|
|||||||||||||||||
ضابط يبيع روحه لله
ضابط يبيع روحه لله النقيب سامي بن خالد الحمود عضو إدارة الشؤن الدينية في الأمن العام ومكافحة المخدرات سابقاً بطل هذه القصة .. بطل بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، النقيب عبدالرحمن بن محمد النقيدان .. شاب صالح من شباب هذا الوطن .. متزوج ولـه ولدان وبنت .. أكبرهم محمد يدرس في المرحلة الابتدائية . درس أبو محمد الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم .. ثم التحق بكلية الملك فهد الأمنية وتخرج منها عام 1409هـ برتبة ملازم .. وعين في جهاز مكافحة المخدرات بالقصيم . وبعد سبع سنوات نقل عبد الرحمن إلى منطقة تبوك . وفي تبوك كان النقيب عبدالرحمن مثالاً للمجاهد الصادق الذي يذود عن دينه ووطنه بكل ما يملك .. فلو رأيته في ساحة الميدان لرأيت الأسد الذي يرهب المجرمين بقوته وشجاعته .. ولو رأيته في دور القضاء الشرعي لرأيت الطود الشامخ في ثباته على مبدئه ، وحفاظه على أمن مجتمعه . وعلى صعيد ليس ببعيد .. تجتمع عصابة من مروجي المخدرات في منطقة الجهراء بتبوك .. وما هي إلا فترة وجيزة وتكتشف الأجهزة الأمنية خبر هذه الشرذمة .. وتوضع على الفور خطة محكمة لمداهمة هذه العصابة في وكرها .. وكان النقيب عبدالرحمن أحد أبطال هذه المهمة الشريفة . تنتقل الفرقة إلى مواقعها المحددة .. وفي الطريق يحل موعد صلاة العشاء .. يجتمع أعضاء الفرقة ويتقدمهم عبدالرحمن ليصلي بهم إماماً .. يكبر فيكبرون وراءه .. وفي الركعة الأخيرة يرفع عبدالرحمن رأسه من الركوع : سمع الله لمن حمده .. ثم ينتصب قائماً ، وبينما المصلون ينتظرون سجوده ، إذ رفع يديه إلى السماء قانتاً لله قنوت النوازل : اللهم ثبتنا .. اللهم انصرنا .. اللهم أعنّا .. يرفع أعضاء الفرقة أيديهم وراءه في ذهول ويؤمنون على دعائه : آمين .. آمين .. وإذا بالمجاهد المؤمن يسأل الله الشهادة !!! ما الذي حدث ؟ .. كيف خرجت هذه الكلمات؟.. أهو إحساس إيماني ؟ أم هو إلهام رباني؟ لنتابع معاً أحداث القصة . بعد الصلاة .. يوصي النقيب عبدالرحمن زملاءه بالإخلاص ، ويشحذ هممهم أمام هذه المهمة الصعبة . تصل القوة إلى الموقع المحدد .. ويصّر عبدالرحمن على أن يكون في المواقع المتقدمة . وعند الساعة الثامنة مساءً بدأت العملية .. وهجمت الفرقة على العصابة . ومع بدء المداهمة تبادر العصابة الفرقة بطلقات نارية غاشمة .. وعلى الرغم من رهبة الموقف إلا أن هذه الطلقات لم تكن لتوهن عزيمة الفرقة المؤمنة . وأمام ثبات رجال الأمن تولي العصابة المجرمة أدبارها في منطقة برية مكشوفة .. تواصل الفرقة المؤمنة مطاردتها للعصابة ، وتضيق عليها الخناق .. وعبد الرحمن ثابت في المقدمة .. يناوش الأعداء بسلاحه .. وهو يرى الموت أمامه . وفي لحظة قاتلة تنطلق رصاصة غادرة صوب الفرقة .. وعبر الهواء الساخن تشق الرصاصة طريقها .. تبحث عن مستقر لها .. فلا تجد أمامها سوى رأس عبد الرحمن .. تخترق الرصاصة رأسه فيخر صـريعاً .. ويصاب ثلاثة من ضبـاط الصف برصاصات أخرى . ينقل المصابون إلى المستشفى .. وتستمر المطاردة إلى الساعة الثالثة فجراً .. حيث ألقي القبض على جميع أفراد العصابة البالغ عددهم أحد عشر رجلاً .. وتضبط معهم كمية كبيرة من المخدرات والأسلحة . يعود أعضاء الفرقة فيفاجأون بالنبأ المحزن .. أحسن الله عزاءكم في البطل القدوة النقيب عبدالرحمن .. فإذا الدموع كلها على الخدود .. وإذا الفرقة كلها تبكي وهي تودّع بطل الميدان ، وقدوة الإيمان . وينتشر الخبر فيهرع أهل الفقيد إلى تبوك لاستلام الجثمان ، ثم يعودون إلى القصيم . وفي مطار القصيم .. تحط الطائرة رحالها .. وينزل منها ركابها .. وإذ بزوجة الفقيد تنزل من سلم الطائرة .. تسوق أمامها أطفالها الثلاثة .. وتحمل في بطنها جنينها الرابع .. وعند سلم الطائرة ، تلتفت الزوجة المكلومة وإذا بالتابوت يحمل من الطائرة إلى المطار .. تلقي هي وأولادها آخر النظرات على الجثمان الطاهر ، فتنهمل دموعها وهي تبكي ، وتبكي من حولها . لقد مات البطل .. ولكن .. عزاؤهم وعزاؤنا جميعاً .. هذه الخاتمة الحسنة لمجاهد نرجو الله أن يتقبله في عداد الشهداء . نعم .. لقد مات البطل .. مات .. ليحيا حياة أخرى .. هي خير وأبقى من هذه الحياة .. . { وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } والله لا نقول لذويه ومحبيه : صبراً فحسب .. بل نقول : هنيئاً لكم هذه الخاتمة المشرقة . لقد كتب الله عز وجل على كل حي مصرعه ، فهو مدركه لا محالة .. لكن تظل مصارع الشهداء وذكرياتهم شواهد صدق ، وبراهين حق على إكرام الله ومحبته لهم . نسأل الله أن يتقبل فقيدنا في ركب الشهداء المخلصين ، وأن يرفع درجته في المهديين ، إنه سميع قريب . وقد أبت القريحـة المكدودة .. إلا أن تجود بهذه الأبيات المعدودة .. إجلالاً لهذا الفارس الذي ترجل عن جواده .. سميتها ( صدى الحادي ) .. أقول فيها :
