آخر 10 مشاركات |
مختارات | أصعبُ شيء في الحياةِ أنْ يعرفَ الإنْسَانُ نَفْسَه، وأسْهَلُ شيء أنْ يَنصحَ غَيْرَه |
|
|||||||||||||||||
قذف المحصنات من كبائر الذنوب
بسم الله الرحمن الرحيم لقد حرّم الله تعالى على المسلم الاستطالة في عرض أخيه المسلم ( و سواء في هذا الحكم الرجال و النساء ) . قال تعالى : ( وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا ) [ الأحزاب : 58 ] . و المعنيّون بالوعيد في هذه الآية هم الذين يستطيلون في أعراض المسلمين ظلماً و عدواناً ( أي ينسبون إليهم ما هم برآء منه لم يعملوه و لم يفعلوه " فقد احتملوا بهتاناً و إثماً مبيناً " و هذا هو البَهت الكبير : أن يحكيَ أو ينقل عن المؤمنين و المؤمنات ما لم يفعلوه على سبيل العيب و التنقص لهم ) كما قال ابن كثيرٍ في تفسيره . و قال جلّ و علا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [ النور : 23 ] . قال ابن جرير : ( نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَة فِي شَأْن عَائِشَة , وَ الْحُكْم بِهَا عَامّ فِي كُلّ مَنْ كَانَ بِالصِّفَةِ الَّتِي وَ صَفَهُ اللَّه بِهَا فِيهَا . وَ إِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ أَوْلَى تَأْوِيلاته بِالصَّوَابِ ; لأَنَّ اللَّه عَمَّ بِقَوْلِهِ : " إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَات الْغَافِلات الْمُؤْمِنَات " كُلّ مُحْصَنَة غَافِلَة مُؤْمِنَة رَمَاهَا رَامٍ بِالْفَاحِشَةِ , مِنْ غَيْر أَنْ يَخُصّ بِذَلِكَ بَعْضًا دُون بَعْض , فَكُلّ رَامٍ مُحْصَنَة بِالصِّفَةِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي هَذِهِ الآيَة فَمَلْعُون فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَة وَ لَهُ عَذَاب عَظِيم , إِلا أَنْ يَتُوب مِنْ ذَنْبه ذَلِكَ قَبْل وَفَاته , فَإِنَّ اللَّه دَلَّ بِاسْتِثْنَائِهِ بِقَوْلِهِ : " إلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْد ذَلِكَ وَ أَصْلَحُوا " عَلَى أَنَّ ذَلِكَ حُكْم رَامِي كُلّ مُحْصَنَة بِأَيِّ صِفَة كَانَتْ الْمُحْصَنَة الْمُؤْمِنَة الْمَرْمِيَّة , وَ عَلَى أَنَّ قَوْله : " لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَة وَ لَهُمْ عَذَاب عَظِيم " مَعْنَاهُ : لَهُمْ ذَلِكَ إِنْ هَلَكُوا وَ لَمْ يَتُوبُوا ) . و روى أبو داود في سننه و أحمد في مسنده بإسنادٍ صحيحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ ) . و المنهي عنه في هذا الحديث هو إطالة اللسان في عرض المسلم ؛ باحتقاره و الترفع عليه , و الوقيعة فيه بنحو قذفٍ أو سبٍ , و إنما يكون هذا أشد تحريماً من المراباة في الأموال لأن العرض أعز على النفس من المال ، و لمّا كان القذف من أشنع الذنوب ، و أبلغها في الإضرار بالمقذوف و الاساءة إليه ، كان التحذير منه في القرآن الكريم شديداً ، و مقروناً بما يردع الواقع فيه من العقوبة . قال تعالى : ( وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَ لا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) [ النور : 4 ] . قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية : ( يقول تعالى ذكره : و الذين يشتمون العفائف من حرائر المسلمين , فيرمونهن بالزنا , ثم لم يأتوا على ما رموهن به من ذلك بأربعة شهداء عدول يشهدون عليهن أنهم رأوهن يفعلن ذلك , فاجلدوا الذين رموهن بذلك ثمانين جلدة , و لا تقبلوا لهم شهادة أبداً , و أولئك هم الذين خالفوا أمر الله و خرجوا من طاعته ففسقوا عنها ) . و قال الحافظ ابن كثيرٍ رحمه الله : ( هذه الآية الكريمة فيها بيان حكم جلد القاذف للمحصنة ؛ و هي : الحرة البالغة العفيفة فإذا كان المقذوف رجلا