|
|||||||||||||||||
آيـــات للســـائلـــيـــن [ 5 ]
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . " وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " في تفسير الآية كما تم ذكره مع تفسير الآية الأولى ، جاء في أن يعقوب عرف تأويل الرؤيا وبين لابنه يوسف بأنه سيصيبه بلاء ، ويليه نعمه .. وأن هذه النعمة ستشمل آل يعقوب ، الذين سجدوا له وصاروا تبعاً له فيها ، ولهذا قال : " وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ " أي : يصطفيك ويختارك بما يمن به عليك من الأوصاف الجليلة والمناقب الجميلة ، " وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ " أي : من تعبير الرؤيا ، وبيان ما تؤول إليه الأحاديث الصادقة ، كالكتب السماوية ونحوها ، " وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ " في الدنيا والآخرة ، بأن يؤتيك في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، " كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ " حيث أنعم الله عليهما ، بنعمٍ عظيمة واسعة ، دينية ، ودنيوية . " إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " أي : علمه محيط بالأشياء ، وبما احتوت عليه ضمائر العباد من البر وغيره ، فيعطي كلاً ما تقتضيه حكمته وحمده ، فإنه حكيم يضع الأشياء مواضعها ، وينزلها منازلها . . . في هذه الآية أسلوب جميل للتعامل مع المصائب .. وهو الفائدة الموجودة في هذه الآية .. فما هو هذا الأسلوب ؟ . . بعد أن أوضح يعقوب لابنه تلك المحن التي سيواجهها .. نقله نقلة عجيبة للمنح التي سيحصل عليها بعد ذلك .. حتى لا ينشغل الابن بالتفكير في المحن فقط الحكمة تكمن في هذا الأسلوب الذي نحتاجه مع ابناءنا ومع غيرنا . نحتاج هذا في التربية مع ابناءنا ، مع طلابنا ، مع أخواننا ، مع الدعاة ، مع المرضى ، مع كل مبتلى في أي أمر من أمور حياته . نقله من المحنة التي قد تشغل باله إلى المنحة .. فقال ينتظرك مستقبل عظيم .. فبدلاً من أن يجعله يعيش في مشكلة البلاء ، وهو قد لا يتحمل ، أخبره بأنه لن يحدث له هذا المستقبل العظيم إلا بهذا البلاء . فقد هيأه نفسياً ، وجعله يعيش في هذا الأمر . مثال : الطبيب عندما يعالج المريض ، يخبره بأن العملية صعبة ، لكنها ستنجح بإذن الله ، وقد نجحت عملية فلان وفلان .. يعدّ له من نجحت عمليته ، وليس من مات بالعملية ، فيخفف عنه . يعقوب عليه السلام استخدم هذا الأسلوب مع ابنه ، فنقله النقلة الأخيرة ، وجعل الابن بدل ما يعيش في هم الابتلاء الذي جاء في الرؤيا ، يعيش في لذة النصر والشرف والعز . " وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ " منح ، منح ، منح عظيمة جداً ، لا تُعادل المحن التي ستحدث . نحتاج هذا في التربية مع ابناءنا ، مع طلابنا ، مع أخواننا ، مع الدعاة ، مع المرضى ، مع كل مبتلى في أي أمر من أمور حياته . هذا منهج قرآني .. لما بدأوا يدلونه في البئر ، ماذا قال الله جلّ وعلا ؟ هو الآن ليس معه أب ، لكنه معه ربه . " وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ " بدل أن يكون مهتم في هذا البئر ومصيره ، ينقله الله نقلة عظيمة .. " أَوْحَيْنَا " : هو الإلهام ، والإلهام أن يكون في نفس الإنسان ولا يستطيع له دفعاً . فهذا إلهام ، وليس جبريل جاءه يخبره . كما أوحى الله إلى أم موسى " وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ " ، فتح الله لها آفاق . وهذا قريب من حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( لقد كان فيمن قبلكم محدَّثون ، فإن يكن في أمتي ، فـعمر ) . يشرح صدر الإنسان لعمل وقوة لا يستطيع له دفع ، ولو أن الناس ضده . فـ يوسف وهو في ظلمة البئر وحيد ينقله الله نقلة عظيمة .. الحكمة تكمن في هذا الأسلوب الذي نحتاجه مع ابناءنا ومع غيرنا . هذه قصة حدثت لأحد الخلفاء : رأى رؤيا بأن أسنانه سقطت ، فأمر بمعبر ليُعبر له رؤياه ، فجاءوا له به .. قال له : سيموت كل أهلك وتبقى أنت . فقال : اجلدوه ، واطردوه . فماذا يريد بملكه ما دام أن كل أهله سيموتون ؟ فنادى بُمعبر ثاني ، فقال له : هنيئاً لك ، هذا دليل على طول عمرك . فأمر له بعشرة الآف . وبالتأكيد إن طال عمره مات أهله ، فالنتيجة واحدة ، لكن الأسلوب الأخير أسلوب حكيم ذكي ، بليغ ، يناسب المقام . نحن دوماً لا نوفق في التعبير ، لا نوفق فيما نريد أن نصل إليه بأسلوب حكيم ، هاديء ، رزين .. مع الأسف .. ضعفنا ، وجهلنا ، وقلة علمنا .. يجعلنا نقع في إشكالات .. فأحياناً يُصاب الإنسان بصدمة نفسية بسبب تلقي خبر مزعج ! من الوقفات العظيمة في هذه الآية أن رؤيا الأطفال تقع ، وقد يكون لها شأن عظيم في الأمة . * د . ناصر العمر
|
06 Feb 2011, 09:36 PM | [ 2 ] | ||||||||
مراقب عام
|
رد: آيـــات للســـائلـــيـــن [ 5 ]
جواهر الله يجزاكِ خير ويجعل ماتقومين به في كفتا ميزان اعمالك يوم العرض على ربكِ . ولكِ تحياتي |
||||||||
08 Feb 2011, 04:14 AM | [ 3 ] | ||||||||
|
رد: آيـــات للســـائلـــيـــن [ 5 ]
بارك الله فيك خيال الشدادين .. أشكر لك حضورك .. |
||||||||
08 Feb 2011, 01:25 PM | [ 4 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
رد: آيـــات للســـائلـــيـــن [ 5 ]
جـــزاك الله الف خــير والله يعطيك الف الف عاافية |
||||||||
09 Feb 2011, 05:11 AM | [ 5 ] | ||||||||
|
رد: آيـــات للســـائلـــيـــن [ 5 ]
وياك راؤولة والله يعافيك على حضورك .. |
||||||||
09 Feb 2011, 04:10 PM | [ 6 ] | ||||||||
|
رد: آيـــات للســـائلـــيـــن [ 5 ]
|
||||||||
09 Feb 2011, 08:54 PM | [ 7 ] | ||||||||||||||||||||||||||||
عضوة متميزة
|
رد: آيـــات للســـائلـــيـــن [ 5 ]
لاأله الا الله أسلوب حكيم وكثير من يتغافل عنه الله يجزاك كل خير ياجواهر ويبارك في جهودك |
||||||||||||||||||||||||||||
09 Feb 2011, 09:19 PM | [ 8 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
رد: آيـــات للســـائلـــيـــن [ 5 ]
حياك الله أختي المبدعة جواهر وأهلاً بك من جديد هنا وفي هذه السلسلة الطيبة من هذه الآيات والتي ندعو الله أن يعم الجميع بنفعها ويجزاك عنا خير الجزاء |
||||||||
10 Feb 2011, 08:24 PM | [ 9 ] | ||||||||
|
رد: آيـــات للســـائلـــيـــن [ 5 ]
جزاك الله خير شيهانة .. أشكر لك حضورك .. |
||||||||
10 Feb 2011, 08:26 PM | [ 10 ] | ||||||||
|
رد: آيـــات للســـائلـــيـــن [ 5 ]
وياك سديم .. الله يجزاك خير أشكر لك حضورك .. |
||||||||