وسيف وانلي، وتماثيل كمال خليفة وأحمد عبدالوهاب، ومنحوتات الحديد الخردة لصلاح عبدالكريم، ولوحات سيد عبدالرسول وحسن سليمان وممدوح عمار وزكريا الزيني في سعيها لإعادة صياغة الواقع العيني والرؤى الشعبية في علاقات جمالية جديدة، وفي تجارب رمزي مصطفى في اقترابها الحميم من البيئة الشعبية بزخارفها المثيرة، وفي أعمال الفنانين الحروفيين في بحثها عن موسيقية الخطوط والتكوين مثل أعمال حامد عبدالله ويوسف سيده وكال السراج وحسين الجبالي.

وفي الستينيات تميزت- على طريق التجريد- لوحات أبو خليل لطفي ومصطفى الأرناؤوطي في بحثها عن علاقات جمالية هندسية، وأكدت "جماعة التجريبيين" بالإسكندرية وجودها بفنانيها الثلاثة مصطفى عبد المعطي وسعيد العدوي ومحمود عبد الله من خلال معارضها المتوالية، متطلعة إلى اكتشاف لغة تشكيلية جديدة تتخطى الأنماط الشائعة في مصر وتواكب مسار العصر الحديث، وعلى الطريق ذاته تفتحت رؤى طه حسين وصالح رضا وعمر النجدي وأحمد فؤاد سليم وعبدالرحمن النشار، مجتهدة في البحث عن صيغة تجمع بين المؤثرات التراثية والمؤثرات التجريدية في الفن الحديث. ومن جعبة هذه الاجتهادات وغيرها تفتحت رؤى جيل لاحق في محاولة لإضفاء جو أسطوري مضفر بملامح البيئة الشعبية والحضارات المصرية القديمة في أعمال فرغلي عبدالحفيظ ومصطفى الرزاز وعبد الحميد الدواخلي وأحمد نبيل وصبري منصور وأحمد نوار.

وتواكب مع هؤلاء فنانون جعلوا هدفهم التعبير عن ملامح الطبيعة وأجواء البيئة الريفية والشعبية، بحس يتراوح بين الواقعية الوصفية والزخرفة الفلكلورية والعودة إلى التراث القديم محافظين على التشخيص ووحدة المكان، منهم المثالون محيي الدين طاهر ومحمد مصطفى وحسن العاجاتي، والمصورون جمال محمود ورفعت أحمد ومحمد حسنين على وأحمد الرشيدي وكمال يكنور وعلى دسوقي.

ولا يتسع المجال لاستعراض جميع الاتجاهات والأسماء المؤثرة في مسار الحركة التشكيلية في مصر، ضمن جيلى السبعينيات والثمانينيات، اللذين يضم إبداعاتهم متحف الفن الحديث، حسبنا أننا أطلقنا بعض الومضات الخاطفة على محتوياته التي بلغت- كما ذكرنا- ثلاثة عشر ألف قطعة فنية، والتي تجمع بين قطع الذهب المتوهجة وقطع الصفيح الصدئة!

لكن الحكم الحقيقي عليها يبقى للأجيال القادمة، أو رهنا بظهور نقاد نقاة موهوبين يملكون نفاذ البصيرة والقدرة على الحكم.. ولنذكر أنه في غيبة هذا (المتحف / الذاكرة) لن يكون في الإمكان ظهور مثل هذا الناقد، وصدور حكم التاريخ، لكن حسبنا أن تضئ اليوم تلك المنارة الجمالية لتبدد أستار القتامة في حياتنا.