فكذلك يجلد قاذفه أيضا ، وليس فيه نزاع بين العلماء ... و أوجب الله على القاذف إذا لم يُقم البينة على صحة ما قال ثلاثة أحكام : أحدها : أن يجلد ثمانين جلدة . الثاني : أنه ترد شهادته أبداً . الثالث : أن يكون فاسقاً ليس بعدل لا عند الله و لا عند الناس ) . و القذف الذي يوجب الحد هو الرمي بالزنا أو اللواط أو ما يقتضيهما كالتشكيك في الأنساب و الطعن في الأمّهات تصريحاً ، وقال بعض العلماء : ( للقذف شروط عند العلماء تسعة : شرطان في القاذف ؛ و هما : العقل و البلوغ ; لأنهما أصلا التكليف , إذ التكليف ساقط دونهما . و شرطان في الشيء المقذوف به , و هو : أن يقذف بوطء يلزمه فيه الحد , وهو الزنى و اللواط ; أو بنفيه من أبيه دون سائر المعاصي . و خمسة من المقذوف ؛ و هي : العقل و البلوغ و الإسلام و الحرية و العفة عن الفاحشة التي رمي بها ، كان عفيفاً من غيرها أم لا ) . فالوقوع في الأعراض بالتلميح أو التصريح من الذنوب الكبائر ، الموجبة للتوبة و استباحة من تسببت في الإساءة إليه ، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مالٌ و لا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ . و التوبة من القذف كالتوبة من الغيبة من حيث حكمها و كيفيّتها و شروط قبولها ، هذا ، و الله المستعان ، و عليه التكلان و الحمد لله ربّ العالمين . منقول من كلام د أحمد نجيب مع بعض التصرف
|
29 Dec 2008, 12:44 AM | [ 2 ] | |||||||
عضو متميز
|
جزاك الله خير اخوي طلال الشدادي |
|||||||
29 Dec 2008, 02:45 PM | [ 3 ] | ||||||||
زهرة المنتدى
|
بارك الله فيك اخوي وجزاك الله كل خير دمت برعاية الله |
||||||||
31 Dec 2008, 10:30 PM | [ 4 ] | |||||||
عضو متألق
|
بارك الله فيكم وحياكم الله .......... |
|||||||
01 Jan 2009, 07:09 PM | [ 5 ] | ||||||||
كلامه يقوطر عسل
|
أبو عبدالرحمن جزاك الله خير وبارك الله فيك |
||||||||
01 Jan 2009, 07:37 PM | [ 6 ] | ||||||||
عضو متميز
|
جزاكِ الله خير وكتبها الله بميزان حسناتك شكري وتقديري |
||||||||
01 Jan 2009, 07:42 PM | [ 7 ] | ||||||||
شاعر
|
بارك الله فيك اخوي وجزاك الله كل خير |
||||||||
03 Jan 2009, 06:44 PM | [ 8 ] | ||||||||
نائب المشرف العام
|
أبو عبدالرحمن جزاك الله كل خير وجعلها في موازين حسناتك دمت بحفظ الرحمن أبو حسام |
||||||||
05 Jan 2009, 09:00 PM | [ 9 ] | |||||||
المراقبة العامة
|
بارك الله فيك أخوي الفاضل .. حُرمة قذف المحصنة شديدة نسأل الله العلي العظيم أن يُرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويُرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه .. |
|||||||
05 Jan 2009, 09:40 PM | [ 10 ] | |||||||
عضوة متميزة
|
من هذا يتبين لنا خطر اللسان وما يترتب على ألفاظه من مؤاخذات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ) وقال تعالى : ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) فيجب على الإنسان أن يحفظ لسانه ، ويزن ألفاظه ويسدد أقواله ، قال الله تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا جزاك الله خيراً أخي الكريم ونفع بك وبما قدمت |
|||||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فقة الذنوب | أبو سفر | المنتدى الاسلامي | 10 | 07 Jan 2008 05:45 PM |
لبيك غفّار الذنوب !! | أخت الرجال | المنتدى الاسلامي | 19 | 18 Dec 2007 08:25 AM |
فوائد ترك الذنوب | عيد الشدادي | المنتدى الاسلامي | 22 | 16 Dec 2007 07:07 AM |
مكفرات ................الذنوب | الضحيان | المنتدى الاسلامي | 9 | 31 Aug 2007 04:01 PM |
مساكين اهل الذنوب؟ | ابو الخطاب | المنتدى الاسلامي | 4 | 22 May 2006 10:58 AM |
|