وكأنها قرون ......
أنه قصري أنا وأسكنه لوحدي ......
ولم يدخل به أحد غيري أبدآ ........
منذ بنائه إلى اليوم ......
وأعلم بأنه لن يدخل به أحد غيري قط ......
إلى أن يصبح ترابآ فهو خلق لي ....
نعم خلق لي لأن القصر هذا هو جسدي الخاوي الذي يحتوي روحي .......
فأجسادنا جميعآ كقصور تمكث بها أرواحنا الضئيله .....
وأجسادنا مثل المنازل التي تخفي وراء جدرانها أسرار البشر التي لا تحصى .......
وأجسادنا تخفي أسرار أرواحنا المختلفه ......
فهناك من يخفي وراء جسده روحآ شريره وقاسيه ونتنه ......
وهناك من يخفي وراء جسده روحآ طيبه ودافئه وعطره ......
والأجساد قل ماتفصح عن حقائق الروح التي تحويها ......
لأن الأجساد كالأقنعه ......
فبعضها تظهر لنا ملامح الطيبه ......
وأنغام الحب .....
وعبير الصفاء .....
ولكن كل هذا بمثابة قناع يخفي وراءه تلك الروح الشريره ......
والبعض الأخر يظهر ملامح القسوه .....
ومدافع الغضب ....
وبارود الكبرياء .....
كي يخفي صفاء قلبه ...
وعبير عواطفه الجياشه ....
وبحور حنانه العميقه .....
خوفآ من غدر الأرواح الشريره المتخفيه وراء بعض الأجساد .....
وهناك من يخفيها دون أن يعلم أنه يخفيها .....
لأن بعض الأشخاص تؤثر بهم بعض المواقف في مراحل الطفوله ....
إما من الطريقة التي ترعرع بها .....
أو من مواقفآ عابره من شدتها لاتنسى وتبقى في خزينة العقل الباطن ....
تؤثر بالأشخاص دون أن يشعرون .....
ورغم تأثيرها بهم فهم لايذكرونها حتى لو ذكرو بها ....
يرون أنها مواقف عابره كانت من الماضي .....
وتكون ردة فعلهم أمامها عاديه حين يذكرون بها .....
رغم أنها تتحكم بأنطباعاتهم وسلوكياتهم .....
وهناك من يخفي جمال روحه وراء قناعه الجسدي .....
أعتقادآ منه بأن إظهارها يعني الأستسلام والضعف ....
وهذا مايولد الحزن في قلوب بعض المحبين ....
ولكن ..... ما الفائده من هذا الجمال الروحاني وهو محبوسآ داخل أجسادنا ....؟؟
متى يحين وقت أظهاره ....؟؟
وهل الأنسان يعلم كم سيعيش .....؟؟؟
فربما بين ليلة وضحاها تخرج هذه الروح من قصرها .....
مهاجرة إلى الأبد ....!!!
قبل أن يحين الوقت الذي نحدده لأظهار جمال أرواحنا ....
حين لاينفعنا الندم حين يصبح القصر ترابآ وعظامآ مجوفه ومهجورة تحت الأرض ....
حينها ماذا سنقول لهذه الخصال الرائعه ...؟؟
وكيف نبرر لها أعوام حبسها وتجاهلنا لقيمتها...!!!؟؟
لماذا نبخل بما أسخاه لنا خالقنا ..
لماذا نخفي ماأمرنا الله بأظهاره ...
إنها نعمة وهبها لنا الخالق ونحن نكرناها ...
لماذا نجعل الضعف قوه والقوة ضعف ...
عندما نعتقد بأن إظهار جمال أرواحنا ضعف وإظهار قباحتها قوة تنجينا ....؟؟
لما نحجب مايحبه الله فينا ...
ونتفاخر بما يغضب الله علينا ....
لماذا أهملنا بساتين الصفاء إلى أن ذبلت ...
بينما نحرص على غرس أشواك الشر وريها ...
لماذا قسونا على هذه الخصال الرائعه وجعلناها حبيسة في أجسادنا منذ ولادتها إلى مماتها ....
لماذا تجاهلنا حقوقها علينا وقتلنا متعتنا بالنظر إلى نشوة من يستحقها حين نظهرها ....
لماذا حرمنا خصالنا الطيبه من ممارسة وظيفتها الأساسيه ....
لأن الله لم ينعم علينا بها لنكبتها ونحبسها ونخفيها ونحرم من يستحقها بالتمتع بها ...
ونحرم أنفسنا من الأجر والثواب عند الله ...
(والأبتسامة في وجه أخيك المسلم صدقه)
فمابالك لو أسعدته بالعطاء وأحترمته بالأصغاء وأحببته بالتواضع ...
ماذا ستكون ردة فعلك حين ترى أنك سبب سعادة من حولك لأنك أحتويتهم بحنانك وساندتهم
وخففت عنهم ماتستطيع تخفيفه ....
أظهر فطرتك الطيبه وتمتع بها ودع من يحبك ينعم بها دون أي خوف أو تردد ....
أجتهد كي تنال مكافئتك من الله عز وجل ....
أحبتي قصورنا التي هي أجسادنا بحاجة أهتمامنا بجوهرها قبل مظهرها ....
فلنطهرها ونزينها ونعطرها بأرواحنا الطيبه ....
قبل أن نموت ونترك وراءنا قصورآ نتنه هالكه لا أثر لها ولا ذكرى ....
من منا لايحب أن يذكر بكل خير بعد رحيله ....
أجسادنا كالقصور وأجساد من حولنا كالجيران .....
أحفظ حق جارك وجاوره بالأحسان فربما ترحل قبل رحيله فكن خير جار في كل مكان وزمان ....
م/ن