تيرا للفن الأمريكي



أنشئ متحف تيرا Terra الأمريكي للفن في إيفانستون بمقاطعة إلينوي عام 1980 من قبل دانيال جي تيرا، السفير الأمريكي للشؤون الثقافية، وهو رجل أعمال ناجح ومن أصحاب مقتنيات الفن الأمريكي. ومن ثم نقل المتحف إلى موقعه الحالي في شارع متشيغان رقم 664 شيكاغو عام 1987.
في عام 1992 فتح السفير تيرا معهداً آخر اسمه " متحف الفن الأمريكي" في جيفرين/ بفرنسا/ وهي قرية وضع فيها الفنان مونيه مرسمه عام 1883. وهناك لوحات عديدة رسمها في القرية فنانون أمريكيون انطباعيون من سافروا للعيش والرسم مع مونيه.
ومؤسسة تيرا تشرف على العمل في كلا المتحفين. وهدفها اقتناء وحفظ وعرض وشرح الأعمال المهمة من الفن الأمريكي لرعاية فهم أفضل وتقدير أكبر للتراث القومي الفني والثقافي. وتضم المجموعة لوحات ورسومات ومنحوتات لفنانين مرموقين أمريكيين. كما يضم المتحف الأمريكي هذا عدة معارض فنية متنقلة.
ومن صميم أهداف المتحف أهداف المتحف برنامج تربوي يعيد الحياة للثقافة الأمريكية في كل مكان بمختلف اتجاهاتها. الأعضاء في المتحف وهم طلبة ومعلمون مسموح دائماً لهم بالدخول عليه دون دفع رسوم، وكذلك للمحترفين والأطفال دون سن 12 سنة. وكل يوم ثلاثاء ويوم وأحد من كل شهر يفتح أبوابه للجميع.
المجموعة المؤلفة نحو 700 عمل فني أمريكي تتضمن لوحات ورسومات ومنحوتات صغيرة. ومن الفنانين الممثلين فيه توماس كول فردريك ادوين تشرش، جورج غالب بنغام، جيمس، جيمس أبوت ماك نيل وستلر، ونسلو هومر، جون سنغر سارجنت، توماس إيكنس، ماري كاسات وهندي أوسادا تانر. وكذلك فنانين من القرن العشرين مثل إدوار هوبر، جورجيا أوكيف، آرثر جي دوف، مارسون هارتلي، ستيوارت ديفز، رينالد مارشي، وملتون أفري.
وتشتهر المجموعة بلوحاتها الانطباعية مثل الأعمال المهمة لتيودورروبتسن، فردريك فريسيك وغيرهما. وجدير بالذكر وجود مجموعة 69 عملاً فنياً رسمها موريس وتشارلز برندرغاست تتضمن لوحات فنية زيتية ومائية ومونوتيب. وإحدى الأعمال المميزة في مجموعة روائع أمريكية رسمها صموئيل اف. بيمورس "متحف اللوفر" رسمت بين 1831-1833).
ويضم المتحف مقتنيات مثل "الحداد" (1957) للفنان جيفر سون دافيد شلفانت و"ثلاث جذوع" (1919) للفنان روكويل كنت. والمقتنيات الحديثة تضم "صورة توماس جي إيفان" (1907) للفنان توماس إيكان، ولوحة "صيف" غرينلند" 1932-1933 لروكويل كنت.
وتقام كل يوم (عدا الاثنين) رحلات عامة الساعة 12، يومي السبت والأحد في الساعة 12 والثانية بعد الظهر.كما تنضم فيه محاضرات حول اللوحات.
ولأن المتحف بشيكاغو مخصص فقط للفن الأمريكي، فإنه مكان للتعليم والاكتشاف للزوار جميعاً. ويسهم مفكرون بارزون في فعاليات المتحف خلال رحلات طلابية وورشات أساتذة ومحاضرات وبرامج أسرية. ويسود المتحف جو ألفه دائمة خلال أعماله وعروضه ومكاناً للاكتشاف. كما أنه يسعى لتوفير فرص لزائريه لاكتشاف أعماق وتعدد الفن والثقافة الأمريكية.






