|
|||||||||||||||||
الغيث والمطر في القرآن
الغيث والمطر في القرآن .. تشيع كثيرا على ألسنة الناس كلمة (المطر) فيقولون: نزل المطر، وأمطرت السماء، وقلّ من يستخدم كلمة (الغيث) للتعبير عن نزول الماء من السماء، والحق أن جُل المعاجم اللغوية لا تفرق في المعنى بين الكلمتين، فالغيث عندهم بمعنى المطر، وفي الوسيط: الغيث: المطر، أو الخاص منه بالخير، وجمعه غيوث وأغياث والمطر : الماء النازل من السحاب وجمعه امطار .. فكيف عبّر القرآنُ عن الكلمتين، وهل هناك فرق بينهما ؟ هذا ما سنحاول توضيحه من خلال تأمل الآيات التالية - وردت حروف غيث في ستة مواضع من القرآن، أربعة منها في سور مكية., واثنين في سور مدنية. - ورد ت كلمة " الغيث " في القرآن (اسما معرفة) في موضعين، في قوله تعالى " إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِوَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ " لقمان34 - مكية وفي قوله تعالى " وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} الشورى 28 – مكية وجاءت (اسما نكرة) في موضع واحد في قوله تعالى " اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ " الحديد 20 - مدنية وجاءت حروف الكلمة في شكل فعل دال على طلب الغوث والنصرة في ثلاثة مواضع: في قوله تعالى "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ" الأنفال9 - مدنية وفي " وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ " الكهف29 - مكية وفي " وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ " الأحقاف17 - مكية ومن خلال استعراض الآيات السابقة نجد أن القرآن الكريم استخدم الحروف الثلاثة (غيث) فيما يدل على النفع والرحمة، أو الدلالة على طلب النفع أو الاستنجاد والنصرة. وأما كلمة المطر : فقد جاءت في تسعة مواضع في القرآن، سبعة منها مكية، واثنين في سور مدنية. جاءت (اسما) في قوله تعالى: "وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً } النساء 102 ( مدنية ) وفي " قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ " الأحقاف 24 وفي " وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ " الشعراء 173 وفي " وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ " النمل 58 وجاءت فعلا ماضيا مبنيا للمعلوم في خمسة مواضع ومبنيا للمفعول في موضع واحد قوله تعالى: " وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} الأعراف 84 وفي " فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ " هود 82 وفي" - {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ" الحجر 74 وفي "وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُوراً" الفرقان 40 وفي " وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ" الشعراء 173 " وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ" النمل 58 ووردت (فعل أمر) في سياق التحدي والعناد من الكافرين في موضع واحد في قوله تعالى " وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ" الأنفال 32 (مدنية) وبالنظر إلى الآيات الواردة في المطر نجد أن القرآن استخدمها مع الأذى، ونزول العذاب، ولعل استخدام القرآن لكلمتي (الغيث والمطر) بهذا التشكيل الصيغي كان استخدما دقيقا للتفرقة بين دلالة الغيث على النفع والرحمة، ودلالة المطر على الأذى والضرر والعذاب.
|
02 Nov 2018, 11:33 AM | [ 2 ] | ||||||||
مؤسس شبكة الشدادين
|
رد: الغيث والمطر في القرآن
بالفعل هناك فرق بين الغيث والمطر كما بين القرآن الكريم وهو مرجعنا اللغوي الأول وسبحان من فصّل كل شيء تفصيلاً شكراً لك محب الصوم والله يجزاك كل خير |
||||||||
02 Nov 2018, 12:01 PM | [ 3 ] | ||||||||
عضو متميز
|
رد: الغيث والمطر في القرآن
أول مرة أعلم عن هذه المعلومة لكن ديننا الحنيف وقرآننا الكريم لم يترك لنا تشريعاً ولا منهاجاً إلا وضحه فسبحان الله العلي العظيم |
||||||||
07 Nov 2018, 09:27 AM | [ 4 ] | |||||||
عضو متميز
|
رد: الغيث والمطر في القرآن
صحيح أن كلمة مطر ورد في القرآن تعني العذاب ولكن هناك قاعدة لابد معرفتها وهي : (أن الكلمة تختلف معناها باختلاف صياغها) يعني : إذا ورد المطر في صياغ المعذبين فهذا المطر مطر عذاب ، ولا ينبغي أن نستنبط قاعدة عامة أن كل كلمة مطر تدل على العذاب ولذلك ينبغي معرفة ماقبل وبعد الصياغ ليعرف أهو مطر عذاب أو رحمة ، وفي السنة النبوية استخدمت كلمة المطر كما جاء في الحديث : عن أنس قال : أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر -قال- فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه المطر فقلنا يا رسول الله لِمَ صنعت هذا : قال لأنه حديث عهد بربه . فهذا يدل أن المطر مطر رحمة . والله ولي التوفيق . |
|||||||
07 Nov 2018, 04:58 PM | [ 5 ] | |||||||
فراشة المنتدى
|
رد: الغيث والمطر في القرآن
موضوع جميل وقرأت عنه قبل شكرا على زيادة معلوماتنا وجزيت خيرا تم الإرسال من SM-J710F باستخدام Tapatalk |
|||||||
07 Nov 2018, 06:48 PM | [ 6 ] | ||||||||
|
رد: الغيث والمطر في القرآن
_
جزاك الله خير على الإيراد الطيب وجعله بميزان حسناتك |
||||||||
07 Nov 2018, 07:24 PM | [ 7 ] | |||||||
عضو متميز
|
رد: الغيث والمطر في القرآن
جزاك الله خير اخوي محب الصوم على التوضيح وذكرت كلمة المطر في بعض الاحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال كنَّا معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ في سفَرٍ، فأصابنا مطرٌ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم: من شاءَ فليصلِّ في رَحلِهِ خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عامَ الحديبيةِ ، فأصابَنا مطرٌ ذاتَ ليلةٍ ، فصلى لنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صلاةَ الصبحِ ، ثم أقبلَ علينا، فقال : أتدرون ماذا قال ربُّكم ؟ قلنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . فقال : قال اللهُ : أصبَحَ مِن عبادي مؤمنٌ بي وكافرٌ بي ، فأما مَن قال : مُطِرْنا برحمةِ اللهِ وبرزقِ اللهِ وبفضلِ اللهِ ؛ فهو مؤمنٌ بي ، كافرٌ بالكوكبِ . وأما مَن قال : مُطِرْنا بنجمِ كذا وكذا ، فهو مؤمنٌ بالكوكبِ كافرٌ بي. الراوي: زيد بن خالد الجهني المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 4147 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] |
|||||||