خطبٌ كسى أرض الشمال كآبة = لبست تبوك به رداءً أسودا أتبوكُ لا تبكي أسىً وتجلّدي = فلكَم يراق دم الشريف ليُحمدا وتضرّعي للحق جل جلاله =أن يـُشهـِد ابناً في الثرى قد أوسدا * * * * * *
يا عاذلي فيما أقول عن الشهيد = كفاك قول رسول ربك أحمدا من مات في ذات الإله دماؤه =يوم التلاق تفوح مسكاً أجردا والله أصدق شاهد بحياته = مستبشراً بلُـقى الكرام مخلدا قد ودّع الدنيا، نعم .. لكنه =في جنة الفردوس يحيا سرمدا * * * * * *
صورٌ تهادى فوق ساحات الوغى = بابن النقيدان اشمخرّت سؤددا برقٌ لساحات الجهاد .. وصـوتـه =رعدٌ يثير الرعب في وجه العدا تزجيه آمال من الدر النفيس = سناه يشرق بالكرامة مصعدا نورٌ على نورٍ كرندٍ فاح من = وردٍ على درب الهدى قد أوردا من أمة كالغيث في أمجادها = في عقدها الياقوت يتلو العسجدا * * * * * *
إن حلّ بالميدان أبرز صدره = وإذا يـَشيمُ الموت فيه استأسدا سمعاً لأمر الله حبَّ لقائه = فمناه في دنياه أن يستشهدا ومناه في الأخرى لقاء أحبة =جعلت لهم جنات عدن موردا فسقاك رب العالمين بمـنّـه = من فيض رحمته سحاباً أبردا * * * * * *
فإلى الأمام .. بني المكافحة الخطى =وعلى الدوام .. عدوكم لن يصمدا وخذوا من الليث المناضل قدوة = فمثاله أكـرم بـه أن يقتدى قولوا لعين قـد بكت لفراقـه : = أزف اللقاء بـجـنة المأوى غدا ذكراه تحدو الركب : بشراكم.. فهل = في ركبكم من نبرة الحادي صدى؟!! سامي الحمود مذكرات ضابط أمن مقالات ومحاضرات الصفحة الرئيسية قصص مؤثرة مواقع اسلامية
|
01 Feb 2007, 11:00 AM | [ 2 ] | |||||||
نائب المشرف العام
|
قصه حزينه جداً اسال الله ان يكون شهيداً من اجل الاسلام والوطن مشكور اخي العزيز |
|||||||
|
||||||||
01 Feb 2007, 04:52 PM | [ 3 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
نعم والله يا ولد الحوية إنها من القصص التي لا تنسى وقد ثبت الله النقيدان بالقول الثابت في الحياة الدنيا ونسأل الله أن يجعله ممن يأخذون كتبهم بأيمانهم يوم القيامة بارك الله فيك يا ولد الحوية |
||||||||
|
|||||||||
01 Feb 2007, 07:49 PM | [ 4 ] | ||||||||
عضوة متميزة
|
شكرآ على هالقصة |
||||||||
|
|||||||||
03 Feb 2007, 02:11 PM | [ 5 ] | ||||||
|
اسال الله ان يتقبله مع الشهداء |
||||||
04 Feb 2007, 12:44 AM | [ 6 ] | |||||||
عضو جديد
|
وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . |
|||||||
04 Feb 2007, 01:48 AM | [ 7 ] | |||||||
باحث ومؤرخ
|
انا لله وانا اليه راجعون رحمه الله واسكنه فسيح جناته شكرا اخي ولد الحويه |
|||||||
|
||||||||
08 Feb 2007, 02:33 PM | [ 8 ] | ||||||
|
انا لله وانا اليه راجعون الله يرحمه ويعوض الله خير تحياتي |
||||||
|
|||||||
23 Feb 2007, 05:17 PM | [ 9 ] | ||||||
|
قصه حزينه بالفعل .. اسأل الله تعالى ان يتقبله مع الشهداء والصالحين .. مشكور ياولد الحويه .. ولا هنت ياذيبان .. \\ \ |
||||||
|
|||||||
01 Mar 2007, 01:16 AM | [ 10 ] | ||||||||
عضو متميز
|
أتمنى أن يكون شهيداَ من الشهـداء .. شكرا خيو ولد الحويـه ع القصه المحزنـه .. دمت بخير عزيزي ..! |
||||||||
|
|||||||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
يجب رؤيه المخطوبه بملابس شفافه | بندر النايف | القسم العام | 10 | 02 Jun 2008 03:06 PM |
ناقة الرجوع لوادي رنيه ناصرالفراعنة | عيد الشدادي | قصائد مختارة | 19 | 01 May 2008 03:34 AM |
الزعيم يبدع وفي حائل يمتع | الشدادي 2000 | عالم الرياضة | 13 | 02 Apr 2007 08:27 PM |
ضابط يرثي نفسه ويموت بعدها بيومين | الولهان | قصائد مختارة | 9 | 15 Aug 2005 07:47 AM |
|