متحف البرادو
في مكان واحد عمرة أكثر من مائتي عام .. يجتمع عباقرة الفن الأسباني ، وحين تدخل عليهم تري الواحد منهم عشرات المرات ، تراهم في لوحاتهم التي خلدتهم إلى الأبد ، والتي خلدت معهم فن الرسم العالمي هناك تري وفيلازكيز وموريللو وجويا وبيكاسو ، الذي كان يوما الحارس الأمين للمكان .. أقصد متحف البرادو !
متحف ألبرادو استراحة.. عمالقة الفن الأسباني
تضافرت حضارات عريقة ، وعلى رأسها الحضارة الإسلامية العربية ، لتحول أسبانيا إلى دولة ذات ثراء على صعيد الحياة الفنية بين دول أوروبا ، وظهر في أسبانيا الكثير من الفنانين الذين نافسوا عمالقة الرسم في إيطاليا وفرنسا وألمانيا ، وتتجسد عبقرية هؤلاء الفنانين الأسبان في اللوحات الزيتية والمنحوتات العديدة ، التي يضمها متحف البرادو في قلب العاصمة الأسبانية مدريد.
وتضم قاعات المتحف العديدة مجموعات من الرسوم الزيتية ، تعد الأكثر استكمالا في العالم ، وتزيد هذه الأعمال عن الثلاثة آلاف رسم زيتي لأشهر عمالقة الرسم في العالم ، بالإضافة إلى ما يربو على 400 منحوتة ، ومجموعة من المجوهرات وقطع نادرة من البور سلين والكريستال والمشغولات الذهبية.
والرسوم الزيتية التي تضمها قاعات المتحف المختلفة أبدعها عمالقة هذا الفن من جميع أنحاء العالم . . فهناك 83 لوحة أبدعها العبقري روبنز ، 40 لوحة بريشة بروجل ، 36 ل (تيتيان) ، 14 ل ( فيرونيز ) ، 6 لوحات و05 رسما تخطيطيا للرسام هيرونيموس بوش.
أما علي صعيد الفن الأسباني ، وهو الذي يمتاز به متحف اللبرادو عن غيره من المتاحف الكبرى ، فهناك 05 عملا لفنان فيلازكيز ، وعدد مماثل من اللوحات للفنان ريبير ، و40 للرسام موريللو ، و33 للرسام الجريكو ومالا يقل عن 114 لوحة و50 رسما تخطيطيا لعبقري الرسم الأسباني العالمي (جويا) ، ويقدم متحف البرادو نماذج عديدة لمدارس الرسم الأسباني الإيطالية ، الفلمنكية ، الفرنسية ، الألمانية ، الهولندية ، الإنجليزية ، وفي الواقع فان زيارة متحف البرادو تفتح الباب على مصراعيه للتعرف على أصول وإنجازات الفن الغربي بأكمله.
تاريخ المتحف
تتوزع كنوز المتحف داخل قاعات مبني عريق تم بناؤه في عام 1785 ليكون في الأصل مقرا لمقتنيات معهد العوم الطبيعية ، ورغم أن المتحف البرادو افتتح يوم 19 نوفمبر عام 1819 خلال حكم فرناندو السابع ، بعد ترميمه من جراء ما تعرض له نتيجة لحرب جزيرة أيبريا ، فان فكرة إنشاء متحف لم تكن بالجديدة ، بعد أن تحولت أجزاء من قصر الاسكوريال الأسباني الشهير إلى قاعات لعرض العديد من اللوحات الفنية ، وذلك كارلوسن الثالث الذي أقنعة القريبون منه بأهمية إنشاء صالة فنية تليق بحاكم عظيم مثله ، وتجسيد في الوقت نفسه روح التنوير التي راحت تنتشر في جميع أنحاء أوروبا في ذلك القرن.
وحظيت فكرة إنشاء متحف كبير للفنون بقوة دفع إضافية خلال حكم جوزيف بونابرت ، الذي سيطرت عليه فكرة تأسيس متحف جوزيف ، لكن المتحف أنشئ في عهد فرناندو السابع بتأثير من زوجته الثانية ماريا إيزابيل ، التي توفيت عام 1818 ، أي قبل عام واحد من افتتاح المتحف.
وشهد متحف ألبرادو منذ افتتاحه العديد من التوسعات ، كما زادت مقتنيات بشكل ملحوظ ، حيث ضم في أواخر القرن الماضي الزيتيات السواء لجويا ، التي أهداها الأرستقراطي البلجيكي أيميل دير لانجر للمتحف ، واسكتشات رونبز الرائعة ، ومع بداية القرن العشرين حصل المتحف على لوحات هامة عديدة من بينها لوحات جويا ( أسرة دوق أوسونا) و ( تاديا أرياس ) .
وعندما نشبت الحرب الأهلية الأسبانية في أوائل الثلاثينات من هذا القرن ، تم تعيين الرسام العبقري بابلو بيكاسو أمينا على المتحف ، لكنه لم يستطع الاضطلاع بهذه المهمة ، وتم نقل مقتنيات المتحف عندما أغلق يوم 03 أغسطس 1936 ، إلى فالينسيا في البداية ، ثم إلى كتالونيا قبل أن تودع في النهاية في جنيف تحت رعاية عصبة الأمم ، وظلت هناك حتى عادت في عام 1939 إلى مدريد .
وشهد متحف ألبرادو مرحلة تاريخية جديدة ، وجرى تحسين وتطوير العديد من قاعات المبني التي تم تزويدها بالمواد الواقية من الحريق لمنع وقوع أية حوادث يمكن أن تأتي على المجموعة بأكملها ، وحصل المتحف بعد ذلك على العديد من القطع الفنية سواء من خلال الاهداءات أو المشتروات
مراحل التطور
تتشكل النواة الأصلية لمتحف ألبرادو من أعمال رسامي البلاط ورسامي ( البورتريه ) الرسميين ، الذين ينتمون إلى البلاط الملكي منذ عهد فيليب الثاني وحتى عصر كارلوس الرابع ، كذلك أعمال الفنانين الأسبان حتى نهاية القرن الثامن عشر ، ثم اقتنى المتحف في وقت لاحق أعمالا لرسامين ينتمون إلى المدرستين الفلمنكية والإيطالية.
ومع ذلك فان أهمية مجموعة ألبرادو برزت بوضوح في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، عندما ضم المتحف محتويات متحف دي لاترينداد السابق ، وهي مقتنيات يغلب عليها الطابع الديني لمدرستي مدريد وطليطلة ، وتزايدت محتويات المتحف بالتدريج بعد أن خرج من محاولات إحراق متعددة وعمليات سرقة عديدة قبل نهاية القرن التاسع عشر ، وإبان الحرب الأهلية الأسبانية ، وفي عام 1946 ضم المتحف ولأول مرة لوحات زيتية رومانية ، كما ضم العديد من الأعمال الفنية لمدارس ( الباروك ) في قرطبة ، غرناطة ، أشبيلية ، وفالنسيا ، مما ساهم في توسيع الإطار التاريخي والفني لهذا المتحف العريق ، ومن أهم قاعات متحف ألبرادو الآن : قاعة ريبيرا ، قاعة الجريكو ، قاعة فيلازكيز ، قاعة موريللو ، وقاعة جويا.
ريبيرا . . الأسباني الصغير
ولد خوزيه ريبيرا في فالنسيا عام 1591 ورغم أن أسرته كانت تريده أن يدرس الآداب إلا إنه اتجه منذ سنواته الأولى إلى الرسم ، وعاش ريبيرا فترة من الزمن في إيطاليا ، حيث أطلق عليه هناك لقب ( الأسباني الصغير ) ، وتنقل بين مدن بارما ، روما ونابولي حيث تزوج من ابنة رسام، ويمكن تحديد ثلاث مراحل بارزة في أعمال ريبيرا الأولي بين 1616 و 1624 حيث اتسمت بتأثره بالجو الأسباني الذي نشأ وترعرع فيه ، وطغت على لوحاته الألوان المبهجة الخفيفة ، أما المرحلة الثانية من فن ريبيرا فقد استمرت من 1624 حتى 1638 ، وقد أطلق عليها النقاد اسم ( المرحلة السوداء ) ، وتجسدها لوحة ( سانت أندرو ) بمتحف ألبرادو ، التي يطفي عليها طابع الكآبة ، أما في المرحلة الثالثة والأخيرة فقد اتسمت لوحات ريبيرا بالشفافية ، ويمكن مقارنتها بالأعمال المبهجة للفنان فيلازكيز.
ومن بين 50 لوحة زيتية ل ( ريبيرا ) في متحف ألبرادو ، تعد لوحة ( القديس جيروم ) صورة واقعية مؤثرة ، استعرض فيها الفنان مقدرته على دراسة عضلات الجسم الإنساني ، الذي يتعارض مع التعبير الروحي المرسوم على وجه القديس.
الجريكو .. رسام العصور
رغم أن دومينكو ثيوتو كوبيلي ولد في عام 1541 في جزيرة كريت ، فأن العالم عرفه على أنه أسباني ، وأحد عباقرة فن الرسم في هذه الدولة ، وأطلق الإيطاليون والأسبان عليه اسم دومينكو جريكو ، أو الجريكو ، أقام الجريكو في فينيسيا خلال فترة شبابه ، وعمل في أستوديو تيتيان.
وعندما ذهب إلى روما في حوالي عام 1570 تعرف على جويو كلوفير ، الرسام الذي كان يعمل لدي الكاردينال جريماني ، وتأثر الجريكو خلال فترة أقامته في روما بالعديد من كبار الرسامين أمثال تيتيان ، مايكل أنجلو وياسانو ، ثم رحل الجريكو بعد ذلك إلى أسبانيا ، ويبدو أنه ذهب أولا إلى مدريد حيث التقي بدونا جيرونيما التي قيل أنه تزوجها وأنجب منها ولدا أسماه جورج مانويل ، قد يكون ذلك الشاب الوسيم الذي رسم الجريكو لوحة بورتريه له توجد الآن في متحف الفنون الجميلة في أشبيلية ، وفي عام 1577 توجه الجريكو إلى مدينة طليطلة حيث ارتقى فنه وأصبح واحدا من أعظم الرسامين في كل العصور ، وفي عام 1586 بدأ في رسم أنجح وأروع أعماله ، وهي لوحة (دفن الكونت أورجاز) وذلك بتكليف من كنيسة القديس توميه ، حيث ما تزال هذه اللوحة هناك ، كما رسم لوحة (حلم فيليب الثاني) في عام 1579 ، وظل الجريكو في مدينة طليطلة خلال الأعوام الأخيرة من حياته ، حتى توفي في عام 31 مارس 1614.
ويمكن القول بأن أعمال الجريكو تسبق الزمن الذي عاش فيه بسنوات عديدة ، بل إنها تتفوق على الكثير من الأعمال الجريئة والتجريبية الناجحة للفن الحديث ، ويري الناقد الفني جوليو بايرو أن الجريكو يعد أكثر الرسامين الذين ينتمون لعصر النهضة والأكثر جرأة في الخروج عن التقاليد المألوفة في الرسم ، كما يعد من بين جميع الرسامين المعروضة لوحاتهم في متحف ألبرادو حالة خاصة وسط الرسامين الأسبان قبل جويا ، وتضم مجموعة مدريد في متحف ألبرادو 33 عملا لألجريكو ، من أهمها لوحة (النبيل الذي يضع يده على صدره) ، وهي واحدة من أشهر الأعمال ، وتمتاز بدقة التصوير ، وروعة الألوان ، ونبض الإحساس ، ولوحة (القديس) جون التي أبدع الجريكو في استخدام الألوان ، ولوحة الدكتور دي لا فونت ، وبورتريه (ترينتي) الرائع الذي يضاهي أعمال مايكل أنجلو في سنواته الأخيرة.
فيلازكيز .. رسام البلاط
يعد دييجو رودريجز فيلازكيز بلا شك واحدا من أبرز الرسامين في العالم ، ولد في أشبيلية يوم 8 يونيو 1599 وهي بداية مثالية لأي رسام ، حيث تمتاز هذه المدينة بجوها الفاتن وسمائها الصافية ، وفيلازكيز هو أبن نبيل برتغالي ، ومن أم تنتمي لعائلة أرستقراطية في أشبيلية ، وبدأ الصبي دييجو يدرس الفلسفة واللغة اللاتينية ، لكنه سرعان ما أكتشف عدم ميله لهما ، فاتجه إلى تعلم فن الرسم بتشجيع من أبيه في مرسم فرانشيسكو هيريرا الأب ، ثم تركه وذهب إلى مرسم فرانشيسكو باشيكو ، حيث وقع في غرام ابنته جوانا ، التي تزوجها في عام 1618 وهو في التاسعة عشرة من عمرة ، وخلال العام الأول من زواجه ، رسم بورتريه لزوجته معروض الآن في متحف ألبرادو ، وبعد أربع أعوام وصل فيلازكيز الى مدريد ، حيث رسم لوحة للشاعر جونجورا ، وهي ضمن أعمال الرسام بمتحف ألبرادو ، ويبدو أن الأمور لم تسير علي ما يرام في العاصمة ، فاضطر فيلازكيز إلى العودة لأشبيلية ، لكنه عاد في عام 1623 إلى مدريد مرة أخري ، ونحج في الدخول في خدمة الملك فيليب الرابع ، ليصبح رسام البلاط براتب بلغ 20 اسكودر في الشهر ويري الزائر في الجناح المخصص لأعمال فيلازكيز في المتحف ألبرادو العديد من أشهر لوحات هذا الرسام العظيم ، مثل لوحة الكونت دي أوليفار التي رسمها في عام 1624 ، ولوحة دون كارلوس وبورتريه للملك فيليب الرابع ورسمهما في عامي 1625 و 1626 وفي عام 1628 تعرف فيلازكيز على الرسام الفلمنكي العظيم روبنز الذي قدم الى مدريد في مهمة دبلوماسية ، فتأثر به كثيرا ، خاصة أن روبنز كان أكبر في العمر بسنوات من فيلازكيز ، فعمل بنصائحه في استخدام الفرشاة والألوان ، ويبدو هذا التأثير الفلمنكي في لوحة (انتصار باخوس) لفيلازكيز . وفي عام 1629 أبحر فيلازكيز إلى جنوا حيث اتسعت مداركه بعد أن درس أعمال الأساتذة الكبار في فن الرسم الإيطالي ، وخاصة أعمال مايكل أنجلو ورفائيل ، وخلال فترة أقامته في روما صور الحدائق الرومانية الرائعة في دراستين بديعتين يجتذبان أنظار الكثير من الزائرين لمتحف ألبرادو ، وظل هذا الفنان العظيم يتمتع بروح إبداعية في الرسم حتى السنوات الأخيرة من حياته ، وفي عام 1655 رسم لوحة (الغازلات) ثم رسم في عام 1667 لوحة (لاس مينيناس) وهى قطعة فنية حقا ، ورسم لوحة القديس بولس والقديس أنطوني في الصحراء ، قبل أن يتوفي في 6 أغسطس 1669 .
وقد قيل الكثير عن فيلازكيز وأعماله الفنية ، ووصفه البعض بأنه رسام واقعي ، بل واتهمه آخرون بأنه مجرد ناقل للواقع الذي يراه بعينيه ، لكنه فيلازكيز أكبر من ذلك بكثير ، أنه فنان مبدع أصيل عبقري ، فلوحاته بمتحف ألبرادو توضح أنه عبر عما رآه ضروريا في الواقع ، وتخلي عن الأشياء الهامشية الأخرى ، عبر بفرشاته عن الانفعالات الإنسانية وحركات العضلات بدقة متناهية ، كما في لوحة (فولكان فورج) التي رسمها في عام 1630 وأقتناها فيليب الرابع بعد ذلك بأربعة أعوام.
ويضم ألبرادو نحو 50 لوحة زيتية من أعمال فيلازكيز ، من بينها القطعة الفنية الرائعة (لاس ميبيباس) ، وهي عبارة عن رسم علي قماش بطول 318 سم وعرض 276 سم ، وكانت تسمي أصلا (عائلة فيليب الرابع) ، ويظهر مرسم الفنان في خليفة اللوحة ، كما يظهر فيلازكيز في جانب الرسم ، ويبدو كل شيء في اللوحة بشكل تلقائي ، ويتضح أن الفنان نجح إلى حد كبير في تصوير طبيعة اللحظة بمهارة فائقة مستغلا الضوء والظل وغني الألوان ، أما لوحة (الغازلات) فهي عمل فني آخر يجسد مهارة فيلازكيز في رسم حركات الأجسام وفي اللعب بتضارب الألوان ، وهي لوحة يقول عنها النقاد إنها أثرت بدون شك على اتجاهات الانطباعيين في القرن التاسع عشر.
ومن اللوحات الرائعة الأخرى لوحة (استسلام بريدا ، التي تجسد استسلام ناساو ورجاله ، ويبدو في الصورة سبينولا ، إحدى الشخصيات الرئيسية في الصورة ، وهو يرحب بناساو بطريقة إنسانية وهو يسلمه مفاتيح المدينة، وهذا يعكس الجانب الإنساني الرقيق في شخصية فيلازكيز نفسه ، ورغم أن اللوحة تظهر هذه الإيماءة الإنسانية الرقيقة، إلا أن فرشاة الفنان لم تنس رسم تعبير الانتصار والفرح على وجه سبينولا ، أما لوحة انتصار باخوس فهي واحدة من أشهر أعمال فيلازكيز ، وتجسد براعته في إبراز المشاعر الإنسانية.
موريللو . . و400 لوحة
ولد بارتولومي أستبان موريللو في أشبيلية يوم 31 ديسمبر 1617 ، وتوفي يوم 3 إبريل 1682 بعد أن سقط من فوق سقالة في مدينة قادش بأسبانيا ، وهو يرسم الأجزاء العليا من لوحة بعنوان (زواج القديسة كاترين) ، اجتذب فن الرسم موريللو منذ صغره ، وتلقى دروسه الأولى في مرسم جوان دل كاستيلو ، وعاش حياة بسيطة كرسها للرسم ، حيث رسم نحو 400 لوحة خلال 04 عاما ، منها مائة لوحة ضخمة ، وقد شكلت مدينة أشبيلية وروحها وطبيعتها الأساس الفني الذي انطلق منه إلى آفاق أرحب في عالم الفن.
وفي عام 1648 تزوج موريللو من دونا بياتريس كابريرا ، وهي سيدة من عائلة أرستقراطية ، فبدأ يضع لنفسه أسلوبا متفردا في الرسم ، وتخلي عن تأثير فيلازكيز ، وريبيرا وزورباران ، وهو التأثير الذي كان واضحا في أعماله الأولي ، وبالتالي بدأت مرحلة للفنان ورسم لوحات رائعة من بينها رؤيا القديس انطونيو ، وأنجب موريللو من زوجته مالا يقل عن تسعه أطفال ، إلا أن معظمهم ماتوا في سن مبكرة ، ولم يتبق سوي ثلاثة أطفال.
ويضم متحف ألبرادو نحو 40 لوحة أبدعها موريللو ، أهمها وأكثرها شهرة لوحة (الطفلان والصدقة) ، التي أتقن فيها التعبيرات المرسومة علي وجهي الطفلين ، حيث يقدم أحدهما للآخر الصدفة ليشرب منها ، بينما يتابع حمل وثلاثة ملائكة هذا المنظر الذي يجسد البراءة ، وقد نجح موريللو في المزج بين الألوان بطريقة عبقرية ، وفي إضفاء جو من الشفافية على الطفلين.
ومن الأعمال الهامة الأخرى في ألبرادو لوحة (جبل بلادنس) التي من المرجح أن يكون قد رسمها في حدود عام 1678 والتي تأكد فيها نضجة الفني.
وركز الفنان في هذه اللوحة على وجه العذراء الذي يعكس جمالا رائعا وتقوى دينية في الوقت ذاته ، فالجمال ففي اللوحة الهي ولكنه جمال امرأة أيضا ، وهذه اللوحة رسمها موريللو لصالح مستشفى القساوسة في أشبيلية ، واستولى عليها المارشال سولت خلال حرب شبه جزيرة أيبريا ، وأشترتها الحكومة الفرنسية من أتباع سولت في مزاد علني في مايو 1852 ، وظلت لمدة قرن معلقة في متحف اللوفر ، ولكنها عادت الى أسبانيا في عام 1940 بعد تبادل للأعمال الفنية بين الحكومتين الفرنسية والأسبانية ، منذ ذلك الوقت وهي معلقة في متحف ألبرادو بمدريد.
وتعد لوحة ( القديس توماس من فيلانوفا يتصدق على الفقراء ) من أضخم أعمال موريللو ، حيث يبلغ طولها 319 سم وعرضها 149 سم ، وهي في الوقت ذاته عمل فذ يؤكد براعة هذا الفنان ، وتمكنه من أدواته ، خاصة وأن ألوانها غاية في الروعة ، توزيع الإضاءة فيها جاء ليتماشى مع موضوعها.
وفي متحف ألبرادو بورتريه ذاتي للفنان يعد من أفضل الأعمال التي رسمها موريللو ، ولكن يمكن القول بشكل عام أن موريللو تفوق بشكل خاص في رسم الأطفال أو العذارى ، مثل لوحة (يوحنا المعمداني وهو طفل) أو لوحة راعي الغنم الطيب)، حيث يجلس طفل بجوار حمل وعلى وجهه تعبير كله براءة ، ويدرك الزائر بعد تفقده للوحات موريللو في متحف ألبرادو أن معظم موضوعات اللوحات التي رسمها هذا الفنان تركزت حول قضايا وأفكار دينية مستوحاة من الإنجيل ، وأنه قلما خرج عن هذا الإطار.
جويا . . التحرر والتمرد
يعد فرانشيسكو دي جويا واحدا من أعظم الرسامين في العالم ، وواحدا من الأفذاذ الذين لا يكفي وصفهم بالعبقرية ، لقد اتسم جويا بقدرة إبداعية غاية في الثراء ، جعلته يبدع العشرات من اللوحات المتنوعة في موضوعاتها وأفكارها بشكل مذهل. ولد الفنان العظيم في مدينة (فوندتودوس) التي تبعد نحو 50 كليلو مترا من سرقسطة يوم 30 مارس 1746 وتوفي في بوردو يوم 16 إبريل 1828 ، وكان أهم حدث خلال السنوات التي قضاها جويا في سرقسطة هو تعرفه على مجموعة من الفنانين ، كان أبرزهم فرانشيسكو بابو الذي رحل إلى مدريد ، فأغرى جويا على الذهاب إلى العاصمة أيضا ، وأراد جويا الالتحاق بأكاديمية الفنون الجميلة لكنه لم يقبل ، وفي عام 1770 ذهب إلى روما فتحسنت أموره في إيطاليا ، وفي عام 1771 حصل على الجائزة الثانية في المنافسة التي أجرتها أكاديمية بارما للفنون الجميلة.
وفي عام 1773 عاد إلى مدريد حيث تزوج من جوزيفا بايو ، وكانت تلك خطوة مهمة في حياته ، إذ تمكن من الإقامة في العاصمة معتمدا على مساعدة شقيق زوجته فرانشيسكو ، وفي عام 1780 التحق جويا بأكاديمية سان فرناندو للفنون الجميلة ، التي كان لها تأثير كبير على الدوائر الرسمية ، وفتحت له الطريق أمام تأكيد مواهبه.
وعين جويا رساما لدى الملك في عام 1786 ، وسارت الأمور على ما يرام لمدة ستة أعوام ، وفي عام 1789 عينه شارل الرابع رساما في البلاط ، وفي الخريف عام 1792 خرج جويا في رحلة الى قادش ، أصيب خلالها بالمرض الذي ظل يعاني منه لعدة أشهر ، وعندما شفي منه جزئيا ، ظل أصم بقية حياته.
ونشط جويا بعد شفائه ورسم العديد من اللوحات ، التي اتسمت بالجرأة في موضوعاتها والزهور في ألوانها ، وفي عام 1798 رسم لوحة (سان انطونيودي لافلوريدا) ، ورسم بعد ذلك بعام سلسلة من اللوحات أكدت نضجه الفني وتملكه لكافة فنون الرسم والتعبير.
وفي العام الأول من القرن التاسع عشر ، أنهى جويا واحدة من أهم أعماله ، وهي اللوحة الرائعة (عائلة شارل الرابع) التي تعكس دراسته النفسية للأشخاص الذين رسمهم في اللوحة ، وعاش جويا مأساة حرب شبه جزيرة أيبريا ، ورسم لوحات مثل (الثاني من مايو 1808 في مدريد) و (المعركة مع المماليك) و (الثالث من مايو 1808 في مدريد) و (إطلاق النار على الأمير بايوس مونتان) ، وهذان الرسمان من أشهر أعماله وأروعها ، كما رسم خلال الفترة من 1812 حتى 1814 عدة لوحات من أهمها بائع الماء ، وفي عام 1815 رسم البورتريه الذاتي الشهير ، وبعد ذلك بأربع سنوات أبدع سلسلته الشهيرة التي أطلق عليها اسم (الرسومات السوداء).
ورحل جويا إلى باريس ثم إلى بوردو ، وأصيب بالمرض في عام 1825 ، وعاد إلى مدريد في 1826 ، ثم الى بوردو مرة أخري ، وفي الطريق واصل الرسم وأنجز إحدى آخر لوحاته وهي (عاملة الحليب من بوردو) وتوفي قبل أن يكمل بورتريه جوزيه دي مولينا ، الذي بدأ رسمه في عام 1828.
وجويا فنان تمكن من التحرر من الأشكال والأفكار التي كانت سائدة في عصره ، فقد رسم ما يريده بتلقائية ، وتمرد على كل الأوضاع والفساد المستشري في البلاط ، ولم يتردد في رسم شارل الرابع ، وماريا لويزا ، أو فرناندو السابع كما رآهم ، ليقدم رأيه الشخصي فيهم ، كما استنكرت فرشاة جويا أهوال الحرب من خلال ( الرسومات السوداء ) ليقدم أفضل جوانب ( التعبيرية ).
كنز ثمين
والزائر لمتحف ألبرادو يستمتع بمشاهدة 114 رسما زيتيا و50 رسما تخطيطيا أبدعها جويا وهذا العدد يمثل كنزا لا يقدر بثمن ، ويري الكثير من النقاد أن لوحة ( أسرة شارل الرابع ) تعد واحدة من أهم وأفضل أعمال جويا ، وفي الواقع فأنها قطعة فنية في حد ذاتها ، بالإضافة إلى ضخامتها ، إذ يصل طولها إلى 336 سم وعرضها 280 سم ، ولكن الشيء الأكثر أهمية في تلك اللوحة ان جويا نجح بقدراته الفنية العالمية في وضع لمسات ساخرة جعلها تنبعث من جو اللوحة بأكملها ، حيث أبرز تعبيرات الفظاظة وعدم اللياقة على وجود من رسمهم.
والرائعة الأخرى لجويا لوحة (الماجا العارية) التي صور فيها جسم المرأة ، وأبدع في زوايا الضوء وفي توزيع الألوان ، أما لوحته (الثاني من مايو 1808 في مدريد - المعركة مع المماليك) فهي لوحة ضخمة طولها 345 سم وعرضها 266 سم ، وتمكن جويا فيها من تجميع عناصر درامية عديدة تجعل من يشاهدها يشعر بأنه موجود بالفعل في الحديث ، فالألوان نابضة بالحياة ، أما لوحة (الثالث من مايو 1808 - إطلاق النار علي الأمير بيو مونتان) فهي لوحة ضخمة هي الأخرى ، ولكنها قد تتفوق على سابقتها حيث مشهد الإعدام يتجسد من خلال تعبيرات الأمير ومن حوله.
أما البورتريه الذاتي الذي رسمه جويا لنفسه خلال الفترة من عام 1817 و 1819 فهو لوحة صغيرة (46 × 35 سم) ويبدو الضوء ينير وجهه ، بينما تنتشر الظلال في خلفيه الصورة ، وقد نجح جويا في رسم التعبيرات والملامح الدقيقة للوجه ، وما فعلته به السنون .
حقاً أن متحف ألبرادو واحد من أهم متاحف الفنون الجميلة في العالم ، بل أنه الأهم على صعيد الفن الأسباني ، الذي قدم للعالم الكثير من العباقرة ، أمثال جويا وبيكاسو وغيرهما..











توقيع : بسمة
اللهم ارحم أبي و أمي وجدتي و أختي واغفر لهم واجعل قبرهم روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار
اللهم اجزهم عن الإحسان إحسانا وعن الإساءة عفواً وغفراناً

رد مع اقتباس
قديم 18 Jun 2007, 09:35 PM [ 2 ]
نائب المشرف العام


تاريخ التسجيل : Mar 2005
رقم العضوية : 106
الإقامة : saudi arabia
مواضيع : 478
الردود : 33237
مجموع المشاركات : 33,715
معدل التقييم : 25عبدالله الشدادي is on a distinguished road

عبدالله الشدادي غير متصل




مشكوره بسمه على الموضوع

ولي عودة لمزيد من القراءه والاطلاع

كل الود


توقيع : عبدالله الشدادي
الأعلى رد مع اقتباس
قديم 19 Jun 2007, 02:34 AM [ 3 ]
مؤسس شبكة الشدادين


تاريخ التسجيل : Jan 2005
رقم العضوية : 1
الإقامة : saudi arabia
الهواية : رياضة + كمبيوتر وبس
مواضيع : 2078
الردود : 91637
مجموع المشاركات : 93,715
معدل التقييم : 4981السلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond reputeالسلطان has a reputation beyond repute

السلطان غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 8
فعالية ضوء عدسة

فعالية طلباتك أوامر

شكر وتقدير

فعالية مجموعات المنتدى

يوميات الأعضاء

التميز في دورة الفوتوشوب

شكر وتقدير

أجمل خط 1434 هـ




روعة يا مشرفتنا المتميزة بسمة

فهذه المتاحف من أكبر المتاحف في العالم وأكثرها

احتواءً على أندر القطع الأثرية من جميع أنحاء العالم تقريباً

سلمتي وبارك الله فيك


توقيع : السلطان
الأعلى رد مع اقتباس
قديم 21 Jun 2007, 12:43 AM [ 4 ]


تاريخ التسجيل : Mar 2006
رقم العضوية : 1120
مواضيع : 44
الردود : 2825
مجموع المشاركات : 2,869
معدل التقييم : 25البدر is on a distinguished road

البدر غير متصل




متاحف في غايه الجمال والابداع

شرح وتوضيح مع صور جميله اختي

لاهنتي على المجهود الرئع وتحياتي لك


توقيع : البدر
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد ان محمد رسول الله .. سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا باالله ..
كلمات بسيطة وضعتها في توقيعي لاقراها وليقرأها غيري
سنجدها يوم القيامة وقد رجحت كفتنا بإذن الله
الأعلى رد مع اقتباس
قديم 22 Jun 2007, 06:58 AM [ 5 ]
عضوة متميزة


تاريخ التسجيل : Nov 2006
رقم العضوية : 1994
الإقامة : qatar
الهواية : كتابة الخواطر
مواضيع : 1901
الردود : 9766
مجموع المشاركات : 11,667
معدل التقييم : 25بسمة is on a distinguished road

بسمة غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 3
العضو المميز

الحضور المميز

عضو مخلص




الله يعطيكم العافية على الحضور

تحياتي لكم


الأعلى رد مع اقتباس
قديم 23 Jun 2007, 09:50 AM [ 6 ]

تاريخ التسجيل : Apr 2006
رقم العضوية : 1319
مواضيع : 1
الردود : 47
مجموع المشاركات : 48
معدل التقييم : 25عضة الإبهام is on a distinguished road

عضة الإبهام غير متصل


رد / متاحف عالميه


أختي بسمه ،،،،يعطيك العافيه
،،،، من جد الموضوع قيم جداً فيه معلومات كثيره لم أكن أعلمها
لمدة ساعتين أقرا في الموضوع من طوله فأشكر لك مجهودك الجبار
يعطيك العافيه مرة أخرى ،،،،،

الأعلى رد مع اقتباس
قديم 24 Jun 2007, 04:22 AM [ 7 ]
عضوة متميزة


تاريخ التسجيل : Nov 2006
رقم العضوية : 1994
الإقامة : qatar
الهواية : كتابة الخواطر
مواضيع : 1901
الردود : 9766
مجموع المشاركات : 11,667
معدل التقييم : 25بسمة is on a distinguished road

بسمة غير متصل


مـجـمـوع الأوسـمـة : 3
العضو المميز

الحضور المميز

عضو مخلص




مررحبااا


أبتهجت الحروف لتواجدك بين زوايا صفحتي ..

وتلألأت السطور سعادة بهذا الحضور ..

اشكر لك هذا الحضور المميز واللطيف دائما ..

واشكر لك كلماتك التي أخجلت تواضعي ..

وأتمنى دووم التواصل معى..

ولا تحرمنا من هذه الاطلالة البهيه ..

وفقــــــك الله ..

أختك بسمة


الأعلى رد مع اقتباس
إضافة رد
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مواقع أندية عالمية رعد الجبوب عالم الرياضة 6 24 Nov 2008 10:47 AM
أمثال عالمية حمد الشدادي القسم العام 18 06 Nov 2008 06:57 AM
فنادق عالمية ... قمة الفخامة نور الفيصل التراث والآثار والسياحة 22 13 Jun 2008 05:38 PM
((( جوله عالمية )))!! عـــلاوي عالم الرياضة 6 10 Nov 2006 02:25 AM
100 حكمة ..عالمية المستحيلة مرافئ البوح 25 28 Jul 2005 01:46 PM
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

01:51 PM
Powered by vBulletin® developed by Tar3q.com